صراعات دارفور القبلية هي المهدد الأكبر

محجوب محمد صالح
رغم انحسار حدة المواجهات بين حركات دارفور المسلحة والقوات الحكومية فإن الصراع القبلي الدموي الذي يدور في ذلك الإقليم فاقت خطورته على النسيج الاجتماعي خطورة المواجهات بين حملة السلاح والحكومة، وبات يهدد بشكل كبير النسيج الاجتماعي خاصة في ظل انتشار السلاح غير الشرعي في أيدي المواطنين وانتشار الميليشيات ومشاركة بعض الجماعات المسلحة المحسوبة على الحكومة.
الصراع القبلي في دارفور ليس ظاهرة جديدة فهي ظاهرة قديمة متجددة ولكنها كانت محدودة وقليلة الضحايا؛ لأن معاركها كانت تدور بأسلحة تقليدية تخلف عددا قليلا من الضحايا، ولكنها الآن تحولت إلى معارك شرسة تدور بين متحاربين يملكون مهارات قتالية عالية وأسلحة قتالية فتاكة ومتطورة، ما يضاعف عدد الضحايا ويلحق دماراً بالممتلكات ويشرد الآلاف ويودي بحياة المئات إضافة إلى عدد الجرحى وإهدار الموارد، وأسوأ من ذلك كله أنه يؤدي إلى تشظي الإقليم وسيادة ثقافة العنف وتمزيق النسيج الاجتماعي، ما يجعل استعادة الإقليم لأمنه واستقراره أمرا بالغ الصعوبة حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام، والتزمت به كل الأطراف بها.
خلال تاريخها القديم كانت الصراعات تحسم من خلال مؤتمرات الصلح التي يلعب فيها الوسطاء (الأجاويد) دوراً كبيراً وتسهم الحكومة المركزية من موقعها المحايد في دعم وتنفيذ مخرجات مؤتمرات الصلح، أما الآن فإن أسباب الصراع باتت أكثر تعقيدا والمركز أصبح جزءا من الصراع وهو متهم بالانحياز لطرف دون الآخر والميليشيات باتت أكثر استقلالية ولا ترضخ للضغوطات القبلية ولا تعترف بالسطات القبلية ولا حتى بالسلطات المركزية أو الإقليمية، والتدخلات من دول الجوار أصبحت أكثر تأثيرا وتسرب السلاح منها للمنطقة أصبح أكثر سهولة.
الصورة تغيرت الآن تماماً خاصة بعد انهيار النظام الإداري خلال سنوات الحرب الأهلية التي دخلت عقدها الثاني وتجييش الحكومة للميليشيات ومدها بالسلاح وانعكاسات الحرب التشادية الليبية ثمانينيات القرن الماضي وما أفرزته من نتائج سالبة على الأوضاع في دارفور، وما صحب ذلك من دخول أسلحة حديثة ومتطورة ودخول مهاجرين من دول الجوار في غرب إفريقيا واحتلالهم أراضي بعض القبائل الدارفورية وتحالفهم مع بعض قبائلها ضد القبائل الأخرى، واستعانة الحكومة بميليشيات قبلية لمواجهة الحرب الأهلية كل ذلك زاد الواقع تعقيداً وخطورة.
وإذا كانت صراعات الماضي تدور حول المنافسة المحتدمة بين القبائل بالنسبة للموارد الطبيعية لأغراض الزراعة والرى فإن الجفاف والتصحر أخرج أراضي كثيرة من الدورة الإنتاجية فتناقصت الأراضي المنتجة، ما زاد الصراع حول ملكية الأرض اشتعالاً. كما أن متغيرات مستجدة زادت من حدة ذلك الصراع بسبب ثروات باطن الأرض التي ظهرت مؤخرا في الإقليم متمثلة في البترول والذهب، وقد جاء اكتشاف وتطوير هذه الثروات المعدنية وسط ظروف صراعية وعسكرية حادة داخل المجتمع الدارفوري ووجود الميليشيات الكثيرة والأسلحة الثقيلة، ما صعد من وتيرة المواجهات المسلحة حتى أصبح عدد ضحاياها يفوق عدد ضحايا الحرب الأهلية، واستعصت على الحلول التقليدية عبر مؤتمرات الصلح القبلية التي ظلت تنعقد وتنفض دون أن تحقق سوى هدنة مؤقتة في الصراع الممتد والمتطاول والمتجدد.
هذا هو التحدي الأكبر في دارفور اليوم وهو سيظل يشكل خطرا كبيرا حتى لو قدر للسودان أن يعالج أزمته السياسية الشاملة فإن هذه الصراعات التي امتدت لأجزاء واسعة وشملت قبائل كبيرة ستظل هاجسا للدولة حتى لو أنجزنا التحول الديمقراطي الذي نتطلع إليه، ومن أسف أن هذا الصراع القبلي لا يجد الاهتمام المطلوب ولا الدراسة المتعمقة بحثا عن وسيلة لمعالجة تداعياته هذه.
البعض يحاول أن يقنع نفسه بأن تراجع حدة المواجهات بين الحكومة والحركات المسلحة يعني عودة الاستقرار والسلام للمنطقة وهذا مجرد وهم، فالموقف في دارفور أسوأ مما كان والانفلات الأمني أشد خطورة والصراع القبلي يهدد بالتشظي، ويجعل من الصعب استعادة الأمن والاستقرار، والميليشيات المسلحة المنفلتة أكثر خطورة على مستقبل الإقليم من الحركات ذات الأهداف السياسية. لقد أصبحت الميليشيات الآن جيوشا عالية التدريب والتسليح، وتوصلت إلى تحالفات بين مجموعات مختلفة وبعضها تدرب ونشط في إطار برامج حكومية وبعضها لا يزال ينتسب للحكومة بصورة أو أخرى وبعضها متمرد على السلطة الإقليمية والمركزية، وحدة الصراعات بينها تزيد ولا تقل وهي مرشحة لأن تزداد عنفا بسبب التنافس على موارد الأرض المكتشفة حديثا من بترول ومعادن، ما يزيد في تطلعات بعض القيادات المحلية في الاستحواذ على الأراضي بقوة السلاح وإبعاد المنافسين الآخرين منها، وهذا هو السبب الذي يؤدي إلى فشل كل محاولات الصلح عبر الحوار وتجدد القتال كلما هدأت حدته قليلا.
هذه الأوضاع تحتاج إلى مقاربة جديدة للبحث عن حل يأخذ كل المتغيرات في الحسبان ويحقق حيادية السلطة المركزية والإقليمية واستعادة مفهوم التعايش السلمي بين القبائل ويحل مشكلات حيازة الأراضي.
العرب
شيء محزن للغاية.. متين تفهم القبائل انو الحرب ما من مصلحتهم ابداً.. الناس تكسب الوقت وتتعلم وتتطور بدل التخلف والدمار ما ليهو نهاية..
النافى الرسمي ابوصرمة نفى مشاركة القوات النظامية فى الحروب القبلية.. ومال التاتشر ده بلوحات شرطة ابو طيرة ديل ماشين سيرة؟؟
التحية والشكر الى كاتب المقال محجوب محمد واعتقد انه تحليل دقيق وسليم بشأن معضلات دارفور والمشاكل الاجتماعية التى تبلورت في المعارك بين مختلف القبائل والخاسر هو السودان وانسان دارفور ونسيجها الاجتماعى وأضف الى مقاله عامل عنصر أخرى يتعلق بمسألة التنافس السياسي بين أبناء الاقليم ب الخرطوم ومقتضى القوة النافذة التى يتمتع بها نفر منهم فير الاجهزة الامنية ومدى تأثيرها في حسابات الصراع القبلي على سبيل المثال الاشكال بين الرزيقات والمعاليا وبالرغم انه صراع قديم حول الأرض مذ اعوام منتصف الستينات ولكن اشكالهم اليوم تدخلت فيه حسابات السياسة والمصالح الذاتية ولامور الامنية المعقدة بكردفان وتبقى دارفور هى القشة التى فصمت ظهر البعير
كاتب المقال والاخوين المكعلقين (ابن كردفان و Adam Ibrahim) قلتم الحقيقة وهي مرة لكن هذه هي الحال والواقع المنتظر. ولا استطيع ان اضيف اكثر مما قلتم انتم لكن اؤكد بان وبعد حوالي 5 سنوات قادمة والله اعلم ستكون دارفور بلد تمارس فيه الافعال التي تفعلها داعش اليوم واخطر من ذلك. ربنا هون لنا في امورنا وثبت الايمان في قلوينا واجعلنا من الاتقياء والمؤمنين ووفقنا في ان نتمسك ويكون القرءان والسنة هما دستورنا في الحياة ولاتجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا يارب العالمين
من يغالط هذا الوصف والتحليل عليه الرجوع لصاحب المقال وهمومه وصدقه وتجرده ليجد أن الغرض هو تنفيد المشاكل التي عصفت بنا من جراء السياسات الفاشلة والإدارة العقيمة وعدم الدخول في الاسباب الجذرية لها.
أرجو التنبيه ألا نفرق دم الحروبات القبلية بدارفور بين قبائلها جميعا إذ أن هذه الحروبات تخص المجموعات العربية وحدها وهو في الحقيقة يحملونها في جيناتهم فحيثما حلوا خاقوا المشاكل بفعل همجيتهم حتى قال شاعرهم:
وأحياناً على بكر أخينا** إذا لم نجد إلاّ أخانا
فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب وهذا ما يحدث في دارفور حيث لم نسمع بالمقتل والحروبات بين قبائلها الأفريقية المستقرة مثلا بين الزغاوة والمساليت أو بين المساليت والفور أو بين الفور والداجو وهلم جرا، من الجانب الآخر لم ينقطع القتال يوما بين القبائل العربية زادت من حدتها السلاح القاتل الذى حصلوا عليها من الإنقاذ والسياسة التى طبقها نافع على نافع بإستجلاب مرتزقة الجنجويد من خارج الحدود والإستقرار في أراضى القبائل المستقرة بين طردهم منها وحرق قراهم.
إذا محاولة تعميم هذه الصراعات بين كل قبائل الإقليم أمر خاطئ ولكى نحدد الهدف للحل يجب أن نحدد الجانى وهى هذه القبائل.
انهيار النظام الإداري
الانقاذ هي المسئولة اولا واخيرا عن كوارث وطن ب اكملة لو لا سياسة فرق تسدد ما كان هذا الحال المائل ف الانقاذ يسعدها هلاك القبائل ويسعدها اكثر كل قبائل البلاد وليس دارفور فقط نهت الادارات الاهلية ووضعت خيالات ماته وزعت السلاح للكل ف مواطن دارفور مشهور بالصبر والتحمل اقسي الظروف يتحملها ب صدر رحب لماذا تحول الي انسان عنيق ومتوحش والله اشك بانه من دارفور المسخ الهمجي المتواجد حاليا اتي لدارفور من وراء الحدود لينشر الرعب في مواطنها الطيب المسكين شاهدنا وحوش افريقيا في بروندي ورواند وليبريا وانقولا وافريقيا الاوسطي هؤلاء ضربوا الرقم القياسي في الفوضي تلك البلاد لن تهدا ابدا نارها مادام مستوطنون جدد دخلوها
أرجو من أهلنا فى دارفور أن يتخلوا عن الصراعات القبلية والانشغال بالمصالح الذاتية لتفويت الفرصة على حكومة اللصوص فى الخرطوم ونكون صفا واحدا وتكون كلمتنا موحدة لازالة هذا السرطان الذى أصبح يدمر جسد السودان المتماسك أهله وزلزلة التسامح الذى كنا نتميز به على سائر الأمم .. تعالوا الى كلمة سواء .
حتى لا يتناسى السودانيون حقيقة ضلوع نظام الانقاذ في تجييش القبائل في دارفور ضد بعضها البعض ننقل لكم الحقائق التالية :
1- قامت بتجنيد المجاهدين حسبما يزعم الانقاذيين بتحديد ربط كتيبة لكل قبيلة ، و طبقاً لذلك تمنح القبيلة التي تحقق الربط مناصب و كيانات اعتبارية كالمحليات و المحافظات و غيرها .
2- القبائل التي تتأخر في تلبية احتياجات نظام الانقا> للموارد البشرية لتغ>ية حروبها المستعرة في جنوب البلاد وقتها يضيق عليها الخناق و تحارب في الخدمات جميعها لأنها طوابير ، فينبري نفر من قيادات الصف الثاني أو الانتهازيين من رجال القبائل فتسبدلهم الحكومة قسراً و يحققون مبتغاها ، وصل الامر لدرجة التباري في توفير المجاهدين و تزويد القبائل بأنواع الاسلحة .
3- هناك قادة لعبوا هذه الادوار القذرة منهم الجنيد حسن الاحمر ، و برهان !! و حريكة و غيرهم وفروا كميات مهولة من الاسلحة و الزخائر و وفروا حصانات عبر جهاز الامن و المخابرات و الاستخبارات العسكرية لمنسوبي هذه الكتائب فعاثت فساداً في الارض و عندما تفجرت الاوضاع في دارفور 2003 استجلبت النظام مرتزقة من دول افريقية النيجر و مالي للقتال.
4- قلت المواجهات بين الحكومة و الحركات فلم تجد هذه القبائل إلا ثاراتها القديمة و النظام يريد معاقبة بعض القبائل لوجود افراد منهم في الحركات .
ما يجب أن يتذكره الجميع أن النظام هو وراء كل هذه الحروب و يغطيها بالإنكار تارة و بالتعتيم الاعلامي تارة أخرى .
(هذا هو التحدي الأكبر في دارفور اليوم وهو سيظل يشكل خطرا كبيرا حتى لو قدر للسودان أن يعالج أزمته السياسية الشاملة)
هذا هو الخلل. الازمة والتقصير قديم منذ فجر الاستقلال.هذا الفهم الذى يتصور حلا سياسيا شاملا وفى ذات الوقت تبقى القبائل كما هي قبائل, هو الخلل.الحل لا يكون شاملا, ولا حتى جزئيا, الا لو انتقل بالقبائل الى دولة المواطنة.
الانقاذ نظام فى اصله هو عرقلة للمساعي التى قد تعالج مشكلات البلاد.
منذ البدء بناء دولة السودان هو حوار النخبة السياسية وهم حملة مشروع الحداثة مع مجتمعات المعارف المحلية, للانتقال من القبلية للمواطنة.
فشل مشروع بناء الدولة. اخذت الحكومات فرصتها. ولن, او صعب جدا تجدد الفرصة لمعالجة الفشل. ربما اخذ العالم الخارجي الامر بيده من جديد. ضاعت الفرصة.
ما معنى ان ينفي قائد فى الجيش الوطنى تدخله فى نزاع الرزيقات المعاليا.بدلا من ان يؤكد فصله بين المتحاربين .لا نعتقد ان معلوماته قاصرة عن فهم دور الجيش, لكن هو عمليا ضالع فى الانحياز لطرف. وهو اشد الفصول ايلاما بين خطايا الانقاذ. سلطة تطلق الرصاص فى كل الاتجاهات, الا لو كان اطلاق النار يفض النزاع ويفرض السلام.
وان شئنا الاهتمام النظري بما يجري نحن نسال هل حقا هي قبائل ام مليشيا ؟. اذ احسب ان العوامل التى ضربت دارفور دمرت بنية القبائل. والقبائل المدمرة يكون افرادها جند مليشيا لجنرال كان هذا الجنرال شيخ القبيلة. ام وفد من الخارج.