ايبولا (الحمى النزفية) في طريقها الى السودان عبر حدوده الغريبة

تقرير عاين

لقد اكتشف فايروس ايبولا عام 1976 في(انزارا) احدى مناطق مقاطعة غرب الاستوائية في السودان، وفي منطقة (يامبوكوك) في زائير- جمهورية الكونغو الديمقراطية الان ، وذلك عقب انتشار أوبئة كبيرة في المنطقتين ،وقد بلغ معدل الوفيات بفيروس إيبولا 90% من حالات الإصابة,وبعدها اصبح المرض معروفاً وانتشر بكثافة في الدول الافريقية ,حيث كان اخر ظهور له في غينيا الاستوائية في التاسع من فبراير الماضي ، وامتد ليشمل نيجيريا , ليبيريا, سيرليون وبعض الحالات المشتبه فيها في كل من تشاد ,كينيا والكاميرون ,وحتي الان اصيب بهذا المرض حوالى 3069 شخص وتوفي منهم 1552 شخص حسب اخر تقرير من منظمة الصحة العالمية.

ظهور المرض

اثار مخاوف عالمية وبالضرورة محلية في السودان لاسيما في اقليم دارفور نسبة لحدوده المفتوحة مع دولتي تشاد وافريقيا الوسطى وهما دولتان تقعان الى الجزء الغربي من القارة التي اضحت معروفة بانتشار الوباء فيها ، الى جانب وجود العاملين في بعثة اليوناميد بدارفور غالبيتهم قدموا من دول غرب افريقيا

وذكر عدد من رؤساء تحريرالصحف المحلية في السودان عن تلقيهم اخطاراً عبرالهاتف من قبل جهاز الامن والمخابرات بعدم الكتابة او تناول موضوع الايبولا في صحفهم ، في اتجاه للتعتيم على المرض

مخاوف من انتقال المرض إلى دارفور

لقد توفي شخص قادم من دولة تشاد في مدينة الجنينة غرب دارفور يعتقد انه مصاب بمرض الايبول,غير ان وزيرة الشئون الصحية بالسلطة الاقليمية لدافور فردوس عبدالرحمن اكدت لوكالة السودان للانباء عدم وجود مرض الايبولا في الجنينة كما تردد, واستبعدت ان تكون حالة الشخص المتوفي سببها مرض الابيولا ,نظرا لعدم ظهور المرض في دولة تشاد المجاورة , ولكن الاطباء والمواطنون في دارفور ازدادت مخاوفهم بعد انتشار خبر وفاة الشخص الذي قيل انه قادم من دولة تشاد منذ منتصف اغسطس الجاري ، وقد توفي في مستشفى الجنينة في غرب دارفور، وقد وصل المريض قبل وفاته من مدينة ابشي التشادية إلى مدينة الجنينة، لتلقي العلاج.

وقال طبيب في مستشفى الجنينة طلب عدم تعريف اسمه ل (عاين) ان المريض جاء إلى مستوصف الرحمة في المدينة انه كان يعاني من حالة استفراغ واسهال دمويان واحمرار في العينين، مشيراً الى حجز المريض في المستوصف ليومين قبل ان تتدهور حالته الصحية و يتم تحويلة إلى مستشفي الجنينة التعليمي، وقال (بعد نقل المريض إلى مستشفي الجنينة واجراء الفحوصات الطبية الروتنية له ، ظهرت اعراض شبية باعراض الايبولا، مما جعل الاطباء يشتبهوا في إصابته بالمرض، خاصة انه قادم من دولة تحازي دول غرب افريقيا المحتمل انتشار المرض فيها ) ، واضاف ( تم حجز المريض في قسم الحوادث بالمستشفي لمدة (24) ساعة ، وبعدها تم تحويله إلى العنبر بالمستشفي بعد ان تدهورت حالته الصحية) ، واوضح ان المريض توفي بعد (48) ساعة من دخوله المستشفى.

وكشف المصدر الطبي عن أن ادارة المستشفي أبلغت وزارة الصحة بحالة المريض، لاتخاذ الاجراءات الاحترازية الطبية اللازمة، إلا انها لم تتحرك بالسرعة المطلوبة، متهماً الوزارة بالتباطؤ في التعامل مع التحذيرات الصحية التى اطلقها الاطباء، خاصة وان عدداً كبيراً من الكوادر الطبية بالمستشفي وفي المستوصف الطبي، تعاملوا مع المريض بصورة مباشرة، إضافة إلى مرافقي المريض أثناء احتجازة بالمستشفي، وذويه الذين قاموا باكمال اجراءات دفنه، حيث لم تقم الوزارة باجراء الحجز الصحي حتى تكتمل فترة حضانة الفيروس واجراء الفحوصات اللازمة

ومن جهة اخرى يقول مصدر من ادارة التأمين الصحي بولاية غرب دارفور ل(عايان) ان قرر وزارة الصحة باغلاق المستوصفات الخاصة له اثر على الخدمة العلاجية , ويضيف ( الان مستشفى الجنينة يغطي 25% من الخدمة والمستوصفات المغلقة تغطي 40% ومراكز التأمين الصحي تغطي 35% ) ، ويقول ( اما الان وبسبب اغلاق المستوصفات اصبحت الخدمة ضاغطة على مراكزنا , لان اغلب الزوار الان من الذين لم يدخلوا تحت مظلة التأمين الصحي وكانوا يتلقون العلاج فى تلك المستوصفات الخاصة

محاولات للتدخل و التوعية

عقب انتشارخبر موت المريض المشتبه فيه بالاصابة بمرض (الايبولا) قامت وزارة الصحة بإغلاق جميع المستوصفات الخاصة في مدينة الجنينة ،واعلنت عن اطلاقها حملة توعية عن المرض وطرق الانتقال والوقاية منه

و قال المدير العام لوزارة الصحة في ولاية غرب دارفور، يونس هارون أدم ل(عاين) إن الوزارة أتخذت جملة من الاجراءات الاحترازية لمنع انتقال المرض، والتي ستشمل حملات توعية باعراض المرض وطرق انتقاله والوقاية منه، وسط اعداد كبيرة من قطاعات المجتمع، مشيراً الى ان الحملة بدات بالقوات السودانية التشادية المشتركة ،على الحدود بين الدولتين، وعناصر الجوازات والهجرة، اضافة إلى القوات المسلحة والشرطة وجهاز الامن، علاوة على بث برامج توعوية حول المرض للمواطنين عبر الاذاعة المحلية

واوضح آدم ان الوزارة انشئت مناطق عزل صحي في الحدود مع تشاد وداخل مستشفي المدينة في خطوة احترازية من ظهور المرض، كما قامت بعمل نقاط مراجعة طبية على الحدود لمراقبة المسافرين، و مداخل مدينة الجنينة، و أكد أن الوزارة اغلقت عدد (7) مستوصفات طبية خاصة لمدة اسبوعين،كاجراء احترازي لمنع انتقال المرض خاصة وان معظم المرضى الاجانب القادمون من تشاد يطلبون العلاج في المستوصفات الخاصة، مؤكد أن المريض القادم من تشاد الذي توفي في مستشفي المدينة، كانت يحمل اعراض مرض الايبولا، وكشف عن ان السلطات الصحية لم تقوم باخذ عينة من المريض وارسالها الى المعمل القومي بالعاصمة للتأكد من الحالة ،واضاف(عند حضورالخبيرالمختص من الخرطوم لاخذ العينة وجد ان المريض قد توفي وتم دفنه)، لكنه قلل من مخاوف احتمال اصابة الشخص المتوفي بالايبولا، بعد الرجوع إلى تاريخ المريض وجد انه كان مصاباً بمرض نقص المناعة الايدز

قدرة ضعيفة لمواجهة المرض

وأعربت نقابة أطباء السودان عن تخوفها من المخاطر الصحية التى تواجه البلاد، بسبب انهيار الخدمات الطبية وتردي صحة البيئة ، وقال نقيب الأطباء السودانيين دكتور أحمد الشيخ ل(عاين) إن البلاد تواجه أخطارا كارثية، وهي مهددة بانتشار عدوى الوبائيات وعلى رأسها امراض الكوليرا والايبولا الذي وصفه بالمرض القاتل، واضاف ( ليس باستطاعة الحكومة السودانية محاصرة مرض إيبولا نسبة لعدم توفر الإمكانيات لديها وترامي أطراف البلاد، وعدم قدرتها لسيطرة على الحدود مما يصعب عليها محاصرته) ، مطالبا الحكومة الإستعانة بمنظمة الصحة العالمية حتى تستطيع إيقاف خطر تمدد المرض الذي يهدد البلاد خاصة عبر ولايات داروفور، مبيناً أن مخلفات الأمطار والسيول قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الإيبولا، مشدداً على ضرورة الاسراع في معالجة آثار الخريف والاستعداد للخريف القادم ،منتقدا تقاعس الحكومة عن القيام بدورها في درء هذه المخاطر

ومن جهة اخرى طالب عدد من الاطباء في مدينة الجنينة وزارة الصحة باتخاذ تدابير أكثر فعاليه لمنع انتقال المرض الى الاقليم ، و قال عدد منهم تحدثوا ل(عاين) إن الاجراءات التى اتخذتها الوزارة لا ترتقي لدرء خطورة المرض، واضاف الاطباء ان الوزارة تقاعست في اخذ عينة من المريض الذي توفي في الجنينة وقد اشتبه بانه مصاب بالمرض، وقال الاطباء ان اخذ العينة لفحصها كان سيؤكد وجود المرض من عدمه التأكد ، و اضافوا ان السماح لذويه بدفنه يوضح الجهل بالاجراءات التي تتبع في مثل هذه الامراض الفيروسية الوبائية ،واشاروا الى ان الوزارة لم تقوم باجراءات احترازية تجاه الكادر الطبي واهل المريض الذين تعاملوا معه، كما لم يتم اجراء الفحوصات الطبية اللازمة، و اوضحوا ان مناطق العزل التى اقامتها الوزارة داخل المستشفي عبارة عن خيام قريبة من عنابر المرضي لا تحمي من انتشار المرض، وطالبوا بإطلاق نداء للمنظمات الدولية للمساعدة في منع دخول المرض ،إضافة لرفع حالة الاستعداد القصوي وسط الحقل الطبي لمواجهة الايبولا ،حتى لو استدعى الامراغلاق الحدود مع الجارتين تشاد وافريقيا الوسطى.

اليوناميد تحتاط و السلطات تمنع الصحفي عن التغطية

قال موظفون محليون في بعثة اليوناميد ل(عاين) ان احتمالات تفشي مرض الابيولا عن طريق البعثة وارد ,لان عدد كبير من الاجانب ينتمون للدول التى ظهر فيها المرض ويعملون فى البعثة, وانهم يسافرون الى بلدانهم ويعودون الى السودان مرة اخرى دون اي رقابه صحية ,الا ان بيانا صدر من البعثة اعلنت فيه انها اتخذت جميع التدابير للحد من انتشار مرض ايبولا من خلال التنسيق مع منظمة الصحة العالمية ,واكد الفريق الطبي في البعثة المشتركة – بحسب البيان – ان العاملين المسافرين من والى مناطق انتشار المرض يخضعون لاجراءات طبية قبل مغادرتهم وعند عودتهم ,اضافة الى اصدار ارشادات للوقاية

ومن جانب اخر ذكر احد مراسلي الصحف السودانية في دارفور طالباً عدم تعريف اسمه ل(عاين) ان السلطات المحلية بولاية غرب دارفورمنعته من التغطية والكاتبة فيما يخص مرض ايبولا وعن حالة الاشتباه عن المرض بمستشفى الجنينة

معلومات عن المرض الايبولا

وفقا لنشرة منظمة الصحة العالمية الصادرة فى الثامن و العشرون من الشهر الجاري ان حالات الاصابة و صلت 3069 اصابة ،في كل من غينيا ,ليبيريا ,نيجيريا وسراليون وقد توفي 1552 شخص حتى الان وفيروس الابيولا مرض معد ليس له علاج معروف ويؤدي بحياة 90% بمن اصيبوا به

والايبولا هي حمى نزفية فيروسية تصيب البشر، ويمكنها أن تنتقل إليهم من الحيوانات البرية، ويمكنها الانتشار كذلك عن طريق ملامسة سوائل جسد شخص مصاب أو متوفي بسبب إصابته بالمرض، ويقول الأطباء إن الأعراض الشائعة للمرض تبدأ فجاءة مع مرحلة تشبه الانفلونزا يكون هناك شعور بالحمى الشديدة والصداع و الالم فى المفاصل البطن , الاستفراغ و الاسهال و فقدان الشهية تليها نزيف من فتحات الجسم هذه هي الاعراض الشائعة ,اما الاعراض الاقل شيوعا فهي التهاب الحلق ,الم الصدر ,ضيق التنفس صعوبة فى البلع , وقد يظهر طفح جلدى يليها نزيف من فتحات الجسم و تتراوح فترة حضانة المرض من يومين الى 21 يوما

تعليق واحد

  1. كالعادة

    يتم التكتم علي المرض ودفن الرءوس في الرمال
    كيف يتم غلق مستشفيات خاصه في الجنينة كان يمكن ان تساهم في العلاج
    أفرض انا مريض بالمرض وانت قفلت المستشفي الخاص في الجنينة ماعندي حل غير امشي الابيض أو ام رواية او حتي الخرطوم للعلاج
    وأقولا ليكم من هنا المرض دا جاي جاي لانو منتشر و الحكومة دافنة الرءوس في الرمال
    حضووا الاقنعه العازلة من الان
    بلا يخم الكيزان ووزارة الصحة

  2. الايدز دخل عبر الحدود الشرقية والتهاب الكبد الوبائى دخل السودان عبر الحدود الشمالية، والسرطان استوطن على ضفاف النيل

  3. سوف تظهر كل الامراض المتناقلة بالحشرات ..الحمى الصفراءوالوادى المتصدع واتوقع ظهور حالات من الايبولا.. احمو غرب السودان………

  4. الحمد لله……

    احكمو ياناس…

    1- لو مافي حالة بتقفل المستوصفات نسبة 90% من المرضي التشادين يذهبون الي المستوصفات ثم الي الخرطوم عبر الطرق الرسمية ودفع الرشاوي. هل يتم فحصهم؟
    2- العلاقة التجارية بالنسبة لنا اهم من المرض او ربما هي فرصة للتخلص من الفضل من هذا الشعب.

  5. سوف تظهر كل الامراض المتناقلة بالحشرات ..الحمى الصفراءوالوادى المتصدع واتوقع ظهور حالات من الايبولا.. احمو غرب السودان………

  6. الحمد لله……

    احكمو ياناس…

    1- لو مافي حالة بتقفل المستوصفات نسبة 90% من المرضي التشادين يذهبون الي المستوصفات ثم الي الخرطوم عبر الطرق الرسمية ودفع الرشاوي. هل يتم فحصهم؟
    2- العلاقة التجارية بالنسبة لنا اهم من المرض او ربما هي فرصة للتخلص من الفضل من هذا الشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..