مُقاطعة و مصارعة ..!!

الطاهر ساتي
:: تحسبهم جمعاً وما هم كذلك، إذ كل فرد فيهم غير متصالح حتى مع ذاته، وناهيك بأن يكون متصالحاً مع (جماعته) و ( حزبه ).. تابعت عن قرب كل مراحل إنتخابات اتحاد الصيادلة بولاية الخرطوم، وخرجت بذاك الإنطباع كملخص لما حدث..كانت إنتخابات ( فاترة)، وذلك من أثر المقاطعة (شبه الشاملة)..فالمقاطعة – حسب بياناتها – كانت إحتجاجاً على تضييق فترة التسجيل في ( يومين)، ومع ذلك تواصلت رغم مد فترة التسجيل إلى ( خمسة أيام).. الحجم المقدر للصيادلة بالخرطوم يتجاوز ( 7.000 صيدلاني)، بيد أن الذين سُجلوا في كشوفات المسجل فقط ( 833 صيدلانياً)، أي بنسبة تقدر ب ( 11%)، وهذه النسبة توضح نجاح المقاطعة ..!!
:: مع أفراد أسموا قائمتهم بالمستقلين ولم يتجاوز عددهم ( 21 صيدلانيا)، ولم يحالفهم الحظ بالفوز بمقاعد الإتحاد، نافست كوادر الحزب الحاكم ذاتها بقائمتين وهذه (ظاهرة جديدة)، ويجب الوقوف عندها..قائمة – بقيادة الدكتور معتصم جعفر – مسماة بالتوافق الوطني، أشرفت على تشكيلها ورعايتها القيادة السابقة للاتحاد وأعتمدتها أجهزة الحزب الحاكم على المستوين المركزي والولائي، وهي الفائزة بمقاعد اتحاد الدور الحالية بولاية الخرطوم، و يُميزها خلوها من (الوجوه القديمة) و( المعتاد عليها) منذ (العام 1992)..ولهذا يصلح وصف قائمة التوافق الوطني بانها قائمة تغيير وتجديد في (الإطار الحزبي)..وبالتأكيد شئ خير من لاشئ، ونأمل أن يتصاعد هذا النهج الإيجابي ويتجاوز ( الصيادلة) و( الإطار الحزبي)..!!
:: أما القائمة الأخرى التي نافست تلك القائمة، وهي أيضاً تضج بكوادر الحزب الحاكم، مسماة بقائمة التضامن..وهي القائمة التي تحالف فيها مجلس الأدوية و شعبة شركات الأدوية، وكانت بقيادة الدكتور أسامة بابكر مدير الرقابة الدوائية بمجلس الأدوية، وأشرفت على تشكيلها – ورعايتها – شعبة شركات الأدوية، و ( سقطت)، بحيث خرج مدير الرقابة الدوائية من مولد (833 ناخباً) بحمص أصوات لم يتجاوز عددها (96 صوتاً)..وبالمناسبة، منذ أكثر من عام ونصف العام نتحدث عن وجود تحالف غير إيجابي – أي ليس في مصلحة المواطن – بين هذا المجلس الرقابي والشركات المستهدفة بالرقابة، وكانوا ينفون هذا التحالف غير الحميد، ولكن ها هي إنتخابات الصيادلة بولاية الخرطوم تكشف للرأي العام أقوى تحالف انتخابي بين ( المجلس والشركات)..!!
:: وعلى كل، من الفائزين في انتخابات الاتحادات الولائية بكل ولايات السودان سوف يتم التصعيد بحيث يُشكل على المستوى القومي ( الاتحاد العام للصيادلة)، وبهذا يبقى الدكتور معتصم جعفر – الرياضي المعروف و القيادي بالاتحاد العام لكرة القدم – أقوى المرشحين لرئاسة اتحاد الصيادلة، ويكون خلفاً للدكتور صلاح سوار الذهب الذي ظل أمينا ورئيسا للاتحاد منذ (العام 1992)..وكل هذا ليس مهماً، فالمهم في هذا الحدث هو (حجم المقاطعة)، وكذلك عجز الحزب الحاكم عن توحيد كوادره على قلب (قائمة واحدة)، وهذا ما يعكس (صراع السُلطة) و (ضعف الحزب)..!!
[email][email protected][/email]
يا استاذ .. ممكن الصيادله مم اكتر من تضرر من التقلبات الاقتصاديه واحتكار
الكيزان للمناصب . .. وهم اقل الشرائح الطبية فقرا
وهم اقل المهن الطبيه طلبا بالخارج وحتي لو سنحت الفرصه تقف العوائق المالية.
ولذا معانات الحياةاليومية والمعيشة واغلبهم لهم مهن جانبيه لا علاقه لها بالصيدله
تبعدهم عن اجواء النفاق ..ولذا صفى الجو للكيزان h
عن أي صراع سلطة وضعف حزب تتحدث يا أستاذ ساتي؟ المؤتمر الوطني هو حزب قائد لوطن رائد وهو حزب ضخم وقوي ومتماسك لدرجة لا يمكنك حتي مجرد تصورها، وكوننا دخلنا إنتخابات الصيادلة بقائمتين فهذا تكتيك إنتخابي قانوني يعرفه حتي مبتدئئ السياسة وهو بالتأكيد أفضل مما فعلته الأحزاب الاخري التي تجلس علي الرصيف ولا تريد المشاركة في أي شأن من شؤون الوطن بمافيها الإنتخابات. الأحزاب التي رفضت المشاركة في إنتخابات الصيادلة نقول لها “شكراً” والتي سترفض المشاركة في إنتخابات رئاسة الجمهورية في أبريل 2015 أيضاً سنقول لها “شكراً جزيلاً”.. هذا السودان لا يُقاد بالنرجسيات الحزبية ومزاجات عواجيز السياسة الذين لا يقدمون شئياً سوي طلبات تأجيل وتأخير وإلغاء الإنتخابات. كل شأن سياسي في هذا البلد له أصوله ومواعيده ولوائحه وقوانينه المعروفة والمعلنة، والشعب السوداني بجميع طوائفه يعرف مقدماً ومنذ سنوات موعد إنتخابات الصيادلة القادمة وموعد إنتخابات الرئاسة القادمة، وبالتالي فعلي كل من يأنس في نفسه الكفاءة والقدرة أن يستعد لمعارك الإنتخابات الشريفة قبل أن يتفاجأ بمواعيدها مثل الأطفال الذين يتفاجأون بفتح المدارس بعد الإجازة السنوية. عندما ترفض بعض الأحزاب المشاركة في أي إنتخابات لأي سبب من الأسباب المصطنعة والمعروفة والشهيرة جداً فهذا شأنها وحدها ولا مجاملات في سوح العمل العام. مبروك لدكتور معتصم جعفر الفوز بإنتخابات إتحاد الصيادلة ونتمني له التوفيق.
وكلمة أخيرة أقولها بكل صدق، من يظن ويعتقد وتوسوس له نفسه أن الأمور تسير بالتلفيق والتزوير فعليه أن يراجع نفسه ويعيد حساباته. حزب المؤتمر الوطني هو حزب يعمل ويشقي علي أرض الواقع من أجل المواطنين ومستقبل الوطن بينما بقية الأحزاب تجدهم غارقين في الحزن والتشاؤم ومجالسهم كما مجالس العزاء والوفيات عنوانها الثرثرة والبكاء والعويل علي حالهم، ولذلك فطبيعي جداً أن يفوز الوطني بأي إنتخابات تقام. الآن المؤتمر الوطني أقام مئات المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية خلال الأشهر القليلة الماضية في كل مدن وقري وأحياء السودان ومازال يحشد في جماهيره، بينما الأحزاب التقليدية لا تريد حتي الإستفادة من سقف الحريات المرتفع لتقيم لقاءات جماهيرية لتقول للشعب كلمتها.. هناك أحزاب لم تقم ندوة/لقاء جماهيري واحد خلال العام الماضي كله، بينما البقية نجدهم أقاموا ندوة أو ندوتين فقط ميادين شمبات والرابطة ثم إكتشفوا بعدها أن لا أحد من الشعب يريد أن يستمع لهم، ثم تجدهم يتحدثون بأسي عن التزوير والإلغاء والتأجيل!
من يريد أن يفوز بأي إنتخابات في الدنيا فعليه أن يكف عن التشاؤم ويركز الجهد والعمل في مخاطبة الشعب بخطاب واعي وعملي ومدروس ومسؤول حتي يقنع الناس به بدلاً من إستثمار كل فرصة إعلامية في تسويق خطابات اللعن والسب والقذف التي لن تقود حزباً إلي قيادة بلد أبداً.
كلاب سيجة35
كلاب سيجة35