ســؤال مـؤرق!

المسئولية شعور بوجوب الإهتمام الجاد و الإلتزام الأخلاقي تجاه واجبات او أعمال مع تحمل نتيجة هذا الإلتزام و قراراته و إختياراته و كل تبعاته.
ما لا يخطر على بال الكثيرين، أن صفة الإنسان في ذاتها مسئولية. الحياة و ممارستها كذلك مسئولية. أنفاسنا، أفعالنا و تعاقب الأيام في أعمارنا أيضاً مسئولية والإحساس بهذه المسئولية هو الذي يرسم خطاً فاصلاً بين عاقلٍ منتجٍ و منجزٍ و بين كائنٍ مستهلكٍ لمعطيات الحياة لا يضيف، لا يغير و لا يترك بصمةً تُحدِّثُ عن وجوده على سطح هذه الأرض.
بعيداً عن المعتقدات الدينية، فحياة الإنسان لابد أن تصحبها قيمة رسالية. و حتى لا نوغل في النظرة الفلسفية، فإن للإنسان زمن محدد يعيشه على هذه الأرض من الطبيعي أن يشغله بأعمال و أفعال يومية تحكمها أسس أخلاقية فطرية. حق الحياة من المسلمات التي يكافح من أجلها الإنسان و كل كائن حي يرتعد من فكرة الموت – النهاية كشعور فطري.
هذا الزمن ما بين البدء و النهاية، ما بين الحياة و الموت و هذا الحرص و الكفاح من أجل الحفاظ على هذا الحق هو ما يجعل الحياة مسئولية يجب أن تصحبها رسالة شخصية يؤديها كل انسان لتصبح لحياته قيمة.
الأمم التي انتعشت حضاراتها، نتجت نهضتها بدءً من إحساس شخصي بالمسئولية الحياتية و الرسالية تجاه الذات و تجاه الآخرين.
لو فكر كل إنسان في وجوب اداء هذه الرسالة تجاه الإنسانية، لأنتج و أنجز و أفاد البشرية، و لأدرك أن لهذا العمر و هذه الأيام المتعاقبة قدسية. و أن مسئولية الحياة توجب عليه اداء رسالة تترك بصمة حقيقية في الحياة.
لو ادرك الناس سر الحياة الحقيقي لصار للكاتب رسالة و للطبيب رسالة و للعامل رسالة و للأم رسالة و لإنهمك الناس في حال الإنجاز وخدمة البشرية.
لا أفهم ابداً معنى أن يحيا الانسان دون سؤال مؤرق عما اضافه لهذا العالم، عما أنتج و انجز و أفاد. قد تختلف الإنجازات لكنها تجتمع على فكرة الرسالة الإنسانية و المسئولية الحياتية.
أصغر الأفعال تصبح جزءً من هذه الرسالة لما تتحقق نية الفعل الإيجابي و إضافة قيمة للحياة.
الإنجاز لا يتعلق بالنجاح الشخصي و لا يجوز حصره في الذات، الإنجاز يتعلق بفعل بسيط و سهل لكنه يخدم البشرية و يعمر الأرض.
المهم أن يؤمن الإنسان بفكرة أن الحياة في ذاتها مسئولية و حتى يؤدي هذه المسئولية على أكمل و أجمل وجه، عليه أن يجعل للحياة هدفاً و رسالة واضحة تهدي البشرية في مجملها شيئاً طيباً و فعلاً جميلاً يحدِّث يوماً بأن إنساناً إستحق الحياة، كان هنا.

🔺نقطة ضـوء:

مباركة خطواتك..
يا من ستأتي على هذه الأرض، مخترقاً جبل السر
هالتك القدسية حولك .. مجد السموات حولك
تأتي كما جئت من قبل
تغسل عنا الجريمة والعقم
ها أنت ذا تتلمس موتاك..
تنفض أجسادهم من تراب السنين
تبارك أيامهم.. تستدير مهيب الكآبة..
قلبك لا ينبت الحقد .. مجدك لا يرث الموت
وجهك لا يلبس الكبرياء

نافــذة للضــوء – أخبار اليوم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا عزيزي صدقت قالها لنا الراحل العظيم الطيب صالح في ندوة بالدوحة حين سالوه عن الدولة والعمل قالها ببساطته المعهودة وثاقب فكرة (الدولة هي ان يؤدي كل انسان فيها عمله علي احسن ما يكون فهي مجموع عملنا كلنا وثمرته لنا فانا كاتب اكتي ما اعتقد بصدق وعلي كل انسان في مجاله ان يعطي ) انها فعلا المسئولية وكثيرا ما اقول للذين يسيئون عبر الشبكه لا تكونوا نقما فيها هي نعمه علينا ان نعطي الحياة بالايجاب دون اساءة الاساءة لاتقدم عملا ولا انتاجا وتفسد الذوق والبيئة ولدي اعتقاد هو (ان الفعل الايجابي صعب والسلبي سهل ) يمكن ان سئ لاي انسان بكل الوسائل ما فيه ما ليس فيه لكنك تفسد الحياة قديما قال شيخ اراك (اليصلي والما يصلي ما لكم عليه مي كلنا ماشين لي الله ) كما يروي عنه هذه حكمة خلوا الخلق للخالق !!! شسكرا لك علي هذا المستوي يا ابنتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..