مقالات سياسية

عبدالله حمدوك والهدّامون

محمد الربيع

متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامه – إذا كنتُ تبنيه وغيرك يهدمُ
لو ألف بانٍ خلفهم هادمٌ كفي – فكيف ببانٍ خلفه ألف هادمُ
،،،، بشّار بن برد ،،،،،

✍️ عندما تسلم الدكتور عبدالله حمدوك مهامه رئيساً لوزراء حكومة الفترة الإنتقالية قبل ما يقرب من العامين بعد الثورة العظيمة التي أطاحت بأسوأ نظام دكتاتوري في التاريخ البشري ككل، كنّا جميعاً نعلم عظم المسؤولية الجسيمة التي تنتظره بعد الدمار السياسي والإقتصادي والمجتمعي الرهيب الذي خلّفه حكم الإسلامويين بعد ثلاث عقود من الهدم والقتل والتشطي والذي جعل من الدين طريقاً للدنيا وسبيلاً لعمل الشيطان! فبإسمه إنقلبوا علي الحكومة الديمقراطية وبإسمه حكموا وبإسمه قتلوا وأبادوا وإغتصبوا وسرقوا ونهبوا ….. ولم يطرف لهم جفنٌ لأن كل شيء فعلوه تم تسويقه وتبريره بإسم الدين “لا للسلطة ولا للجاه ،،، بل هي لله هي لله”!! و “في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء”!!

🔥 إن السيد رئيس الوزراء كان يدرك فداحة المسؤولية التي تشمّر من أجلها ساعديه، لكن بعدما تولي الأمر رسمياً أدرك بأن تعقيدات الواقع أصعب مما كان متوقعاً ولابد من التفكير خارج الصندوق لمواجهة هذا المشهد الكارثي والوضع الأليم! فالكارثة الأولي كانت في الوثيقة الدستورية التي حرمت رئيس الوزراء من حق التحكم علي الأجهزة الأمنية والقضائية وأعطتها لرئيس المجلس السيادي “البرهان” وهو عضو اللجنة الأمنية للمخلوع والنظام البائد وعليه فقد جرّدت الوثيقة رئيس الوزراء من زراعه اليمني في تطبيق العدالة والقانون أحد أهم أضلاع شعار الثورة الخالد!! فالفلول يملأون دواوين الخدمة المدنية وينشطون في الثورة المضادة ووضع المتاريس لأي تقدم يصب في مصلحة الثورة أملاً في التغيير الحقيقي الذي نادي به الشعب في ديسمبر المجيدة حتي يتم إستئصال التمكين اللعين وقطع دابر الأبالسة المجرمين الذين ملأوا الأرض قتلاً وظلماً وجوراً وإغتصاباً لمدة ثلاثة عقودٍ حسوماً كان فيها القتل شريعة والسرقة دين والكذب والنفاق عبادة والتكبر أخلاق والقتل الجماعي وإحراق الأرض توجه حضاري!!!

☀️ ولضمان تأسيس بناء سليم لدولة عصرية خدمية تقدم رئيس الوزراء بطلب للأمم المتحدة بإرسال بعثة أممية فنية للأغراض السياسية تحت البند السادس (اليونيتامس) للمساعدة في إعادة هيكلة الخدمة المدنية وفلترة المؤسسات التي عشعشت فيها عناكب المتاسلمين ونخرت في عظامها سوس الفاشلين الذين وصلوا عن طريق الولاء والتمكين بإبعادهم لأهل الجودة والكفاءة والتأهيل!!! كما أن الواقع الإقتصادي المزري نتيجة فوضي الأسعار بسبب المضاربات في العملة والسلع الرئيسية وتهريب المواد الغذائية والبترولية وتخزينها من قبل الفلول المحتكرين للمال، لخنق المواطن المسكين في قوت يومه متزامناً مع الحملات الأعلامية الشرسة لجدادهم في السوشال ميديا ضد حكومة الثورة ورئيسها وتصويره كرئيس وزراء فاشل وكل هذا بغباء الأحزاب التقليدية الفاشلة التي تشكل حاضنة (أمر واقع) للثورة وفي ظل وجود المناكفات التاريخية فيما بينهم وبين العسكر المسيطرون علي الإقتصاد من خلال شركات الكيزان (الجيش) والمسئولون عن (الأمن الغائب والمتفلت) وتجاذبات دول المحاور الشريرة التي لا تهمها سوي مصالحها فقط ،،،، كل هذا إستنزف الكثير من الجهد وعطل مجمل ما كان يجب علي رئيس الوزراء إنجازه في هذه الفترة الحرجة.

✍️ نقول لأحزاب قحت أذا لم تساعدوا في البناء فلا تكونوا عناصر للهدم وعليكم أن تخرجوا من الحكومة وتتفرغوا ابناء هذه الأحزاب المهترئة من خلال تنظيم مؤتمراتكم العامة بعد حظر ثلاثين عاماً!! وبناء الهياكل الإدارية والأمانات الحزبية وعمل ورش للشباب وتنمية قدراتهم السياسية والإدارية في العمل العام ومن خلال نشر وممارسة ثقافة العمل الديمقراطي عن طريق الآليات الداخلية للحزب قبل التفكير في ممارستها داخل مؤسسات الدولة !! كما يجب عليكم النزول للقواعد في المركز والولايات والمحليات وتدشين برامجكم في السياسة والإقتصاد والصحة والتعليم والثقافة ومشاريع التنمية والبني التحتية والطاقة والتنمية البشرية … إلخ للإنتخابات والفترة القادمة إنه لمن المخجل ألا نشهد مؤتمر عام لأي حزب (قحتاوي) بعد الثورة! فمن لا يستطيع بناء حزب كيف يبني دولة؟؟

ومن إفتقد آليات الديمقراطية في حزبه لا يجب أن يعطي الآخرين دروس قومية فيها!

أخرجوا من الحكومة وأتركوا رئيس الوزراء ليختار كفاءات وطنية غير حزبية لإنجاز مهام الفترة الإنتقالية وصولاً للإنتخابات العامة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. يا دكتور حمدوك يا جبل ما يهزك ريح. بصراحة نحنا ما نستاهلك نحن نستاهل يحكمنا واحد زي منغستو هايلي ميريام او عيدي امين دادا. لاننا شعب معظمه يحب الطواغيط. شوف ايام البشير الكل بالع لسانه ويمشي جمب الحيط والحكومة تتعلم الحلاقة في روؤس المساكين . كل يوم قرارات خبط عشواء تمكينا لمنسوبيها الحرامية والفاسدين وما كان في زول بقدر يفتح فمه بكلمة خوفا من بطشهم. سير في درب التنمية يا حمدوك ولا تعير المخذلين اذنا من الفقراء والمساكين في بلادي اما البقية من الشعب فالله كفيل بهم وسوف يرد مكرهم في نحورهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..