العقيد في محنته..اا

العقيد في محنته!!!

الصادق المهدي الشريف
[email protected]

?في الحوار الذي أجريته مع الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة في الإسبوع الفائت حول المشاركة.. كان حريصاً على عدم تقديم نقد أو مدحللخطوة التي اقدم عليها إبنه عبد الرحمن بالمشاركة في الحكومة الراهنة.. إلا أنّه قال (إذا تولى ايِّ قضية ونجح فيها.. مثلاً إذا تولي قضية الجنوب او قضية دارفور ونجح فيها فسيكون ذلك النجاح أكبر مدافع له عن مشاركته.. وطبعاً إذا فشل فالفشل أكبر دليل ليهو على أنّه أخطأ).
?بعد ايامٍ أعلن المستشارأنّه تولى ملف (علاقات الخرطوم وجوبا).. واصبح لزاماً عليه.. كما قال الشاعر المهندس بدر الدين محمد فرح:
أن أغزو بلاد الخيتعور.. ولا أموت
وأن أسير بكاملي فوق المياه. على خيوط العنكبوت
?لا نريد أن نتشاءم للرجل.. لكن من الواضح أنّ أسباباً عديدة تنصحه بأن ينفض هذا الملف الحارق بعيداً عن يديه.. فقد رماه بعيداً أقوى رجال الإنقاذ.. وسافر الى بلاد تموت من البرد حيتانها يداوي يديه!!.
?بايِّ القرائن نبدأ؟؟.. هل نبدأ بالأكبر ثمّ نتدلى؟؟.. ام بالأصغر ثمّ نصعد؟؟.
?نبدأ بالأكبر؟؟.. طيييب.. أيُّهما أقوى نفوذاً داخل الحكومة.. المستشار عبد الرحمن الصادق المهدي؟؟.. أم المستشار نافع على نافع؟؟.
?نافع بكلّ عنفوانه داخل الحزب الحاكم.. تلقى درساً ساخناً وهو يحاول أن يتحرك من منطقة التصريحات الى منطقة الفعل.. كان يصرحُ يومياً ? بالتقريب ? عن الجنوب/ وسلفاكير/ وباقان/ وياسر عرمان/ وعقار/ والجيش الشعبي/ وابيي/ والحركة الشعبية.. ولم يسأله أحد.. لكن حينما تحرك الى منطقة الفعل.. و أراد أن يغزل إتفاقاً بأديس ابابا مع الحركة الشعبية/قطاع الشمال.. تمّ نقض غزله قبل أن تتضح معالمه.. ومن المسجد وليس من القصر أو النادي الكاثوليكي!!.. فألقى الملف وذهب الى لندن.
?ياتُرى.. ما الذي يمكن أن يجلبه المستشار عبد الرحمن.. ولم يستطع (دهاقنة) المؤتمر الوطني أن يظفروا به؟؟.. كيف سيحل عقدة أبيي وعقدتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ذوات الإرتباط بالملف الأمني للجنوب؟؟.
?هذا الملف لا يمكن الوصول الى حلول حوله حالياً؟؟؟.. دعنا منه ومن الحروب وسباق التسلح والإتفاقات ذات الطبيعة العسكرية… خذ ملف النفط (ملف إقتصادي أقلّ حرارة) كمثال آخر.. ما الذي يمكن أن يسهم به سعادة العقيد لكي يحل عُقد النفط.. الترحيل ورسوم العبور وهلمجرا.. غير أن ينتظر مع المنتظرين ما يمكن أن يأتي به التحكيم الدولي أو تحكيم إيغاد!!.
?هذا ملف شائك؟؟.. إذن لننتقل لملف آخر (ملف دبلوماسي بارد).. القائد السابق لجيش الأمة وقد خبر التكتيكات القتالية وحقول الألغام.. كيف يمكن أن يدفع عربة العلاقات بين الشمال والجنوب (وإطاراتها الاربعة مبنشرة).. دون أن تقف امامه مصالح الغرب أو إسرائيل أو تتناوشه ألغام المصالح الكينية واليوغندية في الجنوب؟؟.
?أعتقد أنّ الرجل قد أدخل نفسه في إمتحان حقيقي.. إن هو طالب بملف الجنوب.. أو تمّ حشره لقاعة الإمتحان حشراً.. إن طلب منه المؤتمر الوطني الإمساك بالملف.
?على كلِّ حال.. لم يقل أحد أنّ الطريق الى الزعامة محفوف بالورود.

صحيفة التيار