يبكيه عثمان حسين وغياب السكة حديد ..الطاهر إبراهيم: هكذا (0000) علمني الحسين غناء (عصى الدمع)

الخرطوم: عادل الشوية

* أن تجد أمامك مبدعاً في قامة الشاعر الغنائي الكبير الطاهر إبراهيم.. فهذه مصادفة تقبض عليها بيديك ولا تفرط في فرصة حوار، خاصة إذا كان الطاهر في زيارة لديار (الرأي العام).. وهو الذي قدم لمسيرة الأغنية السودانية تلك الروائع التي تغنت بها حناجر العمالقة وأولهم ابراهيم عوض ومحمد وردي وآخرون.. من ينسى عزيز دنياي وحرمت الحب والريد وغيرهما من الروائع؟.. وهو يستجيب للحوار يعترف أن ملهماته سواء في الخيال أو الحقيقة هن كثر والقصيدة التي كان فيها هي:
إختاروا أسايا والآلام
بعدك عني والأيام
* قلت: يقولون العسكرية تسبب جفاف المشاعر.. فكيف وصلت لتأليف تلك الروائع وأنت ضابط؟
* الذين وصفوا العسكرية بذلك حاولوا تجريدها من الانسانية، في الأساس، أنها منذ إنشائها لها واجبات في السلم والحرب.. فالعامل الإنساني يجب أن يكون مصاحباً للعسكري في أي مكان يذهب اليه.
* الطاهر إبراهيم لا تبكيه قصائده وإنما أشياء كثيرة بينها بكاؤه على إنفصال الجنوب.. وحينما يمر بالسكك الحديد بالخرطوم ويتذكر أيام مجدها وسنوات الدراسة في بورتسودان وهو يشق السوق ويستمع إلى جهاز تسجيل يبث إحدى أغنيات عثمان حسين حينها يغطي وجهه حتى لا يرى أهل السوق دموعه.
* وبماذا تستمتع؟
بليلة بعلبك، ومارلين مونرو وقصة لقيطة.. للطيب محمد سعيد العباسي.. أتذكر جمعتني جلسة في بحر الغزال بمولانا الحسين الحسن ومولانا العباسي، كنت أحاول أن أغني لهما عصى الدمع.. وفي ذهني الكابلي.. فاذا بالحسين يتسلم مني العود ويغنيها ليسمعني كيف تغنى، والطيب يسمعنا شعره.. وأتذكر جمعتني المصادفة مع مولانا الطيب محمد سعيد العباسي حيث إلتقينا في ظروف كنا نتعاون فيها الإثنان على تحقيق الاستقرار الأمني بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا سنة 6691م ورغم الظروف التي ألمت بالمنطقة وقسوتها على المواطنين إستمعت لشعره ولرقيه الأدبي العالي وحكمته الإنسانية المتفردة فسجلت لأجمل الذكريات معه..
* ويقول الطاهر إبراهيم: كل أغنياتي كتبتها ولحنتها وحدى ويستحيل أي (زول) في هذا الزمن يغنيها.
* ولا أي أحد من الشباب؟
* بعض الفنانين الشباب يبحثون عن لقمة العيش، لكن هنالك بعضاً منهم جلست معهم أصواتهم جميلة مثل عوض عبيد المحامي هو فنان يتميز بصوت ملكه.. ومحمود عبد العزيز ايضاً غنى بصوته الحقيقي وأسلوبه.. أما في الاصوات النسائية فهنالك آمال النور وهي تدرك قدراتها حق المعرفة.. وهنالك نبوية الملاك التي غنت لي أغنيتين ما أظن أجد في بنات حواء مثل صوتيهما.
* ويتذكر الطاهر أسماء عمالقة في الشعر والغناء ويحتفل بآهة عميقة حينما يتذكر (ناداني غرامك) لعثمان حسين وبازرعة ويقول: إنهما ولدا وفيهما كل هذا الإبداع.. ويتحدث عن أغنيته (لو بعدي برضيك).. يقول: أنها كتبها لنفسه العام 7591م وهو جالس على إطلالة لجبال الأماتونج بالجنوب فكانت صادقة جداً.. والأولى طلباً للإستماع في برنامج (ما يطلبه المستمعون).

الرأي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..