المؤتمر الوطني وتعدد الألسنة

تعليق سياسي/ إبراهيم ميرغني

قال مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور:(إن الحكومة ماضية في الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية) رافضاً عقد الحوار خارج السودان، وأضاف أن:( مدينة الخرطوم هي مكان إنعقاد الحوار لمناقشة قضايا السودان ولا بديل لها) رافضاً التدخلات الأجنبية لحل قضايا الوطن حسب خبر صحيفة(الرأي العام) 6 سبتمبر الجاري. ونقول لو أن هذا الحديث صدر من أي جهة بخلاف المؤتمر الوطني لقلنا أنها حريصة على حل مشاكل السودان بيد السودانيين، لكن المؤتمر الوطني عمداً مع سبق الإصرار رفض كل الحلول التي تنادي بحل أزمة السودان المستفحلة بأيدي السودانيين، ومازال يرفض إنعقاد المؤتمر الدستوري الذي اقترحته المعارضة.

والمؤتمر الوطني هو أول من جلب الأجانب للتدخل في الشأن السوداني. فالمحادثات مع الحركة الشعبية ـ قبل توقيع اتفاق نيفاشاـ كانت في دول أجنبية وبرعاية أجنبية، وإتفاقية نيفاشا نفسها وقِّعِتْ في كينيا برعاية أجنبية، والمفاوضات مع كل الحركات المسلحة جرت في دولٍ أجنبية، واتفاق الدوحة كان في قطر برعاية أجنبية، وإتفاق الشرق برعاية أجنبية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فإتفاقية نيفاشا حرستها قوات أجنبية بموافقة المؤتمر الوطني. وهكذا دوَّلَ المؤتمر الوطني قضايا السودان بلا فائدة وكل هذه الإتفاقيات التي وقِّعِت تحت رعاية أجنبية ماتت وشبعت موتاً فيما لازالت الحرب دائرة.

إذن المؤتمر الوطني كعادته يتكلم بلسانين يقبل التدخل الأجنبي عندما يكون هو الرابح ويرفض عندما يكون الخاسر، بيد أن الحقيقة المؤكدة أن كل قضايا السودان وأزماته لا نهاية لها إلا بإسقاط نظام المؤتمر الوطني.

الميدان

تعليق واحد

  1. اسباب تعدد الالسنة في المؤتمر الوطني للاتي:
    – منهم الحصيف الذي تاكد له تماما ان الواقعة قد وقعت وازفت الازفة ويجب البحث عن مخارج بدلا من تضييع الوقت ومواجهة المحاسبة والمحاكمة وما اكثر الوقائع التي تستوجب ذلك وقد ادرك هؤلاء حقيقة الامر ان لكل بداية نهاية ودوام الحال من المحال وان كل طير ماطار وارتفع الا كما طار وقع والتغيير سنة الحياة وهؤلاء هم الحمائم
    – منهم الذي لا يزال يامل ان تستمر الساقية في الدوران وان يتم تمكين الجيل الثاني من الانقاذيين ومن وراءه الرعيل الاول من خلف الكواليس حتى يذهب الزمن بالحساب والعقاب وهم من فئة الصقور
    – منهم من ادرك ان الشعب السوداني قد بلغ لديه السيل ا
    لذبى ولا فائدة من المماطلة كما لافائدة من استخدام القوة والبطش لانها لن تزيدهم الا خوفا ورعبا في مقبل الايام حينما تهب ثورة الجياع الذين هم اكثر من 95% من الشعب السوداني
    – هنالك الانتهازيون الذين يعطون النقارة عصا ويعطون الحلة وصالا الى هؤلاء ولا الى اولئك كيفما هبت الرياج ولوا وجوههم عنها وركبوا قارب النجاةوتعرف هؤلاء بمقدرتهم في التخفي مثل الحرباء يحترفون النفاق والوصولية ومن ادبياتهم ان لا صدق في السياسة وهي ثقافة سودانية وليدة المحن والفشل والكوارث التي تردى فيها السودان مؤخرا انهم قلوبهم معك وسيوفهم عليك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..