غازي صلاح الدين: إعلان المبادئ شامل وجامع وعليه توافق سياسي واسع

عادل الباز:
انطلاقة جديدة ومختلفة من المفاوضات تشهدها العاصمة الإثيوبية هذه الأيام، وحراك سياسي كثيف سيكون له ما بعده في خارطة الحوار الوطني بالتأكيد.. قبل أن يغمر الساحة تيار إعلان (المبادئ) المنهمر من أعالي الهضبة الإثيوبية هذه الأيام، كان الدكتور غازي صلاح الدين في ما سبق يدلف إلى ميشاكوس والدوحة، وغيرهما من المدن التفاوضية جائلاً بين ردهات المنتجعات السياحية وأبهاء الفنادق الفخيمة فيها، محتقباً حزمة دفوعات حكومية يذود بها في الطاولات ضد طرح خصوم الإنقاذ، من لدن حركة قرنق إلى حركات دارفور بتبايناتها وائتلافاتها. في سانحة أديس الجديدة يعود غازي من جديد محتقباً ذات مهاراته التفاوضية، ودربة عرف بها في القاعات الباردة، كصاحب فكر وتخطيط يعرف ماذا يريد، مع ملاحظة بدهية؛ الرجل هذه المرة لا علاقة له بالحكم البتة. حسناً، المؤكد أنه، ومهما تغيرت الأدوار، يظل العتباني مفاوضاً بارعاً يحترمه كل من يقابله على الطاولة، صلاح الدين بالإضافة لكل ذلك يوصف بكونه دقيقا واستراتيجيا ومنهجيا. قوة غازي الحقيقية – كما يؤكد البعض – تتأتى هذه المرة من معرفته (كيف يفكر المؤتمر الوطني؟). لنترككم مع حوار أجرته (اليوم التالي) أمس في ردهات راديسون بلو، حاولنا خلاله سبر أغوار إعلان المبادئ.
كيف تم التوصل للاتفاق أو للوثيقة التي ظهرت؟ ألم تكن مفاجأة؟.
– بالنسبة لي لم تكن مفاجأة كبيرة، بمعنى أن إرهاصاتها ومؤشراتها كانت موجودة منذ أن بدأ ينضج في داخل رحم الحركة السياسية السودانية؛ سواء المعارضة السياسية أو تلك الحاملة للسلاح، كان واضحا أن هنالك فرصة لقاء وتقارب غير مسبوقة في تاريخ السياسة السودانية، نسبة لخبرة سياسية في الحرب وفي السلم، وتعاظم رغبة في تجاوز الحلول العسكرية للوصول إلى صيغة سياسية يجمع عليها السودانيون.. هذا التفكير كان موجوداً لدى الطرفين؛ لدى الحركات التي التقينا بها، ولدى الطرف الآخر. المهمة كانت كيف يمكن أن نجد الصياغة العملية والتكييف النظري والعملي لفرص الحل والمبادئ التي يمكن أن تحدد الإشكال الحقيقي، والذي صيغ هو في حقيقة أمره إعلان مبادئ، يعني هو تجميع لخبرة سياسية ممتدة حول ما هي الشروط والضرورات والمبادئ التي يمكن أن ينبني عليها الحل. والنجاح تم في هذا الصدد؛ في جمع إرادات تبدو متناقضة ومتناثرة، لكنها اجتمعت على هذه المبادئ الـ(7) أو الـ(8) نقاط، لتشكل أرضية لأي عملية حوار سياسي قادم في السودان.
* الآن بعد التوقيع على ما أسميتموه إعلان المبادئ، ما هي الخطوة التالية التي ينبغي العمل باتجاهها؟
– هنالك إشارات في إعلان المبادئ إلى أنه لابد أن تكون هناك آجال زمنية محددة، وهنالك إشارات إلى أنه قبل الدخول إلى عملية الحوار الوطني لابد من الاتفاق على القواعد والإجراءات، إذا طبقنا هذه البنود على الواقع فسنجد أن المهمة التالية هي الإسراع في إيجاد آلية لتعريف الإجراءات لتكون الأساس الذي ينطلق منه الحوار. هنالك مسائل عملية ربما تساهم فيها الآلية الأفريقية.. وهنالك مقترحات متعلقة بكيفية إعلان ضربة البداية للحوار.. هنالك أشياء يفترض أن تقوم بها الدولة وتقوم بها الحكومة مثل إجراءات بناء الثقة وتهيأة المناخ، هذه جملة أشياء عملية مترتبة على هذا الاتفاق، في نظري ينبغي الشروع فيها فوراً.
* فكرة انتقال الحوار للداخل حتى لا يصير هناك منبران للحوار، هل تمت مناقشتها؟
– نعم.. نعم.. هذا مطلوب وهذا ما لمسناه حتى من الحركات التي التقينا بها؛ ليس لديهم مانع من ذلك، ولكنهم يصرون على قضية الضمانات، وهذا مفهوم بالنسبة لهم لأنه توجد هوة ثقة واسعة الآن لابد من ردمها بإيجاد ضمانات حقيقية.. نحن لم نلمس أن لديهم اعتراضا على أن يكون الحوار داخل السودان.. ربما تكون هناك حاجة لأن يبدأ الحوار في منطقة محايدة ولكن استمراره لابد أن يكون في داخل السودان وهذا مطلب مفهوم في ظل عدم الثقة الموجودة.. على كل حال هذه مسألة ينبغي أن تناقش في المستوى المعني في داخل السودان، مع الحركات السياسية.
* كيف استقبلت موقف المؤتمر الوطني وردود الأفعال عامة؟
– ما اطلعت عليه حتى الآن إيجابي، وأعتقد أن هذا فيه قراءة صحيحة للواقع لأن إعلان المبادئ الذي صدر شامل وجامع وعليه توافق سياسي واسع. أعتقد أن هذه خطوة مهمة جدا، وهي نقلت الحوار من حالة ركود وسكون إلى حالة حركة الآن ومبادرة، وفي اعتقادي أنه من المهم جداً أن نستثمر الرأي الإيجابي الذي صدر من المجتمع السياسي بصورة عامة، ومقاربة الأحزاب التي اعترضت على الحوار حتى الآن، ولم تشارك فيه.. هذه فرصة تاريخية؛ إذا كانت الحركات التي تحمل السلاح الآن تقبل بمبدأ الحوار بطريقة إيجابية فمن باب أولى أن تكون القوى السياسية داخل السودان أيضاً في ذات الموقف.
* تقصد أن الوثيقة أو ما أسميته إعلان المبادئ يمكن أن تفتح لتضم آخرين؟
– نعم نعم هي إعلان مبادئ، للآخرين أن يقولوا رأيهم فيها، ولكنها تشكل في اعتقادي الجزء الأهم لأنها مأخوذة مما هو منثور في أدبيات السياسة السودانية.
* بمعنى: هل يمكن أن يلتحق الرافضون من الداخل بهذه الوثيقة..؟
– أو أن تقدم لهم الوثيقة من قبل الجهات القائمة على الحوار؛ هذا أيضاً خيار. ولكن مما نعلمه من أدبياتها السياسية ما تقوله القوى السياسية -حتى المعترضة على الحوار حتى الآن – موجود في هذه الوثيقة.
* كيف تقرأ مستقبل الحوار؟ وماذا يعني إيقاف الحرب في هذه اللحظة؟
– إيقاف الحرب مفتاحي لمعالجة مشكلات السودان؛ سواء المشكلة الاقتصادية، ومشكلة العلاقات الخارجية ومشكلة العلاقات السياسية الداخلية، ومشكلة الانتخابات القادمة؛ هذه كلها قضايا وقف الحرب قضية مفتاحية بشأنها، ولذلك كما ذكرت لك الوثيقة ليست إعلان مبادئ فقط ولكن فيها إجراءات، إجراءات بناء الثقة ووقف العدائيات وإيقاف الحرب، لاشك عندي أنه إذا ما حدث عبور سياسي وعكفت القوى السياسية القوى السياسية على رعاية هذا المشروع السياسي، مشروع الحوار الوطني، وتوفرت النية الصادقة فستتداعى الخيرات إلى السودان في صورة إيجاد حلول للمشكلة الاقتصادية، ومشكلة العلاقات الخارجية، بهذه الخطوة سينفتح الطريق واسعاً لإيجاد حلول لهذه المشكلات الأخرى.
* كيف استقبل المجتمع الدولي الوثيقة؟ ومن كان حاضرا على الطاولة؟
– أهم شخصية هو الرئيس الرئيس أمبيكي نفسه الذي ينقل الوقائع وينقل روح الحوار إلى المجتمع الدولي وإلى المجتمع الإقليمي وإلى الاتحاد الأفريقي على وجه الخصوص.. أنا لم أشاهد شخصيات أخرى من المجتمع الدولي باستثناء هايلي منكريوس ولكن أتصور أن المنطقي أنه سيكون هناك ترحيب دولي واسع بهذا الإعلان.
* تقييم هذه اللحظة الآن؟
– لا شك عندي أنها لحظة عبور تاريخي للسودان، على الأقل هنالك فرصة لحدوث ذلك، يجب أن تقتنص، وكثيراً ما أردد وأقول إن المطلوب الآن هو زعامة حقيقية لهذه اللحظة التاريخية لتحقيق هذا العبور للسودان.
* ما المدى الزمني الذي حدد للمضي قدما في إنفاذ إعلان المبادئ؟
– كان هنالك تشديد على ضرورة تحديد مديات زمنية واقعية وعملية وطموحة في ذات الوقت، وهذا ما ينبغي أن يبدأ به الحوار.. لابد من التوفق بين القوى التي تشارك في الحوار على آجال زمنية محددة وعلى جدية وحرص على تطبيق مطلوبات الحوار الوطني.
اليوم التالي
وين كان فهمك دة يا أستاذ/ غازى ،أيام ميشاكو س وأنكورو وأبوجاومن تمثل فى الوقن الراهن ،الإصلاح الىن أم المؤتمر الوطنى ،إذا كنت تمثل الإصلاح ما تملك أى صلا حيات ولا معنى
لك وقيمة فى أى موضوع سيا سى ولا إقتصا دى ولاإجتماعى وإذا كنت ممثلا للحكومةاويعتقد ذالك من يعض الناس والنا طق الرسمى للحزب نفى ذالك وقال غازى يمثل نفس ،
ونتسا ءل بكل وضوح ليس لديك شك وريبة بما تقوم به أنت للذى قلت بعضم لسانك نأشك فى نوايا الحكومة والجدية إذن لما ذا ترهق نفسك بأدوار وهميةوتر هقنا معاك ،ياأستاذ/
مع إحترامىوتقديرى
عودتنا أبالسة الإنقاذ أئمة النفاق الديني والكسب التمكيني التلكؤ واللامبالاة والتسيب والاستهتار بعظائم الأمور فاذا ما ضاعت فرصة الحوار الوطني بكنكشتهم في الحكم على الكل حمل السلاح الذي يحتمون به من خوف المساءلة والمحاسبة العدلية، ألا اللهم قد بلغت فاشهد.
“وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ” صدق الله العظيم
ما قام به دكتور غازى و ممجموعة باريس عمل مقدر فالبلد مثخنة باالجراح والناس تعانى من شظف العيش وعدم القدرة على العلاج والمشاكل الأجتماعية التى لا حصر لها فالتكن الساعة الحاضرة لتضميد جراح الوطن ومن أجل إنسانه الذى أعياه الرهق وليعلو الجميع فوق جراحهم حتى تزول الغمة
صدقت موسي انه دور وهمي انخدعت به الجبهة الثورية ولكن لا اظن ان هذه الالاعيب تفوت علي فطنة الجبهة سواء كان دور الصادق او دور غازي واظن ان الجبهة تقول خيك مع الكذاب حتي الباب ليتبين للناس كذبه .
ان حديث د. غازي يعطي انطباعا وكأنه مبعوثا من نظام الخرطوم..
** بمراجعة دقيقة لما ورد في اعلان باريس..واهداف ومباديء الجبهة الثورية..وأعلان مباديء اديس ابابا.. وأدبيات القوى السياسية المعارضة..وآمال وتطلعات الشعب السوداني الصامت..
** فان جميع البنود المضمنة تحتوي على الأسس التي يمكن ان تؤدي لحل المشكل السوداني وأزمة الحكم.. وهي في خطوطها العريضة تحوي وتؤدي الى:
” اقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية..الحل الشامل..تفكيك النظام وتكوين حكومة قومية انتقالية..اعمال مبدأ المحاسبة..توفير الضمانات..استقلال القضاء..ترك باب خيارالكفاح المسلح والتعبئة والهبة الشعبية مفتوحا..توحيد المعارضة.. الخ..
** على العموم مجردالاتفاق على هذه النقاط يعتبر “مفتاح الفرج للتغيير الشامل” وأتوقع ان تأتي بعض الجهات المعارضة بمزيد من النقاط الايجابية مما يحصر النظام في وضع (زرة كلب في مولد)!!
** ما يجب اعطاؤه الاولوية هو “شيطان” التفاصيل والوسائل والاليات والاجراءات واستحقاقات ما قبل الحوار…