مع احترامي يا سيادة الامام : بل الثورة السودانية وانتفاضة شعبنا على مرمى حجر !

فضيلي جماع
في مقابلة بتلفزيون “العربية” صرح السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي (أنّ القوى المسلحة في العالم وصلت إلى الاقتناع بالحلول السياسية وأنه يسعى لحل يخلو من العنف).. وأعاد ما ردده على الأسماع مراراً باستعارة تجربة الكوديسا في جنوب أفريقيا لحل المشكل السوداني (مؤكداً أن ما حدث في جنوب أفريقيا سيحدث في السودان!) وفي اللقاء قال السيد الصادق المهدي (أنه لا بجب فصل الدين عن الدولة ولكن يجب ضبط العلاقة بينهما !!) وأكد المهدي أنّ (الوقت لم يحن لاندلاع انتفاضة شعبية!!)
وضعنا ما قاله السيد الصادق المهدي بين القوسين حتى لا يتهمنا أحد بالتجنّي على الرجل ونسب ما لم يقله إليه. ونعترف أنّ علامات التعجب في نهاية كل اقتباس من عندنا.
كتبت قبل أيام قلائل عن (إعلان باريس) ، وقلت إنه اختراق ضخم في روليت السياسة السودانية. وفي مقالي يومها لم أظلم الرجل حقه. قلت إن وجوده كطرف ثان في الإعلان مع الجبهة الثورية السودانية ، وكزعيم لحزب من أكبر الأحزاب السودانية وكسياسي مجرب وله علاقات واسعة في المحيطين الإقليمي والدولي قد أعطى الإعلان وزناً إضافياً ووهجاً. وأشدت بتحركه هذه الأيام للترويج لهذه الخطوة السياسية التي حركت مسار البحث عن حل للمشكل السوداني وجعلت الكثيرين يرحبون بالإعلان.
قلنا هذا ونحن نعلم أنّ السيد الصادق المهدي حين ذهب إلى باريس لتوقيع الاتفاق المعني مع الجبهة الثورية لم يذهب عن محبةٍ واقتناع بخط الجبهة الثورية ومناصريها الذين يمثلون أكبر ثقل عسكري وسياسي وديموغرافي بالسودان اليوم. ذهب السيد المهدي إلى باريس لأنه كما قال في خطابه الذي شكا فيه تجربته المريرة مع النظام القائم للشعب السوداني قال بأنّه لا ينكر الوزن العسكري والسياسي والجماهيري للجبهة الثورية إلا مكابر. وباعتقادنا أنه نجح في توقيعه للإعلان مع الجبهة الثورية في رد الصاع لحكومة الإنقاذ صاعين وأكثر (الإشارة هنا لاستجواب جهاز الأمن الفاشي للإمام وإيداعه سجن كوبر لأنه انتقد فظائع قوات الجنجويد ? واسم الدلع الجديد لها قوات التدخل السريع!!)
من حق السيد الصادق المهدي أن يفكر في الحلول الممكنة للكابوس السياسي الجاثم على شعبنا ربع قرن من الزمان ، ومن حقه أن يقول باستيراد حلول جاهزة لشعب من شعوب العالم ، فلا أحد ينكر عليه سعيه المتواصل كسياسي وطني ينشد الخلاص لبلاده من الواقع البائس الذي يعيشه شعبنا وبلادنا ، لكن من حقنا أن نقول له إنّ الشعوب ? ومنها أشقاؤنا في جنوب افريقيا ? ابتكروا الكوديسا (التشاكي والاعتراف والعفو) مستوحين ذلك من واقعهم السياسي المعقد (الفصل العنصري بين بيض وسود وملونين) ، وكان جيش رمح الأمة (امخنتو) في الأطراف تعاضدها التظاهرات لإدانة النظام والتي ما انقطعت في الداخل والخارج إضافة إلى وجود سجين من الوزن الثقيل (نيلسون مانديلا) ورفاقه في سجنهم بروبن آيلاند يحركون منه شوارع جوهانسبيرج وبريتوريا وغيرهما بإشارة منهم!
لم تأت الكوديسا من فراغ.. جاءت من ثقافة مسيحية يلعب عنصر التسامح دوراً أساسياً في معتقدها. لذا كانت الكوديسا بالنسبة لهم هي الخروج من عنق الزجاجة. ومع احترامنا لتجربة شعبنا في جنوب افريقيا فإن الشعب السوداني يملك رصيداً طيباً من العراك السياسي لقرابة القرن ونصف القرن ، وله ثقافته التي تطبع ابتكاره لنمط الثورات والحلول السياسية وفق مزاجه الثقافي ورصيده التاريخي ، وليس بحاجة أن (يستلف) تجربة الآخرين. والمسألة هنا ليست عنادا ومكابرة ولكنها معالجة تخضع لظرف يعيشه شعب من الشعوب اكتوى بنار عصبة اغتصبت حريته بليل وشطرت بلاده وأذلته على مدى ربع القرن. تخضع لتحليل الواقع الحالي في السودان من منظور جيو-سياسي لواقع ربما تجاوزه العالم منذ خرج من سجنه بطل نيلسون مانديلا ليقلب الطاولة على نظام الفصل العنصري ويرمي به في سلة مهملات التاريخ. والسيد الصادق المهدي يعلم جيداً أن شريكه في إعلان باريس (الجبهة الثورية السودانية) لم يوقع معه ذاك الإعلان بحجة أنهم سيلقون سلاحهم.. ذلك أن الذي أعطى الجبهة الثورية حجمها ووزنها الثقيل مما دفع الإمام ? وكان قريبا من ألد خصومها- أن يلتحق بقادتها في باريس ليوقع معهم الإعلان- أنّ الجبهة عرفت كما عرف الإخوة في جنوب أفريقيا وكما عرف الثوار في كل مكان أنّ قوة السلاح لا يمكن أن تعاب على ثائر. إذ لا يمكن لأحدنا أن يطلب ممن فقدوا الأهل والمأوى والزرع والضرع بفعل حرب الإبادة التي يشنها نظام الخرطوم الهمجي أن يلقي سلاحه وينبذ العنف (ونحن نسميه نضالاً) لحوار من لا يقيم وزناً لآدميتهم أصلاً !!
ثم إنّ مقولة عدم فصل الدين عن الدولة لم يقل بها أحد ? قلنا فصل الدين عن السياسة- والفرق واضح بين الاثنين. أكثر من ثلاثة أرباع بلدان أوروبا تتخذ من الصليب قاسماً مشتركاً في العلم ? رمز سيادتها.. ذلك لأن المسيحية هي معتقد تلك الشعوب وأساس ثقافاتها. بل إن ملكة بريطانيا هي رئيسة الكنيسة الانجليكانية. يحدث كل هذا وفي أكثر من حكومة اوربية عدد من الوزراء من ملل أخرى: مسلمين ويهود وهندوس إلخ.. الخوف ليس من أن يكون دين من الأديان عاملاً كبيراً من عوامل مكونها الثقافي ولكن الخوف من استخدام الدين في السياسة ? وهنا تلتقي الطائفة والأحزاب الدينية في السودان في أشواقها ومراميها السياسية التي تجعل من الدين حصان طروادة. ولسنا بعيدين من تجربة ماثلة الآن أذاقت شعبنا الأمرين. ليس هناك خيار يا سيادة الإمام. لم يحدث أن قامت في تاريخ العالم دولة دينية أرست عدالة بين أبناء بلد واحد أو ساوت في حقوق مواطنيها. الأصل في الدولة أنها مدنية.. يصنعها الإنسان مستوحياً ثقافته ومعتقداته وإرثه التاريخي ، خاضعاً قوانينها ونظمها لعقد اجتماعي يساوي بين الناس اسمه المواطنة.. دون ذلك (يفتح الله)!
أما الثورة الشعبية في السودان فهي على مرمى حجر. وكفانا من جرعات التخدير التي يتم الترويج لها كلما قامت انتفاضة عارمة مثلما حدث في سبتمبر من العام الماضي. إن شعوب السودان التي رفعت السلاح دفاعاً عن كرامتها وشرف حرائرها ، والمد الشعبي الرافض في المدن ? وفي عاصمة البلاد بالتحديد- وشهداءنا الذين دفعوا بأرواحهم في هبة سبتمبر وجلهم من الشباب اليانع لم يفعلوا ذلك حباً في الموت أو ممارسة للعبة التظاهر. فعلوه ويفعلونه قريبا جداً لأن أسباب بقاء هذا النظام كلها قد عفا عليها الزمن. هذا النظام مثل كلب مصاب بداء السعر ، يصيب بدائه كل من اقترب منه. والعلاج الوحيد له هو القضاء عليه- إما عن طريق حوار وطني برعاية دولية- أو القضاء عليه بثورة شعبية هي يا سيادة الإمام وبكل المعطيات على مرمى حجر. أراهن بأنه لن يطول انتظارنا لانتفاضة شعبنا..موعدنا الغد بمعناه التجريدي لا الحسابي..وإن غداً لناظره قريب!
فضيلي جماع
[email][email protected][/email]
“هذا النظام مثل كلب مصاب بداء السعر ، يصيب بدائه كل من اقترب منه. والعلاج الوحيد له هو القضاء عليه- إما عن طريق حوار وطني برعاية دولية- أو القضاء عليه بثورة شعبية”.
والثورة الشعبيّة يمكن أن تبدأ بالعصيان المدني وهو تعبير حضاري وسلاح لا يقاوم وهو كلمة السرّ التي يخشاها جمل الإخوان المسلمين فرع السودان. على الشعب السوداني أن يتواصي علي يوم سيكون مشهوداً وشاهداً علي وضع النهاية السعيدة لآلام إمتدت وتطاولت. نعم نظام الإخوان المسلمين فرع السودان أصبح كالكلب المسعور إن لم يصب غيره أصاب نفسه فليتعامل معه الشعب السوداني الفضل كما يتعامل مع الجمل الأجرب الذي يهيم على وجهه.
الصادق المهدي تتجاذبه توازانات فهو يوازن بين أولاده المشاركين النظام في الحكم – يخاف علي حياتهم إن قامت انتفاضة أو ثورة – وبين الشعب السوداني وبين نفسه التواقة للسلطة والحكم……………….. هذا هو الصادق المهدي. ,وأنا علي يقين تماما أن الصادق المهدي لا فائدة تُرجي منه.
التحية لك استاذنا الفاضل لتناولك هذه النقاط الهامة. انت و كثير من مثقفينا حملوا راية مواجهة هذا النظام الظالم.
للصادق المهدي مقولة شهيرة: البشير جلدنا وما بنجر فوقو الشوك.
الشوك قد يكون محاكم دولية او محاكم وطنية. فالذي يرفض ان يمرغ البشير في الشوك لا يمكن ان يحمل حلا لشعب السودان. كفى ان البشير اغرق البلاد في حروب و فتن قبلية. فلماذا يبحث الصادق المهدي عن بر آمن يلجأ اليه البشير.من فوض الصادق ليتكلم نيابة عن المتضررين؟ هل حزبه ام اسرته ام المؤتمر الوطني؟
كمواطن سوداني ارفض تماما دعوة الصادق المهدي لخلق كوديسا سودانية.
هو كدة يا جماع فاني اشتم ريح الثورة في كل مكان
وسوف تنطلق شرارتها قؤيبا جدا والاجواء الان مهياة
لان عورة الانقاذ قد انكشفت وعلم الناس الي اي دين بدعون
انهم فاسدون حتي النخاع
اوفيت واوجزت وخير الكلام ما قل ودل
الثورة خيار الشعب
هذا الصادق مثل المصاب بالقولون المزمن: كلما أولم طعاما طيبا … أخرج ريحا كثيرة.
سلمت استاذ فضيلي وسلم قلمك .. لقد كتبت كلام من ذهب والله ..
للأسف اضيف لما كتبت بأن السيد الصادق في الآونة الآخيرة يبدو وكانه يمثل طوق النجاة لهؤلاء (الأوباش) .. في تحركاته وتصريحاته شيئ مريب ..
على الشعب السوداني عدم التعويل على الأحزاب كلها .. وعليه صنع ثورته لوحده وهو قادر على ذلك ..
اي نعم انها على مرمى حجر .. حتى وان اغلقوا المركز الثقافي الايراني ..
فقد مللنا من لعبتهم السياسية
كما عهدناك دائما يا أستاذ فضيلي … تحليل منطقي باسلوب جزل … أما قولك ( لم تأت الكوديسا من فراغ.. جاءت من ثقافة مسيحية يلعب عنصر التسامح دوراً أساسياً في معتقدها ) … فقد جاءتنا حكومة الاسلاميين بالإقصاء والتهميش والقهر وبذر الفتنة والتناحر والتكفير والجهاد ضد كل من يخالفهم الرأي … ثم التشبث بالسلطة والفساد … فلا مجال لأي حوار مع هؤلاء …
وحسبنا الله ونعم الوكيل …
يا الله على الكلام الجميل والمنظق الموزون مقال يرفع الروح المعنوية الى هامات السماء …
يا خرطوم ثوري ثوري ستكمل دور الاطراف والهامش الذي سيكون مبتدأ شرارة الثورة ..ثورة الجياع كما اعترف وحذر منها بعض نواب المؤتمر اللاوطني
+ التحية للشاعر الكبير فضيلي جماع.. وهو يواصل جهاده الثقافي من منفاه في لندن !
+ لا أرى كثير اختلاف بين الشاعر والمهدي.. ونحن محتاجون أكثر للتوحد الذي بدأ ينتظم فصائل المعارضة بعد إعلان باريس مما زلزل الأرض تحت أقدام النظام المتهاوي… إذ أن لقاء العربية لا يمكن قراءته إلا من خلال مجمل ما يقوله المهدي منذ سنوات:
** موضوع الدين والدولة أصلا تم الاتفاق على أن تتم مناقشته في المؤتمر الدستوري القادم وهو النموذج الذي ساهم المهدي مع كثيرين(خاصة الشيوعيين السودانيين مثل نقد) في اختراعه لحل مشكلات السودان .. وكان السودان قاب قوسين أو أدنى منه, لولا انقلاب الجبهة القبيح في 89 !!
** مدنية الدولة: الشاعر لا شك من المتابعين للحراك الفكري والثقافي في السودان.. المهدي من أوائل الذين نادوا بمدنية الدولة- وليس دينيتها- وقال مرارا (لا توجد دولة دينية في الإسلام والدولة فيه مدنية).. بل لا نعدو الحقيقة إن قلنا أن المهدي من الذين سكوا المصطلح نفسه .. والمعروف أن المصطلح جديد في الفكر السياسي الذي لا يعرف غير مصطلحين: الدولة الدينية بالمعنى الثيوقراطي والدولة العلمانية.. وقد تم سك المصطلح الجديد لإيجاد فضاء تالت .. وهو ما يسميه المهدي ب (ضبط أو تنظيم العلاقة بين الدين والدولة )!! وهذا المفهوم وجد رواجا بعد الربيع العربي, خاصة في تونس !!
** الكوديسا: المهدي أول من قال بالكوديسا في السودان وقد أصبحت ماركته, رغم تصعيب النظام الطائش للمهمة (وهو يعني استلهامها وليس نسخها فالنسخ غير ممكن في التاريخ, والريبليكا الصماء replica ليست ممكنة إلا على مستوى العلوم الطبيعية, أما التاريخ لا.. ولكن يمكنك دائما أن تستلهم وتستوحي تجربة ما في التاريخ , وهو أمر ليس مشروعا فحسب بل مرغوب)!!
** نتفق مع الشاعر تماما بأن تصريح أن الانتفاضة لم تكتمل شروطها بعد.. لا داع له أصلا ويثير الإحباط في شعب يعاني الإحباط أصلا ويخدم النظام.. ولكن ربما التقارير الصحفية عن اللقاء لم تكن دقيقة, فأنا لم أشاهد اللقاء في القناة.. الانتفاضة شروطها الموضوعية مكتملة والذي لم يكتمل فقط هو الشرط الذاتي والمتمثل في أحد مظاهره في الفرقة والتشتت بين أطراف الصف المعارض, ثم في حالة الإحباط واللامبالاة الشعبية في السودان !!
بقى لنا يافضيلى ربع قرن ونحن نقول الثورة على مرمى حجر الثورة لا تاتى من لندن وباريث ومن مقاومة الفنادق الثورة تاتى من الداخل كما فعلنا فى 64 و85 وكما فعل الاخرين اما مؤتمرات باريس وقبلها ستؤدى الى صومال اخر على الجميع ان يدعم الداخل كل بما يتوفر لديه اما عبر مايدور الان فاعتقد ان ليلنا طويل ومظلم
شكرا الاستاذ فيضلي أحد اهم معوقات الثورة هي قوى المعارضة السلمية من امثال قوى الاجماع الوطني والصادق المهدي وكثيرون , فهم يبحثون عن حل سياسي ناعم لعقدة 25 عام من القتل والتجويع ادمنها المؤتمر الوثي (الكيزان) وسيستمر 25 سنة قادمة ان اتحيت له الفرص غير آبه بمايجري في السودان من دمار وخراب والمشكلة قى القوى السلمية أذ !! لا يكترث قادة المعارضة لحجم المصيبة وهم يتحدثون عن الخلاص بالكلام والموفاوضات والاتفاقيات التي لا تثمن ولا تغني من جوع لم يتحدت قادة المعارضة السلمية عن الامثلة الحية لقوات القتل السريع والاحصيائيات الدقيقة عن الاف القتلى او قوات القتل البطئ من مستشفبات وحوادث المرور والامراض وتدهور الصحة أو الاشياء الاخرى التي تمس هموم المواطن البسيط اليومية والفقر المتقع الذي اصاب معظم البلد والمشردين في الارض من مغتربين و مهجرين.
الخلاص هو في عرض المعاناة من ابشع الجرائم التي يرتكبها ابالسة الانقاذ في كل يوم وفي كل ساعة تتاح لقادة القوى السلمية للشعب , فعندما يتحدث فقط الصادق المهدي فقط واكرر فقط عن مشروع حوار او مفاوضات وهلم جرا تعطي الانطباع على ان المشكلة هي سياسية في المقام الاول لدى عامة الشعب ( هل تهنم اسر الضحايا في دارفور او جنوب كردفان الى اين وصلت اتفافيات ؟؟ او هل يكترث مرضى الكلى او السرطان ماهي اخر تطورات الماعرضة السلمية ؟؟ او هل يشعر ملاين الجوعى ب وجبات الحوار الوطني ؟؟ ) هي اسئلة يومية يطرحها المواطن البسيط هل سنظل على تلكم الحالة !؟ الى متى حتى يقتنع عمر البشير بمخرج الكودسا او يؤمن نافع بتفكيك مسامير الانقاذ . اذ لم يتحدث قادة المعارضة السلمية عن احوال الساعة فما علينا الا انتظار الساعة .
العصيان المدني .. متين ؟؟؟
لك التحية اخ فضيلي جماع..مقال محكم بحيث لم نجد معه منفذا للاختراق بتعليق.. خالص التقدير..
زادك الله علمن وشكرن علي المقال رائع
كتب الاستاذ فضيلى جماع (ن شعوب السودان التي رفعت السلاح …) احب ان اقول ليس كل (شعوب) السودان على قلب رجل واحد فمعظم شعوب السودان لم تحمل السلاح و لا تحبذ حمل السلاح ( عدد لا يزيد عن اصابع اليد من قبائل السودان ) هي من تحمل السلاح حاليا .!!!
قال السيد الصادق المهدي (أنه لا بجب فصل الدين عن الدولة ولكن يجب ضبط العلاقة بينهما السيد الصادق دايما يحاول في كل حوارتو مع المعارضة او تحالفاتو الاحتفاظ بخط رجعة للموتمر الوطني ببساطة لانو الصادق والميرغني والموتمر الوطني كلها احزاب بتنطلق من نفس منهج الاسلام السياسي ونفس البنية الاجتماعية لذلك مايجمع الاتحادي وحزب الامة والموتمر الوطني اكثر مما يفرقهم
لا والله ليس على مرمى حجر كما تدعى….. المؤتمر الوطنى له أمكانات أقتصادية وتنظيم أكثر من أى حراك سياسى فى البلد يمكن أن يجهض بها أى أنتفاضة حتى لو عسكرية … هذه حقيقة يجب أن يعرفها أى مواطن شريف يريد الخير لهذا الوطن ولكن المؤتمر الوطنى نفسه يعلم جيدا أنه فى الحضيض على المستوى الشعبى ويعلم جيدا أن سقوطه مدوى فى أى أنتخابات شفافة ونزيهة لهذا يتهربون من الحوار الجاد ويدفعون القوى السياسية الى سلك المهالك بالأنتفاضة أو عمل عسكرى لكى يبقى فى الحكم 25 عام أخرى لذا نرجو ثم نرجو من القوى السياسية الفاعلة فى الضغط على المؤتمر الوطنى للجلوس الى الحوار الجاد الذى يفضى الى أنتخابات شفافة ونزيهة وبها والله سوف يكون سقوطهم دوى للقاصى والدانى وهى الطريقة الوحيد التى بها نأمن شرور هذا الحزب المهترىء شعبيا
عيب التجربة الجنوب أفريقية التي يعجب بها الصادق و التي تؤكد إرتباطه التاريخي و الأسري بمصالح المستعمر الغربي و خاصة البريطاني الذين ضغطوا و عملوا على أن تخرج التجربة الجنوب أفريقية بهذا لشكل الذي يستجيب لهذه الضغوط بالمحافظة على مصالح الغرب ببقاء البيض المستعمرين و عدم المساس بمصالحهم الحيوية التي كسبوها من خلال فترة الإستعمار و الفصل العنصري بل و حمايتها بنصوص إتفاق (الكوديسا) فهل يريد الصادق الحفاظ على مكاسب الأخوان المادية و السياسية و الإجتماعية و العفو عن جرائمهم في حق الوطن والشعب دون حساب و يضمنها لهم في إتفاق ملزم للشعب مثل تجربة جنوب أفريقيا لا الف لا نحن لنا حلولنا و لن نقبل إلا بالقصاص العادل على جرائم النظام منذ اليوم الأول لإنقلابهم المشئوم و حتى الآن و هذه اليوم نراه قريبا و يراه و يتمناه الصادق و البشير بعيدا!!
الناس دي بتنظر وبتفتكر كتير , ما أخذ بالسلاح لا يسترد إلا بالسلاح أو كما قال البشير
الحكومة في انهيار حقيقي علي كافة الاتجاهات… اقتصادية… علاقات خارجية… تذمر شعبي من الغلاء و المعيشة و انهيار التعليم و الصحة و الفقر الذي وصل نسبة عالية جدا… الامطار و ما فعلته من خسائر في الارواح و الممتلكات و الذباب الذي يٌسلم ورديته للبعوض و البعوض الذي يستلم ورديته علي انغام القعنووج و يُسلمها للذباب.
الحصار الاقتصادي خاصة في المعاملات البنكية… سياسية المملكة و من معها من دول الخليج تجاه حكومة الاخوان في مصر و تصنيف الاخوان كتنظيم ارهابي و هذا يزيد من الضغوط علي حكومة الكيزان.
الحكومة سعت من الوهلة الاولي في تشويه الاحزاب السودانية الكبيرة حزب الامة… الحزب الاتحادي الديمقراطي و الحزب الشيوعي حتي تضعف هذه الاحزاب و ينفض الناس من حولها…
الحكومة سعت بكل ما تملك لتشويه صورة السيد الصادق لما له من حنكة سياسية و مكانة في نفوس الشعب السوداني و امكانية تحريك الشارع السوداني و مكانة خارجية و لقد نجحت في ذلك مما جعلنا نري بعض ممن يدعي معارضة الكيزان يعارض بالإساءة للسيد الصادق و لستُ اعني هذا المقال.
زيارة السيد الصادق للجزيرة الأخيرة برهنت بان الرجل مازال بيده تحريك الشارع السوداني فقامت الحكومة باعتقاله مما ادي الي مقاطعته لما يسمي بالحوار الوطني او 7+7 و من بعد خروجه من السودان.
اعلان باريس و اتفاق السيد الصادق مع الجبهة الثورية قضي علي ما تبقي من راحة الكيزان اضف الي ذلك بقاء السيد الصادق خارج السودان و تحركاته في القاهرة و اديس ابابا افقدهم صوابهم فقد يستطيع السيد الصادق بناء حلقة خارجية تزيد من عزلة الحكومة مما يُؤدي الي سقوطها.
الشعب السوداني ليس في حاجة الي مقالات انصرافيه… الشعب السوداني يريد حلا… الحرب لن تكون الحل و الانتفاضة لن تكون الحل الا بعد ان تتفق قوي المعارضة سياسية و حركات مسلحة حتي لا يكون هنالك انفلات امني يُمكن الكيزان من الهروب و حينها بدل البحث عن محاسبة الكيزان سيكون الحلم كيف نُوقف الصوملة.
الكتابة في مصطلحات مثل فصل الدين عن السياسة او فصل الدين عن الدولة لا تهم الشعب السوداني الآن… ما يهم الآن هو كيفية ازاحة الكابوس الجاسم علي صدر الشعب.
الشعب في حاجة الي مقالات تصب في الحل السلمي و اصلاح اقتصادي سريع و حل للتعليم و الصحة و من بعد فلننظر كيما شئنا و لنمكن الشعب لقول كلمته بحرية و معرفة.
ساعدوا السيد الصادق في الحل او بالصمت فان لم يحلها السيد الصادق لن يحلها غيره و اتركوا المقالات الأنصرافيه التي يُريدها الكيزان.
التحية لشاعرنا الفذ فضيلي جماع وهو كما جمّل دواخلنا بروائع قصائده الشعرية هاهو الآن يجمل عقولنا باستنارة وفهم واسعين ويضع الدواء على الداء …
إن مشروع (كوديسا) الذي يهلل له المهدي وينافح به ليس لمصلحة شعبنا المغلوب المقهور و لكن من أجل ضمان إفلات البشير و عصابته من المحاكمات على الجرائم التي ارتكبوها وقتلهم لأهل السودان وسرقة كل خيرات السودان واحتكارهم لكل الموارد
الـقامة الـمبدع ، الاسـتاذ فضيلي جمـاع .. التحيات الطيبات الزاكيات ، الاحترام والـتقدير .
أثبت الـسـيد الـصـادق الـمهـدي أنه أكـثر لـذوجـه مـن ( الـغــراء )( شـكـلا ، رائحـة ، ومـوضـوع ) !!.
الـملك لـير .. ومصـداقية البنت الصـغـرى واسمها كورديليا : ” ستظهر الأيام ما يخفيه المكر والرياء ، فأولئك الذين يخفون الخبث واللؤم سيفتضـح أمرهم في نهاية الأمر ” !!.
أخيراً الصـادق المهـدي يردد مقولة فرعون ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) ( مؤكداً أن ما حدث في جنوب أفريقيا سيحدث في السودان ! ) ( أنه لا بجب فصل الدين عن الدولة ولكن يجب ضبط العلاقة بينهما !! ) وأكد المهدي أنّ ( الوقت لم يحن لاندلاع انتفاضة شعبية !! ) !!.
مـن الأخير .. الـصـادق المهـدي يرتب الامـور وفق هـواه ومصالحـه ، مـا زال يـعـيش خـيال وأوهـام وأضـغـاث أحـلام الـنجـم الأوحــد ( السـودان مـلك رقـبه لـدائرة آل الـمهــدي ) الـبلد بلـدنا ونحــنه أسـيادا .
الكــوديسا عـند الـصـادق الـمهـدي تـعـني ..
مـقايضـة مـلايين الضـحـايا والـمشـردين ، والأيتام ، والأرامـل ، و أطفـال الـشـوارع ، وأولياء الـدم .. مقايضتهـم بـعـفي الله عـمـا سـلـف ، مـقابل ( كـرســي الـحـكـم ) !!.
فصـل الـدين عـن الـدوله عـند الـصـادق الـمهـدي تـعـني ..
تـجفيف مـنابـع الـدجـل والبلطجـه والـفـهـلـوة والـمتاجـرة بالـدين ، الـتي كـانوا أول مـن فـرش بضـاعـتهـا عـلي قـارعـة الـشـارع الـسـياسـي الـسـوداني ، وإسـتـغـلـوا بهـا الـمواطـن الـبسـيط وإسـتـعـبدوه , مـقابل شـــبر فـي جـنتهـم الـمـزعـومـه !!.
أمـا ثالـثة الأثافـي ، وحـجـر الأسـاس ، الوقت لم يحن لاندلاع انتفاضة شعبية !!
خشــيته أن تـداهـمـه الإنتفاضـه الـشـعـبيه الـعـارمـه وهـو ( متشــتـح ) كـراع فـي الـمـركــب ، وكـراع فـي الـطـوف !!.
عـلي الـسيد / الـصـادق الـمهـدي أن يـعـي ويدرك ، شـاء أم أبي ، أن عـمـره الإفتراضـي إنتهـي .. ســنة الله فـي خـلـقـه .. !!.