الحق يؤخذ و لا يعطى صدقة

“إن نظاماً كنظام الانقاذ يجب أن لا يتم التفاوض معه إلاّ على تسليمه السلمي و الغير مشروط للسلطة .”
تعددت الوساطات و الوفود ، وكثرت المفاوضات ، وزاد الهمز و الغمز و اللمز في القاعات المغلقة و الحجرات المظلمة ، و اختلطت الحدود و المقاييس و الفواصل ، و اُبتدعت جُملاً و مصطلحات سياسية أضيفت إلى قاموس السياسة السودانية اربكت المواطن البسيط ، يرددها البعض دون علم بمعناها : الآلية الافريقية رفيعة المستوى ، آلية الحوار الوطني ، آلية الحوار الاجتماعي ، قوات اليوناميد ، لجنة السبعة زايد سبعه و لجنة السبعة زايد واحد ، مفاوضات المنطقتين ، منبر الدوحة ، و عدد لا يحصى من المنابر واسماء اللجان و جلسات المفاوضات في أديس أبابا و غيرها من العواصم ، لا يعرف حتى الذين اشتركوا فيها عددها ولا نتائجها ، و تبارى السياسيون في تدبيج الخطب الرنانة و اطلاق التصريحات النارية في المؤتمرات الصحفية . و حققت الوفود مكاسب لا تستطيع الوصول إليها كما قدمت تنازلت لما لا تملك . و يعتقد البعض أنهم تخطوا حواجزاً و حطموا سدوداً تستعصي على ياجوج وماجوج ، و حققوا ما لم يحققه الأوائل و لن يحققه اللاحقون .
يجري ذلك وسط دهشة ألجمت الشعب ، و خدّرته ، و ثبّطت إرادته ، و أوهنت عزيمته ثمّ كبلت يداه ، و أضاعت وقته . و هو الصامد الصابر الذي فقد كل مقومات الحياة ، يعاني التخلف و الفقر و الجوع و المرض و التشريد و السجن و التقتيل ، و اصبح يعيش في وطن كأنه مريض الجزام ، أطرافه التي لم تسقط مهددة بالسقوط ، وطن غابت فيه الخشية من الله ، و كُفر فيه بيوم الحساب ، واختفى فيه صوت العقل ، كما غاب عنه القانون و ضاعت ضوابطه ، وطن تفشى فيه كل قبيح و كثر فيه كل مكروه و أصبح بؤرة للفساد الذي أزكمت رائحته كل شبر على الارض حتى أصبح عبئا على الانسانسة .
هذا ، فنحن لا نرفض المفاوضات ، و لا ننبذ المصالحة ، لكنا لسنا من الذين يقدمون تنازلات في القضايا الوطنية ، فمواقفنا لا تباع ولا تشترى ، و نرفض بقوة اتفاقات الاسترضاء و اقتسام المناصب الدستورية و التنفيذية مع نظام غير شرعي ،هو سارق و مالك بالقوة لما يتنازل عنه . إن نظاماً مجرماً كنظام الانقاذ يجب أن لا يتم التفاوض معه إلاّ على تسليمه السلمي و الغير مشروط للسلطة .و كيف نفاوضه على غير ذلك ودماء الشهداء ما زالت رطبة على الارض …!
نحن دعاة سلام ، نقف بصلابة ضد الحرب و ضد سفك دماء الأبرياء، لا عن جبن أو ضعف بل من منطلق الايمان بمبادئنا و أهدافنا لكنّا لا نقبل إطلاقاً بالسلام الاستسلامي الأنهزامي، و لا تستطيع قوة أن تفرضه علينا ، فنحن لا نرضخ لضغوط خارجية و لا يستطيع أحد إملاء رأي علينا لأننا لسنا عملاء ، و نحن على مرّ التأريخ نملك قرارنا ، و هو دائماً القرار الوطني الصحيح .
هذا ، فقبل مفاوضات أديس أبابا ، تعالت بعض الاصوات منادية بوحدة المعارضة ، و ليس هناك أدنى شك في أن المعارضة الموحدة هي ركيزة اساسية من ركائز العمل الوطني ، لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه ، مع من تتم الوحدة ؟ مع السيدين ، كما يسعى بعض قادتنا ؟ هل نقض الطرف عن دور الطائفية في تخلف وطننا ؟ هل ننسى إنهما أطالا عمر الانقاذ بخضوعهما واستلما نقداً ثمن ذلك ؟ هل نتنازل عن مبدأ فصل الدين عن السياسة ؟ هل نغفر لهما صمتهما المطبق عندما فُصل الجنوب و عندما قتل و شرد اهلنا في دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الزرق ؟ هل نتجاهل صفقة تعيين ابنيهما مساعدين لرئيس نظام الانقاذ ؟ هل نمسح من ذاكرتنا فرحتهما بالوسامين الذين كرمتهما به الانقاذ ؟ هل نتقاضى عن اسباب خلاف السيد الصادق الأخير ، هذا إذا هو اختلف اساساً ، مع الانفاذ ؟ أم هل يجب أن تتم الوحدة مع الدكتور غازي صلاح الدين العتباني و مجموعته و ننسى ايضاً أنه من كبار ساسة الانقاذ ومنظريها الذين رسموا سياساتها و خططوا مسارها وشاركوا مشاركة اساسية في جرائمها السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية حتى شهور مضت ؟
إننا نعلم بالتجربة العملية ، و من خلال بعض ما عاصرنا من أحداث ومواقف أن وحدة مع هؤلاء لن تقدم العمل الوطني خطوة واحدة بقدر ما تجعله يتقهقر أميالاً . ليس هذا استهانة بهم أو عدم احترام لهم لكنه منطق الاحداث في الماضي و الحاضر. فنحن منذ عشرات السنوات ظللنا نرفع شعار ” لا قداسة مع السياسة ” وننادي ” بفصل الدين عن السياسة ” و حدد لنا زعيمنا الشهيد حسين الهندي طريقنا بمقولته الشهيرة “نحن نحترم رجال الدين ما التزموا جانب الدين ، لكننا لن نهادن الكهنوت السياسي .” و نحن لن نحيد عن ذلك و لن نقبل المساومة في هذا المبدأ المقدس .فاستقرأوا التاريخ يا قادتنا .
إن وطننا يحتاج لثورة حقيقية ، ثورة نظيفة مبرأة من عيوب الماضي ،تستفيد من اخطائه و تستمد قوة دفعها من التجديد و التحديث ، ثورة تقضي على نظام الانقاذ وتقتلع مؤسساته من جذورها ، ثورة تضمن للمواطن حقوق مواطنته و تضع القوانين و النظم التي تضمن له إنسانيته و تصون كرامته و عزته وتحدث تغييراً جذرياً في بنية المجتمع لتبني الانسان السوداني الجديد على دعائم العدل و المساواة. ثورة تقضي على الطائفية و رموزها و تحارب القبلية البغيضة ، ثورة تضع السودان في قائمة الدول المتحضرة ، ثورة تنموية تقوم على اقتسام عادل لمشاريع التنمية لكل الأقاليم ، ثورة تنهض بالاقتصاد و بالتعليم و بالصحة و بالمواصلات ، ثورة تحاسب بعدل و حزم كل من عبث بمقدرات الشعب ، ثورة تحاكم كل من شرّد أو سجن أوعذب أو قتل مواطناً بالرصاص أو بالدواء الفاسد أو بالجوع ، ثورة تسترد كل ثروات الوطن المنهوبة نقداً أو عقاراً ، ما هو موجود في الداخل أو ما هُرب للخارج ، ثورة لا تؤمن بفلسفة التحلل التي ابتدعتها الانقاذ ، ثورة تقتص للشعب السوداني من جلاديه و سارقيه و لا تفرط في حقه ، ” و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب .” ، فالشعب لم يفوض أو يوكل أحداً ليتنازل له عن حقوقه و ليس لأحد على وجه البسيطة الحق في ذلك .
إن الدمار و الخراب الذي أحدثه و يحدثه الآن الانقاذيون و اتباعهم من الانتهازيين و الوصوليين ، هو جريمة كبرى ، من الدرجة الأولى ، تمت عن عمد و اصرار ، و معالجتها لا تتم إلاّ بالثورة لا بالمفاوضات . فالمفاوضات غالباً ما تنتهي ببعض التنازلات و الترضيات وعدد من المناصب الدستورية ، ومن بعدها يصبح المعارضون جزءاً من الحكومة ينعمون بوظائفهم الرفيعة و ينخرطون في برامج الانقاذ الهدامة متناسين المبادئ التي عارضوا من اجلها و التضحيات التي قدمها الشعب في كل شبر من أرض الوطن .
إن الشعب السوداني و ثواره الوطنيين اصحاب حق ، و علّمنا قادتنا أن الحق يؤخذ و لا يعطى صدقة ، و أن الحق قوة لا ضعف ، و التفريط فيه ذلٌ و مهانةٌ و انكسار ، و مقايضته بكراسي الوزارات و المناصب خيانة عظمى و رجس من عمل الشيطان ، و إنه خاطئ و مخطئ و غارق في الخطيئة و الخيانة من يفعل ذلك. فاتقوا الله في الشعب و في انفسكم يا أولي الألباب .
الأمين جميل
[email][email protected][/email]
الاتحادي الديمقراطي/ الجبهة الثورية
لا ذائدة لما قلت الا تسليم كامل او البتر
احسبك أخي من الخيرة النيرة حفظك الله والي الامام معاً – من غير اتحاد ديمقراطي ولا تلكم الاسماء التي باتت تملاء سماءنا عواءً
كلام ثوري مؤثر لانه يلامس عصب الحقيقة ، لماذا لا تضموا إليكم إبراهيم الشيخ بحزبه المؤتمر السوداني إنه رمز حقيقي من رموز التغيير المرتقب و الذي سيكون تغييرا حقيقياً
مقالك في منتهي الروعة وعنوانة يلخص رغبة الشعب السوداني ،على المعارضة وقف أي تفاوض مع هذه الحكومة الفاسدة والضغط عليها عسكريا لتسليم السلطة
خربت الموضوع بالاتحادى الديمقراطى الذى هو سبب البلاوى وضعف الاراده وكان له القدح المعلى فى المواقف المائعه والغير منضبطه
كلام مليان يازول ياجميل
ملاحظة: الانقاذ وظفت ابناء دارفور خاصة و اولاد الغرب عامة لسحل رجال دارفور و ابادة سكان دارفور و تشريد ما تبقى منهم بالترويع و اغتصاب النساء و البنات ، لانها تريد اراضيهم خالية منهم . كل هذا يتم بواسطة توظيف ابنائهم للقيام بكل العمل الغذر. هذه اشكالية اطراف السودان عامة ، كمثل قوش و تقتيل المناصير في الشمالية، الشمالية تدمر و تباد بواسطة ابنائها في مفاصل سلطة الانقاذ كتنفيذيين و دعاة كالكاروري.
على ابناء الاقاليم وهم يكونون اكثر من 90% من سكان العاصمة ان يكونوا خلايا المقاومة بالملتوف لحماية الحركة الجماهيرية القادمة.
إنحصرت طموحات الكثيرين فى ذهاب الحكومة الحالية ككابوس يجب الخلاص منه دون أن تفكر فى جذوره التى يمكن أن تنبت سوقا وأوراقا جديدة ..ودون أن تقطع السبيل على الذين يمدونها بالماء والأكسجين
لقد قل الحديث عن الحساب وكثر عن التفاوض والذى دخلت فيه عناصر وجود وإستمرار النظام إلى نخاع عظم المعارضة لتصيبه بالليوكيميا وتفتل مساره كما تريد ..وهو النجاة من المساءلة
إن كنا نريد الديمقراطية فيجب أن نهيئ لها أسباب بقائها
Thank you for this words .
مقال رائع جداوفيه خطة واضحة للخروج من المأزق الذي أقحمتنا فيه حكومة الانقاذواجزم ان هذا المقال يفيد ومفيد ويحتوي على فوائد قيمة في كيفية الخروج من مأزق الإنقاذويفيد القيادات الوطنية في صياغة الخطة لحكم البلاد والتداول السلمي للسلطة ونبذالطائفة والقبلية والعرقية – غير ان هناك أخطاء إملائية في ( يقض الطرف)والصواب ( يغض الطرف)و(فاستقرأوا التاريخ يا قادتنا)والصواب(أقرأوا التاريخ يا قادتنا)وشكرا على جودة المقال.
هـذا ما تدعو وتطالب به الجبهة العريضة برئاسة المناضل على محمود حسنين المحامى . لذلك مكانك هو الأنضمام الى الجبهة العريضة .
Perfect.. well said and well written>
كلام درر ذي الماس والذهب ونسال الله السلامه لوطننا الحبيب من الداء العضال الذي الم به وجلبوه له المنافقون تجار الدين.
لك تحية الزمالة والنضال الاخ الامين جميل.. وعبرك لكل المناضلين الشرفاء..تقدر لك الخطاب الثوري وشحذ الهمم..
*ان اهداف ومبادئ القوى الثورية والمناضلين وقوى المعارضة والشعب السوداني الصامد بمختلف اتجاهاته وقواه السياسية والمدنية اصبحت واضحة..وان جميع هذه القوى مؤمنة تماما ومتمسكة بالتغيير الشامل الذي يؤدي الى اسقاط و تفكيك و تغيير هذا النظام الحقير..
* من الناحية الاخرى هناك وسائل وآليات لتحقيق تلك الاهداف ولا يخفى عليك فقد ثبتتها الجبهة الثورية بوضوح في منفستو التغيير المنشود والتف حولها كل المناضلين الشرفاء.. وان ما يدور الان من حراك لا خرج عن مضامين تلك الاليات وهي:
1. العمل السياسي الجماهيري.
2. الحل السلمي الشامل الذي يفضي إلى تغيير النظام.
3. التضامن الإقليمي والدولي، والعمل الدبلوماسي.
4. الكفاح المسلح.
5. أي وسيلة أخري يقرها المجلس.
* كما ان من ضمن الاهداف هو توحيد وتقوية جهود القوى السياسية السودانية وقوى المجتمع المدني والأهلي وقطاعات المرأة والشباب والطلاب والمهنيين والعمال، وتنظيم صفوف المقاومة لإزالة نظام المؤتمر الوطني أو أي نظام آخر مُستبِد.
** فهل تتفق معي في ان كل الحراك السياسي الذي نراه الان يصب في صالح التغيير المنشود.. ولم لا نجرب شتى السبل التى ارتضيناها لتحقيق الاهداف!! علما بأن الاصبع لم يزل على الزند!
** لقد تغيرت المفاهيم كثيرا حيث لا نعتقد بان التغيير المنشود هو تلك حفنة الترضيات والوظائف الزائفة والحلول المائعة!! بل هو “الحل الشامل” وأنت خير من يعلم معني ومضمون “الحل الشامل” وسوف لن نرضى بغير الحل الشامل معنيً ومضموناً..
** ان للنضال عدة آليات وعدة وجوه وهي مكلمة لبعضها لتحقيق الاهداف…. وان الاهم هو الايمان بالهدف والثبات على المبدأ وسد المنافذ لأي اختراق سالب وهذا ما ظلت الجبهة الثورية ممسكة بتلابيبه وستستمر في ذلك باذن الله..
** نعم حقا نحن بحاجة لكل الادوار النضالية وتكاملها.. فهل من مجيب ؟
رائــــــــع
عنوان مقالك يكفي ويسد عين الشمس … فيهو العصارة و الحل الوحيد و الاكيد للخلاص من الكيزان ولا سبيل غير هذا الطريق.
يتم التفاوض مع نظام الانقاذ لتسليمه السلطة سلميا؟….ماهذا الكلام يا الامين جميل؟ …هل يرضى الانقاذ ان يسلمك رقبته لتقطعها؟…الانقاذ نظام بائد …وتاراته كتيرة… وجميع الشعب السودانى يتربص به الدوائر….تسليم سلطة الانقاذ او انتزاعها يعنى الانقاذ قيامتو قامت….والمؤتمر الوطنى يعيش حالة من الرعب ليس لها مثيل….فالاحوال المعيشية تتردى بوتيرة متسارعة …والبلد فى حالة انهيار….وعقد النظام يتوقع ان ينفرط فى اى لحظة…وعندما تأتى اللحظة سوف يكون الانقاذ اثرا بعد عين فى ساعات قليلة ….وجماعة المؤتمر الوطنى يحسون بذلك ….بل يهلوسون طول الليل من هول ما ينتظرهم.. والكضبنى خليه ينضم للمؤتمر الوطنى
كلام جرايد وخلونا من الاحزاب كلو كلام في كلام حرام عليكم والزول دة من وين قول لية شوف ليك سكة تانية
اكثر مقال منتطقي في الاحداث السياسية الان
مقال في الصميم بالضبط ذلك ما نريده
لك التحية عمنا الامين جميل
اتفق معك في ما زكرة من ان الانقاذ هي التي اقعدت السودان عن ركب الامم وانها اتسمت بالفساد والمحسوبية وشردت ابناء الوطن المخلصين وزجت بالبقية في السجون ودمرت كل البنية التحتية لمشاريع التنمية التي كانت السند الحقيقي في اقتصادنا قبل البترول . لكن الان هناك حراك واجماع من كل القوي الوطنية من حتمية التغير . واقصد بذلك ما تم الاتفاق حوله في ادس ابابا في اليومين الماضية . واعتقد أن فيه كل مطالب الشعب . عليه يجب أن نكون صادقين انها لبت كل المطالب . واننا نشكر ونثمن جهود الاخوة في الجبهة الثورية في ذلك . عليه يجب تغير الانقاذ لكن بالحوار وليس بالاقتلاع العنتري . وهنالك امثلة امامنا تم تغير الحكم فيها بالبندقية وشعبها الان يتمني ايام الدكتاتورية التي كانت جاثمة فوق صدرة لأنها ببساطة لم تنعم بربيع عربي بل بالصيف الصحراوي القاسي . عليه يجب التبشير بما تم الاتفاق حوله حتي ينعم السودان بربيع سوداني حقيقي .
ولنتذكر بان السودان يسعنا جميعا
مقالتك جميلة لطابعها القومي – بس شوهتها ولعنت ابو خاشها بالإتحادي الديمقراطي – تاني احزاب
جزاك الله خير شيخ الامين دا كلام طيب وهو بمثابة منفستو للفتره القادمة هذا ان خلصت النوايا وتوحدت الجهود في ازاحة هذا الكابوس الذي يجثم على صدورنا من ربع قرن ونيف .. الاحزاب ما عندها شئ تقدمه لانسان السودان بعد كل الذي جرى ومثل امام ناظرينا هؤلاء انكشفوا وبانت عورتهم ليس لهم حجة لكي يستردوا مواقعهم او تجري مسرحيات مثل تلك التي انطلت على اعيننا بعيد الانتفاضة المجيدة التي فجرها ابناء البلد الكادحون والخلص منهم في النقابات والاتحادات المهنية ولذلك كان اول من استهدفتهم سلطة الانقلاب الغاشمة ان ابعدت القيادات التي شهدت الخلاص في ابريل 1985 من على واجهة تلك الكيانات وكان لها – للاسف – ما ارادت اذ سارع الانتهازيون في التسلق والتسلط على العاملين بل وكانوا عونا للسلطة ومهندسي الصالح العام برفدهم باسماء من لا يرجى منه الخنوع والخضوع لسيدهم الذي اغدق عليهم بالمناصب والترقيات المهزلة وسلمهم قيادة مؤسسات تمكنوا من البطش بمن تبقى من المخلصين لذلك كان طبيعيا ان تاتي موجات الفساد الاداري والمالي الذي قذف بالسودان في الهاوية
وحتما التاريخ سيشهد لهؤلاء واؤلئك وما غد ببعيد .. اه يا وطن