ظاهرة تفوق الطالبات..ما هو السر؟!

بوتيرة آخذة في الازدياد تتقدم الطالبات على الطلاب في امتحانات الشهادة السودانية في سياقين: على مستوى المراكز العشرة الأولى، وعلى مستوى نسبة النجاح الكلية للبنين والبنات.
المقاعد الأولى في الامتحانات اصبحت حصرية للطالبات، في نتيجة العام الحالي كان المركزان الأول والثاني(مشترك) من نصيبهن، وعلى مستوى النتيجة العامة زادت نسبة النجاح في مدارس البنات عنها في مدارس البنين بحوالي خمسة بالمائة تقريبا.
الأمر لم يعد مفاجئا ولا يلفت الانتباه لأنه اصبح في حكم الثابت في الاذهان منذ عدة سنوات أن الطلاب فشلوا في الصمود أمام مثابرة الطالبات واجتهادهن وصياغة تقديرهن لآبائهن وامهاتهن في شكل نسب نجاح مميزة ترفع هامة الأب الى عنان السماء لا تنافسها في ذلك إلاّ زغرودة الأم.
ومع أن التنافس في كل ضروب المعرفة والعلوم ضرب من التسابق بين البشر ولا يجدر اخضاعه لمفهوم الجندر والنوع بطريقة احتجاجية، ولكن من المفيد ان يخضع موضوع التفوق المستمر للطالبات على الطلاب لنوع من الدراسة والمراجعة في سياق الدعوة العامة التي وجهها رئيس الجمهورية عقب اطلاعه على النتيجة الى مراجعة النظام التعليمي ككل.
دراسة ظاهرة تفوق البنات على البنين في الامتحانات- ان تمت- لا تحمل اي مدلول على وجوب معالجة الموضوع وكأن الوضع أصبح معكوسا وعليه فإنه بحاجة الى تصحيح. ابداً.. كل ما في الأمر هو ان هناك معطى جديداً في عملية التعليم اعلن عن نفسه بناء على عوامل عديدة يجب الوقوف عندها، ومن ثم تشجيعها اذا كانت ستقود الى الافضل او تصحيحها اذا لم تضع البنين والبنات عند نقطة انطلاق واحدة تكون دليلا على ان المنافسة بدأت من خط متساوٍ.
واحدة من الملاحظات على الظاهرة هو ان نتيجة تفوق الطالبات على الورق منذ سنوات لم تنعكس بعد في ميدان الحياة العامة ، وما زال الرجال يتصدرون مقاعد القيادة في معظم ضروب الحياة العلمية منها وغير العلمية ، فهل يعني هذا ان هناك (دحرجة) للنساء من مقدمة الصف الى مؤخرته؟! ، وهل يتصدر الرجال المواقع الوظيفية الرفيعة بإعمال (?يتو) القوامة في غير محله؟!، أم أن مخرجات التفوق النسائي ستظهر لاحقاً في غضون السنوات القادمة، وستختفي هيمنة الرجل حينا من الدهر؟!. وهل سينصلح الحال أكثر إذا آلت الوظائف العليا الى النساء بحكم كفاءتهن العلمية كما تظهرها سنوياً امتحانات الشهادة السودانية؟!.

مالك طه
الرأي العام

تعليق واحد

  1. اخي مالك هنالك دراسة اجريت في احدى الدول الاوربية اطلعت عليها قبل فترة ملخصها ان البنات في هذا العمر اكثر نضجا من امثالهن من البنين ولكن المحصلة النهائية هى ان التفوق لصالح البنين عند اكتمال النضج.

  2. ان الحديث عن تفوق البات وبهذه الكيفية يكشف عن عقدة رجولية فارغة لاتتناسب مع واقع التفوق الثابت للبنات كما لا تتناسب مع تكريم المولى لبنى ادم كعقيدة راسخة رجل كان ام امراة ولايغير من رجعية النظرة وتواضعها تلك الالتفاتة الغبية لحظوظ البنات رغم تفوقهم اذا كيف يستقيم الظل والعود اعوج وكيف تكون لبناتنا الحظوظ المتناسبة مع تفوقهم وهذه عبنة من نظرة مستنيرى البلدوكتابها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..