أسلوب الراب موجود في المديح والدوبيت ويرتبط بالنفير والفزع

بواسطة SMC الخرطوم

أخضعت تجربة موسيقى الراب في الغناء السوداني إلى التحليل والنقد من قبل باحثين ونقاد، وذلك بهدف الوقوف على التجربة ومضامينها بعد انتشار هذا النمط وسط شريحة الشباب، ففيما أكد بعضهم أن الطريقة التي يؤدى بها الراب موجودة في الموروثات السودانية، حذر من المساس بالعادات والتقاليد السودانية في التجربة داعين لتحصين المجتمع من الاستيلاب الثقافي.

وقال د. صلاح فرج الله الناقد الفني في منتدى (smc) اليوم ان التجديد في الفن هو تطور طبيعي مأخوذ من الحياة وتطورها، مؤكداً ان الفن ينبع أصلاً من الطبيعة وحراك المجتمع وتطوره. مضيفاً ان هناك تجارب كثيرة في الغناء والموسيقى وجدت نقداً لاذعاً لكنها أثبتت وجودها من خلال المواكبة واتباع الأساليب التي تتماشى مع أذواق المجتمع.

من جانبه قال الأستاذ طارق شريف الصحفي والناقد الفني ان الراب هو نوع من الموسيقى والغناء ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفاً أنه أصبح طابعاً لأنواع مختلفة من الغناء والموسيقى. موضحاً ان الربيع العربي أسهم بشكل واضح في انتشار أغنية الراب في كثير من البلدان العربية، مشيراً إلى ان الراب يمكن ان يكون مدخل للاستيلاب الثقافي. وأبان ان ما يميز الراب عن غيره من الغناء أنه عفوي وارتجالي ويعمل على استقطاب شرائح المجتمع باعتباره يناقش قضاياهم بطريقة عفوية قائلاً إن لغة الراب هي لغة الحياة اليومية. وشدّد شريف على أهمية ان تخضع التجربة إلى المزيد من النقد حتى لا نجنح إلى الاستيلاب الثقافي من الغرب، وأنه لابد من تقديم راب سوداني خالص من الشوائب الغربية ، داعياً للاهتمام بالثقافة من قبل الدولة باعتبارها أساس لبناء الأمم.

وفي السياق أوضح الباحث عبد الرحمن مساعد الكتيابي ان الراب السوداني قديم قدم الزمان مشيراً إلى أنه ظهر قديماً في المديح والدوبيت وأذكار الصوفية، مقدماً نماذجاً لذلك. وقال إن إيقاعات الراب لها ارتباط بالعادات والتقاليد خاصة في الفزع والنفير وغيره من الحراك الاجتماعي للمجتمع. وقدمت فرقة (05 بروديشن) نماذج من أغنية وموسيقى الراب تركزت في مجملها حول قضايا اجتماعية تهم المجتمع السوداني خاصة في (دعوة الشباب للزواج والأم وقاضايا الشباب والواقع الحالي).

تعليق واحد

  1. أختلف مع الإخوة الباحثين في هذا النسب الغريب. موسيقى الراب لا يمكن تجزئتها كتونات صوتية بعيدا عن الشكل الدرامي المتتكامل والمضامين التي يعبر عنها النص المؤدى فهي حالة متكاملة مثل الأوبريت تماماً. ومن حيث السياق الثقافي والزماني والمكاني فهي لا علاقة لها بالأزمنة السودانية مطلقاً؛ فهي تنتمي إلى أسئلة ما بعد الحداثة، حيث ينكسر الشكل المتماسك في مقابل اللاشكل، ويتحول النسق إلى الاختلاف، والتماسك إلى التشظي. أما من حيث زمنها الثقافي فهي مقاومة عنيفة لأزمنة الحداثة التي تؤمن بخط سير التاريخ المتقدم إلى الأمام في ما يسمى الكلية الثقافية أو التاريخية التي تندرج ضمن فكر النسق الذي يعود إلى عقل الأنوار. فالراب تجربة ذات أسئلة تقاوم التميط والكلانية التي يدعيها عقل الحداثة بتهميش مسارات ما تحت التاريخ وما تحت المدينة، للابتهاج بالتفرد في مقابل التماثل، وتعرجات التاريخ في مقابل حركته المتقدمة. وهي أسئلة ارتبطت بتمرد المجموعات المهمشة داخل دولة الحداثة الأمريكيةلتفتح أسئلة وأزمنة ما بعد الحداثة، وهو زمن لا يقتصر على الموسيقى وحسب، بل على المستوى السياسي عبر عنه وصول أوباما إلى السلطة، وعلى مستوى العمارة تم الانتقال من العمارة السيمترية إلى العمارة الكولاج. فأرجو من الذين يدعون التأصيل لكل ظاهرة وجدت رواجها في العالم أن لا يفتتنوا بمظهر الظاهرة بل بمجمل الشروط والأزمنة والسياقات المتحكمة فيها قبل تعميم الأحكام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..