حكومة السفاح أمام مأزق “التنازل السريع” وتجميد مفوضية الانتخابات الخطوة المقبلة

أحمد نصر الله

أكدت المصادر أن حكومة البشير ستدخل في نفق ضيق خلال الفترة المقبلة، ما لم تسرع الخطى لحسم أمر “خلافة البشير” في الحكم ولكن ليس من عناصر الحكومة، والانتهاء من حوار الوثبة بتوافق سريع مع المعارضة، وذلك بعد دخول أمريكا على خط الحوار، والاقتراب سريعا من حلبة الجدل الدائر بين رغبة الحكومة في تطويل أمد حوار الوثبة وإصرار المعارضة على “إعلان باريس”.

وفيما تدرك أمريكا أن الأزمة تتفاقم وإن كانت الضغوط الشعبية لم تنضج بعد، لكنها مرشحة للانفجار في أي وقت، كان واضحا مدى القلق الأمريكي من حدوث حالة مثل التي وقعت في مصر والخروج عن السيطرة بإنجاب حكومة جديدة تناصبها العداء وتفوت عليها فرصة الانصياع لأوامرها، حيث بدأت أمريكا في مساءلة الحكومة السودانية عن الإجراءات العملية التي اتخذت في أمر الحوار، وذلك بعد أشهر طويلة من لقاء كارتر البشير، حيث أقنعه البشير وقتها أن هناك حراكا جادا لالتئام شمل السودانيين، فيما لم يتم سوى خطاب الوثبة الذي تأكد من خلاله أن الحكومة غير جادة في التفاوض لا مع المعارضة السلمية ولا الحركات المسلحة في ظل تشبثها بمقاعد الحكم في البلاد.

وما تبع ذلك من إجراءات بإنشاء المفوضية العامة للإنتخابات والإعلان الوهمي بإجراء الانتخابات الصورية في موعدها، وهي إجراءات حسب الخبراء للضغط على المعارضة بقبول الأمر الواقع وما قدم لها، أو التحدي بالبقاء في الحكم إلا ما لا نهاية، إلا أن المؤكد أن إلغاء المفوضية أو تجميد عملها بات في حكم المؤكد خلال المرحلة المقبلة.

ولم تخف أمريكا أمر تدخلها في الحوار الدائر، من خلال اللقاء الذي جمع نائب القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالخرطوم ديفيد كوبير، بمساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور، والذي تسلم منه رسالة خطية من المبعوث الأمريكي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان دونالد بوث.

حيث أعلن كوبير بوضوح أن اللقاء تناول الحوار الوطني، وقال أن أمريكا تأمل أن يتم التوافق والتوصل إلى نتائج إيجابية لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.

وحسب المصادر فإن حكومة البشير أمام مأزق حقيقي في التنازل السريع أو وفق متطلبات المعارضة الوطنية التي تطالب بحكومة انتقالية وابتعاد المؤتمر الوطني الحاكم، وفتح المجال لمحاسبته، وهو ما تتحفظ عليه حكومة البشير، وتبحث عن مخرج لتجنب المحاكمات الشعبية أو الملاحقة اللاحقة لأي من كوادرها.

يذكر أن أمريكا تلوح من آن لآخر للبشير بمحكمة الجنايات الدولية باعتباره أحد المطلوبين لها، وذلك لتنفيذ مطالبها، فيما تدعي الحكومة السودانية أنه لا علاقة لها بأمريكا وتعتبرها الشيطان الأكبر بعد إسرائيل في العالم، فيما تأكد التواصل بين الطرفين في أكثر من محور، واستخدام أمريكا للجنايات الدولية كورقة ضغط مستمرة، وأنها ترى في البشير رجلها خاصة أنه نفذ بدقة عملية فصل جنوب السودان وفق خارطة الطريق الأمريكية، لكن اشتداد المخاوف من الأخوان المسلمين حول إستراتيجية أمريكا في تغيير الموقف وتبديل الحكومات الموالية للإخوان بأخرى لكن بشرط الإعلان عن ولائهم لأمريكا.

تعليق واحد

  1. اقتباس:
    ……….. وتبحث عن مخرج لتجنب المحاكمات الشعبية أو الملاحقة اللاحقة لأي من كوادرها.
    ===========
    إلا هذه والله لن ينسي الشعب ثأره إن لم يحاكموا سنقتلهم بأنفسنا وسنأمم أموالهم وبيوتهم وعقاراتهم لصالح الشعب ….

    إن كانت المعارضة والجبهة الثورية تلعبان علي هذا الحبل ستكونان عدوتان للشعب من الآن. المحاسبة والمحاكم وإقامة المشانق لا تنازل فيها وعفا الله عما سلف ليست من خيارات الشعب فالله نفسه لا يعفو عن من أكل حقوق الناس وقتل النفس الواحدة فما بالك بإبادة نصف الشعب؟ ربنا حرم الظلم علي نفسه وهناك مظالم كثيرة حدثت وهناك أرامل ما زلن يبكين أزوااجهن وهناك أبناء تيتموا بسبب هؤلاء وهناك من ذهب عقله وهناك من شوه وعذب.

    لتري أمريكا ما تراه ولتري الجبهة الثورية ما تراه ولتري المعارضة ما تراه لكن الشعب لن يغفر أبدا أبدا أبداً.

  2. بدت التحركات الأمريكية وبنت الصادق خرجت ما شاء الله، يا جماعة المهم نخلص من الناس ديل بأي سبب، لأنه باين علينا مافي انتفاضة والله يجب الاعتراف أن الشعب لسع مخدر والبلد تنهار والجميع يهرب من المركب الغارقة المهم شوفوا لينا طريقة في الأخوان ديل، وبعدين بنحاكمهم ولو بعد 100 سنة،لكن الشعب اللي استقبل نميري بعد الانتفاضة باقي ليكم ما بيستقبل ناس البشير بعد 25 سنة عذاب، سؤال صريح ودايرين اجابة صريحة بلا مجاملة وخلونا نعرف عيوبنا وين

  3. رسالة أمريكية عاجلة للبشير: ماذا فعلتم بحوار الوثبة؟

    ** الكلام دخل الحوش!!! أكيد البشير حيقول ليهم والله وثبت بدل وثبة واحدة وثبتين لامن ركابيني الاتنين اتحلجن.. ناس الجبهة الثورية حتى كفارة ما قالوها لي..وياهو الترابي ده شاهد…

  4. ان تبقي الانقاذ 25 عاما اخري خير لنا من ايجاد مخرج لمن قسم بلدنا وشرد اهلنا وقتلهم وسلب ديمقراطيتنا ونهب اموالنا وشرد اباءنا واخواننا
    امريكا لايهما مصلحة بلدنا بقدر ان تحافظ علي حاكم يلبي شروطها وينفذ سياساتها
    لن نسمح لامريكا او غيرها ان تفرض علينا من يحكمنا او كيف نحكم
    هذا النظام سنسقطه ولو بعد حين لكن لن نسمح للكيزان بالافلات من العقاب
    المحاسبه مطلب شعبي .. وقطع الرؤوس ولو بالفؤس
    لن نسمح للكيزان بان ينقلبوا علي ديمقراطيتنا وتقويضها مرة اخرها بعد ان تمكنوا اكثر مماكانوا عليه ايام نميري فينشروا الفوضي فيكروهوا الناس في الديمقراطيه مرة اخري .. وعينا الدرس ياكيزان

  5. السلام مقابل الغفران من الشعب و المحكمة الدولية بضمان امريكى هذا ما يحصل يا ساده يا كرام الاتسرق تانى ما برجع والمات الله يرحمة والمظلومييين ليهم رب كريم

  6. دعونا نكن منطقيين .. هذا العالم يدار بصورة متناسقة من عدد من الدول الكبرى القادرة على تغيير المسارات وفقا لمصالحها و تحالفاتها .. عصابة المؤتمر الوطنى لديها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة الأميريكية و هذا ما ظللت أردده هنا مرارا و تكرار مستدلا بتأجير الفلل الرئاسية لفترة طويلة من الزمن .. السياسة الأميريكية تعتمد على إنشاء التحالفات القوية مع الأنظمة التى تمتلك سندا شعبيا و عدم التسبب فى التوتر الإقليمى و هذا ما فشلت فيه عصابة المؤتمر الوطنى فى الآونة الأخيرة فقد وضح للأميركيين أن هذه العصابة تعانى من عزلة حقيقية عن الشعب السودانى داخليا و خارجيا مما جعلها لا تجد لها مكانا فى الترتيبات الجديدة لإدارة العالم التى تجرى أمام أعين الجميع. السودان ليس مكان لإدارة صراعات القوى العظمى فى العالم لعدة أسباب لا يتسع المجال لذكرها، لذلك ليس أمامنا جميعا سوى القبول بالدور الأميريكى مع ضمان محاسبة عصابة المؤتمر الوطنى و أذيالهم و حتى أؤلئك الذين يلعبون بوطننا من وراء الكواليس. التحالف مع الأميريكان ليس سيئا فى جميع أوجهه و يمكن الإتفاق معهم على تلافى سلبيات العلاقة بين البلدين مع أخذ ضمانات كاملة منهم على دعم إستدامة الديموقراطية و الإتيان بالشركات الأميريكية الحقيقية The Prestigious Companies للعمل بداخل السودان حتى نضمن دخول إستثمارات حقيقية للسودان.
    نحن نتطلع للمستقبل و ليس لدينا وقت نضيعه فى عداوات لا طائل منها أو التدخل فى شؤون دول و أمم أخرى، فقط على الأميريكان الإستماع لصوتنا أو لل(أغلبية الصامتة)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..