الأبالسة .. هيهات ثانية لكم نخدعُ

الأبالسة .. هيهات ثانية لكم نخدعُ

شريفة شرف الدين
[email protected]

إن للفساد رائحة لا يذهبها الإبتراد في نهر من عطر .. و إن للإحتمال مدى يعقبه الإنفجار .. و إن للمُلك نهاية و إن يكن بقوة الجبال.

بحياء مغلف بثوبي التستر الممعن و الخوف الطاحن .. عمدت مجموعة من الكيزان إلى نشر مذكرة أسمتها مذكرة الألف .. شبيهة بمذكرة العشرة التي قصمت ظهر عرابهم الترابي و رمت به في لجة من الضياع لا قعر لها .. لا ساحل لها و سفينه ممزق الشراع .. تأخر ميلاد المذكرة اثنتين و عشرين سنة مذ أن كشف بشيرهم و فضح الإتجاه الإسلاموي بهندسة الإنقلاب المشؤوم و التمويه الخبيث الذي أجلسه بالقصر و ذهب بصاحبه إلى السجن ثم منبوذا مطرودا من الحزب

نحمد الله أنه و برغم تخانة جلود الكيزان أن بينهم من أحس ولو بعد خراب سوبا ليكون شاهدا من أهلها إلى ما أوصلوا إليه البلاد و العباد من ضياع .. تشتت .. فوضى و فقر وإفقار و ليتهم وقفوا على ذلك بل أعملوا في تصفية الخصوم و أراقوا الدماء و ضيقوا حريات الناس الواسعة التي كفلها عليهم الله رب العزة و الجلال .. مستفيدين من تجارب ثورات الربيع العربي .. جاءوا يحملون شعار لأن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي لكنا نقول لهم it is too late .. you came at the 25th hour

بدأت المذكرة بذكر الإنجازات و ليتها لم تفعل لأنها إنجازات أشبه بجبل الجليد الذي تدكه على شموخه صرخة طفل وليد و تجعله ينهار كأن لم يكن و إن لم تكن صرخة طفل أذابه دفء شمس الحقيقة التي لا تغيب .. ثم تحدثت عن السلبيات كأما طفت إلى السطح بين يوم و ليلة .. لا ندري ما الذي أسكتهم طوال هذه السنوات و الناس بلا استثناء يرزؤن تحت وطأة نظام يقف إبليس حياله عاجزا مندهشا ..

و لكن أعجب ما في المذكرة قاطبة هو ميثاقهم الغليظ الذي قطعوه بعدم خروجهم على النظام مهما طال الأمد الفاسد وساء الحال الراكد!! هذا الميثاق يدلل و بشكل قاطع بأن المذكرة لا تعدو أن تكون تخديرا قصد به تنقية الأجواء من غبار الإصطراع و العراك البهيمي الذي تميزت به الإنقاذ .. هذا شأنهم .. قطيع من الضباع الخارج منهم هالك و الضعيف فيهم مأكول و الصادقين منهم ? إن وجدوا ? مطرودون لأنهم أناس يتطهرون .. كيف للقضاء بإستقلالية و يعين أعضاءه رأس النظام الفاسد؟ كيف الإرتجاع إلى الصواب و من خوطبوا بالمذكرة هو الداء و السم الزعاف؟ كان حري باللجنة أن توصي بحل واحد لا غير .. الترجل بتقديم الإستقالات و المناداة بحكومة إنتقالية لا يكون لهم نصيب بقرار تشكيلها ثم القبول بمحاسبة كل من تثبت الجريمة عليه.
لم يعد الشعب ذاك الصابر there is no patience without limits .. لم يعد الشعب قابلا للإنخداع .. لم يعد هناك متسع من الوقت لإطفاء جمر الكراهية المتقدة في قلوب الشعب لهذه الطغمة التي اتخذت من الدين مطية لتحقيق مآرب دنيئة الدين منها براء .. صار الشعب في مناعة كاملة من كل أساليبكم الشيطانية فقد انكشف المستور و ظهر المخبوء و كلاهما من الخبث لا ينفع معه الإرجاء و لا الرجاء.

تعليق واحد

  1. يا شريفة الإنجازات المذكورة في المذكرة 6 ستة والسلبيات 11 احدى عشر …. أيه رأيك في أمخاخ الكيزان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. كانا زميلى دراسة ..

    احدهما من نخبة الانخاب ابان العصر الذهبى للكيزان فى منتصف الثمانينيات ، قابلته متسأئلا عن رايه فيما يجرى بالبلد ، فاجابنى الحزن يكسو صوته : والله يا اخى لقد حملنا اوزارا من زينة القوم .. وهذه فتنة القاعد فيها خير من القائم …

    والاخر كان من سحيق قيعان الكوزنه ، من حملة السيخ والعصيان ، قابلته بمحض صدفة لا تتكرر ، وقاربته بالسؤال عما يجرى بالبلد ، فانتفخت اوداجه ، وعلت وجهه ابتسلمة الظافر وهو يتوعد عقار ومناوى ونور وياسر بنفس مصير خليل ..
    ثم استدرك قائلا ، بان خطأ الجنوب لن يتكرر … وهكذا : لا يلدغ الفار من جحر مرتيين …

    ولم ادرى هل انفجر ضاحكا ام باكيا ..

    فاي اسلام هذا الذى يحول المؤمن الى فار …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..