انعدام دواء الكلازار بالدندر.. ووزارة الصحة تتحجج

عرض: روضة الحلاوي
يواجه سكان مدينة الدندر شبح مرض الكلازار الذي انتشر في الآونة الاخيرة بصورة مخيفة مع انقطاع كامل للدواء الأمر الذي أدخل الفزع والرعب في نفوس المواطنين .. اتصلت مجموعة من سكان المدينة بالصحيفة لعرض قضيتهم علها تجد الاهتمام من وزارة الصحة الولائية لإنقاذ مرضى الكلازار بالدندر..
بداية نعرض نبذة مختصرة عن المرض وتعريفه وأعراضه وأنواعه والطفيل المسبب للمرض ومكان وجوده.
فالكلازار من الأمراض الخطيرة التى تصيب الإنسان، وأعراضه تضخم الكبد والطوحال والحمى والأنيميا، وأنواعه ثلاثة: اللشمانيا الحشوية ولشمانيا الغدد المخاطية والجلدية الحشوية، تسببه الذبابة الرملية حيث أن المرض مشترك بين الحيوان والإنسان، وتعتبر الكلاب والقطط والثعالب بصورة عامة هي الخازن الأساس للطفيل المسبب للمرض، وتتم مكافحته عن طريق الرش لمحاربة الذبابة الرملية الناقلة للطفيل، وقتل الكلاب والقطط والثعالب وارتداء الملابس الواقية والناموسيات الحامية والمشبعة والطاردة للبعوض.
توجد الحشرة الناقلة في الأماكن المظلمة والمباني المهجورة والكهوف والأسقف وبصورة عامة في المناطق الرطبة.
يقول المواطن أحمد محمد من الدندر والذي تحدث باسم الأهالي إن الكلازار واحد من الأمراض واسعة الانتشار بالمنطقة، وعدد المصابين كبير والإشكال في عدم توفر الدواء الذي انقطع مؤخرا، حيث أنه يوجد بالمستشفى عشرون مريضاً ولا يوجد دواء بالمرة، وتم إبلاغ وزير الصحة دكتور محمد عبد القادر بانعدام الدواء وبعدد المرضى الموجودين في المستشفى، وجاء رده بأن المدير الطبي بصدد استلام الدواء من الخرطوم.
المدير الطبي د. ناصر قال إنه في انتظار وصول الدواء من أمريكا فتمت المعالجة باستلاف دواء من القضارف لسد الفجوة.
وقال المدير الطبي إن هناك ادوية مصاحبة لا بد من أن تؤخذ مع الجرعة لأن الجرعة لوحدها لا تعطى مفعولها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم تتم المعالجة قبل انقطاع الدواء، فقد ظهرت الإشكالية قبل فترة ليست بالقصيرة!! فهناك مرضى أخذوا أربع جرعات، وآخرون ست اي لم يكملوا علاجهم فيعاد لهم من البداية الأمر الذى يوضح الإهمال الشديد وعدم المتابعة، هذا فضلاً عن عدم وجود عنبر لمرضى الكلازار بالمستشفى.
أين الخلل؟ هل هو إهمال من وزارة الصحة بالولاية أم هو عدم اهتمام ومتابعة من إدارة المستشفى أم ماذا؟؟
وقال الأهالي إنهم يلقون باللوم والمسؤولية على المسؤولين بالصحة الذين لم يكلفوا أنفسهم القيام حتى بزيارة ميدانية لتفقد أحوالنا.. خاصة منطقة العزازات والمنصورة الموبوءة

الانتباهة.

تعليق واحد

  1. الدندر وما ادراك ما الدندر………

    منطقة الدندر مساحتها تقارب مساحة الاردن وهي تتمدد في حدودها من النيل الازرق غربافي شريط موازي للنيل الازرق من مدينة سنجة الى مدينة الكرمك وشرقا من منطقة القضارف وشمالا من منطقة تمبول الى الحدود الحبشية التي تقع جنوبها والمنطقة في زمن الانجليز كانت من ضمن المناطق المقفولة لحماية الصيد والحياة البرية في حظيرة الدندر المشهورة وقد ظلت المنطقة بكرا لم تشهد اية تنمية او حركة اقتصادية تنقل الانسان هناك الى مستوى افضل وقد ظل الانسان يعتمد على الزراعة المطرية وتربية الثروة الحيوانية بشكل اساسي……

    هناك قرى وحلال متناثرة على طول ضفتي نهر الدندر وبعضها يوجد في الضهاري البعيدة والقاسم المشترك بين تلك القرى والحلال هو انعدام الخدمات بشكل شبه تام إلا القليل من المدارس الابتدائية وهناك بعض الشفخانات القديمة التي اسست منذ زمن الانجليز وقد اصبح وجودها كعدم وجودها لافتقارها لأي نوع من الدواء وهناك بعض الابار الارتوازية والتي تم حفرها في السبعينات في عهد الرئيس جعفر نميري ضمن برنامج محاربة العطش. اما من ناحية الطرق والمواصلات فالمنطقة تفتقر لأي طريق معبد من الدندر الى الحدود الحبشية والناس هناك في الخريف يتنقلون بالوسائل البدائية بما في ذلك حرس الصيد والذي توجد قيادته في مدينة الدندر فيضطر الى السفر الى المحمية على ظهور الجمال لقطع مسافة لا تقل عن 500 كيلوميتر أما من الناحية الامنية فلا توجد اقسام للشرطة إلا في مدينة الدندر ونقطة شرطة اخرى اظنها في حاضرة ابوهشيم والامن هناك فقط يعتد على سلوك الناس المسالم…….

    خلال وجودي هناك قد شهدت عدة وفيات حدثت للنساء بسبب الولادة المتعثرة مع عدم وجود وسيلة لنقل المريضة الى المستشفى الوحيد بمدينة الدندر وقد كانت تحدث جرائم القتل والاصابات الجسيمة بين الناس هناك نتيجة الاحتكاكات بين بين المزارعين أو الرعاة او بين عمال الزراعة الموسمية وأعدادهم كبيرة وهم يأتون من مختلف بقاع السودان واحياناً تنشب بينهم منازعات تؤدي الى القتل او الاصابات المتفاوته ولعدم وجود المستشفيات وعدم وجود الشرطة يظل المصاب ينزف حتى الموت او يظل القتيل ملقي على الارض ليومين متتالييين حتى تحضر الشرطة من الدندر فتباشر الحادث وتنقل المتوفي الى المشرحة في المستشفى الوحيد بمدينة الدندر. والآن يبدو ان المستشفى الوحيد بمدينة الدندر قد وصلته يد الاهمال مثله مثل شفخانات القرى والحلال وبالمناسبة فمرض الكلازار قد انتهى من المنطقة منذ الخمسينات وكنا نسمع به سمع وكان الناس هناك يطلقون عليه مرض (الصعيد) ويبدو انه قد عاد من جديد مع التعب والاكل الكعب وسؤ الحال وقلة الحيلة…….

    منطقة الدندر في حاجة الى تمرد كبير يهز الحكومة المركزية ويجبرها على الاعتراف بحقوق الناس هناك والتهميش الحقيقي يوجد في منطقة الدندر وقد تظل المنطقة مهمشة وطاردة لأبنائها الى ان يجعل الله لها مخرجا……..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..