السودان وساعة القرار

عبدالله عبيد حسن

عقب اجتماع مغلق بينهما، أعلن رئيس الآلية الأفريقية ثامبو امبيكي عن تلقيه وعداً من الرئيس البشير بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، بمن فيهم رئيس «حزب المؤتمر السوداني» إبراهيم الشيخ، في خطوة لتهيئة الأجواء للحوار الوطني. وأوضح امبيكي أنه بحث عدداً من مطلوبات إنجاح الحوار، بينها الحريات السياسية وحرية التعبير، وأنه أطلع البشير على الخطوات التي تقوم الآلية الأفريقية في العاصمة الأثيوبية مع لجنة (7+6) والمجموعات المسلحة والاتفاق المبرم بين اللجنة ومجموعة إعلان باريس والذي وصفه بأنه خطوة في ملف الحوار الوطني.

وإلى ذلك قال امبيكي إنه بحث مع الرئيس سير الاتفاقات الموقعة بين السودان ودولة جنوب السودان، مشدداً على ضرورة تحريك اللجان الفنية المشتركة، بما يحقق التوالي والتدرج في تطبيق الاتفاقات. وأشار رئيس الآلية الأفريقية إلى أنه سيقدم تقريره لمجلس الأمن والسلم الأفريقي حول ملف العلاقات بين البلدين وسير الاتفاقات الموقعة، وسيحيط المجلس علماً بتطورات الحوار الوطني والمساعي المبذولة لإنجاحه، كما سيقدم تقريره لمجلس الأمن الدولي.

وكان امبيكي قد جاء للخرطوم في زيارة قصيرة اجتمع خلالها مع الرئيس لأكثر من خمس ساعات، ثم خرج ليعلن للصحفيين «البشريات» التي وعده بها الرئيس. ويبدو أن البشير قد استمرأ فكرة إعلان (بشرياته) للسودانيين عن طريق زواره الأجانب، فقد حَمّل جيمي كارتر أخباراً سارة بشر بها السودانيين عقب لقائهما في مطلع هذا العام وكانت الأخبار هي دعوته للحوار القومي الشامل، وبقية القصة معروفة.

المهم أن يلتزم الرئيس بما أسر به لـ«الوسيط الأفريقي المحترم»، وأن يملك الإرادة السياسية لتنفيذه من أجل الوطن المهدد ومن أجل عامة الشعب الذي يطحنه الغلاء وتهدده الأوبئة والأمراض.

لو فكرت الحكومة وحزبها بصورة موضوعية، ولو قرأت بشكل جيد مئات التقارير الإقليمية والدولية الصادرة في الأشهر الأخيرة عن حالة الاقتصاد السوداني، وعن ارتفاع معدلات سوء التغذية والفقر، وارتفاع نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وكذلك ارتفاع نسبة وفيات الأمهات أثناء الولادة، ناهيك عن الحرب المأساوية التي لا طائل من ورائها.. لو فكرت في هذا الحال الذي قادت سياساتها إليه، وانتهزت فرصة اتفاق أديس أبابا (4 سبتمبر) وقبلت بخارطة الطريق التي رسمها الاتفاق وبالبديل الديمقراطي كما رسمه تحالف قوى الإجماع الوطني.. فسيكون ذلك خطوة مهمة لإنجاح الحوار والوصول إلى حل شامل للأزمة السودانية. لكن في ظل غياب القناعة لدى الجماعة الحاكمة بأن طريق الحكم الشمولي والعنف وانتهاكات الحقوق السياسية والإنسانية، قد انتهى إلى غير رجعة، لن يحقق السودان أي تقدم أو تنمية.

والسلطة الحاكمة تعلم جيداً أنها الآن في مأزق صعب هي مَن صنعته بسياساتها. فالحوار الذي دعت إليه وصل طريقاً مسدوداً وقُبر في مقابر «أحمد شرفي» بأم درمان، كما قال الصادق المهدي الذي وقع حزبه على إعلان باريس واتفاق أديس أبابا. أما «الحزب الاتحادي» فأعلن مؤخراً تأييده بيان أديس أبابا الذي وقع عليه ممثله في الحكومة وزير شؤون مجلس الوزراء أحمد سعد عمر. كما لحق بالمؤيدين لاتفاق أديس أبابا «حزب المؤتمر الشعبي» (الترابي).

ولو تدبرت السلطة الحاكمة أمرها واستجابت لدعوات السلم والاتفاق القومي، لوفرت على الوطن دماءً وأموالاً تهدر بلا طائل.
الاتحاد

تعليق واحد

  1. الكلام ده محسوم من يوم قيامة الساحة الخضراء وخروج الملايين لي السودان الجديد 2005

    ولكن عملية الفزر المشوه واعادة التدوير والذى لعبت فيه الحركة لشعبية شمال ومستشاريها الشيوعيين العاطلين عن المواهب الدور ايضا هو الذى ادخلنا في كابوس حتى الان واضحى الشعب “لا عاجبه البنا ولا البعجن في الطين ”
    المجتمع الدولي والقرار 2046 والوسيط الافريقي مجلس الامن الدولي والرئيس الامريكي باراك اوباما يقولون كلام واحد بس “على النظام ورئيسه الذى غوى لالتزام باتفاقية نيفاشا والدستور” والاتفاقات العالقة مع دول الجنوب وناس قريعتي راحت في المعارضة ناس “حقي سميح وحق الناس ليه شتيح” عايزين يصفروالعداد ويقدمو برنامج بديلة وفطيرة ونص كم مرة سودان عريض ومرة فجر جديد ومرة دستور جديد ..اشباعا لنرجستيهم الخاصة وليس حرص على بقاء وطن او وضع حد لمعانة الناس
    لو ناس قطاع الشمال ديل اندمسو في اديس ابابا من 2011 واصروا على تنفيذ اتفاقية مالك عقار /نافع على نافع لحاصر المجتمع الدولي النظام والزمه بتنفيذ ..كانت انتهت معاناة المنطقتين واصبحت الحركة الشعبية حزب سياسي طبيعي في الشمال يناضل من اجل تحرير باقي السودان من شنو وليس من منو … والنظام الخبيث يقصف فيهم لحدي هسة بسبب الجبهة الثورية.. التي لا وصلت الخرطوم واسقطت النظام ولا حمت ابناء جبال االنوبة والنيل ألازرق من القصف الوحشي للنظام..ولا عرته دوليا حتى حيت مراكز القرار ..قاعدين تتصورو من نجيلة لي نجيلة .
    واتحدى اهل المركز ديل وكيناته القديمة يطلعو 5 مليون سوداني تاني في الخرطوم ويكسروا الرقم القياسي للدكتور جون قرنق والسودان الجديد”الاصل”..الذى حدث في 2005

  2. في النهاية ستكرر اتفاقية نيفاشا مرة اخرى وسينتهي الحوار القائم الى حوار بين الحكومة الحالية وقطاع الشمال (ممثلا بالجبهة الثورية) وان الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه سيكون اتفاق المناطق الثلاث بدل من اتفاق المنطقتين..
    الدول الغربية لن تجروء على تقديم الرئيس البشير لأي محاكمة دولية وان كرت الجنائية اصلا عبارة عن سيف تم تسليطه واشهاره في وجه الحكومة لسوقها الى انفصال الجنوب وقد كان ثم انفصال المناطق الثلاث من الشمال او تكوين كونفدراليات بين الشمال والمنطقتين مع اعتبار ان ابييي سوف تذهب الى الجنوب عاجلا او آجلاً اللهم الا اذا صوت دينكا نقوك وحصول احداث تجعل من الامر بيد سكان المنطقة.

    عندما تقضى الدول الغربية وطرها من تحقيق ما تريده في السودان بيد الحكومة الحالية بعد ذلك تقلب لها الدول الغربية ظهر المجن ومن السهولة جداً طرد الحكومة الحالية بحجة محاربة الارهاب وهو سيف اخر تم تسليطه على الحكومة من قبل الدول المجاورة للسودان وستكتمل حلقة حصار الحكومة الاسلامية في السودان بعد ترتيب اوضاع ليبيا الداخلية بما لا تشتهي سفن الحركة الاسلامية السودانية..
    المهم في الامر ان الحركة الاسلامية ادخلت نفسها وادخال البلاد في نفق مظلم للغايةبسبب انانيتها المفرطة واقصائها للآخرين.

    والحل الذي يجب ان تفكر فيه الحكومة ان كانت تريد صلاحاً للسودان هو الموافقة فوراً على تكوين حكومة عريضة حكومة محاصصة قومية يتم من خلالها اشراك جميع الاحزاب (90)حزباً بنسب متفاوتة وبخلاف ذلك فإن الدولة السودانية الى غياب تام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..