سماسرة الحوازات …عالم مبني على الخداع!!

صديق علي

تبدأ الحكاية عندما تريد استخراج مستند رسمي، وخاصة مستند مثل جواز السفر فعند ذهابك إلى إحدى الجهات ذات الاختصاص يظهرون لك من حيث لا تدري، فهم في العادة يكونوا على أهبة الاستعداد لاقتحام أي شخص دون إذن، عارضين عليك خدماتهم ويحاولون إقناعك بشتى السبل حتى تقع في شباكهم مستغلين جهل كثير من الناس بطرق التقديم والإجراءات المتبعة في المؤسسات والمصالح المعنية، أو قد تجدهم في العمارة الشهيرة بشارع الجمهورية «على عينك يا تاجر».
والسماسرة يستخدمون كل الطرق التي تقنع الشخص للتعاون معهم، فتجدهم يسمعون حديث الناس في ما بينهم وبعضهم يوهم الضحية بطرق ملفتة مثل التحدث بصوت عال مسمع ضحيته متباهياً بقدرته على تخطي الصعاب، لتكون المبادرة منه وبعض المواطنين يظنون أنهم يعملون في المكان المعني فيسارعون للاستعانة بهم خاصة وأن تلك الأماكن تكون مزدحمة طيلة الوقت.

من هم السماسرة
والسماسرة الذين يعملون في استخراج الجوازات أصناف كثيرة، ولكن الصفة التي تجمعهم جميعاً هي وجود من يتعاون معهم من الداخل، فتجد منهم العاملون داخل المؤسسات المعنية من فراشين وسائقين ومراسلة يستغلون سهولة دخولهم للمكاتب، أما أغلبهم يكون من خارج المؤسسات ولكن تكون لهم صلات في الداخل يتعاونون معهم ويتقاسمون المال على حسب النسب التي يتفقون عليها، ومعظم هولاء السماسرة إما كانوا يعملون سابقاً في نفس المجال وأحيلوا للمعاش أوللصالح العام وتكون لهم خبرة في نفس المجال، وهم أيضاً ينقسمون لقسمين منهم من يكمل عمله للآخر ومنهم من يستغل أي فرصة للهروب من الزبون وأول ما يجد فرصة يأخذ المال والأوراق ويختفي، فيظن الزبون أنه لن يظهر مرة أخرى ولكن بعد فترة يعاود عمله في مكان آخر ويكرر نفس الشيء فينتقل لمكان آخر ويكون هكذا في خط دائري بين المؤسسات مع مراعاة الفترة الزمنية بين كل عملية نصب.
أعمال غير مشروعة
ونجد أن نشاط السماسرة يتعدى مجرد استخراج جواز سفر أو أي إجراء عادي، بل يشمل كل أنواع الاعمال غير المشروعة مثل التزوير الرسمي، واستخراج أوراق ووثائق رسمية، لأشخاص غير مستحقين نظير أموال كبيرة على تلك الخدمات التي لا يقوم بها غيرهم، مثل الأجانب والممنوعين من السفر سواء كان هؤلاء مدانين في جرائم مثل اللصوص وأصحاب السوابق، أو الذين لم يكملوا خدمتهم الوطنية ويتهربون من أدائها مستخدمين حيلاً كثيرة ومستغلين الثغرات الصغيرة ومعارفهم لتحقيق ذلك، فكثير من الاجانب نالوا الجنسية واستخرجوا جواز سفر على أنهم سودانيون وهم لا يستحقون ذلك، وقاموا بأعمال شوهت صورة السودان.
الرهائن
والرهينة هو مصطلح يطلق على الشخص المستهدف من قبل السمسار، وغالباً ما يكون جاهلاً بكيفية القيام بالإجراءات والأوراق المطلوبة، وأيضاً لا يعرف القيمة المالية التي يتطلبها فيكون لقمة سائغة في يد السمسار.
عبده.. من الذين وقعوا في شباك هؤلاء السماسرة قال: تعرضت لعملية نصب بالقرب من السفارة السعودية، وكنت أريد توثيق شهادة جامعية بعد أن اشتريت عقد عمل بمبلغ مالي كبير، ولكن وقفت في طريقي عقبة وهي لابد من وجود ختم مكتب العمل في المملكة العربية السعودية، وكان لابد من رجوع عقد العمل للسعودية، ولكن تدخل أحد السماسرة وقال لي إنه يستطيع اتمام الإجراء دون طلب مبلغ مالي كبير، نسبة لرسوم التوثيق دفعت له ولكن اختفى وأخذ كل أوراقي، وأنا الآن أبدأ من جديد.
أما عبدالعظيم فقدأُخذ منه مبلغ مالي كبير بلغ ألف جنيه، نظير استخراج الجواز القديم لميزة وجود أماكن لإضافة الأبناء وهو لديه خمسة أبناء بعد أن خدعه أحد السماسرة بأنه أفضل له بدلاً من استخراج جواز لكل واحد، وكان يظن أن القيمة المالية لجواز الصغار نفس قيمة جواز الكبار، ولم يكن يعلم أن تكلفة الإضافة تساوي تكلفة استخراج جواز للصغار، فدفع ألف جنيه ومبالغ أخرى لإضافة الأولاد، ولم يكن يدري أن ما دفعه أكثر بكثير من الطرق الرسمية.
فيما تعقد موقف عبد الباقي عندما استمع لنصيحة سمسار بعدما فقد جواز سفره، وكان على مقربة من سفره فيقول عبد الباقي «في اللحظات الأخيرة وقبل سفري وأثناء حجزي لتذاكر الطيران وبعد أن أخذت تأشيرة المغادرة والدخول للبلد المعني، نسيت جواز سفري في مكان ماء أثناء تنقلي بين تلك الأماكن، فضاع ولم أجده وأثناء بحثي صادفني أحد السماسرة بعدما علم بمشكلتي قال لي الحل بسيط سوف أساعدك لاستخراج جواز سفر آخر، قبل أن يحين وقت مغادرتك لكن سوف يكلفك مبلغاً كبيراً وبالفعل دفعت المبلغ واستخرج لي جواز سفر دون أن أقوم بفتح بلاغ وهو السبب الرئيس في منعي من المغادرة، بعدما اكتشفوا اختلافاً في أرقام الجواز القديم برقم وكانت كل أوراقي عليه والجديد برقم آخر حتى في الحجز فندمت أشد الندم على ذلك.
تذمر أصحاب الوكالات
وكان أصحاب الوكالات الأكثر تضرراً من هؤلاء السماسرة، وجاءت آراؤهم متشابهة حول السماسرة فقال أبو القاسم وهو صاحب وكالة زول «السماسرة يضرون بعمل أصحاب الوكالات، فهم يخطفون الزبائن من أمام أبواب الوكالات ما جعل أصحاب الوكالات يحاولون جذبهم للعمل معهم، وهم لا يحبون العمل مع أحد وهناك من أصحاب الوكالات من يلجأ إليهم في حال تعثر له عمل، لأن لديهم معارف ويجدون الحل لكل شيء ومن مواقفي معهم كان أحد هؤلاء يحضر للوكالة ولم أكن أعرف أنه سمسار، وتم القبض عليه من قبل أفراد الشرطة فحاول خداعهم واستغل معرفتي به ليوهمهم أنه يعمل معي واتصلوا بي ولكن أطلعتهم على الحقيقة.
وقالت سيدة النور إن السماسرة يعملون بطرق غير رسمية فهم مثل السرطان كلما قبضوا على مجموعة تظهر أخرى، فهم لا يدفعون أي ضرائب وليس لديهم أي التزامات مالية تجاه أي جهة ولا حتى إيجار ويأخذون أموالاً كبيرة تتجاوز ما تأخذه أي وكالة، وكذلك بحكم أنهم ليس لديهم مكان ثابت يحدثون الكثير من المشاكل وعمليات النصب، ويقومون بالتجاوزات وخرق للوائح التي يلتزم بها جميع أصحاب الوكالات، فكل المشاكل التي تحدث في داخل السودان أو خارجه للمسافرين يكونوا هم جزءاً منها وخاصة فيما يتعلق بعقود العمل واستخراج أوراق رسمية، وما يحدث فيها من تضارب واختلاف في ورق شخص واحد.
بعض المحاولات
وهناك بعض المحاولات للتقليل من هؤلاء الناس رغم صعوبة المهمة والسيطرة عليهم، فبدأ نشر عدد مقدر من رجال الشرطة خارج تلك المؤسسات لكشف مثل هؤلاء وتقديمهم للعدالة وتقليل من مساحة نشاطهم، وطالت تلك المحاولات الكتبة الموجودين في خارج تلك المؤسسات فهناك شائعات تقول بأنه سوف يتم تنظيم عملهم وإدراجهم مع الوكالات بدلاً من العمل الفردي.

الانتباهة

تعليق واحد

  1. عيونا في الجمل ونطعن فى ضلو

    الفساد…الفساد…الفساد …الفساد
    الرأس فاسد في بلادنا واذا فسدت الرأس فسد الجسد كله
    الشرطه كلها دون استثناء فاسده والفساد يبدأ من الوزير ومساعديه والوكلاء ومديرى الادارات مرورا بالمكتب الفني لوزير الداخليه الذى تطبخ فيه كل طبخات الفساد وللأسف علي ايادى مدير المكتب الفنى وكل عساكر المكتب الفنى فى وزارة الداخليه.

    الجوازات كلها دون استثناء ضباط وصف ضباط وجنود كلهم فسده خصوصا السيدات العاملات كضباط في الجوازات
    السجون وماادراكم ماالسجون هذه مدرسه أخرى للفساد والاستغلال من كبيرهم مدير عام السجون الي اصغر فرد
    كل الممنوعات والمحظورات بحكم القانون تمارس داخل السجون بأريحيه من تجارةبنقو وحبوب مخدره وخمور
    وكل الموبقات التي تتنافي مع ابسط حقوق الانسان تمارس داخل السجون وكأنها شى عادى فاستغلال الموقوفين والموقوفات علي ذمم قضايا لم يفصل فيه القانون بعد يتم استغلالهم وابتزازهم ماديا ابشع استغلال وابتزاز
    وبعد الحكم عليهم يتم استغلالهم داخل السجون ابشع استغلال في اعمال السخره والعبوديه.

    نسأل الله ان يرينا يوما أسودا في حسن الترابي وكلبه الذى تمرد عليه عمر البشير وفي كل المجرمين في المؤتمر الواطي وعلي رأسهم غندور الذى يملأ الدنيا ضجيجا فارغا هذه الايام كالديك الذى يعوعى وهو لا يعلم انه سيلقي في القدر بعد قليل.

  2. اقتباس (من هم السماسرة
    والسماسرة الذين يعملون في استخراج الجوازات أصناف كثيرة، ولكن الصفة التي تجمعهم جميعاً هي وجود من يتعاون معهم من الداخل، فتجد منهم العاملون داخل المؤسسات المعنية).
    هذا هو سر المشكلة ياعزيزي
    مشيت عشان اغير مهنه في الجواز القديم ولكن باءت محاولاتي بالفشل فلجات اليهم فتمت العمليه في لحظات وفي نفس اليوم. هذه حال البلد ياعزيزي . الحال من حاله.
    وما خفي اعظم قال سماسره قال
    اذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة اهل البيت …..
    كل المؤسسات والمرافق والخدمة المدنية و…..
    تم تغيير التركيبة السودانيه خالص ياعزيوي وما شايف حيتم ارجال البلد لحالتها قبل 1989م .

  3. لو عاوز تتعذب امشى البينية فى الخرطوم غرب عفراء فسوف ترى العجب فوضى ليس لها مثيل كانك فى سوق كرور لا تدرى اين تذهب ومن اين تبدأ الا اذا كان معك دليل او سمسار ليساعدك فى انجاز المهمة التى ذهبت لانجازها هذا هو حال السودان واهله الذين يعشقون الذل والاهانة

  4. شعب كسلان,يحب الكسب بالاونة دون تعب او عرق…الواحد فينا لو عايز يشترى ديك يظهر ليهو سمسار….و الحكومة كسلانة لا تتحرك و لا تفعل اي شئ في هذا المجال….كرهتونا اسم السودان ذاتو

  5. شعب كسلان,يحب الكسب بالاونة دون تعب او عرق…الواحد فينا لو عايز يشترى ديك يظهر ليهو سمسار….و الحكومة كسلانة لا تتحرك و لا تفعل اي شئ في هذا المجال….كرهتونا اسم السودان ذاتو

  6. لماذا لم تذكر في المقال وكالات الاستخدام الخارجي التي زاد عددهافجأة كالنبت الشيطاني؟ هذه الوكالات الغامضة التي تتعامل مع السفارة السعودية لانهاء إجراءات من يحصل على عقد عمل، تطالب المواطن بمبالغ خرافية، خمسة مليون وسبعة مليون … إلخ.
    وتستلم المبالغ من غير إيصال مقابل خدمات ضئيلة رديئة ليس أردأ منها سوى خدمات زنكي المغتربين. لمن تتبع هذه الوكالات؟ ومن يضمن حق المواطن فيها؟ أفيدونا افادكم الله.

  7. انا من الناس الذين سافروا بمساعدة اجهزة الامن بعد ان دفعت لاحدهم كي اقف في اول الصف وفعلا سمح لي بالوقوف في اول الصف لكي اكمل اوراقي من السفارة السعودية ولو ما دفعت لكنت تاخرت عن سفري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..