غياب “معامل” التجريب في المدارس الثانوية.. هل هو سبب ضعف مخرجات العملية التعليمية

الخرطوم – حيدر عبد الحفيظ
حتى مطلع التسعينيات وقبيل تجفيف المرحلة المتوسطة، كان طلاب التعليم العام المؤهلون لدخول الثانوية ومن ثم المرحلة الجامعية على قدر من التأهيل العلمي والإدراك للمتحصل من العلم، إذ كانت مدارس المرحلة المتوسطة تزخر بمعامل التجارب في المواد العلمية.. وكذا كان حال المدارس الثانوية التي يجد طلابها في معمل المدرسة التطبيق العملي للدروس والنظريات العلمية، حيث يحتاجون بدرجة متصاعدة من الأهمية لتجارب الكيمياء والأحياء والفيزياء..
غير أن المدارس الثانوية الحكومية في هذه الأيام تكاد تخلو من المعامل إذا استثناء بعض المدارس العتيقة التي ما زالت تحتفظ بالمعامل لكن بأدوات أقل وفنيين تنقصهم الخبرة.
يحدق السودانيون باهتمام في تصنيفات الجامعات العالمية التي تجريها المؤسسات التعلمية الدولية بغية تشريف جامعاتنا الوطنية لسجلها الذي تفتخر به الجامعة المدونة في تلك الإحصائيات، بيد أن مخرجات التعليم العالي التي تدنت ليس سببها الوحيد تراجع الجامعات في ظل ثورة التعليم العالي وتوسعها وازديادها على نحو ملحوظ، وإنما كان ذلك بسبب ضعف الأساس التعليمي للقادمين من تعليم عام غير مواكب ومفتقر لأدنى شروط الإتقان والتجويد كغياب معامل المواد العلمية.
وفي زيارة (اليوم التالي) لمدرسة الديوم الثانوية الحكومية بنات للتعرف على وجود المعامل في مدارسنا الحكومية، تبين من خلال جلوسنا مع (فاطمة إبراهيم) وكيل المدرسة أن المدرسة ليس بها معمل، وأكدت فاطمة أن محاولة إدارة المدرسة لجمع نقود من الطالبات لإنشاء معمل قد لا تأتي بنتيجة؛ سيما وأن المعمل مكلف وأن الطالبات وذويهن لا يتحملون رسوما جديدة كهذه نظراً لأوضاع الطالبات الاجتماعية وظروف أسرهن المادية الصعبة علاوة على ارتفاع تكلفة تجهيز المعمل مع صعوبة توفير فني متفرغ.
وتكمن أهمية معامل المدارس الثانوية لكون تفاعلات المواد الكيميائية تنتج عنها مخرجات معينة، وتلقين التفاعلات من قبل الأساتذة للطلاب نظرياً غير مقنع ولا مؤثر كما لو كانت هذه التجارب في معامل مجهزة بالأدوات المخبرية اللازمة.
(عمران مبارك)، الكيميائي والباحث بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، يرى أن غياب المعامل في المدارس الثانوية وانعدام التجريب في مواد العلوم يؤدي لأن يكون معلم العلوم كمعلمي اللغات ومن المواد النظرية ويمكن للطلاب أن يشككوا في كثير من النظريات والفرضيات العلمية التي تدرس لهم.
وشدد عمران على ضرورة وجود المعامل في كثير من دروس الكيمياء في المرحلة الثانوية خاصة في مجالات: المعايرة، الأحواض والقواعد، الأكسدة والاختزال، والمعقدات.
يتعين على وزارة التربية والتعليم النظر في حال المدارس الثانوية التي باتت تفتقر للمعامل في تدريس المواد العلمية سيما وأن غالبية المدارس الثانوية لا توجد فيها معامل والعدد القليل الموجود غير مكتمل من ناحية المعدات والمواد والأجهزة، مع غياب فنيي المعامل وإن وجودا فإنهم يكونون غير مدربين، والتفاتة الوزارة للمدارس وتزويدها بالعامل من شأنها أن تؤهل المرشحين لدخول الجامعات بتحصيل نوعي جيد، وهو أمر ينعكس إيجاباً على طلاب الجامعات الذين يتخرجون وهم مبدعون وعلماء نظرا للأساس المتين الذي جاءوا به من المرحلة الثانوية خاصة طلاب المساق العلمي.
اليوم التالي
موش لما يكون في معامل في الجامعات اﻻول
انت متفائل جدا .ز في اماكم ما فيها فصول ..وفصول ليس فيها مدرسون …ومدرسون ما عندهم ماهية قال معامل قال انت بتتكلم عن بلاد أخرى