الراجل اللي وراء المذكرة..!ا

العصب السابع

الراجل اللي وراء المذكرة..!

شمائل النور

بعد الاطلاع على نص المذكرة المُسماة تصحيحية، والتي نشرتها صحيفة “الانتباهة”.. شخصياً، لم أر فيها جديداً بل كانت دون المتوقع، ما يجعل احتمال أن تكون مذكرة “كلام ساكت” وارد بشكل كبير.. أو أن تكون هذه هي نسخة مضروبة استباقية لـ “كسر الدش” في أيدي الطامعين في الكرسي، إن احتكمنا إلى الصراعات داخل الحزب الحاكم ومطامع الكرسي الشاغر، ما دام هناك من يقول إن المذكرة الأصلية لا زالت في مرحلة التداول الإلكتروني ولم تر النور بعد، وهناك من يقول إن المذكرة الأصلية بها شجاعة أكثر مما تتوقع.. المذكرة لم تُقر بفشل الحركة الإسلامية في الحفاظ على سودان موحد، وليس من فشل أكثر من ذلك، كما لم تُقر المذكرة بأن الحركة الإسلامية يستوجب الشجاعة والجرأة، وتوقعنا أن يُمثل انفصال الجنوب وصمة عار أكثر مما مثلته المفاصلة الشهيرة كما حوت المذكرة.. لذلك لا يُرتجى خير في مذكرة يقودها أناس لا يتحلون بالحد الأدنى من الشجاعة، بل يرون في انفصال الجنوب إنجازاً.. المذكرة ركزت على الفساد، المحسوبية، التعليم، الخدمة المدنية، وغيرها من القضايا الكبيرة المتداولة بشكل أكثر من يومي على صفحات الصحف.. باختصار فإن المذكرة لا تعدو أن تكون مقال صحفي طويل، إن كان من حيث الطرح أو حتى الخطاب في روح المذكرة.. لكن قد يكون مربط الشك في مطلب جمع صفوف الإسلاميين، وهذا المطلب قد يؤسس لبذرة شك قوية، في من هو الرجل الذي يقف وراء المذكرة، فقضية جمع صفوف الإسلاميين من القضايا ذات الحساسية العالية جداً داخل المؤتمر الوطني، فكل من ينادي بجمع الصف بين عراب الحركة وتلامذتها يُمكن بكل يُسر أن يُصنف بأنه طابور خامس، فما دام الحنين ينتابه إلى الشيخ الكبير فبالتالي هو في دائرة الولاء لذاك الشيخ الذي رمى به تلامذته بل والاعتقاد فيه. المذكرة إلى الآن “بت حرام” لم يظهر لها أب ولا أم وربما هناك فهم ما في أن تظهر قائمة المعنون لهم كاملة ولا تظهر قائمة الذين يقودون المذكرة، وما المانع أن يكون أحد المعنون لهم المذكرة هو من يقف وراءها، على سبيل المثال.. ما قد يشكل رأياً حول أن تكون هناك مؤامرة سوف تطيح برأس كبير كما حدث في مذكرة العشرة، وهذا احتمال وارد بالنظر إلى الواقع، يقيني أن السؤال الحاضر الآن بين قيادات الحزب الحاكم هو من وراء المذكرة، فكل من استنطق من القيادات نفى علمه تماماً.. الإجابة على هذا السؤال أهم بكثير من موضوعية المطالب التي حوتها المذكرة، بالنسبة للرئيس ودائرته تحديداً.. لكن هذا كله كوم يخص الحركة الإسلامية في صفوفها، وأياً كان الرجل الذي يقف خلف المذكرة وفضل حجب اسمه، لكن السؤال.. هل الشعب على استعداد لاحتمال جيل ثالث من الإسلاميين.. وهل أصلاً الوضع يقبل ذلك.. إن كان قادة المذكرة يتحدثون عن إصلاح حقيقي ويريدون للحركة الإسلامية حفظ ما تبقى من ماء وجهها، فليس أقل من الاعتذار لهذا الوطن والإقرار بالفشل الذي أوصل السودان إلى دولتين، كم يلزم هذا الوطن من السنين والعقود لتصحيح ما جرى..؟؟ عفواً لقد نفدت كل الثقة..

التيار