(60) عاماً من العطاء والوفاء.. قصة سوداني عمل مع الأمير سلطان بن عبدالعزيز أل سعود

جنيف :إيهاب إسماعيل
(1)
الحس الصحفي وروح الإكتشاف ومعرفة تجارب وحكايات أشخاص نادرون من حولنا دائماً ما يتركون بصمتهم و سيرتهم الحسنة و يصنعون الأمل في حياة الناس تثير بالتأكيد الإهتمام والفضول الصحفي لما يتمتعون به من كاريزما وحضور وتأثير كبير في محيطهم الإجتماعي ويشكلون مادة إعلامية هامة للصحافة تستحق أن تقدم للقراء كنموذج جدير بالتعرف عليهم وتوثيق تجاربهم الثرة في الحياة
هذا ما دعاني الي انتهاز فرصة عطلة نهاية الأسبوع للذهاب الي ضاحية (كلونيه) بمدينة جنيف الساحرة من أجل لقاء استثنائي مع رجل متفرد بكل ما تعني الكلمة قضي (60) عاماً من العطاء والوفاء في خدمة ولي العهد صاحب السمو الملكي سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله وزير الداخلية السابق والذي تقلد العديد من المناصب الدستورية الهامة
أنه السيد حسن أرباب سوداني الجنسية يبلغ من العمر (92) عاماً ينحدر من قبيلة الدناقلة إحدي القبائل العريقة التي تستوطن بشمال السودان ذات الاصول النوبية عرف عن أبناءها الهجرة والإغتراب منذ سنوات طويلة يتميزون بالاعتزاز بالنفس والصدق والأمانة والتكافل الإجتماعي مما جعلهم محل ثقة وتقدير لدي كثير من أهل المملكة العربية السعودية
أكثر من ساعتين قضيتها مع رجل يتمتع بذاكرة حديدية وحاضرة بديهة وسرد ممتع وذكريات جميلة مازال يحتفظ بتفاصيلها الدقيقة وأحداثها وامكانها وشخوصها عن ظهر قلب وأنت تجلس أمامه كأنما تجلس أمام كاتب سيناريو قدير يملك مقدرة عالية علي الوصف والخيال مالم تكن متأكداً بأنك بمعية رجل تسعيني قضي مجمل حياته في أوروبا عاش المئات من المواقف والحكايات علي أرض الواقع التي مازال يذكر منها الكثير ومازال في جعبته الكثير المثير من تلك الحكايات التي لم يرويها لأبناءه وأحفاده بعد لكنني أعتبر نفسي محظوظاً وأنا إستمتع بهذا السرد الجميل والتاريخ الطويل وأنا أوثق لسيرة ذاتية لرجل بلغ من العمر عتياً أمد الله في أيامه ومتعه بالصحة والعافية
(2)
السيد حسن ارباب يحكي لنا عن قدومه الي أوروبا خمسينيات القرن الماضي حيث عمل في السفارة السودانية في باريس عند إفتتاحها بعد إستقلال السودان من الإستعمار الإنجليزي ثم إنتقل بعدها للعمل في السفارة السودانية بمدينة بون الألمانية عندما كانت العاصمة الألمانية وقتذاك ترك العمل بعد ها بسنوات قليلة في السفارة وعاد الي باريس مرة أخري وتعرف علي أحد رجال الأعمال الذي كان يعمل حينها مع الأمير سلطان ليتم بعد ذلك إختياره للعمل مع صاحب السمو الملكي الامير سلطان حيث كانت للأمير بعض الزيارات الخاصة و الأعمال التجارية والقصور في باريس وجنيف أوكلت له بعض المهام الإدارية ومن هنا بدأت علاقته بالأمير وكان دائم التنقل ما بين باريس وجنيف إلإ أن أستقر به المقام نهائياً بعد عدة سنوات في مدينة جنيف الي يومنا هذا في خدمة الأمير سلطان (أبو خالد
(3)
توثقت علاقته بعد مرور السنين بولي العهد وكان حسن أرباب جديراً بالأمانة والتكليف واصبح محل ثقة وتقدير مما جعل الأمير شخصياً يختاره مراقفاً دائماً له في كل رحلاته حول العالم أينما حل (أبو خالد) تجد حسن أرباب في وقد المقدمة وفي الصفوف الأمامية يسهر الليالي ويهيئ كل سبل الراحة في خدمة ولي العهد وأسرته الكريمة
(4)
بكي حسن أرباب الأمير سلطان رحمة الله كما لم يبكي من قبل ومرض حزناً علي فراقه لاسابيع كيف لا وهو الذي نذر جل حياته لرجل يعني له وللكثيرين في المملكة الكثير أقل ما يوصف عن ولي العهد بأنه رجل البر والأحسان وصاحب ايادي بيضاء ومعين الفقراء والأرامل واليتامي حزن عميق عم أرجاء المملكة قاطبة لرحيل (ابو خالد) بكاءه ونعاه الكثيرين رحل وترك ورائه سيرة عطرة وطيبة وسط الناس ورجل ما زال يذكره بالخير والصفات الطيبة ويدعو له ويدين له بوفاء منقطع النظير ونكران ذات سطرته السنين العامرة الطويلة والذكريات الغطرة والرفقة الطيبة والوفاء النبيل
(5)
علاقة السودان والمملكة أهم ما يميزها إنها علاقات متجذرة وأخوة ضاربة في التاريخ إضافة الي الجغرافيا والثقافة المشتركة يجمعنا الجوار والعيش المشترك فنحن نشرب سوياً من مصدر ماء واحد من البحر الأحمر بعد تحليتها بالطبع تأتينا المياه في بورتسودان بعد أن تزداد حلاوة في جدة عروس البحر ويذكر التاريخ كذلك بأن أجدادنا كانوا يكسون الكعبة منذ مئات السنين هكذا هي العلاقة أو كما وصفها سفير المملكة بالخرطوم د.فيصل بن حامد المعلا بأنها علاقة متجذرة وعميقة فضلاً عن أنها أخوة ضاربة في التاريخ لا تتأثر بالعلاقات السياسية تظل العلاقة بين الشعبين راسخة ومتينة ومتطورة تتحدي كل الاعاصير
(6)
سئل ذات مرة ولي العهد الأمير سلطان في زياراته للسودان عندما كان وزيراً للداخلية عن سجل الجالية السودانية في المملكة أجاب أنتم السودانيون أفضل من يعمل لدينا في المملكة أنها شهادة تقدير وإعتزاز في حق الشعب السوداني
(7)
حسن أرباب رجل سوداني قدم الكثير لأهله وعشيرته وبلاده ومد جسور التواصل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية فكان نموذجاً يشرف بلاده ويعكس وجهها المشرق ويعبر عن المواطن السوداني الوفي المخلص الأمين وهذا مثال لأجمل ما تقدمه الدبلوماسية الشعبية من دور هام وكبير ومن ندعو ونناشد أسرة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أل سعود رحمة الله والرئيس السوداني عمر البشير والسفيرة رحمة صالح سفير السودان بسويسرا بتكريم حسن أرباب فخر السودان
الرأي العام
[email][email protected][/email]
الراجل كان خادم و خفير لقصر الامير و لا أكثر من ذلك .
الشيخ/ حسن أرباب/ ذاكرة الهجرة
بوح جميل في مواسم الهجرة الى دنقلا
حاوره
سيف الدين عيسى مختار
أحمد محمد شرفي
على عبد الوهاب عثمان
شريف على حاكم
عبد الله عثمان خبير
رابطة أبناء دنقلا الكبرى بجدة
المانشتت
? رسالتي الى السيد رئيس الجمهورية أن يحل مشكلة أرباب المعاشات المغتربين في أوربا
? كنت اول رئيس للجالية السودانية بسويسرا
? تعرفت على عالم الأثار شارلي بونيه عن طريق الشيخ الزبير حمد الملك
? الزعيم محمد صالح الشنقيطي كان يجيد التحدث بكل لغات أوربا
? الأمير سعيد طوسون رفض مقابلة الملك فاروق بباريس
? أقدم السودانيين هجرة الى بلجيكا رجل دنقلاوي يدعى مسيو عثمان هاجر اليها في العام 1914م
اليوم عزيزي القارئ ننقلك معنا في سياحة عامة الي وجدان رجل أوشكت سنوات هجرته أن تبلغ الثمانين، وهذه الثمانين التي تجاوزها عمره بمراحل لم تحوج سمعه إلى ترجمان كما فعلت بزهير بن أبي سلمي ولم تحوجه إلى صولجان (إن الثمانين وقد بلغتها أحوجت سمعي إلى ترجمان) ، بل استقبلنا هاشا باشا ممدود القامة، لم تغير الأيام شيئا من ملامحه الدنقلاوية العريقة، اللون القمحي الفاتح، القامة الفارهة، العرنين الشامخ، الابتسامة المشرورة على عوارضه الستة. وحين بسط يده المعروقة للسلام، شعرنا بأننا نصافح نخلة مشرئبة الأغصان ، ترفدها نيمة مترعة بالظلال، وليمونة عند (القيف)، .. هكذا بدا الشيخ حسن الأرباب من أول وهلة رجلا فرحا بالسنوات التي مرت من عمره، مزهوا بما قدم لوطنه، مشتاقا إلى أن يقدم له أكثر، فسرت في أوصالنا رعشة الحميمية، وأدركنا بأننا ماضون في مشوار بوح من نوع آخر ومن رجل ذي طراز مختلف، بدا وكأنه سفينة من نور في لجة من إشراق ، وقفنا إمام هالاته منبهرين مأخوذين بالبريق والألق ، لكنه سرعان ما مد ألينا (سقالة ) الحميمية وبسط لنا كف المودة والأبوة الحانية. ولأنه كان مشبعا بالأصالة، مترعا بالانتماء فقد أوينا إلى سفينته ليعبر بنا طوفان الزمان والمكان إلى عوالمه الخاصة، فالتحمنا في الأحداث التي جئنا مستفسرين عنها .. كان كأنه على موعد مع لقاء حافل فابتدرنا بالسؤال الأصعب والأهم عن غربتنا وموعد أوبتنا، أجبناه بأنها تجاوزت العقدين من الزمان، سأل: أهي هجرة منبتة أم مرتبطة بالوطن؟ أجبنا بأننا نزور الوطن مرة أو مرتين في العام. قال : أعرف أناسا ظلوا خارج وطنهم لعقود طويلة دون أن يفكروا بالعودة إليه رغم تعاقب الأحداث المهمة في أسرهم، ثم أردف : إذا لم يستطع الانسان حضور أهم الأحداث التي تمر بها أسرته مثل زواج بنت أو ولد أو حضور عزاء فلمن يدخر عمره، ولأية حادثة مهمة يؤجل عودته؟ نظرنا إلى بعضنا البعض بينما ظل هو يتمدد أمامنا حتى غطت قامته خريطة السودان، عندها بدأت أتفرس ملامحه بتركيز رأيت صورا شتي لأشخاص أعرفهم وملامح حبيبة تمر عبر نظراته العميقة الدلالة ، تبينت منهم الشيخ أحمد إبراهيم الأرساوي الذي كان منزله في جدة بعثة كاملة، والدكتور عبد الوهاب عثمان وهما يشبهانه في الخلق، ورأيت “السفير” عبد الحميد علي إبراهيم الذي يشبهه في العصامية والطموح =وهو من أبناء مشو يعيش في مدينة الرياض وقد أطلق عليه لقب السفير لدوره المميز في جمع شمل السودانيين عامة وأبناء دنقلا بصفة خاصة، وتاج الدين باجوري، وساتي صالح، وعبد الله حاج محمد توأمه في الإقدام ، ثم رايته وهو الذي لم يكمل مرحلة الكتاب يرافق الشنقيطي، والمحجوب وجمال محمد أحمد ومبارك زروق والزبير حمد الملك وغيرهم من أعلام بلادي، هذه اذن سياحة في سيرة الشيخ حسن ارباب، وهي سيرة وطن في أهم منعطفات تاريخه،وأعلى تجليات رجاله الذين صنعوا مجده، وهي ذاكرة الهجرة حين تسخر كل سنواتها في خدمة الوطن، حين بدأ الشيخ حسن البوح تداعت أحداث تاريخية مهمة، الحرب العالمية الثانية، العدوان الثلاثي على مصر، النكسة، استقلال السودان وافتتاح السفارات السودانية في أوربا، وتواردت سير رجال السياسة والاقتصاد، الملك فاروق، الأمير طوسون، الشنقيطي، عدنان خاشقجي، شارلي بونيه، نسيم جاعون ،أكرم العجي والقائمة تطول ، تعالوا معنا الى هذا الحوار الذي بدأناه في منزل وواصلناه في سياره ثم ختمناه في فندق الانتركونتنتتال على خاصرة البحر الأحمر بجدة مساء الأحد غرة شهر مايو 2011م، هذا البوح يأتي في اطار سعى رابطة ابناء دنقلا الكبرى بجدة الى التوثيق لأعلامنا الذين شرفوا السودان وحملوا اسمه عاليا في المحافل الدولية.
الاسم والميلاد والدراسة
اسمي الكامل/ حسن أرباب محمد على ارباب ، ينتهي نسبي الى الشيخ أرباب العقائد الذي يقال أن أجداده من منطقة حفير مشو، هاجروا الى المحس وأقاموا خلاوي هناك ثم استقروا في جزيرة توتي ، وهناك ولد الشيخ أرباب العقائد الذي انتقل من توتي ليؤسس الخرطوم، وقد تزوج أحد أحفاده من آل النميري وأنجب أجدادي، وكان جدى النميري الكبير مشهورا بالهيبة ومضاء العزم.
ولدت في قرية ود نميري ثم انتقلت الى جزيرة الأشراف (جزيرة لبب) للدراسة في خلوتها الشهيرة على يد بعض المشايخ واشهرهم الشيخ فقير أحمد وشقيقه شيخ على فقيرتود، وكانت هذه الخلوة بمثابة المرجع الأعلى لخلاوي المنطقة ويؤمها طلبة العلم من شتى بقاع السودان ، لم استطع تكملة الدراسة وفق منهج الخلوة الصارم فهربت منها ويممت شطر المحروسة مصر في العام 1933م
الطريق الى القاهرة :
الانطلاقة الى مصر كانت من المحطة النهرية بدنقلا العرضي، وفي زماننا كان مسار البواخر النيلية من كريمة جنوبا وحتى كرمة شمالا ، سافرت بالباخرة حتى كرمة، ومنها عبر اللوري الى حلفا، وكان هنالك لوريا واحدا فقط هو الذي يخدم المسافة من كرمة الى حلفا في أربعة أيام عبر طريق شديد الوعورة، لا أذكر اسم صاحب اللوري لكنني اتذكر الشهر الذي سافرت فيه، يوليو من العام 1933م وأنا وقتها صبي أحلم بفضاء أوسع وبعالم منفتح ، كنت كمن يعاني من ضيق يكتم صدره وأنفاسه ، وصلت حلفا ، وأذكر أنه في حلفا كان يوجد الشيخ عثمان عبد القادر، أحد ابناء الزورات الذين هاجروا الى حلفا وأسسوا لأنفسهم مكانة وجاها، كان يمتلك بواخر لنقل الماشية الى اسوان بمصر، وعبر بواخره نقل كل أبناء المنطقة بالمجان الى مصر، وأذكر أنه كان رجلا فارع الطول معتزا بأصله ويسعى لخدمة أهله دون مقابل، وكان له ديم خاص بحلفا اسمه (ديم عثمان عبد القادر) . لم يكن السفر الى مصر وقتها يحتاج الى أوراق ثبوتية وتأشيرات، كل ما في الأمر كان على المسافر المرور عبر مكتب في حلفا للحصول على تصريح بالمرور، في هذا المكتب تصادف أن المسؤول به كان شرطيا برتبة “شاويش” اسمه (الكاشف) كان في منتهى الجلافة، يشتم كل من يتقدم اليه بألفاظ بذيئة دونما سبب، حين تقدمت اليه انتهرني قائلا (روح يا دنقلاوي يا ابن ال######) فما كان منى الا أن صفعته صفعة أطاحت به أرضا سجنت بسببها لمدة أسبوع في حلفا لم أخرج منه الا بواسطة أحد أقربائي ويدعى (خليلي) كان برتبة “بكباشي” توسط لى عند المفتش الانجليزي الذي أفرج عني لصغر سني، واذكر أن العسكري الذي استدعي للقبض على بعد صفع الشاويش أسر الي بالدنقلاوية قائلا (عفارم عليك .. الذي فعلته لم يفعله أحد من قبلك).. حصلت على التصريح المطلوب ثم دخلت مصر وظللت بدون أوراق هوية الى أن أفتتح (مكتب السنوسي) لتجنيد السودانيين في الجيش البريطاني في العام 1939م وكان هذا المكتب يقوم بتسجيل السودانيين وتثبيت تواريخ ميلادهم واستخراج وثائق ثبوتية من ادارة حكومية تسمي (مكتب وكالة السودان). كانت الوثيقة بمثابة جواز السفر، في هذه الوثيقة تم تقدير تاريخ ميلادي على أنه 15 أكتوبر 1926م.
في مصر المؤمنة
عند وصولى الى القاهرة أقمت لدى عمي محمد خير معروف في جزيرة الزمالك ، والتحقت بالكتاب في جامع السلطان أبو العائلة، ظللت هناك حتى قيام الحرب العالمية االثانية في العام 1939م
مكتب السنوسي
كان الانجليز يهتمون بالسودانيين ويحبذون تجنيدهم في قواتهم المسلحة ويرون أنهم من خير أحناد الأرض، لذلك افتتحوا مكتبا بالقاهرة باسم (مكتب السنوسي) لتسجيل السودانيين الراغبين في العمل في الجيش البريطاني والمشاركة في المعارك الدائرة في شمال أفريقيا، وقد التحق العديد من السودانيين بالجيش، وكنت أنا من ضمنهم، ذهبت الى شرق ليبيا، الى طبرق وبنغازي في معسكر للتدريب العسكري ، لم يرق لي العمل العسكري هناك، الا أنني استفدت من تلك التجربة بتعلمي مباديء اللغة الانجليزية من خلال تعاملى مع الضباط الانجليز، هربت من المعسكر التدريبي ورجعت الى مصر، الغريب في الأمر أنه لم تتم مساءلتي عن ذلك ، في العام 1950 التحقت بالعمل كسائق لدى رجل الأعمال اللبناني أكرم العجي ، وتوثقت علاقتي به،
أكرم العجي ، رجل أعمال سوري حصل على الجنسية السعودية ، نفذ أعمالا تجارية عديدة في أوربا، وكانت معرفتي له وعملي معه هما المدخل الأهم في مستقبل أيامي، وبداية الطريق لمحطات مهمة في حياتي ، فقد انتقلت للعمل معه كسائق في باريس، ومكثت هناك أربع سنوات متواصلة، أتقنت خلالها اللغة الفرنسية، وتعرفت على معالم باريس وتغلغلت في أحشائها وتعاريجها المختلفة، وتكيفت مع أجوائها ، الأمر الذي منحنى المؤهل المطلوب للبقاء في أوربا لفترة أطول،
عدت الى مصر مرة أخرى حين قرر العجي ادخال أبنائه في المدرسة الابراهيمية بمصر رغبة منه في أن يتعلم أبناؤه اللغة العربية وتفاديا لانغماسهم في الحياة الأوربية فقد كان رجلا شديد التمسك بأصوله العربية ولغته وعقيدته الاسلامية.
خلال عملى مع العجي تعرفت على السفير العراقي نجيب الراوي، وكيل الملك فيصل بن الحسين ملك العراق آنئذ، الذى كانت تربطه علاقة صداقة وأخوة بالعجي ، وقد اصبح الراوي أول سفير عراقي في مصر أول أيان ثورة يوليو ، بل يعتبر من أفضل السفراء العرب ابان تلك الحقبة، وهو متزوج من سيدة فاضلة تنتمي الى أعرق الأسر العراقية، عائلة الداغستاني وتمت بصلة الى الزعيم العراقي نوري السعيد الذي تولى رئاسة الوزراء في العراق أربعة عشر مرة الى حين مقتله في العام 1958م. لم ترق لي الحياة في مصر عند عودتي من فرنسا بعد أن استهوتني الحياة الباريسية الى درجة الولة، لذا عملت كل ما في وسعي للعودة الي فرتسا وانتهزت فرصة تعيين السفير نجيب الراوي سفيرا للعراق في فرنسا لأعرب له عن رغبتي في العمل معه في فرنسا بعد أن استأذنت من السيد العجي ، وافق السيد الرواي وطلب مني أن اصطحب أثاث منزله الى فرنسا عن طريق الباخرة، وهكذا ذهبت للمرة الثانية الى فرنسا. كانت الرحلة من الأسكندرية الى مارسيليا تستغرق أربعة أيام ، ومن هناك الى باريس ، تم ذلك في العام 1954م وظللت أعمل معه الى العام 1956م ، العام الذي شهد العدوان الثلاثي على مصر، وهي أصعب فترة عشتها في فرنسا، للعداء الشديد الذي واجهه العرب وخاصة المصريون في أوربا، في ذلكم العام تم نقل الراوي سفيرا الى أنقره بتركيا، وطلب منى مرافقته الى هنالك لكنني رفضت وفضلت البقاء في باريس ، وعندها طلب الراوي من السفير السويسري القائم بأعمال السفارة العراقية بفرنسا أن يستوصي بي خيرا وأن يسمح لي بأن أظل مقيما في المنزل المخصص لي من السفارة العراقية الى أن استقر في عمل جديد.
في تلك الفترة كنا خمسة من أبناء دنقلا بباريس، نجتمع يوميا في مقهى اسمه (لامونت) في قلب باريس ، أحدهم كان المرحوم زكي من أبناء مقاصر ، وهو أول من فارق جمعنا ذلك بالانتقال للعمل مع الأمير عبد الله شقيق ملك المغرب الحسن الثاني ، وقد ظل يعمل معه الى التسعينات، وهو أول سوداني يعمل في القصور الملكية بالمغرب، وكان رجلا فاضلا ، وسمعت أنه حين توفي بالمغرب نقل جثمانه من المغرب الى السودان بطائرة ملكية خاصة، والثاني اسمه مصطفي دكومه من أبناء الخندق، والثالث من القولد والرابع عثمان مدني من ابناء ملواد ، وكان معنا نوبي مصري اسمه النجار يعمل مع الأمير سعيد طوسون بباريس، وقد أصبح النجار هذا أول ضحايا حملات التعقييب التي كانت السلطات الفرنسية تشنها على المصريين انتقاما من مواقف جمال عبد الناصر المعادية للغرب. وشغر مكان عمله لدى الأمير طوسون .واحتاج الأمير طوسون الى من يحل محله، فتقدمت أنا الى تلك الوظيفة بمساعدة دكومه الذي كان يعمل معه، وهكذا انتهيت سائقا مع الأمير طوسون لمدة ثمانية اشهر، وطوال فترة عملى لاحظت بأنه كان منشغلا بكتابة مذكراته، كان حانقا جدا على الملك فارق ويعتقد بأنه اضاع الملكية في مصر بحماقته وانسياقه وراء اغراءات النفس والمجون، وأذكر أن الملك فارق جاءه ذات مرة من ايطاليا للسلام عليه، ووقف عند باب منزله، علم الأمير طوسون بقدومه وأرسل اليه من يخبره بأنه غير موجود، فعلم الملك فاروق بأنه غير راغب في لقائه فرجع أدراجه، كان للأمير سعيد طوسون أخوان آخران في باريس هما حسن وحسين، وكلهم أبناء الأمير عمر طوسون ، وقد سمى سعيد ابنيه (حسن وحسين) على أخويه، وما يزال أبناؤه يعيشون في فرنسا الى الآن الا أن أحوالهم المادية ليست على ما يرام ، وأذكر أن الأمير سعيد كان شديد الاعجاب بوالده كثير التحدث عنه، وهو محق في ذلك فلقد كان والده ملء السمع في مصر وصاحب اكتشافات تاريخية مهمة ويولي السودان اهتماما خاصا ، كنا نحن السودانيين في مصر نحفظ له ذلكم الموقف ، وقد توفي في العام 1944م عليه رحمة الله تعالى ، أما نجله سعيد الذي عملت معه فقد كانت فيه حماقة وبعض العبط، وكمخدم كان يحصى تحركات العاملين معه، لذلك لم يكن العمل معه مريحا ، فتحينت فرصة افتتاح السفارة السودانية عند نيل السودان استقلاله في العام 1956م، وعلمت أنهم يحتاجون الى سائق يعرف طرق وشوارع باريس فقدمت اليهم أوراقي.
العمل في الممثليات الدبلوماسية بأوربا
أصبح بشير البكرى أول سفير للسودان في فرنسا، وتزامن وصوله مع مرور السفير عثمان عبدالله حامد (شقيق على حامد الذى أعدم أثناء فترة الفريق عبود لمحاولته القيام بأنقلاب فاشل) الى ألمانيا لتسلم مهامه كأول سفير سودانى ، وكان بحاجة الى رجل يعرف ألمانيا ، فوقع الاختيار علي ، وهكذا ذهبت الى ألمانيا وساهمت في تأسيس أول سفارة سودانية ، اختيار الموقع ، وتأثيث السفارة ، ظللت أعمل في السفارة السودانية بألمانيا لمدة عامين حتى جاء السفير محجوب مكاوي، ولم ترق لى ادارته، ولم أكن على وفاق معه، فتركت العمل بالسفارة السودانية والتحقت بالعمل كسائق لدى أسرة الوزير المفوض بالسفارة الأمريكية بألمانيا، وكانت زوجته امرأة فاضلة، عملت معهم لمدة عامين حتى تم نقل مخدمي الى أمريكا، فطلب منى الذهاب معهم والعمل لديهم بالولايات المتحدة الأمريكية وقدم لي اغراءات عديدة من ضمنها أنني لن اشعر هنالك بالتمييز العنصري لكنني كنت مشدودا الى أوربا لم أرد مغادرتها، فما كان منهما الا أن حررا لي شهادة خبرة مفادها بأنني مؤهل للعمل في أية منظمة أمريكية، ثم علمت بأن سفارة دولة توغو الأفريقية تحتاج الى سائقين فتقدمت اليها وتصادف أن السكرتير الأول بالسفارة كان مسلما يدعى اسحاق، فما أن رآني الا واستدعاني وتوسط في توظيفي بالسفارة وعلى رأسها رجل من اشهر مواطني هذه الدولة الأفريقية يدعي (سافيه دو توغو) ، ظللت أعمل معه الى أن استبدل بآخر يكن كراهية شديدة للسودانيين ، فتركت العمل لديهم بعد سنتين ورجعت الى فرنسا في العام 1963 ، بعد أن زودتني سنوات اقامتي بألمانيا حصيلة وافرة من اللغة الالمانية فاصبحت أجيدها واتحدث بها كأهلها تماما.
فرنسا مرة أخرى
عدت الى فرنسا للعمل مع الملحق الثقافي في السفارة السودانية وكان يسمى شفيق سوقى، وكان متزوجا من ابنة السيد/ محمد صالح الشنقيطي ، السياسي المشهور وأول رئيس للجمعية التشريعية، وقد قابلته مرارا عندما كان يزور باريس، وتنقلت معه في أحياء باريس وهو يبحث عن الكتب النادرة يشتريها ويرسلها الى السودان، ورأيته يجيد كل اللغات الأوربية وبطلاقة، يتحدث اللغة الفرنسية بشكل مدهش عليه رحمة الله، وكذلك الأستاذ محمد أحمد محجوب، تجولت معه مرارا، وكان رجلا طويلا أنيقا في مظهره، لا يظهر الا بكامل هندامه ، محبا للجمال، وصنوه الأستاذ جمال محمد أحمد ، ما أن يراني حين قدومه الى باريس من لندن أو السودان الا ويبادرني بتحيته النوبية (اللو ?مسكاجرو) عليه رحمة الله تعالى، ومبارك زروق، وغيرهم، اولئك كانوا عمالقة يشرفون السودان اينما حلوا وارتحلوا عليهم رحمة الله تعالى.
عملت مع الملحق الثقافي الى أن قرر الذهاب الى السودان في عطلة، وفي تلك الفترة مر بباريس الأستاذ أبو القاسم محمد بدرى الذي كان يعمل ملحقا ثقافيا في السفارة السودانية بلندن “وهو رجل مثقف وأديب وأول مدير لدار النشر السودانية وله العديد من المؤلفات الأدبية”، وهو من جزيرة مقاصر وكان متزوجا من عقيلة القاضي عطية ابنة خالته ثم تزوج الثانية من آل (القوصي بدنقلا ) تمسك بي أبو القاسم للعمل معه طوال اقامته بباريس، وكنت قد عزمت على ألا أواصل العمل مع الأستاذ شفيق عند عودتهم من الأجازة، وبالفعل اعلنت استقالتي من العمل، لكنهم طلبوا منى توصيل سيارة أبي القاسم من ألمانيا الى لندن فانجزت المهمة ثم عرجت على منزل السيد/ عثمان محمد يوسف (عثمان سفارة) “وهو من ابناء قرية أوربي” للسلام عليه في منزله بشمال لندن، وهو منزل تزين جدرانه الأوسمة والتذكارات التي حصل عليها من الرؤساء ومنهم الملكة اليزابيث والنميري وغيرهما ، وأنا أعرف عثمان سفارة منذ زمن فهو قد هاجر الى لندن منذ العام 1945م عندما كانت بريطانيا تشجع هجرة مواطني مستعمراتها للقيام بالأعمال الشاقة في المملكة المتحدة، وقد عاصر عثمان سفارة كل السفراء الذين تعاقبوا على سفارة السودان بلندن منذ السفير عوض ساتي والى يومنا هذا، وهو يستحق لقب سفارة، لأنه كان بمثابة بعثة دبلوماسية كاملة لعلاقاته التي أسسها مع الادارات الحكومية والمستشفيات ودور العلاج والمؤسسات التعليمية، واهم عمل كان يؤديه هو أنه كان يجهز الموتي هناك وفق متطلبات الشريعة الاسلامية اما لتسفير جثامينهم الى السودان أو دفنهم هناك. كما كان أحد الأركان الأساسية في بيت السودان الذي أهداه السيد عبد الرحمن المهدي الى الجالية السودانية بلندن، لم أتمكن من مقابلة عثمان سفارة في زيارتي تلك لأنه لم يكن متواجدا بالمنزل. فعدت الى المانيا مرة أخرى للعمل مع السفير اللبناني، وكان متزوجا من سيدة بريطانية ثرية، في تلك الفترة عاد السيد أكرم العجي الى فرنسا وأفتتح مكتبا تجاريا شراكة مع السيد عدنان خاشقجكي ، وظل يسأل عني باستمرار حتى أرشده الى مكاني ابن خالتي السيد أمين، فألح على بأن أعمل معه فأنهيت خدمتى مع السفير اللبنانى وعدت مرة أخرى الى باريس ومنها الى سويسرا فى عام1974 حيث قام بشراء قصر لصاحب السمة الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام فى جنيف، كنت أقيم فيه وأقوم على خدمته وضيوفه عند زيارتهم لجنيف. وقد تمكنت من خلق علاقات طيبة لأناس من مختلف الجنسيات واصبحت اول رئيس للجالية السودانية فى سويسرا حتى مجئ حكومة الانقاذ،فاكتفيت بالرئاسة الشرفية للجالية
شخصيات في محطة سويسرا
أثناء عملي في جنيف، وبحكم موقع هذه المدينة وأثرها في السياسة العالمية، قابلت العديد من الشخصيات المهمة واقمت علاقات معهم ، منهم الرئيس البشير وقد زارنا مرة واحدة قدمت اليه خلالها خطابا يحوى أهم طلبات السودانيين المقيمين بأوربا وهي معاناتهم من صرف معاشاتهم عند عودتهم الى السودان، اذ يتطلب الأمر حضورهم بأنفسهم الى أوربا لصرف المعاشات، بينما الدول الأخرى أستطاعت عبر دبلوماسيتها وعلاقاتها مع الغرب تحويل المعاشات الى مواطنيها في بلدانهم، هذه قضية تؤرق المقيمين في أوربا، كما أن الرئيس نميري بحكم قرابته لي كان يكثر من زيارتي والاقامة معي في جنيف
من الشخصيات التي كانت تزورنا أيضا الشيخ الزبير حمد الملك أول ناظر خط في دنقلا، وهو الذي عرفني بعالم الآثار السويسري شارلي بونيه، الذي دعاني الى منزله الريفي عدة مرات، وهو من اسرة تعمل في الزراعة، يعشق السودان، ويتحدث اللغة النوبية.
من الشخصيات المهمة التي قابلتها عن طريق الصدفة في سويسرا رجل الأعمال اليهودي نسيم ديفيد جاعون، كنت ذات أمسية في أحد المراكز التجارية الكبيرة بجنيف فاذا برجل يربت على كتفى، ولما التفت اليه سألني: هل أنت سوداني؟ قلت نعم، قال لي (أنا ايضا سوداني) ، وعلمت فيما بعد أنه يهودي من مواليد الخرطوم في العام 1944م، وهو مليونير صاحب شركة نوقا التي تمتلك سلسلة من الفنادق اشهرها فندق (نوقا هيلتون) ، وهو من أشهر فنادق جنيف يطل على بحيرة سويسرا ويؤمه السياح وخاصة الخليجيون، وهو ايضا ناشط في المنظمات اليهودية العالمية ، ويحب السودان جدا حتى ان معظم العاملين معه في فندق نوقا هيلتون كانوا من السودانيين، أقام معنا علاقات طيبة، ولاحظنا أنه على الرغم من أن الفندق ليست به ساحة للصلاة، الا أنه كان يخصص لنا مساحة في بهو صالة الاستقبال لنصلى فيها عندما يحين وقت الصلاة.
أوربا والوجدان الوطني
الهجرة الى أوربا تختلف عن الهجرة الى المناطق الأخرى من العالم، لكون أوربا تتيح اقامة دائمة تفرض أحيانا اندماج الأبناء في المجتمع الأوربي خاصة أولئك الذين تكون أمهاتهم أوربيات، في العام 1958م ذهبنا الى معرض في بروكسل ببلجيكا، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها السودان في معرض تجاري دولي بهذه المدينة، رأيت أثناء تجوالي في المعرض سودانيا طويل القامة ممتليء الجسم في العقد السابع من العمر اسمه مسيو عثمان يتميز بشلوخه الواضحة على خديه، استأذنت من السفير الذي كان برفقتي وذهبت اليه لأنني توسمت فيه بأنه من دنقلا، وجدته بالفعل من أرقو، تجاذبنا أطراف الحديث فقال لى أنه هاجر الى فرنسا في العام 1914م عن طريق مصر وكان يعمل في الجيش البريطاني قبل مجيئه الى أوربا ،وتزوج من فرنسية وأنجب منها ولدا، ثم رحل الى بلجيكا وتزوج من فتاة بلجيكية وأنجب منها ولدا آخر، أما ابنه من الزوجة الفرنسية فقد تدرج في الوظيفة الحكومية حتى بلغ درجة وكيل وزارة وكانت تربطه علاقة صداقة مع سفراء السودان بفرنسا الذين كانوا يحرصون على دعوته في كل المناسبات الوطنية السودانية. بباريس أما الآخر من أم بلجيكية سمعت بأنه سافر الى أرقو بحثا عن اقربائه ولم يعثر على قرابته فعاد الى ألمانيا، خلاصة الموضوع ان المسيو عثمان البلجيكي المشلخ استقر في بروكسل التي افتتح فيها متجرا كان يعمل فيه برفقه أبنه، وتوفي في العاصمة البلجيكية. نموذج آخر لسوداني قابلته صدفة عند خياط يهودي، رجل مربوع القامة في العقد السابع أيضا، لم يطلعني على شيء من اصله سوى أنه سوداني على الرغم من أننا تقابلنا أكثر من مرة.
رفضت جنسية أوربا لأنني لم أرد تزوير تاريخي، وعلى الرغم من أن أولادي الستة، وبناتي الخمس ولد بعضهم في ألمانيا والبعض الآخر في سويسرا الا انني حرصت على أن يعودوا ليترعرعوا في السودان ليستقروا فيه الأمر الذي يسر أمر عودتي الى وطني دون أن تتنازعني رغبتي في العيش في وطني وانتماءات ابنائي، عدت الى السودان لأعيش في ربوة بأعلى قرية ود نميري، أطل منها على النيل الذي يشق طريقه وسط زحف صحراوي فيبدو قصر جدى النميري شامخا على الشاطيء واحس بأنني كما ذلكم القصر استطعت أن أقاوم وبشدة الزحف الأوربي الذي حاول التسرب الى حياتي طوال تسعة وسبعين عاما هي عمر هجرتي .. اشعر الآن بأنني حققت ما عجز عنه الكثيرون ، لأنني كنت على صلة دائمة بالسودان، أعود كما بدأت، وكل ما مر بي من مناظر خلابة ، وانفتاح حياة ليس لها حدود، وحرية رأي وتعبير ، وجمال طبيعة، استخلص منها ما ينفعني في هذا الوطن الذي تبدأ منه الأشياء واليه تعود .
هكذا الوطن يظل لحنا أبديا لا يشوشه بعد وافتراق مهما طال الأمد وهكذا أبناء الوطن في الخارج نجوم زاهرة ولآلئ متناثرة فهلا من غواص يجمع شتاتها ويبرز أصالتها ونفاستها لأبناء الجيل الحاضر ليكونوا لهم نبراسا وأنموذجا صادقا سواء قرروا تكرار رحلات الغربة كأسلافهم أو البقاء معززين مكرمين في ربوع الوطن بين الأهل والأحباب
ياخي خربت الموضوع , وهل تعتقد أن تكريم عمر البشير يعد تشريفا و فخرا وتكريما له ؟؟؟؟!!!!
مقال فاضي كلو كلام معمم ما طلعت منه بأي حاجة ضياع وقت .
what ever you call him.he is an ideal example for honest succesful sudanese who credited all other followers.shame for your unpolite unpolished words.be sure you are not a sudanese and you hate them.
سبحان الله , قال الله في كتابة الكريم , وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ,وورد أيضاً فى الحديث القدسى: ” يا بن آدم، خلقتُك لعبادتي فلا تلعب ” يعني جدّ في حركة الحياة، لأن اللعب حركة بلا فائدة وبلا مغزى، والله يريد لحركة العباد أنْ تكون حركة نافعة ذات مغزى. الدنيا دي كل ما الواحد عاش فيها كتير يري أن فرق الزمن بين الأحداث المرت بة عبر السنين لا تتجاوز الأسبوع , الأسبوعين أو الشهر, بس الله سبحانة وتعالي يعطينا حسن الخاتمة. والشباب في الطاشرات يقولوا ليك زمان حصل كدا وكدا.
الامانة الامانة التى يتميز بها اهلنا الدناقلة هىشهادته للعالمية والنجاح وما التوفيق الا من عند الله
الشيخ حسن ارباب اطال الله عمره رجل امه استطاع بعد ان اصبح بعصاميته مديرا للعمال الذين يعملون فى قصور الامير سلطان رحمه الله فى فرنسا وسويسرا جذب مجموعة كبيرة من شباب المنطقة والمناطق المجاورة للعمل هناك بعضهم موسميا والاخر بصورة مستديمة حيث استطاع هؤلاء الشباب تقديم بعض الخدمات لاهليهم وحسن ارباب رجب بر واحسان قدم الكثير لاهله
الموضوع لا يستاهل كل هذا
بهذه المناسبة أعزائي اسمحوا لي ،وبدون مؤاخذة، أن أقص عيكم قصة كلبي جوكس الذي سعيته لحراستي في هذه المدينة العاجة الضاجة المليئة بالمفاجآت التي دائماً ما تكون غير سارة؛ ومع إني لست كالأمير وغير مطلوب ومراقب من آلاف عتاة المجرمين الذين يسعون لنهب ما نهبته والإستمتاع بالأموال المنهوبة وتبديرها بدلاً عني ومع إني لا أخاف ملايين المظلومين الحانقين علي وعلى أسرتي …ولكن لن أواصل في سرد هذه القصة إلّا عندما يصلني منكم بعض الإشارات التي تؤكدرغبتكم في سماع قصة كلبي العجوز، الذي كان وفياً أميناً متفانياً في حمايتي ومثلاً عندما تخاصمت مع أحد معارفي وأعطيت الكلب الإشارة للهجوم عليه هرب هذا الرجل وهو يقول: والله الكلب ده لو عارف سيدو كويس ما كان حيحميه ويكون أمين في حراسته
التعليق الذي أورده [سيره رجل] أشمل و أجمل و أمتع من الموضوع الأساسي (60 عاماً من العطاء و الوفاء) و الذي عبر عنه القراء بانه يخلو من أي مضمون!!!
التقرير يعاني من فقر المعلومات و فارغ المحتوى و المضمون ..
الغريبة في البداية ذكروا انه سيناريو متحرك و لكن في التقرير اكتفوا باﻻنشاء الفارغ
اعتقد ان المشكلة في هذا الصحاف و ليس في السيد ارباب
كان يمكن لهذا التقرير ان يكون في صفحة كاملة و الناس تقراهو بمتعة دون ملل لكن سامح الله صحفيينا
نحتاج لمثل هده النمازج ان تكتب هده التجارب والزكريات فى كتب من باب الحكاوى الشعبيه
عمنا حسن ارباب طباخ قديم مع الامير سلطان وارجو ان تكتبو الحقائق
نرجو من الاخوان قراء الراكوبة التعامل بذوق وادب رد المنطق بالمنطق بعيداً عن الشتائم دون الخروج عن تربيتنا وتقالدينا السمحة ودعونا نستمتع بالجلوس تحت ظل الراكوبة نتنسم البشري بعودة سلام معافي من ايدي مغتصبيه.
وعمنا الشيخ/ حسن أرباب لا شك انه رجل عصامي يستحق التحية والاشادة
الحياة – معذرةًأعزائي الكرام
أشبهها ببصلة كبيرة
من يمعن النظر في طبقاتها
واحدةً تلو الأخرى
سيذرف دموعاً كثيرة
(شاعر ألماني)
رحمة الله على الأمير سلطان بن عبد العزيز ، لقد كان معطاء ومن أصحاب اليد البيضاء ، فلقد تكفل بكافة المستحقات المالية لإجراء عملية زراعة الكلى لجدي ، وأيضاً بالدواء الذي يصرف مجاناً له وللمتبرع أبنه دون أي مقابل وكامل الكشوفات الدورية لهما .
عسى الله يتقبل أعماله الخيره ويجعلها له في ميزان حسناته .
ايه دا
اولا ضحكت على تعليقات بعض اصحاب الغرض الذين يتوترون من ذكر كلمة دنقلاوي في اي محفل ولا يجدون في انفسهم غضاضة من تفريغ هذه الشحنات الطائشة دون كياسة او تعقل بطريقة تسئ لهم في المقام الاول
ثانيا بعض الناس تعلق على اي مقال فاذا المقال ليس لك فيه علاقة فلا داعي للتعليق فكل ناس ولهم مقال ولا شنو يا حلوين
ثالثا كما قال احد المعلقين التعليق الخاص عن الموضوع اشمل وافضل من المقال نفسه وعموما شكرا للتاريخ الثر والجميل
الدناقلة اسياد بلد … تعرف كدا يا انت