مدثر كاريكا.. ماكينة أهداف توقفت بفعل الإرهاق

الخرطوم ? عثمان الأسباط
يمتك موهبة فطرية في إحراز الأهداف الرائعة والبديعة، يسجل من أنصاف الفرص، يتمتع بإمكانيات كبيرة ومهارات فنية رائعة جعلت منه صانع العاب ماهر، بجانب إجادته لمغازلة الشباك، واجهته العديد من العثرات في مسيرته الرياضية الحافلة، حيث غادر ديار الأزرق باكراً بعد أن جاء الفتي إلى الهلال صغيراً ويافعاً قاتل ليضع له اسم بين عمالقة المهاجمين آنذاك، ولكن أتت رياح التسجيلات بما لا تشتهي سفن الفارس، فحمل حقائبه راحلاً إلى النيل راسماً بصمة جديدة بين أهل الحصاحيصا قبل أن يهزمه الفراق ويعود محملاً بتجربة جديدة وبعوده الذي قوي حتى جعله من أفضل المهاجمين في القارة السمراء، حيث زار شباك معظم حراسها في المنتخب أو عبر الهلال.
تجربة مختلفة
فترته في تماسيح النيل أكسبته الخبرة والعزيمة ليعود أفضل بدنياً وفنياً، تعد تجربة مدثر كاريكا جديرة بالدراسة والتأمل باعتبار أن قليلين أولئك الذين يغادرون القمة ثم يعودون ليثيرون ذات الصخب القديم، لكن الفتي بذل مجهودات كبيرة واقنع جميع المدربين اللذين تعاقبوا علي تدريب الفرقة الزرقاء من وطنيين وأجانب وحجز موقعه في التوليفة الأساسية مدافعاً عن الشعار ومسجلاً أغلى الأهداف محلياً وأفريقياً مع الهلال والمنتخب الوطني الأول.
مبادرات إنسانية
تميز مدثر كاريكا عن أقرانه في صفوف العملاقين (الهلال والمريخ) بمبادراته الإنسانية الرائعة، حيث ما زال الناس يحتفظون له بصورة ما بعد الهدف وهو يحمل بين جنبات قلبه صورة شهيد الهلال الصغير، وقبل أن يسجل الحكم بطاقته الصفراء كان الفتى قد سجل اسمه بمداد من نور حين رفع راية تضامنه قائلا (إلا رسول الله) وتواصلت المسيرة المختلفة خاصة عندما أخرج منديلا مكتوب عليه (لن ننساك يا والي الدين) في مباراة الهلال أمام شقيقه هلال كادوقلي التي تزامنت مع ذكرى رحيل الوالي في العام الماضي، وقد اشتهر اللاعب بمبادراته لكل الأدوار العظيمة والجليلة التي تلعبها الرياضة في تعميق أواصر الإنسانية.
أهداف بديعة
سجل مدثر كاريكا العديد من الأهداف الجميلة خاصة في البطولات الأفريقية، الأمر الذي إدى إلى أن يختار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) هدف اللاعب في مرمى مالي في مباراة الذهاب التي أقيمت بالسودان من أجمل وأحلى أهداف التصفيات للطريقة الذكية التي أحرز بها الهدف والتي تدل على نبوغ كروي بديع وتجلت موهبة كاريكا الفطرية في تسجيل الأهداف عندما أحرز هدفين في شباك المنتخب المصري في المقابلة التي جرت بالخرطوم حيث انتهت المباراة باربعة اهداف.
تراجع مخيف
رغم أن مدثر كاريكا ظل يحافظ على مستواه الفني طوال الفترة الماضية، وكان الخيار الأول لكل المدربين في المقدمة الهجومية للهلال إلا أن مستوى اللاعب تراجع بشكل كبير في هذا الموسم ولم يعد ذاك الهداف الكبير، حيث تواضع مردوده بشكل لافت في الكثير من المباريات المحلية والأفريقية، ولم يكن في كامل نجوميته الطاغية. ويرى كثير من الفنيين أن كاريكا تعرض للإرهاق جراء المشاركات المستمرة في المنافسات المحلية والأفريقة سواء أكان مع الفرقة الزرقاء أو صقور الجديان، وتوقع عدد من الفنيين أن يعود اللاعب لسابق مستواه في الفترة المتبقية من الموسم بعد أن عاد تدريجياً إلى مستواه الحقيقي.
الجهاز الفني للهلال يجهز كل اللاعبين
يتطلع الجهاز الفني للهلال لمنح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين في مباريات الدوري الممتاز المتبقية خاصة الذين ظلوا يجدوا الفرصة ويقدموا مستويات مميزة أمثال المعز محجوب، سامي، نيلسون، محمد عبد الرحمن، صلاح الجزولي، أطهر الطاهر، معاوية فداسي، خليفة أحمد، ليجد عاكف عطا نفسه مجبرا على إشراك عدد كبير من اللاعبين تفاديا للإرهاق والإصابات خاصة مع البرنامج الضاغط لبقية جولات الدوري الممتاز ما يعني تجهيز كل اللاعبين عدا المصابين، وسيدفع المدرب بالتشكيلة الأساسية في المباريات الصعبة بينما ستعرف المقابلات الأسهل مشاركة وجوه جديدة من البدلاء والشباب.
آخر لحظة