البون الشاسع بين الأدب وقلته

البون الشاسع بين الأدب وقلته
د . احمد حير
[email protected]
شاهدت كما مشاهدى قناة الجزيرة برنامج الإتجاه المعاكس الذى بث فى مساء الثلاثاء الماضى . وبعد الأستماع لدفوعات ممثل المؤتمر الوطنى تذكرت حكاية كانت تروى عن شخص ذهب عاريا إلى مطعم وبعد أن تناول طعامه وهم بالخروج ، طالبه صاحب المطعم بدفع ثمن ما أكله من طعام ! تعجب الشخص وأجابه قائلا” أيا رجل أما ترانى عاريا ، أين تتوقع أن أضع النقود؟! ونحن بدورنا نساند ذلك الرجل فيما ساق من مبررات . فى ذات المساء او فى اليوم التالى للقاءالأستاذ/ على محمود حسنين ، رئيس الجبهة الوطنية العريضة والأستاذ/ حاج ماجد سوار ممثل النظام فى السودان خرج علينا البعض بمقالات تشن هجوما على حاج ماجد سوار لإخفاقه التام فى الدفاع عن نظام المؤتمر الوطنى ، فى ذات الوقت الذى أشادوا فيه بالإستاذ/ على محمود حسنين . وكما يقولون أن عرف السبب بطل العجب . فمن أين سيأتى ممثل النظام بمعلومات أو دفوعات توضح للمشاهد وخاصة من غير السودانيين ان النظام الحاكم فى السودان له حسنات تذكر ؟! أما أهل السودان ممن شاهدوا تلك الحلقة فهم يعرفون” البير وغطاه ” فاقد الشئ لايعطيه . أو كما قال أحد الإخوة معلقاً ” كان أحسن يسيبوا كرسى ممثل النظام فاضى ! وإن إبتعدنا عن مزالق أو لغو الحديث لقلنا بدورنا أن الكرسى كان فعلا ” فاضى ” فكل إناء بما فيه ينضح ! فمن أين لحاج ماجد سوار ببينات تدفع الأذى عن نظام يتبجح بأنه قد بدأ الربيع العربى !!!! ربما بدأه بالمقلوب ! فربيع النظام أوصل السودان إلى الدرك الأسفل فى كل شئ ، حتى فى الدين الذى يرفعه ويفعل الأفاعيل تحت شعاره ! ومع سياسة النظام الخربة فى جميع المجالات ! وفى ذات الوقت وكى لا نهضم حق الضيف الآخر ” وبالفعل كان ضيفا أكثر منه مشاركا ، قد أتى مسلحا بالهجوم على الطرف الآخر أو بنفس الممارسات التى عهدناه فى نظامهم ” الإسلامى الحضارى ” الشتائم وإلإتهامات لاغير!!
لا أتوقع أن يحاسب حاج سوار على رسوبه فى الإختبار إن كانت هناك محاسبة على الآداء من قبل النظام ، ولكن لعلمنا أن النظام لايحاسب منتسبيه على أى فعل فأبشر بطول سلامة “ياسوار” .فالحساب كما يقولون ” ولد ” أو ” يوم الحساب ” وترونه بعيدا ونراه قريبا ”
بالرغم من إخفاق نظام الخرطوم فى كل شئ إلا أننى كنت أتمنى أن يمثله فى تلك الحلقة شخص آخرواسع الأفق له دراية بالذات وبالآخر! ليس من أجل النظام ولكن من أجل المشاهد العربى ، خاصة وأن نظام الخرطوم الذى عمل على إنفصال الجنوب قد أوضح رئيسه أنهم أصبحوا ” عرب ” وكما يقول أبناء مصر ” جات الموكوسة تفرح ، ملقتلهاش مطرح ”
هناك من قال ” النظام إختار حاج ماجد سوار ليمثله فى تلك الحلقة تقليلا من شأن على محمود حسنين ! ” ونقول يعنى هناك واحد فى النظام عدل ، ماكله بيمثل كله . بمعنى أن ” شهاب الدين …………”
الحسنة الوحيدة هى: أخيرا وجدت قناة الجزيرة ان الإعلام الحقيقى هومن يأتى بالحقيقة مجردة ، عوضا عن التطبيل لنظام ماعاد قادر على أن يخفى سوءته .
ولقد تأكد للجميع أن الربيع السودانى قادم ، وهذا ماظل ينادى به الأستاذ، على محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة التى تبذل المستحيل لكشف عورات ومسالب نظام الخرطوم الذى قتل وشرد وجلد الحرائر ويتبع سياسة تجويع المواطن بقصد إزلاله ليخضع لسياسات القهر والعبودية ، ولكن ليتهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من حجب الشمس . فمشاعل الحرية والعزة والكرامة يحملها المناضلون الشرفاء من أبناء السودان وعلى مر الأيام .
إختار النظام حاج ماجد سوار لموهبة نادرة فيه لا تراها عند أولاد الناس وهى عدم إحترام الكبير وساقط القول و اللسان الفاكى و معروف عنه حادثة صفعه لأستاذه فماذا ينتظر منه و هو الذى لم ينعم فى حياته البائسة بالتربية؟ من حيث الأدب و الأخلاق فهو يتيم.
والنظام معظم عضويته من هذه الشاكلة و لكن حاج ماجد من أماجدهم فى هذه الموهبة.
وخسارة عليه السجن عند زوال النظام.
بقدرما كان الشاب المدلل حاج ماجد سوار ضعيفا ومرتبكا وعاجزا عن البيان والمنطق كان السيد علي محمود حسنين مشتت الأفكار وغير مرتب في سوق الحجج والوقائع المشهودة التي تدين النظام وتفضح سواءته الكثيرة …. ثم ان نتيجة التصويت كانت متقاربة وهو أمر غير منطقي وغير متوقع ويبدو أن النظام استنفر كتائبة الالكتزونية للوصول الي نتيجة التصويت هذه .. لو كل أو معظم الذين يعلقون في الراكوبة اهتموا بالتصويت في تلك الحلقة لكانت النتيجة 90 مع نعم و10 مع لا .
اؤل مرة اشوف عن الباطل. ماقام علي باطل فهو باطل
الادب يتحلى به كل المواطنين الشرفاء و قلة الادب يتحلى بها نافع
أتفق معك تمامآ بأن ثمة بون شاسع بين الأدب و قلته ..
أرجو أن تتفق معي تمامآ أن ثمة – أيضآ – فرقآ شاسعآ بين قلة الأدب و عدمه.
هذا الشاب ضحية عدة أمور فهو لهذا هكذا.
حقيقه الانقاذ كل يوم ربنا قاعد يفضحها ويفضح واقعها .. فقلة الادب هى واقع كل الانقاذيين .. وكثيرا حزنت من قلة ادب الولد سوار مع الاب حسننين .. بغض النظر عن الخلاف السياسى .. فلا بد من التادب امام الكبير .. وهذه هى تربيتنا السودانيه .. لكن مع الانقاذ غابت القيم واختلط الزئب بالغتم… لانهم كلهم غنم اولاد غنم .. وماعندهم ادب …لكن الايام ستؤدبهم اشدالادب ..