أوراق أخطر ضابط مباحث جنائية.. أطول ضابط عمراً في كرسي رئاسة المباحث.. وكان شاهد عيان على أخطر وأعقد الجرائم الشهيرة التي هزت السودان.

أوراق اللواء عابدين
الحلقة الثالثة
تنشر (التيار) أوراق أخطر ضابط مباحث جنائية.. أطول ضابط عمراً في كرسي رئاسة المباحث.. وكان شاهد عيان على أخطر وأعقد الجرائم الشهيرة التي هزت السودان.
الأداء الشرطي وقتها تميَّز بمهنية عالية
*عندما تخرجنا كانت البلد تختلف عن الآن ومهمة البوليس كانت كبيرة
*قسم كوبر كان من الأقسام المزعجة ومليئ بجرائم القتل اليومية
*ضباط الصف لم يبخلوا علينا من خبرة في المجال الجنائي وفحص الأسلحة
*كثير من المواقف تحتاج لتصرف وأحياناً لا يمكن التعامل بالقانون
*لا أنسى تعليق رئيس القسم ماذا نفعل مع هذا القسم الملعون وضباطه المناعيل
*كل جريمة تتوفر لها بيئة معينة تزداد
*أول بلاغ استلمته كان سقوط عامل في قوز صابون
قسم السجلات هو المؤشر الذي تبنى عليه السياسات الجنائية في السودان
أنا اللواء حقوقي عابدين الطاهر انتسبت إلى الشرطة السودانية لفترة امتدت لـ(34) عاماً تقريباً عن رغبة أكيدة، وانفقت معظم سني خدمتي بالمباحث (قلب الشرطة النابض) كما يقولون، وتنقلت في أقسام المباحث المختلفة. قادتني أقداري لأكون محققاً وشاهدًا في أخطر الجرائم التي وقعت بالسودان في غضون السنوات الأخيرة. وها أنذا أروي لكم تجربتي عبر صحيفة (التيار) هي شهادتي للتاريخ..
توثيق: حنان بدوي
تخرجت من كلية الشرطة في 2/1/1979م، بعد التخرج تم توزيعي في شرطة ولاية الخرطوم وقاموا بتقسيمنا حسب السكن، وأنا كنت أسكن بحري، وزعوني قسم كوبر، عمر المختار الآن، وهذا القسم تابع لكمندانية بحري وهي الآن رئاسة شرطة محلية بحري.
كانت دائرة اختصاص قسم كوبر كبيرة جداً تشمل المنطقة الصناعية وعمر المختار الحالية، وتمتد إلى السكن العشوائي وهو كبير جدًا في كرتون كسلا وبارونا ومنطقة مشروع السليت التابعة للمنطقة.
عندما تخرَّجنا كانت مصانع الخمور موجودة في المنطقة الصناعية البيرة والشري، ولديها تراخيص والبارات أيضاً مفتوحة بتراخيص، وكانت البلد تختلف تماماً عن الآن، ومهمة البوليس كانت كبيرة جداً، نحن أربعة ملازمين من الدفعة وزعونا في قسم كوبر، وأذكر أن الكمندان المسؤول رحمه الله، صلاح التجاني عامر وهو رجل والد وقائد فتعلمنا منه الكثير في فن القيادة، وعدد من الضباط وجدناهم في بحري، ونحن (ملازمين جداد) وأثناء فترة التدريب العملي التي وزعونا فيها في أقسام الولايات وصونا أن نتعلم من ضباط الصف، لأن الشرطة خبرة أكثر من دراسة، ولذلك كنا قريبين جداً من أعمامنا ضباط الصف، وأذكر منهم عمنا عطا وعدد كبير، فهؤلاء الرجال تعلمنا منهم الكثير جداً، وكنا نلجأ إليهم في كل أمر يصعب علينا، لأنهم خبرة 20 و30 سنة، وأيضاً كنا قريبين من الضباط الذين سبقونا نتعلم منهم البيادة والتصرف، لأن كثير من الوقائع تحتاج للتصرف، لأن القانون جامد وأحياناً لايمكن التعامل بالقانون، لكن هناك تصرف مع الاعتبار للقانون، وكنا نستشف من أعمال القادة ونعمل مثلهم، وهم كانوا حريصين جدًا على تعليمنا حتى أخطائنا أثناء عملنا. الملازمون كانوا لايحاسبونا عليها لكن مرات كانوا يوبخونا إذا كانت (الغلطة) كبيرة.
حبينا المهنة، وكنا ساكنين في القسم ليل نهار، أنا وزملائي عبدالغني عباس وتاج الدين وديدي وإبراهيم الطيب، وأذكر في اليوم تحدث جريمتين أو ثلاثة، قتل، لأن المنطقة عشوائية ومليئة بالخمور والمخدرات ودفتر الأحوال في الصباح يسلِّموه للكمندانية رئيس القسم رحمه الله كان محمد سيد أحمد العمرابي ونائبه الرائد علي عثمان رحمهم الله جميعاً وبما أننا ضباط بدبورة واحدة كان الانضباط سيد الموقف بالنسبة لنا، لا نتخطى الرتب الأكبر، حدودنا الملازم أول الدفعة الأمامنا محمد صديق لانتخطاه ولا ندخل مكتب الرائد ولا المقدم نهائياً، فالملازم أول هو الذي يعطينا الإذن ويستوضحنا إذا أخطأنا، فكان هناك نظام وانضباط استفدنا منه، لأن عمل الشرطة إذا لم يكن منضبطاً سيحدث فيه خللاً كبيراً جداً فكل إنسان كان عارف حده، الملازمون المساعدون والرقباء لا يتخطونا وبيننا إحترام وتقدير .
جرائم القتل والحشيش تشكِّل معظم الجرائم في المنطقة، وكان يسلِّم دفتر الأحوال في الصباح للكمندان، ليعرف ماذا يدور في المنطقة، وأذكر أن العقيد المسؤول عن منطقة بحري صلاح التجاني، رحمه الله كان بعلِّق على الدفتر ونحن دائماً نقرأ تعليقات القادة، وكل ما يسلِّموه الدفتر كان بلقى فيهو جريمتين ثلاثة، قتل، ونحن ملازمين أحياناً (بنغلط) وكان ممنوعين من قيادة عربة النبطشية وعندما يكتب في دفتر الأحوال الضابط الفلاني قام بقيادة العربة وصدم بها كذا وكان بعلق ماذا نفعل مع هذا القسم الملعون وضباطه الملاعين، فهذه من العبارات التي لا أنساها .
قسم كوبر كان من الأقسام المزعجة جدًا، وقسم الشرطة كان يختلف عن الآن، لأن العمل الشرطي تقوم به أقسام متخصصة مثل أمن المجتمع وغيرها، لكن في أيامنا جميعه كانت تقوم به الشرطة العامة، فكنا نقوم بالحملات لبيوت الدعارة والخمور والحشيش بعد يومين من الحملة نكون مرتاحين من هذه الأشياء، لكن للأسف هذه الحملات لم تجتث الجريمة نهائياً، فنحن نعمل حملات للخمور وعندما يبيعوا العدة يأتوا ليشتروها هم أنفسهم ليس بطريقة مباشرة وإنما عن طريق أناس معينين، ذي ساقية جحا تشيل من البحر وتدي البحر، وبعد أسبوع نجيهم، نفس القصة توم انجري، فالمال الذي يأتي من بيع معدات الخمور يورد جزء منه للمحكمة وجزء يباع باعتباره معروضات، وحسب علاقة المحكمة مع الشرطة يمكن أن تعطيها جزء من المال لتسيير أمورها كإصلاح عربة أو رقاعة لستك وغيره.
أول بلاغ قتل استلمته وأنا في قسم كوبر هو سقوط عامل في قوز صابون في المنطقة الصناعية، وكانت هناك تعليمات بأن بلاغات القتل يشتغلوها متحريين ملازمين، لأن بلاغ القتل كبير ومزعج، وحقيقة كانت أول مرة أدخل المشرحة، فأنا كنت مسؤولاً عن إدارة العمل ومسرح الحادث، وكانت أول تجربة لي، فتحركت بعربة النجدة للمصنع فوجدت العمال قاموا بإخراجه من القوز وهو مازال فيه باقي روح، وكان يصرخ بصوت عالي جدًا، والقوز هو قوز صابون يتم فيه خلط الصودا الكاوية، وكان شكله مابتفرز من الصودا والصابون، فرفعناه في النقالة ثم وضعناه في العربة وبسرعة شديدة جداً قاصدين مستشفى الخرطوم، فلما وصلنا نص الكبري أشتد صياحه بصورة غريبة جدًا وبعدها سكت، فشعرت أنه توفي وكان معاي السواق وضابط صف وفعلاً وصلنا مستشفى الخرطوم، الطبيب قال الزول ده متوفي ادخلوه المشرحة وحولونا المشرحة، فلازم الطبيب الشرعي يحضر، وزمان الطبيب الشرعي مابكون متواجد في المشرحة دائماً، وكان في دكتور بشير بكون موجوداً في معمل استاك أرسلنا ضابط صف ليخبر دكتور بشير وجاء د. بشير في المستشفى وكتب التقرير وطلبنا منه كتابة سبب الوفاة، ومن الأشياء المهمة جداً المتحري لا بد أن يكون موجود مع الطبيب الشرعي للإجابة عن أي مسألة أن وجدت، لأن تلك مسؤولية المتحري، وفعلاً سألناه أسئلة كثيرة جدًا عن سبب الوفاة، وهل كانت بسبب الصودا الكاوية أو الحريق أم المواد الكيمائية الأخرى في الصابون؟ فكتب لنا كل ذلك في الأورنيك و أكملنا الإجراءات مع القاضي ليتم تسليمه لأهله ويتم الدفن. فهذه كانت أول يومية تحقيق أستلمها وأنا في قسم كوبر.
أكملت مايزيد عن عام بقليل في قسم كوبر في غمرة الأحداث الكبيرة جداً، وكانت معظم الجرائم تجارة حشيش وخمور وأذى جسيم وقتل، فحقيقة كان قسم مزعج بصورة غير عادية، بدليل نحن أربعة ملازمين في هذا القسم تحت مسؤولية ملازم أول و رائد ومقدم رئيس القسم وصف ضباط متحريين ومجموعة كبيرة من العساكر، وكنا نقوم بحراسة المنطقة الصناعية والسفراء في الحي المواجه البحر، و حفلات تقام هناك نعمل على حراستها، فالعمل كان كثيرًا ومتنوعاً.
من المواقف التي لا أنساها أحد عساكر القسم كلفناه بتنفيذ أمر قبض في منطقة كرتون كسلا العشوائية وقام جماعة طرف الشخص المطلوب القبض عليه بضربه حتى مات، وأنا كلفت بمتابعة الجثمان حتى استلامه من المشرحة، وفي وقتها كان هناك مايسمى بطابور الجنائز فأي رتبة عندها مرتب جنازة معيَّن وطريقة معيَّنة في طابور الجنازة، فمنذ المغرب ظللت متابع الجثمان لكي يحضر لنا الطبيب بالليل، وأرسلت عسكري للقبض على الذين ضربوا العسكري وتسببوا في وفاته، وأنا كنت مسؤول إلى أن سلَّمت الجثمان، وحضرت الصباح بدري وبنفس ملابسي، حيث ظللت ساهرًا طول الليل، ولم أذهب للمنزل، وطابور الجنازة كان محدد له الساعة الثامنة صباحاً فذهبت للمقدم رئيس القسم وكانوا كلهم متجمعين في الكمندانية، لأن طابور الجنازة كان يقام في الرئاسة فطلبت منه إذن لكي أنصرف لأني كنت مرهق جدًا فرفض وقال لي: لازم تحضر طابور الجنازة، واضطريت رغم التعب الشديد أن أنفذ تعليماته فحضرت الطابور ودفنا العسكري حتى بعد ذلك انصرفت، وهذا أن دل إنما يدل على الانضباط، والإنسان أمره مافي يده، فلابد من تنفيذ توجيهات الرتب الأعلى، فهذا مستوى الانضباط في الشرطة .
كل جريمة تتوفر لها ظروف معيَّنة تزداد فمثلاً جرائم القتل تتوفر في المناطق التي يباع فيها الحشيش والمخدرات والخمرة، لأنها تلعب برؤوس الناس وتسرع من وتيرة انفعالاتهم وتجعل تقديرهم غير مضبوط لأتفه سبب تحدث مشكلة نتاجها واحد حامل سكين أو سلاح ناري يضرب (التاني) يقتله .
أيضاً من الجرائم ما يرتبط بالبيئة مثل الأسواق، لأنها تتوفر فيها الأموال، وبالتالي تكثر جرائم السرقة، كذلك الزحام بيئة جيدة لانتشار جرائم النشل، الأعمال المالية تظهر جرائم الاحتيال، فكل جريمة تحتاج لبيئة معينة لكي تنتشر فيها .
في بداية 1980 نقلت للمباحث المركزية الخرطوم وكانت في مباني الشؤون المالية بوزارة الداخلية في رئاسة شرطة السودان، وهذه كانت بداية ارتباطي بالمباحث المركزية، وأنا برتبة الملازم والمباحث المركزية كانت لها هيبة كبيرة وسط الشرطة، وعندما نقلنا إليها كنا مليئين بالرهبة، ونحن ملازمين صغار وفي الكشف الداخلي وزعنا في الأدلة الجنائية وهي المساعدات الفنية ضباط إدارة، أنا ومعي دفعتي الملازم عيسى عبدالله وملازم أول الدفعة التي سبقتنا حسن محمد أحمد الجعلي وأصبحنا مسؤولين عن الشؤون الإدارية في الأدلة الجنائية المعمل والبصمة والكلاب الشرطية، ففي هذه الإدارة معظم الناس بتخصصات فنية، فشعبة المعامل كانت مقسَّمة إلى شعبة الكيمياء والفيزياء والأسلحة النارية والتزوير وكل هذا العمل يقوم به ضباط كنا نمشي معهم لنتعرف على طريقة عملهم، وماذا يعملون فهذه ساعدتني كثيرًا جدًا لأنهم كانوا يفحصوا المتعلقات والأشياء التي يجمعوها المتحرين من مكان الحادث ويكتبوا عنها تقرير فني، فمثلاً إذا كتب أحد شيك وقال هذا التوقيع الموجود في الشيك ليس توقيعي يأتوا له بخبير الخطوط وكان أخونا وقيع الله، فأنا كنت كثيرًا ما أجلس معه كان بديني عن كيف يمكن فرز خط فلان من فلان وماهي مميزات خط كل شخص عن الآخر والفرقة المن حرف لحرف ومن كلمة لكلمة تختلف من شخص لآخر مثل البصمة، وفي النهاية لكي يقول التوقيع ده توقيع عابدين أو ما توقيعه، والعساكر كان عددهم ما بين 12 -20 عسكرياً صف وضابط ومساعدين يعملون في التصوير الجنائي أذكر منهم أخونا الجيلي عبدالرحمن والزنادي وباقي الأقسام كلها تخصصية، وفي الحقيقة كانت لي تجربة كأنني لم أدرس كورس. وبعد ذلك تطورت المسألة وصار الحبر نفسه يفحص، وهل الحبر من نفس القلم أو قلم آخر، وكذلك تدخل فيها الطابعات، فكل طابعة لها بصمة تختلف عن الأخرى، فكل هذا علم اكتسبته أثناء فترة وجودي ضابط إدارة في الأدلة الجنائية، إضافة للتصوير الجنائي والتصوير السليم وتصوير مكان الحادث والسلاح الناري، كيف يتم فحصه، الظرف الفارغ، وبالرغم من أنني درست هذه الأشياء في الكلية إلا أنني عندما جلست مع هؤلاء الخبراء أضافوا لي خبرة عملية هائلة وذخيرة كبيرة من المعرفة زادت حصيلة ما درسناه في كلية الشرطة.
ارتبطت فترة عملي بالأدلة الجنائية بوفاة والدي ووالدتي في ظرف ثلاثة أيام، والدتي توفيت يوم 18/9/ 1980 والوالد توفي يوم 21 /9 /1980م، وأنا مدين لهؤلاء القادة في الأدلة الجنائية، فهم تعاملوا معي معاملة راقية فأعطوني فترة سماح شهر كامل لمرافقة الوالد والوالدة في المستشفى، ولو كنت في أي وحدة أخرى ما كان ممكن يعاملوني مثل هذه المعاملة، وأنا أحييهم من المرحوم عمر ساوي والأخ حاكم عبدالرحمن ووقيع الله متعه الله بالصحة والعافية والفريق كمال حسن أحمد وهو أستاذي ومتخصص كيمياء درسنا في بحري العليا، وفوجئت بيهو رئيسي في الأدلة الجنائية، فقد كان هؤلاء الرجال عظيمين عشنا معاهم أياماً جميلة، وكانوا بالنسبة لنا أخوة كبار لم يبخلوا علينا من علم أو خبرة في المجال الجنائي وفحص الأسلحة والخطوط والتصوير الجنائي فخرجت بذخيرة علمية كبيرة جداً .
بداية 1981 نقلت لقسم السجلات في المباحث المركزية، وهذا القسم يعتبر قلب المباحث، تأتي فيه التقارير عن الجريمة من كل أنحاء السودان، ويتم فيه أيضاً إعداد يومية الحوادث على مستوى السودان، فكل البلاغات التي فتحت على مستوى السودان تعد بطريقة معينة، وهناك حاجة تسمى الموجز الصباحي وباعتبارنا ملازمين كان عاملين لينا نبطشية يوم نبطشيتك يجيبوك المكتب قبل صلاة الصبح، الدنيا ظلام لنعد اليومية فكانت كل الإشارات تتجمع وتصل بالليل حتى ولاية الخرطوم تتجمع في المباحث قسم السجلات، فنحن كنا نقوم بإعداد الموجز الصباحي؛ لأنه كان بسلموه لمدير المباحث فور دخوله مع دفتر الأحوال لكي يعرف ماذا حدث في السودان خلال الـ24 الماضية، وهو بدوره يرفع التقرير لمدير عام الشرطة، ثم نقوم بتلخيص كل اليوميات، ونطلِّع منها أهم الأحداث، مثلاً: حادث مروري كبير، حادث قتل كبير، خلل أمني، شغب، نلخصها في أربعة خمسة بنود، وخلال اليوم تعد يوميات الحوادث، وهناك تقرير أسبوعي وشهري ونصف سنوي وربع سنوي، إضافة للتقرير الجنائي السنوي، وهذا تتجمع فيه احصاءات دقيقة جداً، وهذا هو المؤشر الذي تبنى عليه السياسات الجنائية في السودان والذي تعده المباحث المركزية.
أيضاً من ضمن مهامنا شهادة حسن السير والسلوك، وهي تستخرج للشخص الذي يريد العمل خارج السودان، وشهادة بحث الحالة الجنائية، وهي تعطى للناس الذين يراد تعيينهم في وظائف داخل السودان، فيتم أخذ البصمة من الشخص ويسلِّموه الشهادة.
ومن الأقسام المهمة جداً في السجلات وسائل منع الجريمة تحفظ فيها سجلات المجرمين وبيانات عن كل مجرم من معتادي الإجرام، بصمته وصورته بيانات عن السوابق، ويخرج القسم نشرات لكل السودان ويستقبل نشرات عن أشخاص مفقودين وأموال وسلاح ناري ليقوموا بتعميم النشرة، أيضاً يتعامل من النشرات التي تأتي له من الانتربول لسودانيين مطلوب القبض عليهم ليقوم بتعميمها على أقسام الشرطة ليتم القبض عليهم.
ليس هناك مجالاً للتزوير، فالمهنة محروسة برجال خبرة، القسم فيه رئيس ونائب رئيس، وهناك متخصصون في هذه الأعمال ولا يوجد أحد يستطيع أن يكتب كلاماً غير صحيح، لأن المسألة مرتبطة بمراجعة ومن يخطي يعرف بسهولة، لذلك كان الأداء بمهنية عالية.
1981 ترقيت لرتبة الملازم أول وأنا مستمر في عملي في السجلات جاءت فرصة تدريب لضباط شرطة في القاهرة ليصبحوا فنيي بصمة وفعلاً سافرت وتعلمت كيف يتم فحص البصمة ومقارنتها، وكانت إضافة جيدة بالنسبة لي في مجال عملي.
التيار
يا سيدى اكتب هذه المذكرات فى كتاب وبتفاصيل اكثر , وهى مهمة لمن يريدها , فهى تنقل تجربة طويلة , هذا اذا كان هناك ضباط شرطة يقراؤن الان
حقيقة لدي صديق وزميل دراسة في المرحلة المتوسطة، تخرج من كلية الشرطة كان يعمل في المباحث الجنائية تحت امرة اللواء عابدين، هذا الصديق كثيراً ما كان يحدثني عن روعة هذا الرجل وتفانيه في عمله في المباحث والعمل الشرطي عامة.
كنته دايماً اسأله انت مديرك ده يعني معقول مافي زول في المباحث احسن منو قاعد على رئاسة المباحث قبل ما تتعين وانت حسة داخل على رائد ولسة ما معروف يا عالم حا يطلع منها متين.
يقول هذا الصديق وهو على فكرة يعتبر ايضاً من المبرزين في مجال عمله عن سعادة اللواء، انه افضل ظابط مباحث سوداني وكان بيسمع من الرتب الكبيرة انه اللواء عابدين ممكن يكون خليفة الفريق ابراهيم احمد عبد الكريم، وانه قام بحل كثير من القضايا الغامضة وكان له القدح المعلى في كشف غموض جريمة قتل الدبلوماسي الامريكي قرانفيلد وسائقه السوداني لا اذكر اسمه عباس او عبدالرحمن على ما اظن وذلك في سرعة قبضه على الجناة، وكان نتيجة ذلك انه حصل على دورة عالية من الاف بي اي في امريكا وشهادات تقدير.
وطبعاً هذا الكلام لم يعجب الابالسة، لان هذه الجريمة كان ورائها ما ورائها، لذلك تم نقله بعد فترة لادارة المرور والتي كان معروف عنها الفوضى ليتم احراقه واحراجه فما كان من الرجل الا ان قام باحراج الابالسة مرة اخرى وذلك بأن قام بوضع بصمته مرة اخرى في ادارة المرور التي اصبحت يشار اليها بالبنان في فترة وجيزة. منها منع التحدث بالهاتف النقال اثناء القيادة وربط حزام الامان واهم شئ حارب المرتشين من رجال المرور الخ.
لكن الاهم من ذلك كله يقول صديقي ان الرجل محترم ونزيه وعفيف اليد واللسان ولبق وهادئ الطباع ورياضي من الدرجة الاولى عمل في نادي شمبات في عدة مناصب ادارية
رجل بهذه الصفات والخبرة وهذه الاكاديميات، لو كنت المسؤول في السودان لوضعته وزير للداخلية، لكن الرجل ابعد لانه ليس من الجماعة بالعربي كده يعني مش كوووووووووووووووووووووووز.
داهية تاخدهم كلهم في يوم واحد
التحية والتجله لك اخونا الاكبر عابدين
اللواء عابدين الطاهر رجل دو خلق ولا تمل حديثه إذا جلست معه ..بسيط بساطة أهل شمبات ..
عندما تخرَّجنا كانت مصانع الخمور موجودة في المنطقة الصناعية البيرة والشري، ولديها تراخيص والبارات أيضاً مفتوحة بتراخيص، وكانت البلد تختلف تماماً عن الآن
وهو ما يدل ب ان السودان ومواطنة كان بخير اقتصاديا والانسان فية مرتاح ماليا بالله المرتب كان لا يخلص تشرب تدخل سينما مسرح تلبس من ارقي الماركات والمحلات اوربية امركية ترتاد بيوت الدعارة والمرتب لا يخلص
تعال لدولة المهوسيين
المرتب يخلص قبل استلامة تفشت الدعارة الشوارعية مواعيد خطف ملابس صينية هندية عمره 3شهور تنتهي غلاء سرقة انتحار تجارة بشر رقيق واسبيرات وطئ محارم وما تقولوا الحصار من بلاد الكفار
العهد الذهبي كان في تلك الفترة وكل طبقة اجتماعية نعيش مع طبقنها بكل تلك العلات الجرائم محدوده وفي اماكنها عكس اليوم الببئة مناسبة لتفريخ كل شئ
الله يخرب بيتك ي البشير
ولا ماكدة ي سعادة اللواء
لعلم الجميع ما لم يذكره اللواء اغترابه لقطر بعد ان تعاظمت مسؤلياته الاسريه وهو برتبة عقيد فتامل نزاهت هذا الرجل .المشكله الكيزان لهم حقد دفين مع ابناء المدن والعاصمه بالتحديد .يعني اسي لو كان من الاحجار الكريمه كان طار السما.