عن محمد إبراهيم نقد : مفكراً وسياسياً فذاً وفناناً وإنساناً عظيماً

عن محمد إبراهيم نقد: مفكراً وسياسياً فذاً وفناناً وإنساناً عظيماً
بقلم: د.عبد القادر الرفاعي
الموضوع الذي دفعني لكتابة هذه الرسالة إليك يتصل برحلة استشفاء المناضل محمد إبراهيم نقد، وبالرغم من الألم الذي استولى عليّ، فإني أظن إن الأستاذ نقد سينهض وسيشفى تماماً مثلما وقف في مواجهة أعتى الظروف، ولأنه لم يقف عبر عمره الطويل من معارك الحرية موقف المتفرج، إنني أحد الذين يقفون إجلالاً إزاء جراح هذا الإنسان العظيم وسخائه في التضحية وإسرافه في احتمال العيش في أقسى الظروف ليفسح لشعبنا فك أغلاله. أليس أحمد محمد صالح هو الذي قال:
إن طوقوك فطالما طوقتهم
مننا كباراً في الزمان حسانا
أو قيدوك فقد فككت قيودهم
ووهبتهم حرية وأمانا
وبعد، ورغم كل شيء فالأستاذ نقد مدرك أيضاً أن وطننا جميل بين الأوطان، رجاله الحقيقيون مناضلون وشجعان تعذبوا ولا يزالون وضحوا ولا يزالون ولكنهم في ذات الوقت واثقون بأن أجمل الأحلام في انتظارهم، فما أروع المنى وأجمل المصير.
محمد إبراهيم نقد من بناة هذا الوطن الجميل، ومنخرط عن رضا وطيب خاطر ويتقدم الصفوف ضمن ذلك الرهط من الرجال الشجعان الذين قالوا كلمتهم ووقفوا إزاءها ودفع بعض منهم حياته ثمناً غالياً لها، لإدراكهم إن الكلمة موقف? وأن الإنسان موقف بالضرورة، فسلكوا طريق الخلود حيث عصفت ريح الثورات بالطغاة وعروشهم وبقيت الكلمة.. محمد إبراهيم نقد من أصحاب الكلمة، متحداً في كل واحد خالٍ من الازدواجية المقيتة بين المناضل وسلوكه لهذا، يكفيه فخراً انتمائه الفخور إلى السودان وثباته على أرضه البركانية، رغم الأنواء والمآسي والموت. هناك دروب ومسالك شتى تعبر بنا إلى عالم الأستاذ نقد الفسيح، أليس هو الذي رأى وقبل أكثر من ثلاثة عقود (1977) في الديمقراطية مفتاحاً لحل الأزمة في السودان، وتبعها بضرورة اتحاد قوى المعارضة وإقامة جبهة لإنقاذ الوطن. دفعته رؤيته الثاقبة ، مستنداً على الإيمان العميق بأن الديمقراطية هي وسيلة الشعوب لتحقيق التقدم والتنمية بما لها من قدرة على تحويل التجارب المختلفة إلى سلوك متحضر، وإعلاء شأن المثل العليا وإشاعة روح التسامح والحرية والسلام. أدرك محمد إبراهيم نقد أن شعبنا وبدلاً عن توطيد الديمقراطية في المجتمع قد ظل يكثف نضالاته من أجل استعادتها خلال أكثر من (44) عاماً بعد نيل السودان لاستقلاله عام 1956. شكلت الديمقراطية في فكر الأستاذ نقد ركناً منيعاً فبعثت جهوده في نفوس الناس الإحساس بالقناعة وأقامت جسراً يصل بين ماضي السودانيين وحاضرهم ويصل بين حاضرهم ومستقبلهم كذلك، يقف هذا دليلاً ساطعاً على قدرة هذا المفكر الفذ في إدهاش الناس وفي تحقيق حلمهم الأكبر في الوصول إلى الاستقرار والحرية والعدالة والسلام، بهذا، فقد بثَّ المثقف محمد إبراهيم نقد بنضالاته وفكره اليقين في أذهان أقسام كثيرة من السودانيين، ولا بد من أن يكون قد كللت جهوده تلك في التصدي لمحاولات قتل الأمل والارتفاع إلى متطلبات رفع الوعي السياسي والاجتماعي لدى الناس في بلادنا. إذن محمد إبراهيم نقد نال عن استحقاق لقب (المثقف العضوي) وفقاً لتعريف المفكر الماركسي الإيطالي أنطونيو غرامشي، الذي لم ينفصل عن أماني وتطلعات شعبنا حتى يتحرر من القهرويمضي حثيثاً نحو التغيير والعدالة الاجتماعية، من هنا فلا عجب حين صدر محمد إبراهيم نقد كتابه عن ?الرق في السودان? بأبيات من شعر محمد المكي إبراهيم في ديوانه ?أمتي? :ـــ
من غيرنا لصياغة الدنيا وتجديد الحياة القادمة
بل يفيدنا أن تعود إلى نتاجه الفكري المتمثل في الديمقراطية بمجلة النهج، وكتابه (حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) ثم كتابة عن (مسألة الأرض في السودان) وفي مقترحاته لتجديد برنامج الحزب الشيوعي السوداني، بالإضافة لكتابه عن (التصوف في السودان) مع نظرات فاحصة في حياة الصوفي محي الدين بن عربي (إمام المتصوفين). محمد إبراهيم نقد، كان وما يزال القدوة بتاريخه الناصع والمثل المحتذى، الذي يدفع ببطولته حتى أولئك الذين يقفون من معارك الحرية موقف المتفرج الآمن، فلنؤد الاحترام له، ولنهب هبة رجل واحد للوقوف إلى جانبه حتى يواصل الحياة، وليجد منا ما يستحقه طالما إنه منحنا الأمل والعزم بكفاحه لنتحرر من القيود وليعانق شعبنا الحرية ونور المستقبل.
الميدان
أخ د. عبد القادر ألســـلام عليكم ورحمة الله …
لهجت ملايين القلوب بالدعاء إلى الله أن يشف ِ (محمد إبراهيم نقد ) من الوعكة الصحية التى ألمت به وذلك عقب تسرب الخبر أنه يعانى انسدادًا فى أحد الشرايين.. أدخلته بوعكة صحية ..
وفى غيضِ من فيض .. لهجت القلوب بالدعاء إلى الله أن يشفى أخونا الكبير (محمد) وكل مرضى المسلمين ونردد …
( أللهم رب الناس أذهب ألباس.. أشفه أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك شفاء ً لا يغادر سقماً.. أللهم يا رب العالمين يا حى يا قيوم يا من إذا دُعى أجاب .. وإذا سُـئل أعطى .. سبحانك يا ربنا أللهم إنا نسألك بكل اسمِ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به فى عِلم الغيب عندك أن تشفى وترفع البأس عن أخونا الكبير قدراً ومنزله (محمد ابراهيم) وأن تجعل جميع ما أصابه تكفيراً له من الذنوب ورفعة له فى الدرجات يا حى يا قيوم والحمد لله رب العالمين) …
نأمل ونتأمل أن يعود أخانا (محمد) بكامل صحته وعافيته بعد أن يجتاز العارض الصحى الذي تعرض له فبعودته يعود الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل للوطن بعدما وضعته أدواره فى مصاف رموز البلد وهو فى كل أدوار حياته بدأ منحازاً للطبقة الكادحة والإنسان البسيط .. هكذا حاله فى مشوار حياته …
الجعلى البعدى يومو خنق
من مدينة ودمدنى السُـــــــــــنــــى
عندما القي نقد -شفاه الله- كلمته في الديمقراطية الثالثة تمناه الصحفي البديع الاسلوب حسين خوجلي لحزب الجبهة الاسلامية في كلمة مؤثرة بداها بالقول : لقد اسماه ابوه محمدا . وكان من اشد المعجبين به الصحفي الشهير بشير محمد سعيد الذي اوسع له في عموده الراتب مرات ولم يفعل قط لغيره . وفي افادة للمحامي الكبير غازي سليمان قال انه في بيروت طلب منه بعض الشيوعيين اللبنانيين مرافقتهم لرئيس الحزب اللبناني في مخبأ له لانه يريده لامر هام . وبعد ان عصبوا عينيه ودخلوا به في انفاق وسراديب وجد نفسه امام رئيس الحزب الذي ساله بعد ان ازالوا العصابة : اين محمد ابراهيم نقد وكيف حاله ؟ وعندما طمأنه علي حاله تنفس الصعداء وقال من اعماقه : الحمدلله الحمدلله وانتهت المقابلة ! والسر في ذلك الحمد لرب العالمين ان العزيز عليه وعلينا نقد افلت باعجوبة من طاحونة الموت التي اودت بحياة اغلي الرجال من رفقاء دربه عام 1971لهم الرحمة والمغفرة ولعزيزنا شفاء لايغادر سقما من لدن رب الشفاء والعافية اّمين
نتوسل لله ان يعافى الاستاذ الكبير و الزعيم محمد ابراهيم نقد و يمتعه بالصحة و عاجل الشفاء بقدر ما اعطى لهذا الوطن و شعبه ………………يا رب أشفى نقد………