الى والي القضارف سلام

الى والى القضارف سلام

عمر الشريف بخيت
[email protected]

ظل والى القضارف فى حراك مكوكى بين وزارته لراب الصدع هنا وهناك فى غياب الوزراء السابقين يبحث عن شئ ما يداريه الموظفون ونعلم ان بطونهم تغلى من اشياء وأشياء ولكن يمنعهم الحياء حينا والخوف احيانا فى الدخول الى متاهات تعكر صفو حياتهم العملية وما نسمعه فى البرندات وجلسات الانس يشيب له الولدان وما كل شئ يقال فقد اتاح الاخ الوالى للموظفين فرصة العمر ليتحدثوا ويقولوا عن الوزير والمعتمد والمدير العام فقد كان واضحا لا فاضحا سوى لغة (الراندوك) التى كان يستخدمها بين الفينة والاخرى وفى لحظات تجلى تجعل المجتمعين ينفجرون ضحكا وهى جولات اعتقد انها مطلوبة وتجعل الوالى قريبا من نبض الوزارات وما يدور فى فلكها وليته برمجها بزيارات كل ثلاثة اشهر وان كنت اعيب عليه التسرع فى اتخاذ القرار فوضع القرار على نار هادئة (يسبَكه) ولا ينسحب عليها قول (سيد القشطة كان قال يشوها ، يشوها) رغم انى لست من انصار هذا القول فقد أخطأ عمر و أصابت امرأة ، فوزارة التربية كان نصيبها من القرارات والتوجيهات ما يربو عن العشرين وقد جلست الوزارة لوضع القرارات والتوجيهات موضع التنفيذ ، وفيما تطرق له الاخ الوالى بخصوص الاستشارية ماهى الا كشف تنقلات بين المحليات لتوزيع المعلمين بعدالة وفيها يجتمع مديرو التعليم بكل المحليات ليومين ويعكس كل مدير تعليم فى تقرير موجز الحالة التعليمية بمحليته سلبياتها وايجابياتها وكيفية وضع الحلول لها ولكن للاسف كل التوصيات التى ترفع لا تجد طريقها للتنفيذ لان التعليم ليس من اولويات الدولة وهى تفرد له 1% من الدخل القومى ولاابخس دور الولاية فى اهتمامها والمواطن المغلوب على امره والذى اصبح التعليم واحدا من همومه والمواطن (الفيه مكفيه) أما آن أن نصدر قرار شجاعا ايضا بمجانية التعليم بمرحلة الاساس معضدا للقرار الجمهورى رغم علمى بأن المحليات هى المسئول الاول عنه ولا حول لها ولا قوة فى تحقيق ابسط الامكانيات لشح مواردها ، نعود لكشف التنقلات الذى اصبح يشكل بعبعا سنويا للمعلمين والمعلمات اللائى يشكلن 85% من القوى العاملة ان لم يكن أكثر فكيف اخى الوالى ان نفرق بين المرء وزوجه ؟علما بان السياسة ايضا قد دخلت كشوفات التنقلات وجاءت عبرها مقولة المعلم الساخر( المعانا معانا والما معانا يركب سروج منانا) ففى الجمهورية الثانية نأمل ان نشهد زوال ده مؤتمر وطنى وده حزب امة فأنت مسئول عن الجميع ففى غير المؤتمر الوطنى كوادر خلَص مدفونة لم تجد فرصتها لتسنم مواقع هم جديرون بادارتها
وان جاز لى الحديث عن قرار تحويل امانة الحكومة لمستشفى عيون فاحسب انه قرار جرئ وشجاع ولكنه كان يحتاج لمزيد من التأنى فامانة الحكومة هى واجهة ولايتك وبها تستضيف زوارك وحكومتك العريضة التى كنا نأمل ان تكون رشيقة فاذا بها ترهلت وازدادت كيل بعير فكان يمكن ان يكون مثلا ديوان الزكاة هو مستشفى العيون كامتداد طبيعى للمستشفى التعليمى والعمل على تشييد جميع التخصصات بمنطقة حى الموظفين او الخروج بكل اقسام المستشفى الى غرب المدينة كى تصبح وزارة التربية مثلا للعظام والثروة الحيوانية للجراحة ومكاتب الشرطة للباطنية وهلم جرا ويستفاد من موقع المستشفى الاستراتيجى او العمل على تشييد كل الاقسام بتوسع رأسى بامانة الحكومة فهى تشغل مساحة لايستهان بها يمكن أن تسع كل التخصصات كمستشفى الرباط
والسؤال الذى يطرح نفسه من اين تدير حكومة الولاية شأن ولايتها ؟واى مبنى سيسع الجيش الجرار القادم من معتمدى الرئاسة والمستشارين والذين نأمل ان يكونوا من اصحاب الضمائر الحية الذين يؤثرون على انفسهم وخداما لشعبهم لا عالة عليهم فقدرات الانسان لاحدود لها ولا يوجد صعب أو مستحيل ففى إحدى الجامعات حضر أحد الطلاب محاضرة فى مادة الرياضيات ، وجلس فى آخر القاعة ، ثم لم يلبث أن أدركه النوم فنام فى مكانه .. وفى نهاية المحاضرة إستيقظ على أصوات الطلاب ، ونظر إلى السبورة ، فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين ، فنقلهما بسرعة ، وخرج من القاعة
وعندما عاد إلى بيته ، بدأ يفكر فى حل المسألتين فذهب الى مكتبة كانت المسألتين على درجة عالية من التعقيد والصعوبة كحالنا هذا الجامعة ، وأخذ المراجع اللازمة .. وبعد أربعة أيام إستطاع أن يحل المسألة الاولى فقط ، وهو ناقم على معلمه الذى اعطاهم الواجب الصعب وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة ذهب الطالب إلى أستاذه وأخبره بأنه لم يستطع سوى حل المسألة الأولى فقط ، وأنها إستغرقت منه أربعة ايام كي يصل إلى الحل ، ويرجوه أن يعطيه مهلة إضافية كي يتوصل الى الحل ، تعجب الأستاذ وأخبر تلميذه بأنه لم يعطهم أي واجب ، وأن المسألتين التى كتبهما على السبورة هى أمثلة لمسائل عجز العلم حتى الان عن حلها إن هذه القناعة السلبية جعلت كثير من العلماء لايفكرون حتى فى محاولة حل هذه المسألة .. ولو كان هذا الطالب مستيقظا ، واستمع إلى مدرسه لما تمكن من حل المسألة فعلى وزرائنا ومعتمدينا الجدد الوقوف عند هذه القصة ، فلا مستحيل من اصلاح الحال (المايل) ان صلحت النوايا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..