أخبار السودان

المواطنون: ارتفاع جنوني في الأسعار.. والأقساط تضاعف القيمة الحقيقية للخراف

ندى الحاج
ساعات قلائل ويطل عيد الأضحى المبارك، ولكن الظروف المعيشية التي يمر بها المجتمع ككل جعلت من القيام بسنة الأضحية حلماً يصعب تحقيقه نسبة لارتفاع الأسعار وارتفاع تكاليف شراء الأضحية ومستلزماتها… فكان الحلم الذى يؤرق مضجع كل سوداني وهو يتلظى بنيران الغلاء وحبه في تلبية السنة النبوية… «الإنتباهة» اطلعت على معاناة الكثير من الأسر بعد أن ضاقت بهم الظروف فكانت المحصلة:
شكاوى بطعم العلقم!
اشتكى عدد من مواطنى أم درمان من ارتفاع أسعار الاضاحى، حيث اكدوا أنهم يواجهون شبح الغلاء الذى يصاحب موسم كل عيد أضحية. وأبدوا تذمرهم من عدم التزام التجار بالأسعار المقررة التى تناسب الحالة الاقتصادية للبلاد، وأضاف المواطن محمد أبو آمنة انه رب لأسرتين يكسب رزقه بـ «اليومية» وليست لديه وظيفة وراتب ثابت، وقد جاهد ليحيي السنة ويوفر سعر الأضحية لاسرته إلا انه عجز تماماً نسبة لغلاء اسعار الخراف. وقال«احترنا فى أمرنا والحكومة ما بتحكم السوق»، أما علي عثمان وهو تاجر في بيع الخضار يقول نحن كمواطنين مظلومين ولا منصف لحقوقنا التى أهدرها تجار المواشى، فالكل يبيع على هواه ولا توجد قوانين رادعة وضبط للأسعار من قبل الجهات المختصة وبين انه من خلال عمله فى السوق التمس التلاعب الذى يجري بين بعض التجار في تحديد الأسعار.
مواشي غير مطابقة!
يؤكد التاجر أحمدون ان هناك عيوبا واضحة فى بعض المواشى التى تعرض للبيع وغير مراعية فيها شروط الأضحية، وهى الشروط المعروفة«ان كان الخروف أعرج او أعور ..الخ»، ويتم التعامل معها كسلعة للربح فقط دون مراعاة للجوانب الدينية، وأضاف التلاعب فى الأعلاف واللجوء الى طرق خاطئة لتسمين المواشى أصبح شيئاً مباحاً بين التجار ضعاف النفوس حتى يسهل بيعها بأسعار عالية والضحية هو المواطن البسيط الذى ينخدع بالشكل فقط.
فيما أبان المواطن عبد الرحيم إبراهيم ان الأضحية اصبحت من المستحيلات للاسر البسيطة فى ظل ارتفاع الأسعار، وشكا من عدم تقدير مستوى دخل الفرد وتناسبه مع السلع المعروضة سواء كانت أضاحى أو مواد تموينية. وقال إن الغلاء جعل من الشعائر الدينية هاجساً لا فكاك منه وعلى الجهات الراعية لهذه الأسواق مراعاة الضمير وتحكيم الكتاب فيما يتعلق بالأسعار والمواصفات.
من حقنا!!
في كل أسرة نجد الأطفال هم أكثر الفئات التى تطالب بـ «خروف الضحية» ولسان حالهم يقول من «حقنا نضحي». هذا ما أكدته ربة المنزل نجوى عيد حيث قالت إن الأطفال يمارسون ضغطاً غريباً على أسرهم وهم لا يعلمون أن الظروف المادية حاجز يمنع وصول الأضحية الى منازلهم، وقالت دخل ابني الصغير في نوبة بكاء حادة بعد أن أحضر الجيران خروف الأضحية ولم يتفهم المشكلة التى نعاني منها، فوالده عامل بسيط لا يستطيع توفير ثمن الخروف التي أصبحت حلما لا يستطيع الوصول إليه.
أما الطفل سيف الدين فى العاشرة من عمره قال «الخرفان في الحلة كلها تكورك إلا فى بيتنا وأبوى قال ما عندو حق الخروف ليه هو غالى كده..» سؤال بريء من طفل لا يعلم شيئا من معاناة أسرته فى توفير لقمة العيش ناهيك عن سعر الخروف التى تتجاوز الحد المعقول للأسر الضعيفة.
أسعار خُرافية!
تقول آمنة من سكان منطقة أمبدة ان أسعار الخراف مرتفعة جدا وأن وجد المتوسط منها فهى غير لائقة بتقديمها قرباناً لله عز وجل، فهى هزيلة ومن السنن الدينية ان نقدم الأضاحى فى أحسن صورة وان كان ذلك سيكلف الكثير ولكن جهل التجار بذلك جعل منها سلعة تباع فقط للتباهي لا غير. وقال مواطن آخر منذ ايام وأنا أتجول في أسواق المواشي واسمع أسعار خُرافية الأمر الذى جعلنى أعدل عن تقديم أضحية لهذا العام فدخلي بسيط جدا وإن استطعت شراء الخروف لن أتمكن من توفير مستلزماته، وعن الأسعار أكدت مصادر انها تبدأ من850 جنيها الى 2000 جنيه. ويزيد حسب الحجم وان الإقبال عليها متفاوت ولا توجد نسب محددة لذلك، واضاف تاجر ان وجود تباين في الأسعار جعل البعض ينتظرون هبوطها تدريجياً ليتمكنوا من شرائها.
لا بديل إلا التقسيط!
أكد عدد من الموظفين بالقطاعين الخاص والعام أنه نسبة لارتفاع سعر الأضاحي قد لجأ البعض منهم الى شرائها بالتقسيط من المؤسسات التى يعملون بها مما خفف عنهم عبء توفير أسعارها التى تفوق مراتبات البعض. وقال الموظف بابكر عثمان إن التقسيط مريح حالياً بالرغم من انها تباع بأسعار عالية والسداد مستقبلا يكون خصماً على الكثير من المتسلزمات ولكنه حل مؤقت ولا يوجد بديل إلا التقسيط.
اتهامات… وبارقة أمل!
تناولت الصحف في الأيام الماضية الاتهامات الموجهة إلى وزارة الثروة الحيوانية التى ساعدت بصورة أو أخرى فى ارتفاع الأسعار، وقد قدم هذا الاتهام من قبل شعبة منتجي وتجار الماشية وذلك بتحويل حصتهم في علف المولاص لغيرهم لحسابات شخصية بالاتفاق مع شعبة مصدري اللحوم وأخذ الأعلاف بقيمة 500 لتباع في السوق الأسود، فيما أكدت مصادر عن مقتل عدد من تجار المواشي على يد متفلتين الذين يشكلون خطرا حقيقياً لحركة المواشي بين الولايات، مما اثر سلباً على تجار المواشي الذين يعانون من خسائر قد تصل الى 40%. فيما أبان مصدر أن هنالك توقعات بانخفاض أسعار المواشى فى الأيام المقبلة نسبة لخفض السعودية للصادر من 3 ملايين رأس إلى 400 ألف، وأن هنالك زيادة في الصادر من قبل الولايات الغربية.

الانتباهة

تعليق واحد

  1. البيع بالتقسيط مع زيادة في الثمن ( المقصود هنا ثمن البيع نقدا “اي كاش داون ” اجازه بعض العلماء و حرمه البعض الاخر .

    و ممن افتى بحرمته الشيخ ناصر الالباني رحمه الله حيث اعتبره بدعة عملية لم يعرفها المسلمون في القرون الماضيةقبل الاستعمار وإنما هو من الأمور التي وفدت إليهم من الكفار الذين كانوا من قبل يحتلون بلادهم ويستعمرونها ويحكمونها بقوانينهم .الكافرةو اعتبره نعطيلا لفضيلة القرض الحسن الذي أصبح في معاملات المسلمين اسما بدون جسم .و يذكر الاباني ان ما عرف في الفقه الاسلامي هو البيع الى اجل اي ان يدفع المبلغ المؤجل دفعة واحدة و ليس مقسطا

    واذا نظرنا الى الامر اقتصاديا نجد ان البيع بالتقسيط خصوصا في الكماليات و ما يتعلق بالزينة يحول المجتمعات الى مجتمعات استعلاكية و يكبل كثيرا من البسطاء بالديون الثقيلة و يدخلهم في دوامةمن تسديد الاقساط لا يمكن الخروج منها.
    كما انه اي البيع بالتقسيط يمتهنه البعض كنوع من انواع البطالة المقنعة و لا سيما عندما يكون الفرق بين البيع النقدي و المقسط نسبة معتبرة (كبيرة)

  2. عندما بدأت أسعار اللحوم في الزيادة طالب بررت الحكومة ذلك بجشع التجار وعلى الناس مقاطعة اللحمة – ولما جاء عيد الضحية شرعت الحكومة وما يسمونهم بعلماء الدين الإستدانة لشراء الأضحية.

    “دين أبوهم إسمو أيه”

    http://www.youtube.com/watch?v=JtRhG5jWXoM

  3. نفذو شعار الغالى مترووووووووووك. أصبحت بعض الشعائر الدينية للمقتدرين فقط.الخروف المعقول بى 1200 والحج غير الفاخر بى 15000 والفاخر بى 22000 أقل حاجة واساسا الناس ما عندها قروش عشان تذكى لان المواهى ملاليم واصحاب المهن الخاصة ليس لديهم ما يسدون به متطلبات الحكومة السعرانة من ضرايب و اتاوات و رخص ووووو. هل تتسبب الأحوال الإفتصادية وسوء تخطيط الحكومة فى تخطى الناس مجبرون للشعائر الدينية مما يودى الى اندثارها واحالتها الى خبر كان ؟؟؟؟ ارى عصيانا غير معلن فى مدنى وكوستى من شراء الأضاحى.أفتونا ياايها المستنيرون، وبهولاء لا أقصد الجبهجية او الكيزان او ناس الموتمر الوطنى لأنهم بالطبع ابعد لناس عن الإستنارة وهم سبب المصائب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..