العُمانيات يستقبلن عيد الأضحى بنقوش الحناء

تشهد مراكز التجميل في سلطنة عمان إقبالا متزايدا من النساء والفتيات لنقش الحناء استعدادا للاحتفال بعيد الأضحى، كأحد الطقوس المتعارف عليها في المناطق الحضرية والريفية من السلطنة على حد سواء.
وتشير خبيرة التجميل هالة سعودي إلى أن الحناء تمثل بالنسبة للعمانيات “إحدى أدوات الزينة والجمال التي تعبّر عن ارتباطهن ببيئتهن العربية وطقوسها المتوارثة عبر الأجيال”.
ولفتت للشرفة إلى أن هذه العادة تلقى رواجا بين النساء العمانيات من الأعمار كافة.
وأضافت: “أصبح للحناء مصممون يعكفون على ابتكار الرسومات الجديدة بما يتوافق مع المناسبة، كحفلات الزواج والأعياد وحفلات التخرج من الجامعة وغيرها”.
وذكرت أن الإقبال على نقش الحناء يتزايد خلال أيام العيد، ولذلك يتم تخصيص جزء من المركز لتلبية الطلب المتزايد على هذه الخدمة “قبل العيد بفترة وحتى خلال أيام العيد”.
وتابعت: “تأتي الكثيرات إلينا ومعهن تصميم خاص ترغبن بنقشه، ربما تكن قد حصلن عليه من البحث على الانترنت أو من مجلات متخصصة في الموضة والجمال أو حتى قمن بتصويره من على يد أو رجل إحدى قريباتهن أو زميلاتهن”.
وأشارت إلى أنه في السابق كان النقش يتم باستخدام كيس من البلاستك لرسم التصاميم على الجلد.
“لكن الأمر الآن تطور وأصبحت هناك أقلام خاصة بهذا النوع من الرسم والنقش [على الجلد]، بالإضافة إلى وجود تصاميم ورقية يتم ملئ الفراغات الموجودة بها ليخرج الشكل المطلوب بكل حرفية ودقة”، حسب ما تضيف.
وتؤكد أن “الإقبال يتزايد أيضا في العيد نتيجة تزايد حفلات الزواج، وقد تأتي عائلة بأكلمها لتشارك العروس رسوم ونقوش الحناء الجديدة”.
وتتفاوت أسعار النقش حسب المنطقة وصالون التجميل، لكنها تتراوح بين ثلاثة و10 ريالات عمانية (8 إلى 26 دولار أميركي).
تراث غني
وفي السياق نفسه، قالت الدكتور سعيدة المحمودي أستاذ العلوم الإجتماعية إن نقش الحناء بات يشكل إحدى مظاهر “الوجاهة الإجتماعية” وقد تزايد الطلب عليه.
وأضافت: “تفوقت الكثيرات من النساء في السطنة في هذا المجال وأبدعن في ابتكار تصاميم مستوحاة من البيئة العمانية ومفرداتها التراثية والثقافية وخطوطها المرزكشة”.
ونقلت بعض الفتيات رسوما من حضارات أخرى مثل الحضارة المغربية والحضارة المصرية القديمة في جنوب مصر وبعض مناطق السودان، وظهرت الحناء السوداء إلى جانب الحناء بلونها التقليدي البُني الغامق والفاتح، وفق ما أوضحت المحمودي.
ومعرفة العرب بالحناء ليست بجديدة وفقا لما قالة للشرفة محمد على العوض الباحث في الفولكلور والتراث الإنساني.
وأوضح العوض أن “أبلغ دليل على ذلك أشعارهم القديمة التي صوّروا فيها الفتاة العربية وهي تلون أناملها باللون البني المائل إلى الإحمرار الناتج عن الحناء. لذا فإن عشق المرأة العربية للحناء بوصفها إحدى مظاهر الزينة قديم ونابع من بيئة ومجتمع يراها كشكل من أشكال الإلهام والجمال”.
وأضاف: “في سياق التطور الطبيعي، سعت المرأة العربية إلى إدخال الحناء في أنواع المكياج الحديث والترويج له عبر اختراع أشكال عديدة من نقوشها”.
وختم قائلا: “لم تعد الحناء تقتصر على الأنامل كما في السابق، بل أصبحت تظهر في شكل رسومات غاية في الإبداع مثل الأزهار والخطوط الهندسية المتعرجة وغيرها من الأشكال التي باتت تزين باطن الكف وظاهره، وكان للأرجل نصيب من هذه الحناء”.
الشرفة