الثائر (علي محمود حسنين) في الدوحة

خواطر صحفي في المنفى (1)

خضرعطا المنان
[email protected]

الثائر (علي محمود حسنين) في الدوحة:

لقد كان لي شرف أن أكون – برفقة مولانا الختمي الأصيل أحمد محجوب الخليفة – أول من يلتقيه ويعانقه وهو خارج من صالة الوصول بمطار الدوحة الدولي قادما من (القاهرة) استجابة لدعوة من (قناة الجزيرة) للمشاركة في برنامجها ( الاتجاه المعاكس) والغريب في الأمر أن مندوب العلاقات العامة التابع لهذه القناة (معروفة التوجه والسياسات ) والذي كان من المفترض أن يكون في انتظاره لأخذه للفندق لم يكن هناك وهذا ماأثار استغرابي شخصيا .. وبدلا عنه – ونحن نتجاذب معه أطراف الحديث – فجأة ظهر أحد السودانيين من مجهولي الهوية اسمه ( طاموس ) أو ( طاطوس ) لا أدري .. وقد ظننته المندوب المعني فاذا به يعرف نفسه بأنه ( منسق زيارة الأستاذ) كما قال .. وعلمت لاحقا أن لا علاقة للرجل بقناة الجزيرة وانما (فاعل خير !!!) ولا أدري ماعلاقة (الخير) بهذه القناة التي ظلت تتجاهل أحداثا جساما ماجت وتموج بها الساحة السودانية (ململة ومظاهرات واعتقالات واغلاق صحف ومناصير…الخ ) .. ثم فجأة اتصلت بهذا الرجل المسكون – ربما أكثرمنا – بحب الوطن وهمومه رغم معرفتها بما يمثله وما يمكن أن يقوله في برنامجها ذي الطابع التهريجي الشهير .

عموما اتصل هاتفيا ( فاعل الخير) بأحدهم قال انه من (قناة الجزيرة) ثم أخذ الأستاذ المناضل ونحن نتبعه بسيارتنا ولا ندري أي فندق يقصد ولا موقعه حيث أن ( فاعل الخير) لم يوضح لنا هذا الأمر .

وصلنا الفندق وانخرط ( فاعل الخير) الذي أحارنا بتصرفاته تلك في اجراءات اقامة الاستاذ في الفندق بعد أن تسلم منه جواز سفره ثم تركناهما معا على أمل اللقاء مرة أخرى واعطائه الفرصة لأخذ قسط من الراحة والتحضير للبرنامج المعني .
ث
م علمت لاحقا أن مندوب الجزيرة اعتذر عن طريق ( مندوبه فاعل الخير) بأن تغييرا كان قد طرأ على ميعاد وصول الطائرة من القاهرة .. وهو عذر أضحكني كثيرا اذ كيف لمندوب لاستقبال ضيف كبير ألا يتابع تفاصيل الرحلة وتوقيتها بدقة وحرص ولكنها (قناة الجزيرة) على كل حال !!.. وقد قبل الاستاذ بصدر رحب وطيب خاطر وببساطته وابتسامته و( سودانيته المعروفة) ذلك العذر دون أن يجادل أو يتفوه بكلمة في حين كنت أنا أغلي غضبا بداخلي ولكني بالطبع لا أسمح لنفسي بالدخول في ما لا يعنيني .

هكذا انتهت قصة الوصول والطائرة و( التأخير!!!) والمندوب/ البديل /المتبرع/ فاع الخير ( طاطوس ).. وهو – كما بدا لنا – من تلك النوعية ( اللبطية!!) من السودانيين وقد صادفنا كثيرا منها خلال ترحالنا في هذا العالم الفسيح شرقا وغربا .

وسنعود لاحقا – بمشيئة الله تعالى – لتكملة بقية فصول قصة الرجل الذي شغل الرأي العام السوداني وحكومته غير الشرعية .. والتحدث عن كيف قضى معنا أيامه الستة في العاصمة القطرية ( الدوحة ) جعلتنا قريبين من الرجل فكرا وتوجها ورؤية وطموحات .. ثم ندلف بعدها للحديث عن ندوته الفريدة والمحضورة نوعا وكما والتي أكرمنا بها أخوتنا الأفاضل في (رابطة القانونيين السودانيين في قطر) ..وقد كانت بحق ضربة معلم من هذه الرابطة التي ظلت تدور حول نفسها وتغرق في محليتها في كثير من أنشطتها السابقة دون أن تقفز مثل هذه القفزة النوعية التي زادت من قدرها في نظرنا .

فالتحية لهذه الرابطة وأعضائها الكرام الذين منحونا فرصة نادرة في التنفس بحرية ونحن في المنفى بعيدا عن وطن إستباحته عصابة الانقاذ وحرمتنا منه سنوات وسنوات .. ولكن تظل الإنحناءة والتجلة – أولا وأخيرا – لأستاذنا الرمز( على محمود حسنين)وهو يخوض- في شموخ وإباء- معركة العزة والشرف واسترداد الحرية والكرامة لبلد مغيب شعبه عن أروقة القراروتحديد المصير .

وأخيرا :

متلفح أشواقي متلهف
عيوني حزينة محتـــــارة
تفتش وين دروب بلدي
وشايلة أشواقا تـــــــذكارا
يا مطلع الزمن الحنين
يا وجع قلبي الحزين
يا رنين وهج البشـــارة
قلبي مشتاق لى لماك
ويحلم يوم يحضنو ثراك
وزايدة رويحتي اصـــرارا .

تعليق واحد

  1. التحية لك أستاذ خضر ولإستاذنا الفاضل علي محمود حسنين صلب العود رجل المباديء والتواضع الجم .
    الرجل حامل رسالة لم تفلح في إلجامه أو إغرائه الإنقاذ بالمال أو المنصب .
    سيظل علي محمود حسنين حاملاً للراية كالهندي ولن يتزحزح حتى تسقط الإنقاذ ..
    أكرر التحية له وأتمنى له موفور الصحة والعافية ..

  2. الاستاذ خضر عطامنان لكل التحية ولكل الطيور المنفية خارج الوطن الكان مليون ميل مربع معليش اسمحى اقول ليك الموضوع غير مرتب فمثلا من عنوان المقال تظل امن الوهلة الاولى ان محور المقال د على محمود حسنين ولكن نقلتنا مباشرة للختمى الاصيل (ماعارفة الاصيل دى كيف مغ الاتحادى الاصل بقيادة زعيم الختمية) وفجاء مشيت لينا لطاطوس وبرضو فجاء رجعتنا لصاحب العنوان وبعد المعاناة الطويل دى ولاول مرة منذ متابعتى لكتاباتك لم افهم شئ من المقال الله يرد غربتك وتعود لينا بالسلامة فالوطن فى حاجة لكم

  3. يا بت الخرطوم

    انهم كذلك اضاعونا و اضاعوا السودان بسبب الكتابات المبهمة و الغير مرتبة

    شكرا للدوحة لان مطارها استقبل الختمى الاصيل – المعارض و كنن ضيفا على فنادقها

    و هكذا الدوحة تسع المشير و المعارض والكاتب !!!

  4. الأستاذ منان
    تحية طيبة
    حقيقةً لو أُعلِمنا بندوة القانونيين لحظينا بحضورها،، أستاذنا حسنيين هو من تقطع الفيافي لملاقاته ورفع المعنويات بصموده حفظه الله وإياكم ذخراً للبلاد.

  5. التحية لهذا المناضل الشرس الواضح والمرتب الأفكار والمتواضع وكانت فرصه طيبة أن التقيناكم أستاذنا أنت غيرك ممن نقرأ لهم والتحية لرابطة القانونيين.. حسنين عملاق نأمل أن تنجح مساعيه لرفعة السودان من وهدته.. والسلام لك يا أستاذ ياكبير فمايجمعك مع علي محمود هو الوضوح والصدوح بالفكرة..

  6. يا أخوانا أنتو عنصريين كده ليه .. يعني تذكرت الململة والمناصير والظاهرات الحاصلة في السودان وعايز قناة الجزيرة تلتفت ليها وتتكلم عنها .. لكن النوبة البنضربوا يوماتي بالطيارات في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق أصلاً ما إتذكرتهم أو ما شايفه شي ملفت مع أنو ده حرب يموتوا فيها السودانيين كل يوم .. ولو فتحتوا أي قناه أو موقع على الأنترنت تشوف العالم كلو بيتكلم عنها .. عيبكم أنكم ما شايفين في السودان غير أجناس معينة وأولاد عمهم المناصير وكأنه السودان ما فيهو غيرهم مع أن شرايينهم تزخز بالدب النوبي أو النوباوي إن شئت .. وكذا عندما يكون الكلام عن التاريخ والحرب والراحة والتعب والمجاعة .. حقو تخلوا العقد ديه وشوفوا مما يتكون السودان ..

  7. التحية الى الاخ خضر واستاذى الشقيق الرفيع المناضل على محمود من ارض المك النمر شندى والتحيةالخاصة الىصاحب القلم الطاهر واالاشقاء خارج الوطن كلهم بدون فرز سائلين الله ان يجمعنا فى ربوع ووطننا الحبيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..