في سيرة تمساح العشاري الداقي سيستم

الخرطوم – خالدة ود المدني
تملأ الزغاريد الدار، بقدوم مولود ذكر، ويغنون له (يا مقنع الحوبات، ويا شيال التقيل)، ويصفونه حتى بالتمساح الذي تقشعر الأبدان لذكره (يا تمساح العشاري)، معانٍ تشير إلى الشجاعة والحماسة وتتبأ بمستقبل باهر للمولود (الذكر).
في المقابل يقل الترحاب بقدوم الأنثى، وفقاً للمفاهيم السائدة التي تظلم المرأة، لكنها كادت أن تقود زمام الأمور في هذا الزمان كما تقول المهندسة “نازك عبد الحليم”، وتصيف: لا أعتقد أن دور الرجل في الأسرة أساسي فتترك له كل المهام، فالمرأة تقدمت في كل المنابر وتقلدت أرفع المناصب وصعدت كالصاروخ في شتى المجالات، فأين الفرق؟
ومضت “نازك” قائلة: أنا أتحمل كل مسؤولياتي والعبء دور الآخر عندما يستدعي الأمر، ولا أجد صعوبة في ذلك، يجب علينا تغيير تلك المفاهيم البالية، فإذا خطط الفرد لمستقبلة جيداً بمقدوره أن يحق ما يصبو إليه.
()
في سياق مختلف تقول الحاجة “بتول عثمان”، دا كلام ساي المرا كان فاس ما بتقطع الراس، والراجل مكانو ما بنسدا، و يتمته بقوة تحمل على عكس المرا، واستطردت: زمان المرا تخدم في بيتها, وعليها بزينتها وتهتم بزوجها وأولادها، ما عليها بأية مسؤولية تخص المصاريف، هو المسؤول من الكبريت حتى جوال الدقيق، حياتنا كانت منظمة وبسيطة، لكن الزمن دا زي ما بقولوا الناس فيهو تطورات، بقوا يكتروا في العفش ويلبسوا الحيط وحاجات ما عندها داعي، والعجب السراميك والكسير، وأردفت ساخرة: قالوا مصانع السراميك بتاعت دكاترة العظام! وختمت: علينا أن نرتك البوبار جانباً ونهتم بالأولويات ونربي أولادنا القيم السمحة وما نخليهم يقلدوا ناس التلفزيون والبشوفوا في الشارع، زي بريم الشعر ولبس الغويشات.
()
من جهتها علقت الأستاذة أمل راضي قائلة: هذه السلوكيات لا تشبه أولادنا، فمثلا يلبسون التيسيرتات الستاتية والاكسسورات الملونة، وخصل الشعر، وتساءلت: ما هذا النوع من التقليد؟ أهو نقصٌ في شخصياتهم أم محاولة للفت الأنظار؟ وأردفت: يجب منع هذه الظواهر من المؤسسات التعليمية بالتوجية الصحيح للأبناء من صغرهم.
()
ولأنه لن تكف عجلة الحياة عن الدروان فإنها تأتي بكل ما هو جديد من موضة وخلافها، هنا يقول الطالب “كريم محمد” إنه لا يرى غرابة في اتباع الشباب للموضة، فلماذا كل الهجوم؟ الكل يعيش زمانه، فقبل عقود كانت لآبائنا موضات كالخُنفس، فنحن لا نقلد الجنس الآخر، ولا نتشبه بهن، لكن المواكبة تفرض علينا كل جديد، ولا حرج في اتباع الموضة بل العكس نعتبرها نوع من التجديد، وأضاف: يا عمك الحياة دي يعشوها كم مرة، خلونا نعيش شبابنا من غير تنظيرات.
()
كانت تقف بجانبي، التمست في عينيها تساؤلاً، فدنوت من (ست البنات النور)، فإذا بها تهمس لي قائلة: والله شباب آخر زمن ما عايزين يسألوهم، شوف دا مبرم شعرو ومرصرص ختمو، وبدون خجلة يتكلم.
صديقته ” آمنة الزبير” التي كانت مستغرقة في الضحك قالت: كنا في إحدى المستشفيات وأنا مرافقة لوالدتي، وكنت لا أعرف عن موضة السيستم أبداً وفي العنبر تعرفنا على امرأة ترافق ابنها المريض (9 سنوات)، توفي الطفل إلى رحمة مولاه، وأثناء تلك اللحظة الحرجة جاء الابن الأكبر وتزعزع قلبه، وكان يرتدي ما عرفت أخيراً بأنه (سيستم)، بينما كان يتجول هنا وهناك أشفقت عليه وظننت أنه لم يستوعب الموقف فأخذته إلى جنب، وبدأت أنصحه: دا أمر ونفِّذ، شد حيلك، وكدي ارفع بنطلونك دا واستر جنازة اخوك، فإذا باختي الصغرى تشدني من ثوبي وتقول لي، لكن بالغتي يا آمنة دا اسمو سيستم احرجتي الولد.
اليوم التالي
اتكى على الجمر
منتظرا قدومه
وعيت لحظنا
والمخاض يصرخ
اين الرجال لهذه
المدنيه؟
كلهم دفنوا
مع جدى الاول
كانت الاجابه
مكتوبه على حائط
المبكى القديم
شهداء كررى
فهمت حينها ان
المدينه تنتظر
المسيح!!!!!
اتكى على الجمر
منتظرا قدومه
وعيت لحظنا
والمخاض يصرخ
اين الرجال لهذه
المدنيه؟
كلهم دفنوا
مع جدى الاول
كانت الاجابه
مكتوبه على حائط
المبكى القديم
شهداء كررى
فهمت حينها ان
المدينه تنتظرالمسيح!!!!!
نهاية