أخبار السودان

زيارة البشير إلي القاهرة محاولة يائسة للفرارمن قمقم الحصار

عمر موسي عمر – المحامي

الرؤيا الشاملة للكثير من المحللين السياسيين والخبراء أن زيارة البشير للقاهرة والمقرر لها الثامن عشر من هذا الشهر هي زيارة بلا معني أو أهداف إستراتيجية وسياسية بالنسبة للبشير علي الأقل وأن هذه الزيارة قد وضعت أجندتها سلفاً من جانب الرئيس المصري وهي ملفات في إنتظار البشير للتنفيذ ومن وجه نظر الرئيس السوداني لا تعدو هذه الزيارة من كونها طائرة اخري يضع فيها البشير اقدامه ليثبت لنفسه وليس غيره أنه الرئيس الوحيد الذي يتحدي قرارات المجتمع الدولي المتمثلة في مذكرة القبض عليه ويعلم البشير في قرارة نفسه أن بطولاته تلك (أسماءُ مملكةٍ في غير موضعهَا كهرٍ يحاكي إنتفاخاً صولة الأسدِ) لأنه لا يطأ بأقدامه سلم الطائرة حتي تصله الضمانات من الجهة الأخري أنه لن يتم تسليمه علي وجه السرعة لمقصلة لاهاي وهذه فرضية معروفة للجميع ولدي علم الكافة .

والزيارة المرتقبة والتي يروج لها إعلام النظام كونها تمثل دلائل عودة للعلاقات المصرية السودانية إلي طبيعتها وتنفيذاً لإتفاقيات (الحريات الأربعة) المبرمة بين البلدين لا تمثل في طبيعتها علي أسوأ التقديرات غير محاولات يائسة للنظام للخروج من (قمقم) الحصار الدولي وإتخاذ الحكومة المصرية معبراً لتجسير علاقات النظام مع عالمه العربي بعد المواقف المخزية التي وقفها النظام من خلال إنتقاده وفي مظاهرات علنية ترفع شعارات (رابعة) لثورة 30/6/2013م المصرية والتي أطاحت بنظام (مرسي) الإخواني في شمال الوادي وقد حاول النظام يائساً التنصل عنها بالإدعاء أنهم من شباب الحركة الإسلامية ثم دعمه للحركات الإسلامية المسلحة في ليبيا ومحاولات تهريب الأسلحة والعناصر المسلحة عبر حدوده الشمالية لإثارة البلابل في محافظات الدولة المصرية وأزمة منصات الصواريخ (الإيرانية) التي اثارها وزير خارجية النظام وآثارت حفيظة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والمحاولة الفاشلة لإغتيال الرئيس المصري في التسعينيات من القرن الماضي ما يدعو للتعجب والإستغراب أن هذا النظام الفاشل تبين التقارير الدولية أنه في مصاف الدول الأكثر فشلاً وفساداً في العالم وتعاني بلاده من الإضطرابات الأمنية والحروب الداخلية ويصر علي توظيف جهوده في تصدير الأزمات والقلاقل إلي دول الجوار بدلاً من بذل تلك الجهود لتجاوز أزماته الداخلية ومحنته وأزمات سيتساته الخارجية .

إذاً زيارة القاهرة جهداً فارغ المضمون والهدف وأجندة واضحة المعالم وثمناً باهظاً يدفعه البشير خصماً من (ضيعته ) الخاصة والتي عنوانها (السودان) وأهم تلك الأجندة مقايضة مثلث (حلايب) والتخلي عنه نهائياً ووقف الجهود المعتوهة للنظام لتصدير الأزمات خارجياً مقابل توسط الحكومة المصرية التي تتمتع بعلاقات طيبة مع الدول العربية لإزالة الجفوة والقطيعة مع المملكة العربية السعودية علي وجه الخصوص ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً والتي يعاني منها النظام نفسياً ومالياً بحسبان انها دولة متسولة غير منتجة وتعاني الفقر والجفاف من إنقطاع المنح المالية والقروض التي كانت تضخ في شريانها الإقتصادي من الدول الخليجية .

والواقع الذي لا يحتاج إلي ذكاء هو أن الرئيس البشير يغادر إلي القاهرة ليقابل الرئيس السيسي (جلاد ) الإخوان الذي يحاكم نظامه الآن كل رموز الإخوان في مصر وعلي رأس القائمة مرشدهم العام (أحمد بديع) وهو الرئيس الذي أصدرت دولته قانوناً يعتبر (جماعة الإخوان) جماعة إرهابية وحظر كل أنشطتها السياسية والإجتماعية بالبلاد ومحاكمة المنتسبين إليها وهو الرئيس الذي تحتفظ أجهزته المخابراتية بكل الأنشطة الإرهابية التي مارسها النظام في الخرطوم ضد الدولة المصرية ونتج عن تلك الأنشطة إغتيال مواطنين مصريين ابرياء كما أن الرئيس السيسي يعي تماماُ أن العلاقات السعودية السودانية لن تعود إلي سابق عهدها حتي يري البشير بعينه اليسري (حلمة أذنه) اليمني وان عودة العلاقات لطبيعتها يعني تخلي خادم الحرمين الشريفين عن المرسوم الملكي الذي اصدره ( الجمعة، ٧ مارس ٢٠١٤) (٢٣:٠٠ – بتوقيت غرينتش) والذي أعلنت فيه المملكة العربية السعودية بقرار صادر من ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بأن جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابيا وشمل القرار منع جميع أعضائها من دخول البلاد سواء للعمل أو لأداء المناسك الدينية بالحج والعمرة وسوف يتم القبض على جميع أعضائها من داخل المملكة بعد الإخطار بشكل رسمى يصدر من جامعة الدول العربية أمتثالاً لأتفاقية حظر الإرهاب لسنة 1998م بين الدول العربيه وجاء هذا القرار الصادم لجماعة الأخوان المسلمين وقياداتهم ومنهم من هم بالمملكة العربية السعودية ومن هم بخارج المملكة بالدول الأخرى.

وواقع الحال أن العلاقات السودانية السعودية تعترضها معادلة بسيطة لا تستعصي علي الفهم أو الإدراك فالسعودية أصدرت قراراً يعتبر (جماعة الإخوان) وتنظيمات أخري جماعة إرهابية ونظام الخرطوم (نظام إخواني) إذاً البشير رئيساً لدولة إرهابية هكذا بمرجعية نصوص المرسوم الملكي ولن يقبل خادم الحرمين الشريفين تعطيل بعضاً من نصوص مرسومه الملكي للترحيب بالبشير ونظامه في السعودية والحال كذلك لا تبدوا هذه الزيارة إلا إستهلاكاً سياسياً و(تشتيتا) للكرة حتي موعد الإنتخابات القادمة (أبريل 2015م) وحتي ذلك الحين يتوقع قيام النظام بالعديد من هذه (الحركات) لتحدي الواقع الذي يشير إلي زوال (مملكة الكيزان في السودان ) وعلي الرئيس البشير ووزير خارجيته وقبل موعد الزيارة التأكد أن ضمانات السيسي لعودة البشير سالماً لبلاده علي ضوء تلك المعطيات قد شملت المحامين والناشطين السياسيين والحقوقيين والمحاكم المصرية بحكم إستقلالها الكامل عن الإرادة السياسية .

عمر موسي عمر – المحامي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. البشير عاد من الحج مهيض الجناح مكسور الخاطر معزول إقليميا وعالميا ومحطم نفسيا زاد من ذلك ضغوط رهيبة أثر مثول الرئيس الكينى أمام المحكمة الجنائية الدولية رافضا رهن دولته وشعبه لإرادة الخارج،، إذا في هذه الأجواء يزور البشير مصر في زيارة ليست لها أى معنى وربما يظن أن المصريين سيتوسطون لديه عند العرب لمساعدة إقتصاده المنهار والمقاطع إضافة إلى أى محاولة قد تقوم بها مصر لمساعدته في مسألة المحكمة الجنائية وهو لا يدرى أن مصر قد صارت عبدالمعين في المثل السودانى،، لكن الزيارة مهمة للمصريين عديمى الأخلاق من أجل إستغلال ضعفه وقلة حيلته وإبتزازه لتمرير مسائل عالقة ضد رغبة الشعب السودانى أولها الاعتراف بحلايب كأرض مصرية ثم الضغط على أثيوبيا لخفض سعة خزان النهضة إلى 14 مليار متر مكعب،، إن البشير في ضعفه وحيرته هذا سوف يقبل ذلك فالرجل وقع بيديه إنفصال الجنوب وسكت عن الفشقة فما الذى يضيره لفصل حلايب أما بالنسبة لسد النهضة فالأثيوبيين رجال وسوف لن يرضخوا للضغوط المصرية أو أى شأن كان،، وبالرغم من ذلك فقد بدرت إشارات ودية من السودان ولكنها كارثية نحو مصر مثل رفض السودان لتوقيع وثيقة عنتيبى وتصريح وزير الموارد المائية والكهرباء بأن السودان يتمتع ب 14 ترليون متر مكعب من المياه في إشارة ضمنية على إمكانية تنازل السودان لمصر عن نصيبه من المياه.

    خلاصة الموضوع إن على الشعب السودانى مراقبة نتائج هذه الزيارة جيدا ورفض أى إتفاقية قد يوافق عليها البشير للتنازل عن حلايب أو محاولة التلاعب بمياه النيل أو حتى إتخاذ أى خطوة من شأنها التأثير على مشروع سد النهضة،، كما إن على المصريين أن يعلموا جيدا أن أى محاولة لإبتزاز البشير سيقابله الشعب السودانى بما يستحق من رفض وإلغاء فور سقوط البشير ونظامه الكارثى.

  2. هذه الزيارة متعلقة لمقابلت الامام الصادق المهدي وذلك للتخلي عن التحركات التي قام بها السيد الامام والتي اربكت خطط الكيزان ونحن نناشد السيد الامام ان يلتزم التزاما قويا بما قطعه على نفسه بان لا يتنازل ابدا الا بتفكيك حكومة الكيزان ونحن نحزر بشده ان يرجع الامام في كﻻمه ونحن نحزر الامام من التخلي عن اتفاقه مع اعﻻن باريس مع الجبهة الثورية و نناشد السيد الامام ان يكون حزرا من الكيزان فهم منافقين قدارين ….

  3. يا أستاذ المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر اسمه محمد بديع عبد المجيد محمد سامي من مواليد 7 أغسطس 1943م وليس أحمد بدبع. لذا نرجو توخي الدقة حتى نستطيع أن نثق في هذا التحليل المهبب الذي أوردته.

  4. اتق الله منذ متى كانت المحاكم المصرية مستقلة عن الارادة السياسية!!! تحليل فطير جدا من الكاتب

  5. كلهم خرا فی خرا
    الخلیج و اشياعهم
    اين هم من ايران التي اثبتت ان القوه هي اللغه الوحيده المفهومه جيدا

  6. اجزم لكم ان الرئيس البشير( اسد افريقيا )لن يناقش احتلال حلايب اطلاقا . وسيسمع ما لا يرضيه بوقف التدخل فورا فى ليبيا وامداد اخوانها بالسلاح .. وكذا وقف شحنات صواريخ الكرتون التى تنتجها مصانع محليه فى السودان لدعم حماس .وكذلك وقف ايواء الاخوان المسلمين المصريين الارهابيين .
    وعلى هامش الزيارة ربما يزور الرئيس الدائم الصادق المهدى ويسلمه شيك المشاركة فى انتخابات فوزه القادم بولاية عاشرة حتى يصبح للفوز الدائم طبعا طعما ..وبحسب قيمة الشيك يمكن التكهن بعودة المهدى مع البشير فى الطائرة الرئاسيه الفخمه ..والبشير جلدنا وما بنجر فيهو الشووووووك .

  7. التأكد أن ضمانات السيسي لعودة البشير سالماً لبلاده علي ضوء تلك المعطيات قد شملت المحامين والناشطين السياسيين والحقوقيين والمحاكم المصرية بحكم إستقلالها الكامل عن الإرادة السياسية .

    هل أنت متأكد من أن المحاكم المصرية مستقلة عن الارادة السياسية ؟!!!. أين الحكم الديمقراطي الذي يضمن استقلالية القضاء؟!! .

  8. المشير عبد الفتاح السيسي رئيس مصر اقتلع شأفة الكيزان بشكل نهائي وللابد من مصر وبدد كل احلامهم التى ظلوا يحلمون بها طوال تمانين عاما لحكم مصر بسبب نصيحتكم للرئيس المطرود لخيانته العظمى محمد مرسي عيسى العياط عندما جائكم في الخرطوم ليستفيد من خبراتكم في التمكين فكانت نصيحتكم من ضمن اسباب اخرى هى القشه التى قصمت ظهر اولاد الشواطين في مصر.

    المشير عبد الفتاح السيسي الذى يعشقه كل المصريين وملايين السودانيين رغم انف المتنطعين والذين سيكيلون لي السباب لفوبيا يعانون منها كان لسنين عددا رئيسا لاقوى اجهزة المخابرات فى دول الغالم الثالث قبل ان
    يرقيه مرسي الى رتبة مشير ومن ثم وزيرا للدفاع لجيش مصر الذى يحتل المرتبه الثالثه عشر على مستوى لعالم
    وكان يظن مرسي انه نجح فى رشوة السيسي ليضمن ولاؤه وفات عليه وهو في حالة نشوة الوصول الى كرسي الرئاسه فى قصر الاتحاديه ان عقيدة السيسي العسكريه هى نفس عقيدة المؤسسه العسكريه المصريه وهى الولاء التام والكامل للشعب باعتباره هو المعلم والسيد وصاحب السياده العليا.

    المشير عبد الفتاح السيسي ياعمر البشير لا ولن يتدخل في اى من شؤننا حتى ولو دعوته انت لذلك
    فهو يعلم بكل تفاصيل المشهد السياسي فى بلادنا ويعلم كل تفاصيل مآذقكم ربما أكثر منك وهو مستمع جيد فلن يقاطعك لعلمه المسبق بما تنوى قوله وماتضمره في نفسك وهو لن يقدم لك النصح الا اذا كان ذلك لايتعارض مع مصالح شعبه ووطنه العليا اذ لاتفريط فيها في عقيدة جيش مصر.

    مهمتك في مصر ياود البشير لن تكون سهله كما يصور لك وزير دفاعك بالنظر اللنبي اب رياله او محمد عطا او غندور او نائبك الاول بكرى حسن صالح اب قندول الذى ستأتى الرياح لكم من بين يديه وسترى عجبا
    فهؤلاء لاعبين محليين فى مستوى الليق او كما يصور لك سفيرك عبد المحمود السكران لط طوال الوقت.

    وضع في حسبانك ياود البشير انك لاتملك اى ظهير من الشعب يقوى مركزك وتستند اليه وانت تتباحث مع الرجال
    امثال السيسي الذى يعلم ذلك جيدا واعلم ان هناك فروقات كبيره بين السيسي وافورقي وادريس دبى .

    ولتطمئن كل الأطمئنان ياود البشير فالسيسي لن يلقي القبض عليك ويسلمك للمحكمه الجنائيه الدوليه ابدا حتى ولو وصلته مذكره بذلك من سوده بن فاتو لسبب بسيط وهو انه قد اعطاك الامان كل الامان كطلبك عبر قنواتك التى فتحتها قبل الزياره وبالتأكيد لأسباب أخرى تعلمها.

    كل الشواهد ياعمر البشير تقول انك ستجلس امام السيسي ومع اى من الاداره المصريه لتستمع فقط ليس الا
    ونتوقع نحن في الداخل ان تخرج علينا ابواقك بعد عودتك لتنسب لك صولات وجولات وبطولات تزعم انك حققتها مع الاداره المصريه وانك وريتم العين الحمرا فيما يخص حلايب وشلاتين وابو رماد وان وأن وأن…. تماما كما حدث في السعوديه في موسم الحج اذ لازلنا نأسف لما حدث لك من ذله واهانه ونسخر من كل تصريحات ابواقك التي كذبها الواقع الذى عشناه صوت وصوره.

    لسنا متأكدين ما اذا كان المشير السيسي سيكون بانتظارك لأستقبالك في مطار القاهره عند حضورك من عدمه
    عموما اللبيب بالأشارة يفهم والجواب يبان من عنوانه.

  9. إن شاء الله إستقبلو إستقبال يليق بالسودان مش ذي ما إستقبله الرئيس المصري السابق
    للأسف رئيس المؤتمر الوطني ما فارقه معاهو لو إستقبله فراش القصر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..