أطلقوا سراح الساوند سيستم

بشفافية

أطلقوا سراح الساوند سيستم

حيدر المكاشفي

إنه لأمر محيّر والله أن لا تكتفي السلطات بمصادرة أي نشاط لا ترغب فيه وإعتقال القائمين عليه، بل وتصادر وتعتقل أيضاً المعدات والآليات والأجهزة المستخدمة في ذلك النشاط وتحتجزها لديها ولا تفرج عنها إلا عندما يقيض الله للمعتقلين مخرجاً وفرجاً، فقد صار من المألوف أن تجد الساوند سيستم وكاميرا الڤيديو وكاميرا التصوير الفوتغرافي تقبع داخل المعتقل جنباً إلى جنب فلان وعلان وفلتكان من المعتقلين رغم براءتها كونها أجهزة صماء محايدة لا دخل لها في النشاط الذي أغضب السلطات، وليس هناك سبب يجعلها تصنفها في خانة «الأجهزة المعادية» كما تفعل مع الفعاليات التي تعتبرها «أنشطة معادية»، وفي الغالب الأعم تكون هذه الأجهزة مستأجرة من محلات تجارية تستثمر في هذا المجال لكل راغب في احياء حفل زواج أو مناسبة ختان أو مؤتمر حزبي أو ليلة ثقافية إلى آخره، لا فرق عندها بين نشاط وآخر، فهل تريد السلطات بمثل إجراءاتها المتعسفة في مصادرة هذه الأجهزة واحتجازها مع من تحتجز من البشر أن تحصر التعامل معها في نطاق المناسبات الاجتماعية فقط، بحيث تجعل أصحاب المحال طلباً لسلامة أجهزتهم من المصادرة والتلف الذي ربما يصيبها أثناء فترة المصادرة أو خلال مدة الاحتجاز يمتنعون عن تأجيرها لغير أصحاب المناسبات الاجتماعية فيعلقون أمام محالهم لافتات تقرأ «لحفلات الزواج والختان والهجيج فقط» وكفى الله المومنين شر المصادرة والاتلاف…
إنه موقف طريف أن تجد جهاز ساوند سيستم مصادر ومعتقل مثله مثل أي معتقل سياسي أو ناشط حقوقي، وطرافة هذا الموقف تذكرني بطرفة الفلاتي العتالي ، مع كامل احترامنا وتقديرنا لكل أهلنا الفلاتة والفولاني والهوسا ولكل عتالي شريف ينوء ظهره بالأحمال الثقيلة من أجل لقمة عيش نظيفة خالية من السحت والفساد وأكل أموال الناس بالباطل، فحتى لو كانت كسرة خبز جاف وحاف تظل أفضل وأشرف وأطيب وأطعم من المشمر والمحمر المنهوب من عرق الغلابى والمغموس في الحرام، وتقول النكتة إن أحد أهلنا الفلاتة ويعمل عتالياً بأحد الأسواق جاءه مرة من طلب منه أن يحمل عنه قفة كبيرة ومخيتة، صاحبنا حمل القفة وكانت ثقيلة جداً ناء بها كتفه فسأل صاحبها: القفة دي فيها شنو؟، قال بطاطس، وبعد مسير مسافة قصيرة ومع زحمة السوق لم يجد العتالي صاحب القفة الذي كان يسير أمامه وباءت كل محاولاته في العثور عليه فلم يجد مناصاً غير تبليغ الشرطة، وعندما فتحت الشرطة القفة وجدت بداخلها جثة مقطعة وكان ذلك سبباً في جرجرة العتالي لمدة عام كامل قضاه من سجن إلى سجن ومن محكمة إلى محكمة إلى أن أفرج عنه أخيراً بعد أن وبخوه وحذروه من حمل أي شيء لا يعرف ما بداخله، في صباح اليوم التالي زاول العتالي عمله ومع فتاح يا عليم رزاق يا كريم جاءه من يطلب منه حمل كرتونة سجائر فما كان منه إلا أن صرخ بأعلى صوته «كرتونة لااااا عنكوليب بس»….
نرجو أن تتخلى السلطات من هذه الممارسة غير المبررة وتعيد لأي صاحب جهاز مصادر جهازه، ومن هؤلاء زميلنا الكاتب الصحفي عبد الله علقم والناشطة الحقوقية نجلاء سيد أحمد وآخرين لا نعلمهم….

الصحافة

تعليق واحد

  1. اظن هذه الاجهزة مجير استخدامها لمطبلاتية الؤتمر الوطني وعرضة الريس واي استخدام لها غير ذلك يعتبر اعتداء سافر من الجهاز ومستخدمه يستحقان عليه العقاب

  2. أخى الكاتب لك أجزل الشكر ولكن مع حكومة الباسبزق ودجالى الإنقاذ وكهنة الراقص لن تكون هناك نسمة حقيقية من الحرية ,,, ولكن الأيام قربت يشدو حيلهم للراجيهم

  3. يا شيخ حيدر، القصة سرقة عديل، مش قبل كدا، و في زمن أحسن، اتسرق قندران بترلة؟ و نقول لي ناس علقم الجاتكم في ساوندسيستمكم سامحتكم. تحياتي

  4. كما نأمل ايضا اطلاق صراح(اليافطة !!!!) الخاصة بمنتدي الشروق بالقضارف .. مع عاطر تحياتي لهم…

  5. للمعلومية مثل هذه الأجهزة تعتبر أجهزة "رئاسية" زى "اليخت" وزى "الخال" محظور حيازتها للآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..