أخبار السودان

بأية حال عدت يا عيد؟

د.عبدالقادر الرفاعي

العيد مبارك علي شعب السودان الصابر المتوثب المثابر، لقد بات لزاماً علينا ان نبدأ بالتهنئة التي تحيط بها ظلال سؤال المتنبئ: ?عيد بأيه حال عدت يا عيد؟? هذا فقط وليس هناك مايلزم باكمال عجز البيت. لماذا؟ والاجابة أو المعني وضاح فقد افتقرت المزيد من البيوت عن متعة عيد الفداء :?و فديناه بذبح عظيم? مقارنة بالعام الماضي ولا نزيد.

نحن حقيقة في أزمة طاحنةٍ تحيط بعيد الفداء وحرمان الصغار والكبار عن الفرح الذي عرفه السودانيون ?قبل الانقاذ? في مثل هذه الاعياد. الاعياد رمضان والاضحية معني كلاهما مجللان بالحرمان والنقيصة، وقد لا نبالغ عندما ننظر الي العيدين معاً باعتبارهما موصولين بالاسئلة ولارتباطهما بالقضايا الملحة في اوضاع بلادنا الراهنة، فنحن نواجه في الواقع السوداني ومنذ ربع قرن من الزمان مظاهر الفقر وانتشار المظالم وانعدام الحرية والديمقراطية. وقد انتشرت كلها وتحولت إلي حواجز كابحةٍ لكل بصيص أمل يحل الازمة بقطع العقدة التي هي الضرورة الهادفة الي تطور مجتمعنا. سيادة الانفراد بالحكم وطغيان الفساد والافساد في مجالات الاقتصاد والسياسة والاخلاق تضعنا أمام سؤال الحرية والديمقراطية. عقدة الديمقراطية عند الانقاذ ليست في مضمونها، بل في ظاهريتها المتلازمتين حتي الآن :?توأمتها مع عقدة انقلاب الانقاذ التي ما فتئت تجلل وجه الحياة في السودان بالسواد لان الاحوال قد تعقدت تعقيداً يفضي الاول إلى الآخر حتي اصبحت دعاية الانقاذ لا تدرك وكأن الديمقراطية انما هي فعل لا صلة له باحترام الانسان وحقه الطبيعي في تحديد مصيره?. هذا فضلا عن طرحها الفوقي علي ثري بلادنا ومن عليها وكان اولي غايات ديمقراطية الانقاذ حرمان شعبنا من اي خيار سياسي آخر. مع ذلك يبقي المأخذ الأبرز علي النخبة السياسية في السودان، منذ قيام الانقاذ علي ارضه انها غيبت اتحاد قوي المعارضة باعتبارها الحلقة المفقودة لجبهة الديمقراطية وانقاذ الوطن، وانساقت بعض اطرفها وراء ضجيج شعارات المؤتمر الوطني: ?لاصوت يعلو فوق صوتنا? إلي أن أصبح وأد الديمقراطية شرطاً من شروط استعادتها .. فما العمل؟؟! كان الشيخ خليل محمد عبدالماجد امام جامع الشيخ ود عبدالماجد يردد:?الحمدلله الذي جمَّل الاعياد بالسرور كاستهلال لخطبة العيد، اي عيد? ويختتم خطبة صلاة عيد الاضحي بـ :?وافضلها الضأن، فالبقر، فالمعز، فالابل وليس في ذلك خلاف، ويقول ايضاً من عاد من درب فاليرجع من اخري حتي تشهد لكم الطرقات يوم القيامة?.

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..