أخبار السودان

زوجة القيصر مرة أخرى

نبيل أديب عبدالله المحامى

( القضاة كزوجة القيصر يجب أن يكونوا دائما فوق الشبهات ) لورد باوين

كنت عقب إنتخابات 2010 قد ذكَّرت زميليَّ القانونيين أبيل ألير المشهود له بالنزاهة، والذي كان رئيساً لمفوضية الإنتخابات آنذاك وأصبح الآن مواطن في دولة أجنبية، و الدكتور أبوسمرة عالم القانون الذي لا يشق له غبار، رحمة الله عليه، والذي كان عضوا بالمفوضية، بمقولة (لورد باوين) أعلاه، والتي تنطبق على كل سلطة منوط بها الفصل بين أطراف أى خصومة، والتي لم تضعها المفوضية في الإعتبار حين إنقادت لرغبات المؤتمر الوطني في ترسيم الدوائر، وفي السجل الإنتخابي، وفي الطعون الإنتخابية، قبل إجراء الإنتخابات. وحين فشلت في مراعاة ضوابط المساواة بين المرشحين بالنسبة لإستخدام موارد الدولة بما فى ذلك أجهزة الإعلام المملوكة للدولة، والمساواة بين المرشحين فى القواعد المنظمة لإقامة الاجتماعات السياسية، والجماهيرية ،والمواكب، بحيث أصبح واضحاً الفرق الهائل فى تغطية وسائل الاعلام الحكومية للحملة الإنتخابية لمرشحي حزب المؤتمر الوطني بالمقارنة مع باقى الاحزاب، أثناء العملية الإنتخابية.

وغير ذلك من الإخفاقات في عملية إدارة إنتخابات 2010 حتى أوصلتها لعبثية الخج في فرز النتائج، بعد أن كانت كل الأحزاب المنافسة للمؤتمر الوطني في شمال السودان، وللحركة الشعبية في جنوبه، قد إنسحبت من إنتخابات رأت أن نتيجتها مقررة سلفاً. وهكذا أسدلت إنتتخابا2010 م الستار على السودان الموحد لتنتج بدلاً منه سودانينْ تنهشهما الحروب الأهلية. يبدو لي أنه من الضروري الآن أن أذكر زميلاً آخراً بنفس المقولة، وأعني به مولانا عبد الله أحمد مهدي نائب رئيس المفوضية القومية للانتخابات، الذي صرح للصحافة مؤخراً أن اجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر، هو قرار إتخذته المفوضية كاستحقاق دستوري بعيد عن أي إملاءات من أي جهة كانت.

يبدو لي أن مجرد ذكر مولانا أن القرار إتخذ بدون أي إملاء، يضع القرار في موطن الريب، لأنه من قبيل نفي ما لا يحتاج لنفي، وقديماً قالت الأعراب في ذلك يكاد المريب أن يقول خذوني. الواضح هو أن كل القوي السياسية التي لا نصيب لها من السلطة بطرف، المشارك منها في الحوار وغير المشارك، مجمعة هلى ضرورة تأجيل الإنتخابات، ألم يكن الأولى بالمغوضية أن لا تجعل من نفسها طرفاً في ذلك؟.

دعونا لا نخدع أنفسنا بالحديث عن الإستحقاقات الدستورية، لأن المسألة المختلف عليها هنا سياسية وليست دستورية. فالإستحقاق الدستوري لا ينتهي بإجراء الإنتخابات في زمن محدد، بل بإجرائها بالأخص بشكل متوافق مع الدستور. لاشك أن العملية الإنتخابية هى عملية متكاملة تستند على مبادئ دستورية وقانونية تضمن حرية وعدالة المنافسة الإنتخابية، وهى مبادئ لاتُراعي فقط بمناسبة إجراء الإنتخابات، ولكنها تشكل أساساً للحياة السياسية للمجتمع الديمقراطي. هذه المبادئ المتطلبة كأساس للعملية السياسية في مجتمع ديمقراطي من شأنها أن تجعل من الإنتخابات وسيلة للتبادل السلمى للسلطة فى ذلك المجتمع.يقوم النظام الديمقراطى على تحرير إرادة الناخب والتى لا يقتصر التأثير عليها على لحظة إجراء الإنتخابات، ولا على طريقة إجرائها. لكى يتم تحرير إرادة الناخب يجب توفير ثلاثة شروط أساسية تتمثل فى حرية التعبير، وحرية التنظيم، والخضوع للمحاسبة.

إذا كانت القوانين السائدة تسمح للسلطة بإعتقال معارضيها لمدد متطاولة دون أن تخضع لمراجعة قضائية، وأن تحكم سيطرتها على الصحافة لدرجة إغلاق الصحف دون إبداء أي أسبابِ، وتجعل أجهزة الدولة جزءاً من الحزب الحاكم تأتمر بأمره وتنتهي بنواهيه، فعن أي إستحقاقات دستورية تتحدث يا مولانا ؟.

الميدان

تعليق واحد

  1. دستور يا اولاد ماما ،دستور يا بشير الحبشي ، دا ما دستور انخابات اكيد مولانا قاصد دستور حفلة ظار با استاذ نبيل ؟؟!!

  2. على الحركات المسلحة ، تسريب عناصرها للعاصمة لمساعدة الجماهير لاستلام السلطة.
    هذه بدايات انهيار عصابة الاسلام السياسي ، على الكل مواصلة الضرب و على الشباب انجاز تكوين خلايا المقاومة و حراسة الاحياء ، فالجنجويد يطوقون العاصمة. ضاع الوطن فضل العرض. احرسو امهاتكم واخواتكم من انتهاكات الجنجويد لانهم سيكونون غدا السلطة الحاكمة في العاصمة. تسلحو بالملتوف ، فقد رأيناهو يحرق السيارات و حتى العربات المصفحة و الدبابات عندما تحاول التحرك داخل المدن. لا تخزلو عروضكم.

  3. فشلنا كمعارضة في تغير النظام وقبل ذلك فشلنا في تنظيم انفسنا والمشكلة في قيادات المعارضةالسودانية اصبحت اوراقها محروقة وليست مقنعةللشارع السوداني ولذا اري طاحونة مدورة من غير طحين .

  4. ما معنى الانتخابات دينيا و دستوريا وعرفيا و ما فائدتها هل هي قطار آخر الليل الذي ياتي في مواعيده و كل الركاب نائمون و المحطات نائمة و هادئة لا صوت للرصيف و لا الباعة و لا احذية المودعين سياتي المؤتمر الوطني آخر الليل لكن هل هناك فرحة نصر في الانتخابات القادمة و هم يعلمون أنهم قد ذبحوا المعارضة بسكين صدئة و أن المواطن نائم على الرصيف لا يهمه أن وصلوا في مواعيدهم أو تأخروا لساعات .. الاستاذ نبيل أين الديمقراطية و الناخب مقيد و لا يستطيع قول كلمته ناصعة كالسيف و اين الديمقراطية و الاعلام بوق ابح لا يسمع إلا داخل حوش المؤتمر الوطني و اين الديمقراطية و المفوضية مدفوع أجرها بالمعروف و أين الديمقراطية و لم نسمع بموتمرات احزاب و لا برامج حزبية هل هي الديمقراطية أن يصوت لاشخاص من مثل زعيط ومعيط و نطاط الحيط أم هي لبرامج ترفق بالمواطن والوطن بعيدا عن الانغماص في وحل الكذب و الرياء و التكتيكات التي توصل الى الكرسي .. هل هناك ضوءا في نهاية النفق؟؟

  5. الاستاذ نبيل المحامى اعضاء المفوضية ( القضاء ان جازت التسمية) كل واحد استلم عربية لاندكروزر موديل 2014من الحكومة هل تعتقد ديل فى الحياد . يا اخى البلد بقى اسمها( السؤدان)اها يا جماعة (الفاتحه) على السودان الكان زمان

  6. “يبدو لي أن مجرد ذكر مولانا أن القرار إتخذ بدون أي إملاء، يضع القرار في موطن الريب، لأنه من قبيل نفي ما لا يحتاج لنفي، وقديماً قالت الأعراب في ذلك يكاد المريب أن يقول خذوني”
    قال جاك فريسكو: توخى الحذر بمجرد سماعك كلمتي حريه و ديمقراطيه، ففي البلد الحر الديمقراطي لن تحتاج ان يخبرك احدهم بانك حر.

  7. تعليق على الصورة :
    حسه الست دي مطلعة ذراعها ليه مش دقوا البنات في اللبس هي كمان تتدقا وللا
    حلال عليهم وحرام على بقية الناس ؟ واساسا هي حاشرا نفسها ليه في المكان ده ؟

  8. شيلوا الوهم من راسكم انتوا دايرين نظام جاء بانقلاب عسكرى وديكتاتورى من قمة راسه الى اخمس قدميه يعمل لييكم انتخابات وكمان حرة ونزيهة وديمقرطيه بطلوا احلام اليقظة لانها نوع من الهبل والجنون

  9. لو كانت الانتخابات ستكون نزيهة
    هل يقدم البشير عليها والبلد ضايعة والمواطن ما لاقي علاج او تعليم
    انه الخج وهو مكشوف
    اي غباء يتمتع به هؤلاء

  10. لا انتخابات لا زفت اعملو استفتاء شعبي علي هل تواصل الحكومة هاذا ام لا شوفو الرد بكون كيف دا كلو كلام فارق الشعب السوداني م عندو ثقافة انتخابات وحتي لو فيها مخالفات مافي واحد بشتقل بيها كتير المهم الحاصل دا كلو كلام فارق وما حيفضي الي شي جديد الحل المعارضه كلها ومع المعارضه المسلحة يجتمعو ويشوفو كيف يخلع هاذا النظام بس اما موضوع حوار ومفاوضات والكلام الفارق دا بنجرب فيهو 25 سنة عمل شنو غير زاد المشاكل حاولو توجهو اعلامكم علي الفكار دي والحلول الحاسمه الاسلوب دا م بتنفع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..