بين الثورة والحقيقة

بقلم / على سعيد
لماذا تهوًن هذه الحكومة وحزبها والمنتمين إليها من قيمة الإنسان كقولها: أن الذين قتلوا فى سبتمبر عام ٢٠١٣ هم ٨٥ وليس ٢٠٠ قتيل!.
وما الفرق سواءً كانوا عشرة آلاف قتيل أو قتيل واحدا فقط؟؟ لكأنما سلب حياة الإنسان شيئ لا يُعتد به من قبل هذه الحكومة التى تدعى أنها إسلامية
?”من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا?” هذا هو ما نص عليه القرآن الكريم!
ونحن نتحدث عن حكومة من أولويات واجباتها أنها مسؤولة مسؤولية كاملة لأن توفر للناس أمن حياتهم وممتلكاتهم ورفاهيتهم ومسؤوليتها عن قتل الناس لا تسقط سواء قُتِل الناس على يدها أو على أيدى مجهولين. وبفشلها فى تحمل تلك المسؤولية ينتفى أيُّ سبب لبقائها ووجودها وحُقَّ عليها أن تذهب إن طوعاً أو كرهاً.
من قبل زعمت نفس هذه الحكومة (الإسلامية) وهي ترتعد أمام دولة الاستكبار, أن من قتلوا فى دارفور ليسوا ثلاثمائة ألفاً فهم لا يتعدون العشرة آلاف!؟ يا سبحان الله!.
لماذا لا تندلع الثورة إذا لم يعد يأمن الناس على حياتهم ومعاشهم الكريم وأنهم مهددون بالقتل عند أي تحرك جماهيرى سلمى للمطالبة بحقوقهم الأساسية فى التعبير والتنظيم والاختيار؟
الثورة حدث موضوعي خارج وعي وإرادة المستغلين مهما طال عهدهم وأوسعوا الناس ظلماً ومهانة, فهذه هي قوانين التغيير فى الحركة ولا مرد له, فلا بد أن يحل الجديد محل القديم الذى انتفت أسباب بقائه أو استمراره.
ولنطبق هذا فى حالة الإنقاذ: فهي جاءت بإنقلابٍ عسكري على حساب نظام برلمانيٍ منتخب من قبل الشعب السوداني وهذا يبقيها حكومة غير شرعية فى نظر القانون حتى ولو تعامل معها المجتمع الدولى. فعند أول تغيير سوف يٌقدم الانقلابيون للمحاكمة لخرقهم الدستور ولاعتدائهم على القوانين العسكرية التى تنظم الضبط والربط داخل الجيش السوداني.
زعمت حكومة الانقاذ أنها جاءت لتطبيق الشريعة, والشريعة فى مفهومها البسيط هي بسط العدل بين الناس فى كل شيئ وضمان أمن الناس وحياتهم وأعراضهم مهما تباينت معتقداتهم وإنتماءاتهم العرقية والثقافية والدينية طالما عاشوا فى كنفها وتحت سلطتها?فهل فعلت هذا؟!!.
أعلنت حكومة الانقاذ عما سُميَّ بالمشروع الحضارى وملأت الدنيا ضجيجاً ووسائل الإعلام وعيداً وتهديداً حتى وُصمت بلادنا الهادئة المسالمة المضيافة ولأول مرة أنها راعية للإرهاب ولم تسقط هذه الصفة حتى الآن!. ثم رفعوا الى عنان السماء شعارات وهتافات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ويا أمريكا لمى جدادك! فهل صحيح أننا أكلنا مما نزرع ولبسنا مما نصنع ؟!بعد أن خربت الانقاذ الزراعة (ونحن الذين يجري على أرضنا أطول أنهار الدنيا ونملك مئات الملايين من الأفدنة الزراعية الخصبة) وهدمت الانقاذ الصناعات السودانية وأغلقت المصانع التى كانت قائمة لصالح برجوازيتها التجارية الطفيلية. فصرنا نتسول دول العالم يعطينا من يشفق وينهرنا من يشمت, ويلعب بنا البنك وصندوق النقد الدوليين ويملى علينا الشروط المذلة التى لا تتناسب وعزتنا وأمجاد أهلنا حتى الأمس القريب حينما كنا طلاباً فخورين بعزة بلدنا ونهتف: لن يحكمنا البنك الدولى! ولم يكن مجرد شعار لأن قرارنا كان بيدنا. ولم نكن نقول لأمريكا كذباً (لمى جدادك) ولكن نهتف بثقة وإيمان باستقلال بلادنا ?.(DOWN..DOWN.U.S.A) ننزل علمهم إحتجاجاً على سياسات الحكومة الأمريكية من على السارية ونطويه باحترام للشعب الأمريكى ونسلمه لحرس السفارة من المرينز.
وصلت الأزمة الاقتصادية فى البلاد أن الدولار الذى كان بسعر الجنيه القديم ١٢ جنيهاً حينما سطت الانقاذ على السلطة عام ١٩٨٩ووصل سعر نفس الدولار الآن الى مئات الآلاف من قيمة ذلك الجنيه, ونتج عن ذلك التدهور المريع فى دخول ذووى الدخل المحدود وتناقصت الأجور عن قيمتها الحقيقية بمئات المرات فعم الفقر المدقع وانتهت الطبقة الوسطى وببيع القطاع العام سادت الخصصة فى كل شئ حتى طالت التعليم من مرحلة الأساس وحتى الجامعة ولم تفلت الخدمات الصحية من براثن الخصخصة من شاش الغيار والبندول الى الأدوية المنقذة للحياة هذا الى جانب تدهور خدمات البيئة وانتشار الأمراض الفتاكة حتى صارت أمراً لا تعيرها الحكومة أي اهتمام لأنها مشغولة بالحروب التى أشعلتها وتشعلها بسياساتها فى كل مكان ، بينما أجزاء من وطننا يحتلها الغير بقوة العين وقوة السلاح بجانب صرف السلطات الهائل على أجهزة أمنها لضمان بقاء سلطانها ما شاء لها أن تتصور.
ملايين النازحين فى المعسكرات يعيشون حياة لا إنسانية بعد أن طردوا من ديارهم, مئات الآلاف من الأكفاء فى كل المهن والتخصصات النادرة مشردين من أعمالهم بدعوى الصالح العام ومئات آلاف منهم اختطفتهم البلدان الأخرى لكي يكونوا عوناً لها فى التنمية والتطوير!.
تعَّمقت الأزمات وصارت كارثيةً بعضها يمسك بتلابيب البعض الآخر وتطورت الى أزمة وطنية شاملة هندست لها وصنعتها سياسات الانقاذ اللاوطنية فاستفحلت الأزمة الإجتماعية ولم يعد فى مقدور السلطة الراهنة حلها.
تعقدت المشكلة الإقتصادية ولم يعد فى مقدور هذه السلطة حلها إلا بانتظار معجزة فى زمن لا تأتيه المعجزات!.
استفحلت الأزمة السياسية حتى أصبحت السلطة الراهنة غير قادرة على إدارتها وحلها ولو ليوم واحد.
وصلت الجماهير السودانية إلى مواقع لا تطيق معها إحتمال هذه السلطة ولو ليوم آخر.
فماذا تفعل السلطة أمام عجزها وفشلها التام في حل الأزمة الوطنية الشاملة ؟ وماذا تفعل حيال الرفض التام من جموع الشعب السودانى لاستمرارها فى الحكم؟؟.
أتقتل منهم كما درجت عليه؟ وهب أنها قتلتهم جميعاً فهل يعنى هذا انتهاء الأمة!.
طوعاً أو كرهاً لابد مما ليس منه بد? أن تصبح الثورة خيار الشعب لانتزاع الحرية وفرض السلام ونشر ثقافته ولإقرار العدالة بين تنوع شعوب السودان الحبيب?وننشد:
وطنا البإسمك كتبنا ورطنا
أحبك ..
أحبك مكانك صميم الفؤاد
************
ماكَ هوين سهل قيادك
سّيد نفسك مين أسيادك؟
ديل أولادك
وديل أمجادك
ونيلك هيلك جري قدامك
تحت اقدامك
رجع صداك وسجع نحاسك
وانت نسيج الفدا هندامك
وانت نشيد الصبح كلامك
وعطر أنفاسك
الميدان
لكل شئ ميقات لا نعرفه و لكننا نسعى لتحقيقه ، و فرض عين على كل حر بالغ امرأة و رجل ان يبادر بتكوين خلايا المقاومة و التسلح بافضل ما يستطيع و حتى الملتوف في متناول كل شخص رخيص و متاح و مجرب ضد سيارات الامن والشرطة و يستطيع حرق و تعطيل السيارات المصفحة و حتى الدبابات اذا تجرأت و دخلت شوارع المدن.
والكيزان قد حشدو الجنجويد حول العاصمة تمهيدا لا كتساح الحراك الجماهيري و ازلال الشعب وذلك باغتصاب امهاتكم و اخواتكم يا شباب. ضاع الوطن و فضل العرض.
ابدأوا الانتفاضة بحرق بيوت الكيزان و كلاب الامن و من شايعهم بالاحياء ثم ازحفوا نحو الوسط.
الكراكتير أعلى الموضوع، أبداع منقطع النظير.
ألم تتأمل ياسيدي في الآية الكريمة ( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه وقال مااظن ان تبيد هذه ابدا)
انهم في في غمرتهم يعمهون .. وكم من حكومة حكمت بمثل حكمهم وحصنته بالفبضة الامنية ولم تحصنه بالعدل فانهارت وذهبت الى مذابل التاريخ وما نظام حسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح وزين العابدين ببعيد
الثورة حقيقة بعد تفشي الجوع والفقر والمرض والبؤس في الشعب السوداني
الثورة حقيقة .. آتية .. آتية .. آتية
ولكن كيف ومتى واين هذه علمها عند الله
ومن اين وكيف ومتى ستنطلق شرارتها هذه ايضا علمها عند الله
ولكن للظلم جولات وللحق جولة واحدة واخيرة
واحسبها حقيقة وقريبة جدا جدا
والله اعلم ولكن اشراطها قد اكتملت تماما