«إيبولا» يصيب ممرضة ثانية في أميركا.. ويختفي في نيجيريا والسنغال

أعلن في الولايات المتحدة أمس عن تسجيل ثاني إصابة بفيروس إيبولا لدى ممرضة في مدينة دالاس بولاية تكساس. وأوضحت إدارة الخدمات الصحية أن الممرضة الثانية شاركت مثل زميلتها المعلن عنها سابقًا في معالجة المريض الليبيري الذي توفي في المستشفى ذاته.
وكشفت السلطات الصحية أيضا عن أن المصابة الجديدة سافرت على متن رحلة تجارية في اليوم الذي سبق إعلان شعورها بأعراض المرض، من كليفلاند إلى دالاس، مما دفع السلطات المعنية للبحث عن ركاب الرحلة. وطلبت السلطات من 132 راكبًا في رحلة شركة «فرونتير إيرلاينز» الاتصال بمراكز السيطرة على الأمراض من أجل إجراء مقابلات معهم. وقال طاقم الطائرة، إن الممرضة لم تظهر عليها أعراض المرض خلال وجودها على متن الطائرة.
وعزت السلطات الصحية الأميركية تسجيل الإصابتين بـ«إيبولا» في الولايات المتحدة بحصول خلل في تطبيق تدابير الوقاية. ويعتقد المسؤولون الصحيون أن ما يصل إلى 76 عاملاً صحيًا تعرضوا للفيروس عندما كانوا يعالجون المريض الليبيري الذي توفي الأسبوع الماضي في مستشفى في دالاس. وتقول ممرضات في المستشفى إنه بدلا من عزل المريض الليبيري أدخل إلى قسم الطوارئ، حيث كان على اتصال مع أشخاص آخرين لعدة «ساعات».
وجاء الكشف عن ثاني إصابة بـ«إيبولا» في الولايات المتحدة غداة تحذير مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أن العالم بصدد خسارة المعركة ضد الوباء، وهو عاجز عن وقف انتشاره وسط توقعات بتسجيل آلاف الإصابات الجديدة أسبوعيا، مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقال أنتوني بانبوري، رئيس بعثة الأمم المتحدة المكلفة تنسيق الرد العاجل على وباء «إيبولا» إن «إيبولا متقدم علينا»، متحدثا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي خصص لانتشار الفيروس القاتل. وأضاف بانبوري عبر دائرة الفيديو من أكرا، حيث مقر البعثة، أن وباء إيبولا «متقدم علينا بأشواط، إنه يتقدم بسرعة أكبر منا وهو بصدد كسب السباق». وأضاف: «إذا ربح (إيبولا)، فنحن شعوب الأمم المتحدة سنخسر الكثير. إما أن نوقف (إيبولا) الآن، أو أن نواجه وضعا غير مسبوق لا نملك خطة حياله». وذكر بآخر توقعات منظمة الصحة العالمية التي تحدثت عن 5 إلى 10 آلاف حالة إصابة جديدة في الأسبوع في غرب أفريقيا اعتبارا من ديسمبر و«هذا يعني أننا بحاجة إلى 7 آلاف سرير في مراكز المعالجة، لكننا في هذا التاريخ لن يكون لدينا بحسب توقعاتنا سوى نحو 4300 سرير. ومن دون الفرق الطبية الضرورية للإشراف عليها، لكنه لفت إلى أن «هناك الكثير من الأنباء السيئة في ما يتعلق بـ(إيبولا)، لكن النبأ السار هو أننا نعرف كيف نوقفه». وشدد: «علينا التغلب على (إيبولا) وعلينا تحقيق ذلك على وجه السرعة، كل يوم يمضي يزداد عدد المرضى».
من جهته، أعلن بروس إيلوارد، معاون المدير العام لمنظمة الصحة، أن نسبة الوفيات بين المصابين بالحمى النزفية قد يبلغ 70 في المائة في الدول الثلاث الأكثر تأثرا في غرب أفريقيا. وقال المسؤول المكلف الرد العملاني في المنظمة «لهذه المجموعة من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم ونعلم مصيرهم نسبة الوفيات 70 في المائة وهو تقريبا العدد نفسه في الدول الثلاث الأكثر تأثرا بالفيروس وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا». وأعلن حصيلة جديدة شاملة أشارت إلى وفاة 4447 شخصا لـ8914 حالة.
ولا يزال الفيروس يتفشى في دول غرب أفريقيا. وأضاف إيلوارد، أن «عدد الإصابات الجديدة أسبوعيا مطلع ديسمبر قد يراوح بين 5 و10 آلاف». ويجري حاليا إحصاء ألف إصابة جديدة أسبوعيا.
ولاحظ المسؤول تباطؤا في نسبة الحالات الجديدة في المناطق التي كانت بؤرا لتفشي الفيروس مثل منطقة لوفا في ليبيريا بسبب تغيير حقيقي في سلوك المجموعات المعنية إلا أن عدد الإصابات لا يزال يرتفع في مونروفيا وكوناكري وفريتاون. وعدد الإصابات المؤكدة أعلى بـ1.5 مرة مما يجري إحصاؤه رسميا في غينيا وبـ2.5 مرة في ليبيريا.
وحددت الأمم المتحدة أنه من أجل وقف تفشي الوباء ينبغي أن يجري بحلول الأول من ديسمبر دفن 70 في المائة من الجثث بصورة آمنة وعزل 70 في المائة من الحالات المشتبه بها. وقال بروس إيلوارد: «هذا هدف طموح. الانتشار الجغرافي للوباء يشكل تحديا هائلا».
وقالت منظمة الصحة، إنها قد تعلن اندثار موجة «إيبولا» في السنغال غدًا (الجمعة)، ثم في نيجيريا الاثنين إذا لم يجر تسجيل أي إصابة جديدة في هذين البلدين حتى ذلك الوقت. وكانت توجد في السنغال حالة واحدة مؤكدة مصابة بالإيبولا، لكن صاحبها تعافى ومن الواضح أنه لم ينقل العدوى إلى آخرين. وفي نيجيريا تسبب مسافر وصل من ليبيريا في تفشي الفيروس أودى بحياة 8 أشخاص معظمهم من موظفي الصحة قبل أن يمكن احتواؤه.
وكان مفترضًا أن يناقش الرئيس أوباما عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمس مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا موضوع «إيبولا»، إضافة إلى مسائل دولية أخرى ملحة، وفق ما أفاد به البيت الأبيض مسبقًا. وكان الرئيس أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتفقا خلال محادثة هاتفية على ضرورة أن «تظهر الأسرة الدولية» تصميما والتزاما أكبر لمواجهة الأزمة بصرامة. وفي ألمانيا توفي موظف سوداني من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في لايبزيغ (شرق) بعد أن نقل من ليبيريا، حسب ما أعلنت العيادة التي كان يعالج فيها.
وفي ليبيريا أعلنت نقابة العاملين في القطاع الصحي مساء أول من أمس وقف الإضراب العام بهدف تغليب واجب الاعتناء بالمرضى. وحيال حجم المهمة طالب بانبوري بمساعدة عدد أكبر من الدول والعسكريين والمدنيين والطواقم الصحية لديها. وطالب بانبوري بوسائل إضافية منها تجهيز المستشفيات بـ2700 سرير قبل الأول من ديسمبر، و16 مختبرا لإجراء فحوص، و450 فريقا لدفن جثث الضحايا وألف عربة ومعدات وقاية. وأعلن رئيس «فيسبوك» مارك زوكربرغ وزوجته بريسيلا تشان على شبكة التواصل الاجتماعي تقديم 25 مليون دولار للمراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها من أجل المساعدة على محاربة وباء «إيبولا».
الشرق الاوسط
المفروض يكشفوا علي اللعيبة السودانيين المشو نيجيريا