تأبي الرماح اذا اجتمعن!؟

حوارات وافكار
فيما تتواصل جلسات الحوار الذي يرتجي ان تقدم تقاريره واوراقه النهائية قبل حلول شهر مارس، ظهرت في الافق احتمالات عن بداية انحلال القيود عن ازمات عديدة تحيط بالوطن ابرزها احتمالات انتقادات مكاتب زعيم كبير مشارك في الحوار الي مقر حزبه حيث يتوفر له الانطلاق من منصة نفوذه لمواجهة مسئولياته وهو مطمئن لما يصدر عنه وهو يمارس ذلك. كما ان بعض مواقف الرفض من بعض اعضاء في المجلس الوطني لهو مؤشرٌ لرفض ما يثقل كاهل المواطن من زيادات في الاسعار تتعلق بمعيشته والتي تزيد من معاناته وهو المنهك اصلاً ولم يعد هناك مكان لوضع المزيد من الزيادات الانسانية علي كاهله، كما ان نائب رئيس حركة الاصلاح قد بين في حوار الصراحة رفضهم الخضوع والركوع والتصفيق للمؤتمر الوطني اضف الي ذلك النبأ عن انسحاب حركة ارباب من الحوار، اضف الي ذلك ايضاً ان خبراً عن ان 60 حزباً قد كونوا جبهة لمواجهة تطورات العمل السياسي وهكذا ان تلك الانتقادات التي تبدو هنا وهناك والاعتراضات الي اشرنا اليها لهي في مجملها برهان ملموس علي بداية تلاشي مصداقية وتأثيرات المؤتمر الوطني، بل هي تعبير عن فشل رؤيته لمواصلة السيطرة بالطرق القديمة التي ألفها قد تبقي له اليد العليا في توجيه دفة الامور مهما كلف ذلك من ثمنٍ باهظ. ان قراءة متعمقة لهذه الاحداث التي تحيط بمآلات الحوار تظهر دون ادني شك ان ممثلين ارتضوا الحوار، يمتلكون عناصر قوتهم اذا ارادوا الي ذلك سبيلا وانهم الوحيدون القادرون علي ادارة وتصحيح الاوضاع في نطاقهم وتوجيهها الوجهة الصواب ايضاً اذا عبروا عن ارادة حقيقة لفعل ذلك، واذا ما اقتنعوا ان مفاتيح كل ما يتعرض له شعبنا رهن ارادتهم، ولا فائدة من البحث عنها في زوايا مصيرها النسيان، فضلاً عن ان القوة والموضوعية والمسئولية الانسانية تطرق ابواب بلادنا بشدة بديلاً للسطوة والانفراد بالحكم. ان هذه المظاهر وما تعبر عنه هي تحريك فعلي للتضامن بين قوي سياسية هي وحدها المسئولة وبتعاونها قادرون علي الدفاع عن حقوق شعبنا الضائعة. هذا التحول يتطلب رؤية استراتيجية تقوم علي قاعدة انهم قادة في انتظارهم شعبنا يتطلع الي وحدة قادته، وانه قد ان الاوان لغرس الثقة بتنشئة الاجيال الشابه علي التمسك بحقوقها التي يتمسك بها اباؤهم قادة النضال السياسي مهما طال امد المعاناة والصراع حتي يطلع فجر الحرية علي السودانيين. لنتذكر: تأبي الرماح اذا اجتمعن تكسراً واذا افترقن تكسرت احادا.
جميل ان تكون شمعة صغيرة تصارح وحدها الظلام الدامس و لا يهزمها. شكرا. “لكن” ان لا يصير السراب و قدر “عمر الفاروق” و حجوة ام ضبيبينة منوما للاطفال.