ومن يدرك بقية أهل السودان؟!

ومن يدرك بقية أهل السودان؟!
كمال الهدي
[email protected]
? أكاد أموت من الغيظ كلما طالعت تصريحات لمسئولي دولتنا الأجلاء أو وقعت عيناي على تحليل وكتابات بعض كبار الصحفيين في سودان اليوم.
? وهو أمر صار روتيناً وعادياً فالغريب هو أن تطالع أو تسمع لبعضهم كلاماً موزوناً مفهوماً وعاقلاً.
? بالأمس استفزني جداً مقال رئيس تحرير جريدة الرأي العام الذي تناول فيه شأن فرد من أهل الحظوة الذين انقلب عليهم سادتهم.
? لقد كتب مقالاً مطولاً عن ما رأى أنها مأساة فرد هو أبو هريرة حسين الذي يسمونه بمفجر ثورة الملاعب والناشئين.
? بعد أن مدح رئيس التحرير أبا هريرة كما راق له، طالب بعضاً من كبار المسئولين بما فيهم رئيس الجمهورية بالتدخل سريعاً لحل مشكلة الشاب الذي يقولون أنه فجر ثورة!
? ولا أدري أين هي ثورة الملاعب والناشئين ، وما جدوى إهدار كل تلك الأموال في ملاعب لم يُستفاد منها كما يجب، لأن الإدارات ما زالت متخلفة واللوائح والنظم والفلسفة الواضحة ما زالت مفقودة.
? في بلد كالسودان الذي يعاني أهله من انعدام جل مقومات حياة البشر ويجوعون ويمرضون ويتعذبون ويموتون، بل يهلكون يحدثنا رئيس تحرير واحدة من كبريات الصحف السياسية عن مشكلة (مُفجر) ثورة الناشئين (المفترض) مطالباً بحل مشكلته وإخراجه من السجن لكونه يرى أنه تعرض لمؤامرات وظلم.
? وماذا عن كل شعب السودان يا رئيس التحرير الرأي العام! ألم يتعرضوا جميعاً لأكبر مؤامرة ولأبشع أشكال الظلم؟!
? لماذا تدفنون رؤوسكم في الرمال دوماً وتحدثون الناس عن نتائج مع الإصرار على عدم الغوص في الأسباب التي أدت لهذه النتائج؟!
? عندما يتناول رئيس تحرير الرأي العام ظلم وقع لأبي هريرة حسين ومؤامرات وضرب تحت الحزام، فهذا يؤكد أن النظام الذي يدافع عنه رئيس التحرير نفسه بلغ مراحل متقدمة في الفساد والمحسوبية، فكيف إذاً يطالب الرجل كبار المسئولين بالتدخل لحل مشكلة أبي هريرة، قبل أن يحثهم على محاربة الفساد وكل ما يؤدي لمثل هذه النتائج؟!
? والأغرب أن رئيس تحرير الرأي العام تربطه علاقة قرابة برئيس الجمهورية، وكان بإمكانه طرح موضوع أبي هريرة عليه في جلسه خاصة دون أن يضيع وقت القراء في شأن بمثل هذه الخصوصية.
? ويبدو واضحاً من دفاعه الضعيف عن أبي هريرة أن هناك شبهة أو قضية فساد أخرى، حيث ذكر في مقاله أن أبا هريرة لم يستغل الأموال في شأن خاص.
? ومعنى ذلك طبعاً أن هناك اختلاسات أو مخالفات قد حدثت لتدفع بهذا الشاب للسجن، وبما أن مثل هذه المخالفات لم تعد غريبة على هؤلاء القوم، فمن الطبيعي أن يتعاركوا فيما بينهم و( يحفر) البعض للآخر.
? لا أنظر شخصياً لما قام به أبو هريرة كإنجاز غير عادي.
? رأيناه كثيراً واقفاً بجانب رئيس الجمهورية خلال افتتاح بعض المنشآت وكنا نسمع منه ( طق حنك) وهتاف وتهليل وتكبير كثير، إلا أن تلك الملاعب تم تشييدها بأموال الشعب السوداني وليس من جيبه الخاص حتى نطلق عليه ألقاباً مثل ( الأسطورة).
? وقد سبق أبي هريرة إلى السجون الآلاف من الأبرياء الشرفاء ولم يخصص لهم رئيس تحرير الرأي العام مقالات للمطالبة بالإفراج عنهم أو الوقوف معهم في محنتهم.
? لهذا وبدلاً من مطالبة رئيس الجمهورية ونائبه والوزير أسامة بأن يدركوا الشاب ( الأسطورة ) أبي هريرة كان على رئيس تحرير الرأي العام أن يناقش قضايا الفساد الكبيرة مثل ما حدث في شركة السودان للأقطان وغيرها.
? فإن انتفت مظاهر الفساد وفُرضت هيبة القانون وتحققت العدالة لما وجد من تأمروا على أبي هريرة الفرصة لذلك، ولما احتاج أي رئيس تحرير لتسخير أعمدته للدفاع عن أشخاص بعينهم.
? انتقلت من مقال رئيس التحرير الرأي العام لما سطره يراع رئيس تحرير السوداني فوجدته يشيد بانجاز كبير علمي كبير لطفلة سودانية هي إسلام مؤكداً أنها مسحت أحزانه بعد تحدث إليه أحد السفراء العرب عن السودانيين باستهزاء.
? نتفق مع رئيس تحرير السوداني على أن سخرية بعض العرب منا تغيظنا وتملؤنا حسرة وألماً، لكن ليس لأنهم يتجنون علينا، بل لأن حالنا فعلاً صار مائلاً بفضل السياسات الخاطئة والفوضى والعشوائية التي ضربت البشر والأرض والشجر في سودان اليوم.
? وقد قفز رئيس تحرير السوداني لنتيجة أيضاً دون أن يقف كثيراً على الأسباب التي أوصلتنا لهذه الدرجة وجعلتنا غير قادرين على منافسة الآخرين في بعض البلدان!
? ومعلوم أن تدني التعليم خلال العقود الأخيرة لعب دوراً واضحاً في ذلك، كما أن انطباعية أخوتنا العرب تلعب دورها أيضاً، بعد أن صرنا ( ملطشة ) بسبب سياسات حكومتنا وإهانتها لكرامة المواطن.
? ومن يفقد كرامته في بلده من الصعب أن يطالب الآخرين بأن يحفظوها له.
? أقول وأعيد وأكرر دائماً أن الإعلام هو رأس الرمح في نهضة أي شعب، وطالما أن هذا هو حال رؤساء تحرير كبريات صحفنا السياسية فليس أمامنا سوى أن ( نلوك المزيد من الصبر) ولك الله يا بلد.
استاذ كمال
كيف لنا ان نلوك مزيدا من الصبر وقد تكسرت اسنانا كيف ؟؟؟؟؟؟؟
لقد هرمنا لقد هرمنا لقد هرمنا …
لو كان الصبر رجلا لقتلنا شر قتل ولمثل بجثثنا ايما تمثيل …
الغريب ان يكون هنالك من يدافع عن الفساد والمفسدين عينك يا تاجر والاغرب
ان يكون ذلك المدافع هو من يناط به الكشف عن الفساد والمفسدين ، الم
يوجه الرئيس بمتابعة كل ما ينشر ويبث عن الفساد في وسائل الإعلام والعمل على التنسيق بين الرئاسة ووزارة العدل والمجلس الوطني ، يعني الاعلام وهو احد الازرع المهمة والمساندة لمفوضية مكافحة الفساد ، وطالما ان احد ازرع مفوضية مكافحة الفساد فاسدا، فعلى المفوضية السلام …..
لك الله يا سودان
مجنون ليلى والهلال