الإرهاق يهدد العملاقين قبل قمة الكأس: المريخ ليس بعيد عن الخطر.. والأزرق الخاسر الأكبر

حافظ محمد أحمد
ساعات فقط ويعلن قاضي جولة مباراة المريخ أمام الهلال صافرة انطلاقة المباراة، العد التنازلي اقترب كثيرا لساعة الحسم، الجميع يحبس أنفاسه انتظارا للقمة التي طال انتظارها بعد أن تطاول موعدها كثيرا بعد أن انسحب الهلال من آخر مباراة ورفض الحضور إلى الدمازين التي كان المريخ يكمن له فيها، وامتدت الفترة الزمنية منذ آخر مباراة لتكون قد زادت عن العام الكامل.
الاستعدادات للمباراة وصلت مراحلها الختامية لكون الفريقان سيؤديان آخر تحضير لهما اليوم، وثمة مصاعب ستواجه الفريقين قبل جولة الكأس غدا التي تمسك فيها الاتحاد الرياضي السوداني بموعدها رافضا التأجيل ريثما ينتهي العمل في ملعب الأبيض الذي كان محددا أن يستضيف المواجهة ومن المتاعب التي سيعاني منها العملاقان الإصابات التي ضربت عددا من العناصر الأساسية وعدم جاهزيتها لتكون بكامل كفاءتها على نحو ما يحدث لعبد اللطيف بويا، نزار حامد، وربما سيف مساوي، بينما يعاني المريخ من غيابات مؤثرة على غرار بله جابر، رمضان عجب، وهما من العناصر الأساسية في الفريق.
الغيابات لن تكون الهاجس الأوحد، إذ هناك مصاعب أخرى تتمثل في الإرهاق الذي يلازم الدوليين عادة عقب أي مشاركة خارجية ولاسيما مع المنتخب الوطني ودرج الدوليون على التواضع دائما عندما يعودون من رحلات المنتخب الخارجية وسيكون دوليو المريخ والهلال عرضة للإرهاق جراء رحلة العودة من أبوجا التي سافروا إليها بعد مباراة صعبة للغاية في الخرطوم غادروا بعدها مباشرة إلى نيجيريا وعندما يعودون يكونون تحت ضغط القمة مباشرة دون أن ينالوا قسطا كافيا من الراحة، وهو ما يقلل من فرص ظهورهم بشكل جيد يكفل لهم التأثير على أداء الفريق إيجابا.
عناصر مؤثرة في الفرقة الحمراء
الخطر ليس ببعيد عن المريخ الذي شارك منه عدد من الدوليين المؤثرين في تشكيلة الفريق على غرار أمير كمال أحد أفضل اللاعبين في البلاد هذا الموسم، وبجانب أمير هناك علي جعفر الذي استأثر بفرصة المشاركة مؤخرا، وقدم مستويات جيدة غير أن غياب جعفر عن القمة لن يكون مؤثرا مثلما عليه حال أمير كمال أفضل اللاعبين على الإطلاق، المريخ ربما يكون أقل تأثرا من غريمه لمشاركة عدد محدود من نجومه في مباراة نيجيريا.
الهلال الخاسر الأكبر
وإذ كانت معاناة المريخ محدودة لقلة العناصر التي تنشط رفقة صقور الجديان، فإن الهلال سيكون الخاسر الأكبر عطفا على وجود مجموعة هي التي تشارك بصفة أساسية مع الفريق والمنتخب مثل محمد أحمد بشير، بشه، بكري المدينة، عمر بخيت، نصر الدين الشغيل وصلاح الدين الجزولي هؤلاء النجوم ربما يكونون بعيدين عن مستواهم في مباراة القمة بجانب دوليي المريخ، وسيكون تأثير الإرهاق واضحا عليهم.
بلا استثناءات
تواضع الدوليين عقب مشاركات المنتخب واستحقاقاته الدولية لم يُستثن منه لاعب من قبل ودرج الدوليون على التواضع عقب أي مشاركة حتى على مستوى أنديتهم، وما إن يعود المريخ أو الهلال أو المنتخب من مشاركة خارجية إلا ويكون تواضع الدوليين العلامة البارزة في المشاركات، وهو المهدد الأكبر للفريقين قبل قمة الكأس التي ينتظرها الجميع بصبر نافذ.
ضغوط مضاعفة لمطلقي السراح
وربما لن يكون الإرهاق المهدد الثاني وسيكون لاعبو الهلال – تحديدا مطلقي السراح – تحت رحمة مزيد من الضغوط، ولاسيما الذين ارتبطت باسمهم مفاوضات مع المريخ وبطبيعة الحال سيحرص اللاعبون مطلقو السراح على تقديم أفضل مستوى حتى يضمنوا أفضل تقييم ممكن، وهو ما يلقي على كاهلهم مزيدا من الضغوط.
نقل المباراة إلى الخرطوم يخفف من المعاناة
ربما من حسن حظ الدوليين نقل المباراة إلى الخرطوم باعتبار أن إقامة المباراة على ملعب ستاد الأبيض، كان سيكلف الدوليون مزيدا من الإرهاق، وبعيد عودتهم أبوجا سيكونون مطالبين بالسفر مباشرة إلى الأبيض مسرح المباراة، غير أن عدم جاهزية الملعب نزلت بردا وسلاما عليهم، وأنقذتهم من مشقة السفر بعد عودتهم من رحلة مرهقة من أبوجا.
المريخ يختتم تحضيراته للقمة
يختتم فريق كرة القدم بنادي المريخ اليوم تحضيراته لمباراة القمة، وسيؤدي الفريق تدريبه الختامي للمباراة بمشاركة اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار لأداء المباراة، ويدافع أبناء القلعة الحمراء عن لقبهم بعد أن حققوا الثنائية الموسم الماضي، ويأمل أنصار الأحمر أن يتمكن فريقهم من تحقيق الفوز والمحافظة على لقب الدوري حتى يكونوا في وضع أفضل عندما يحين موعد ختام مسابقة الدوري الممتاز، ويتفاءل المريخاب كثيرا ببطولة الكأس بعد أن ظلوا يحققون لقبها بسهولة شديدة.
ركلات الترجيح تبتسم للمريخ
يتوقع كثيرون أن تتسم مباراة القمة غدا بالحذر الشديد، ويخشى كل فريق الخسارة التي سيكون لها ما بعدها ولاسيما أن الدوري لا يزال معلقا والفريق الذي سيحقق لقب الكأس سيكون قريبا للغاية من اقتناص درع الدوري عطفا على ارتفاع الروح المعنوية والمشاكل التي ستنتقل للطرف الخاسر، وحال وصلت المباراة لركلات الترجيح، فإن التأريخ يقف مع المريخ كثيرا بينما سوابق الأزرق سيئة للغاية مع ركلات الترجيح، وتمكن المريخ من تحقيق اللقب في المواسم الأخيرة بسهولة شديدة عندما تصل المباراة لركلات الترجيح، بل إن هناك سابقة متفردة بعد أن حقق المريخ اللقب بركلات الترجيح دون أن يتمكن أي لاعب من الهلال من هز شباك أكرم الهادي الذي كان يحرس مرمى المريخ وقتها وانتهت ركلات الترجيح بهدفين للمريخ.
قائد الهلال الأكثر مشاركة في الديربي
يعد عمر بخيت قائد فريق الهلال أكثر لاعبي المريخ والهلال مشاركة في الديربي وطوال السنوات الماضية لم يغب اللاعب عن القمة ليكون أحد أكثر اللاعبين مشاركة وطوال أحد عشر عاما أو تزيد لم يتغيب قائد الهلال إلا عن مباراتين فقط، ليكون واحدا من أكثر اللاعبين مشاركة بجانب القائد السابق في الهلال ولاعب المريخ الحالي هيثم مصطفى الذي يعد أكثر اللاعبين مشاركة من أبناء جيله، عمر بخيت يعد تميمة الفوز في الهلال، إذ نادرا ما يتمكن الأزرق من تحقيق الفوز وعمر بخيت غائب.
أجانب المريخ سنة أولى قمة
لم يغير أجانب الهلال كثيرا في واقع الفريق، ولم يؤثروا على نتائجه في الدوري أو الكأس أو البطولة الأفريقية، وعانى الأزرق كثيرا من تواضع الأجانب والمحترفين، إذ لم ينجح سوى سيسيه بجانب إشراقات سيدي بيه، وعلى الجانب الآخر أظهر أجانب المريخ تفوقا واضحا وساهموا بشكل كبير في الكثير من الانتصارات مثل الحراس جمال سالم، المصري أيمن سعيد بجانب إضاءات وانغا وتراوري وباسكال، وسيكون أجانب المريخ محط الأنظار في مباراة القمة وبخلاف تراوري وباسكال كل أجانب المريخ سنة أولى قمة وسيكتبون مشاركتهم للمرة الأولى في الديربي الذي يعد مؤشرا لنجاح اللاعبين.
المعز يعود للظهور من جديد في الديربي
بعد أن ترك الفرصة لجمعة جينارو في السنوات الماضية، يعود المعز محجوب للظهور من جديد في الديريبي، وكان الحارس المخضرم قد عاد بقوة كبيرة في المباريات الماضية، ونفض عنه المدرب مازدا الغبار ومنحه الفرصة، وأعاد له الثقة من جديد، وقدم المعز مستوى جيدا أمام النسور الخراقة قبل أن يتعرض للإيقاف في الجولة الماضية التي شهدت خسارة المنتخب في أبوجا بثلاثية، المعز شهد الكثير من الانتصارات للأرزق في الديربي، وخسر عددا كبيرا منها أيضا، غير أن التعادل ربما كان النتيجة التي خرج بها في معظم المباريات أيضا.
الديربي يشهد زوارا جددا للشباك
تناقص عدد اللاعبين الذين هزوا شباك الهلال من المريخ في الفترة الماضية، بعد أن غادر معظم اللاعبين الذين وقعوا أسماءهم في سجلات زوار الشباك في الديربي وحافظ الهلال على عدد منهم مثل بشة الذي يعد هداف القمة من بين أبناء جيله، بجانب مهند الطاهر. ويعد قائد المريخ السابق ونجم السلاطين الحالي فيصل العجب الهداف الأول في الديربي من بين كل اللاعبين في الألفية الماضية، وعلى الأرجح سيشهد الديربي زائرا جديدا عطفا على مشاركة عدد كبير من اللاعبين الذين سيظهرون للمرة الأولى في الديربي.
نجم الهجرة العكسية تواق لهز الشباك
لن يكون مهاجم المريخ عبده جابر بعيدا عن الأنظار في الديريب غدا، وسيكون مهاجم الهلال الأسبق محور الاهتمام بعد أن استعد بشكل جيد للمباراة، ويرغب اللاعب في هز الشباك، والتأكيد على أنه مهاجم متميز، وسيحظى عبده جابر بفرصة المشاركة في المباراة على الأرجح ما لم يمنح المدرب الفرصة لتراوري العائد من بلاده بعد مشاركة في التصفيات الأفريقية ومعسكر ناجح في فرنسا عبده جابر واحد من اللاعبين الذين بدلوا الشعار بعد أن غادر الأرزق وحط رحاله في هلال كادوقلي قبل أن يختار المريخ الصيف الماضي.
نيلسون وجه جديد في الديربي
وإذا كان هناك أكثر من لاعب مريخي سيسجل مشاركته الأولى في الديريبي، فإن نيسلون الوافد الجديد في الهلال سيكون أمام أول مشاركة رسمية لها أمام المريخ، وهو يرتدي شعار الهلال ويعد اللاعب مرشحا فوق العادة للمشاركة أساسيا، بجانب نصر الدين الشغيل في محور الارتكاز بعد أن قدم اللاعب نفسه أفضل ما يكون في الفترة الماضية، وبات أحد العناصر الأساسية في فريقه، ويعول عليه أنصار الأزرق كثيرا ليكون اللاعب الذي يراهنون عليه.
فوز يكسر التعادلات
استسلم عملاقا القمة للتعادل في آخر المباريات التي شهدتها مسابقة الدوري، ولم يتمكن أيٌّ من الفريقين من تحقيق الفوز، وبخلاف آخر فوز حققه الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدفين سيطر التعادل على كل المباريات، وكان النتيجة التي حسمت المباريات، وعلى الرغم من ترجع أداء المريخ في آخر مباريات الديربي فإن الأزرق لم يستطع تحقيق الفوز، وكان التعادل النتجية التي انتهت عليها مباريات الدور الأول والثاني من الممتاز، ولابد أن يعود الفوز في مباراة اليوم حتى وإن كان عبر ركلات الترجيح.
اليوم التالي