اعتدال ، تشدد ، شخصنه

خلوها مستورة

اعتدال ، تشدد ، شخصنه

طارق عبد الهادي
[email protected]

بالأمس ذكرنا أن آفة العمل العام في هذه البلاد ومنه السياسي قطعا هو التطرف و علو صوت البعض المتطرف من جميع التيارات والأيدلوجيات ،, وانزواء العقلاء والمعتدلين إما مجاملة او لا مبالاة فكانت نتيجة كل هذا ان الجميع عندما تعرضوا الى امتحان والى فرصة حقيقة في الحكم فرطوا ونضيف اليوم عاملا آخر في التشدد هو الدين الذي عمق من اختلاف الفهم حتى داخل الصف الإسلامي أو القريبين فكريا منه أنفسهم ، فالقراءة للإسلام تجعل هناك إنسانا معتدلا مثل محجوب عروة وآخر متشددا او متطرفا (حسب وجهة نظرك) مثل الطيب مصطفى وسعد احمد سعد مع حفظ الألقاب للجميع ، بدل ان يصبح الاختلاف رحمة نرى الزوابع تثور لأصغر الأسباب و بين أيدينا ما يدور بين الإمام الصادق المهدي وهيئة العلماء الشرعية وكل ما قاله الإمام هو إشارته إلى أن المطلوب شرعا من المرأة المسلمة هو الاحتشام بلبس ما يستر بدنها عدا الوجه والكفين ومحاذاة الرجال للنساء في الصلاة. هاجموه بل وسمع الناس نبرة التكفير لمجرد الخلاف على الحجاب الشرعي ومحاذاة الرجال للنساء في الصلاة وليس اختلاطهم معا كما ادعى البعض! ولكنه التصيد والتربص والجدل و الشخصنه و الاختلاف حول جنس الملائكة وينطبق علينا قول سيدنا عمر ان الله اذا ابتلى قوما سلط عليهم الجدل ومنعهم العمل. خلط الديني بالسياسي هو ابتلاء آخر مما ابتلينا به في العقود الأخيرة فالسياسة نسبية وهي فن الممكن هي فن المنطقة الوسط او المنطقة الرمادية والدين مطلق وخلط المطلق بالنسبي يفسدهما معا لقد فشل السودانيون بجميع مدارسهم ، المهدية قديما وحديثا او الإسلاميين بجميع تياراتهم في ان يتم إنزال الدين كقيم نزرعها في الناس بدون الاضطرار إلى الحكم به، اذ المشكلة عندما نحكم بالدين نقع في دائرة التصلب التي لا تقبل بحل وسط، والسياسية دائما هي البحث عن الحل الوسط، أما التصلب عند نقطة معينة بدون مراعاة موازين القوى الدولية من حولنا فنتيجته الدخول في حرب مع الغرب والكنيسة والسودان لا قبل له بذلك وقد أشرت في مقال سابق لماذا القطريون مثلا لديهم علاقات دولية ممتازة وفي نفس الوقت يدعمون الشعب الفلسطيني ماليا عبر الأمم المتحدة ووكالتها (الاونروا) أفضل منا اسألوا الفلسطينيين أيهم أهم لهم قطر ام السودان ستحبطون من الإجابة! إذا لما نحشر أنفسنا في الصراع العربي الإسرائيلي ونزايد ونحن لسنا من دول الطوق ولا دول المحور ، بل علينا البحث عن مخرج من هذه الدائرة المتصلبة ولنرى مصلحة البلاد أولا ، نعود الى الشخصنة لقد نبهت حكاية كرم الها عباس والي القضارف وعبد الحميد موسى كاشا والي جنوب دارفور مع وزير المالية كيف تلعب الخلافات الشخصية دورا في التربص والكيد للآخر بدون الاعتبار ان مال الدولة ليس ملكا لأحد منهم ليصفي خلافاته به سواء بالمطالبة او المنع إلا ان حكاية كرم الله لفتت الانتباه إلى خطورة النظام الاتحادي الحالي بما انه منتخب حقيقة ي كرم االله وذكر اللجوء للمحكمة الدولية اذ ما الذي سيمنع واليا منتخبا غدا ان يطالب بتقرير المصير ان لم يعطى ما يطلبه من مال ، لابد من سيادة قانون واضح بحقوق والتزامات بعيدا عن المناكفات الشخصية.
صحيفة الوفاق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..