على رأي الطاهر ساتي.. كجبار النقاش أولاً

فكرت في الكتابة عن دال وكجبار.. والتي يجتهد البعض في تحويلها لداحس وغبراء جديدة.. فلم أجد أفضل مما كتب الزميل الطاهر ساتي بالزميلة السوداني فإليكم.. م . ل
* ليس بالإجماع، ولكن – للأمانة – الكثافة المناهضة لبناء سدي دال وكجبار بأرض المحس هي الأكثر عدداً ثم الأعلى صوتاً.. ولأن سياسات الحكومة في كل قضايا رعيتها دائما ما تغلف الخدمة بالظلم، وبذلك تقتل الثقة في نفوس الناس، وتجعلهم لا يستبشرون خيرا حتى بالمشاريع التنموية.. ولذلك، رغم اختلاف المواقف بمناطق المحس، فالمؤيد لدال وكجبار يجد العذر لمن يرفضهما..!!
* فالأهل في ذاكرتهم تجربة السد العالي.. تلك التجربة التي ذاق مرارتها أهل حلفا، وذاق حلاوتها غير بني جلدتنا الذين نكثوا العهود والمواثيق، فلم تضيء قرية سودانية بكهرباء ذاك السد – كما قال العهد والميثاق – وكذلك تشرد أهل الديار إلى ديار غريب مناخها وترابها وثقافتها، وصار فيها النوبي – إلى يومنا هذا – غريب الفؤاد والثقافة واللسان.. وأهل دال وكجبار يتوجسون من هذا الحال والمآل..!!
* ثم تجربة سد مروي التي آثارها لا تزال سارية في نفوس المناصير.. فالأهل بالمناصير قابعون في صخورهم بلا خدمات، فقط لأنهم تقدموا للدولة ببعض المطالب المشروعة، ثم جاهروا ببعض التظلمات الواضحة لذوي الألباب والأبصار والبصائر.. لم يرفضوا السد، ولم يطالبوا بتوطينهم في أحياء الخرطوم الراقية، فقط طالب المناصير بتوطينهم حول بحيرة السد، ولكن الدولة بخلت عليهم بهذا الجوار، ثم عاقبتهم بالحرمان من حقوق الحياة..!!
* تلك تجربتان، وأحلاهما مر، ويتوجس منها أهل دال وكجبار، ولهم حق التوجس.. هم لا يرفضون تنمية وتطوير ديارهم، بل يحلمون بديار ذات نماء ورخاء يعود إليها النازحون والمهاجرون.. ولا يرفضون استبدال شقاء الحال إلى أحسن حال.. وكذلك يأملون في غد تتحول فيه قراهم المبعثرة ومدنهم اليابسة إلى مدن عريقة وقرى سامقة تحمي حضارة عمرها سبعة آلاف سنة من الاندثار والترحال.. وكل هذه الطموحات الخضراء حملها الأجداد في نفوسهم حتى ماتوا، ثم يحملها اليوم الآباء والأبناء هنا وفي المنافي..!!
* ومشروع تنموي كالسدود كان يجب أن يكون لهم بشارة خير لتحقيق بعض تلك الأحلام العريضة، ولكن – للأسف – حتى مشاريع الدولة التنموية لم تعد في بلادنا (فاتحة خير)، لأنها لا تخلو من لوث التسلط وغبار السلاطين وسياط أجندتهم السياسية.. فالتنمية حين تكون للإنسان تمشي لهذا الإنسان – بسيقان الخير – بسلاسة، ولكن حين تكون للسلطة والسياسة تكون النتائج قهراً وتعذيباً.. وليس من الحكمة أن تفرض الحكومة مشاريعها على الناس بمنطق القوة وليس قوة المنطق..!!
* فلندع الذين عبروا عن رفضهم لسدي كجبار ودال بمشكيله عبر مسيرة السبت الفائت، وكانت مسيرة (واعية)، بحيث لم تشتم زيداً من الناس أو تُكسر مرفقاً، بل عبرت عن موقفها الرافض للسدين بكل شجاعة ومسؤولية.. فلندعهم، ونسأل حكومتهم أسئلة ذات الصلة بالسدين.. أين دراسة جدوى السدين؟، وكم هي السعة التخزينية لخزانيهما؟، وما هي القرى المتأثرة بالسدين؟، وما مصير أهلها؟.. للأسف، لا إجابة إلا في دهاليز السُلطة وكأن المراد إنشاء محطات نووية وليست مجرد محطات كهربائية.. وعليه، بغض النظر عن أسباب الرفض الأخرى، فإن غياب الشفافية – ونقاشها الحر بين السلطات والمتأثرين – يعلو على كل الأسباب

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هل يمكن لانسان عاقل ان يعتقد بان مشاريع السدود هذه إنما هى مشاريع تنمية ؟

    هل قامت هذه الحكومة بأى مشروع يمكن ان يطلق عليه انه مشروع تنمية؟

    أليس واضحا ان هذه الحكومة وجماعة الاخوان المسلمين إنما يقومون بتدمير مستمر لكل مشاريع التنمية التى وجدوها فى السودان؟

    أليس واضحا انهم يقومون بسرقة كل المرافق وأنهم يبيعون كل ثروات الشعب لمحسوبيهم او لمن يدفع رشاوى؟

    تنمية؟؟

    وكمان تنمية رغم أنف المواطنين؟

    المواطن الذى صار تحت حكم هذه الحكومة فى حالة يرثى لها ولا يجد مستشفى ولا مدرسة ولا أمن ولا دخل شهرى يطعمه او يطعم أسرته ، هل يمكن لانسان عاقل ان يصدق ان هذه الحكومة تريد ان تنشئ له مشاريع تنمية؟

    هذه السدود ليست الا صفقات تم استلام ثمنها وتريد الحكومة الان ان تجبر المواطن المسحوق على ترك ارضه

  2. طبعا لا بد من التشاور قبل تنفيذ اى مشروع تنموى فى اية منطقة مع الاهالى وتطمينهم اولا على مالهم بعد اغراق ديارهم ومراعيهم ومزارعهم ولكن انا كنوبى افتكر انه اولياء امورنا تشاوروا مع اولياء امورنا المحليين امثال عبد الرحيم محمد حسين وبكرى حسن صالح وشيخ الدين مختار وعصام ميرغنى وبلال عثمان وغيرهم من الذين يعرفون مصالحنا اكثر مننا ولذلك لا ارى سببا وجيها للتزمجر والتزعل والتظاهر

  3. من المُدهش والمُحير في آن واحد، أنه وعلى الرغم من كُل هذه الكتابات والمقالات والإحتجاجات وحرب داحس والغبراء، لم يتفضل أي كاتب أو ناقد أو مسئول حكومي ليفيدنا عن أهداف هذه السدود، وهل هي لري الصحراء القاحلة، أم لتوليد الكهرباء، وكم تولد من ميغاواتات، وألا يوجد بديل آخر أقل كُلفة أو بدائل أخرى، وأكثر فائدة، وأقل إثارة للخلاف والشقاق.

    الحكاية شنو؟

  4. انا معجب بالاستاذ محمد لطيف لانه يمثل الكوز الكامل، فهم يدخلون هذا المسرح الدائري مغطين عورتهم بورقة التوت التقليدية ، ناسين ان نصف المشاهدين يرونهم من الخلف.

  5. محاولة أخرى للتربين على المتوف و لكن في النهاية عارفينك يا محمد لطيف حتقيف مع منو زي ما كتبت مؤخرا في تبرير زيادة تعرفة المياه

  6. الأستاذ محمد لطيف عرفناك مصادم وماتقول الا الحق وانت من انساب عائلة البشير ، ولكن كم كنت اتمني ان تكتب انت بيدك كما كتبه الطاهر ساتي الكوز الكبير المطبل للكيزان ولم يكتب مايشفع في يوم من الأيام عن سد كجبار رفضا للسدود لانه نوبي .
    لماذا لم تكتب انت بي قلمك عشان نعرف رايك في هذا الارق النوبي ، وهل تعلم بان هذه السدود المقترحة سيغرق الي دنقلا ، والسبب بسيط جدا انظر في فيضان 88-94م ماذا حصل لي جزيرة بدين وبعض المناطق في دنقلا وكيف سيكون بعد بنا سد ارتفاعه اكثر من 30 متر .
    وماذا استفدنا من سد مروي لا كهرباء ولا زراعة ، وهل تعلم لماذا لم نستفيد منها في الزراعة ، لانه المفروض ان يكون هنالك نهرين اخرين في الشرق ترعة وادي الخوي وترعة اخري يذهب الي غرب السودان اذا كان تم تركيب التوربيانت في مكانها الصحيح ولكن الجماعة دقسو وتم تركيب التوربيان عند اعلي جسم للسد لذلك لم نستفيد منها في الزراعة لانكن اذا عملت الترعة فان التوربينات سوف لا يعمل .
    نحن كمعارضين للسدود في المناطق النوبية نريد ان نحافظ ارض اجدادنا وهو حضارة عمرها سبعة آلاف سنة من الاندثار والترحال

    فالتنمية حين تكون للإنسان تمشي لهذا الإنسان ولكن ماهو التنمية الذي سيتفيد بها الانسان النوبي بعد اغراق اعرق حضارة في التاريخ

  7. شكرا يا عزيزي عبد الرحيم ، انا اعرف محمد لطيف من كتاباته فقط وهو يحاول ان لايقول ما يقضب ولي نعمته ، تاركا الامانة و ناسيا “ان الساكت عن الحق شيطان اخرس” انا احبه لدرجة محاولة زحزحته عن هذا الطريق المؤدي الى نار القيامة و الخازوق التركي سواء ان كان كتر او عشر. وهو مصيرهم كلهم من الابن الضال الى الخال الذي يغنون له”الخال خالي و بختو في بالي!”

  8. طبعا لا بد من التشاور قبل تنفيذ اى مشروع تنموى فى اية منطقة مع الاهالى وتطمينهم اولا على مالهم بعد اغراق ديارهم ومراعيهم ومزارعهم ولكن انا كنوبى افتكر انه اولياء امورنا تشاوروا مع اولياء امورنا المحليين امثال عبد الرحيم محمد حسين وبكرى حسن صالح وشيخ الدين مختار وعصام ميرغنى وبلال عثمان وغيرهم من الذين يعرفون مصالحنا اكثر مننا ولذلك لا ارى سببا وجيها للتزمجر والتزعل والتظاهر

  9. من المُدهش والمُحير في آن واحد، أنه وعلى الرغم من كُل هذه الكتابات والمقالات والإحتجاجات وحرب داحس والغبراء، لم يتفضل أي كاتب أو ناقد أو مسئول حكومي ليفيدنا عن أهداف هذه السدود، وهل هي لري الصحراء القاحلة، أم لتوليد الكهرباء، وكم تولد من ميغاواتات، وألا يوجد بديل آخر أقل كُلفة أو بدائل أخرى، وأكثر فائدة، وأقل إثارة للخلاف والشقاق.

    الحكاية شنو؟

  10. انا معجب بالاستاذ محمد لطيف لانه يمثل الكوز الكامل، فهم يدخلون هذا المسرح الدائري مغطين عورتهم بورقة التوت التقليدية ، ناسين ان نصف المشاهدين يرونهم من الخلف.

  11. محاولة أخرى للتربين على المتوف و لكن في النهاية عارفينك يا محمد لطيف حتقيف مع منو زي ما كتبت مؤخرا في تبرير زيادة تعرفة المياه

  12. الأستاذ محمد لطيف عرفناك مصادم وماتقول الا الحق وانت من انساب عائلة البشير ، ولكن كم كنت اتمني ان تكتب انت بيدك كما كتبه الطاهر ساتي الكوز الكبير المطبل للكيزان ولم يكتب مايشفع في يوم من الأيام عن سد كجبار رفضا للسدود لانه نوبي .
    لماذا لم تكتب انت بي قلمك عشان نعرف رايك في هذا الارق النوبي ، وهل تعلم بان هذه السدود المقترحة سيغرق الي دنقلا ، والسبب بسيط جدا انظر في فيضان 88-94م ماذا حصل لي جزيرة بدين وبعض المناطق في دنقلا وكيف سيكون بعد بنا سد ارتفاعه اكثر من 30 متر .
    وماذا استفدنا من سد مروي لا كهرباء ولا زراعة ، وهل تعلم لماذا لم نستفيد منها في الزراعة ، لانه المفروض ان يكون هنالك نهرين اخرين في الشرق ترعة وادي الخوي وترعة اخري يذهب الي غرب السودان اذا كان تم تركيب التوربيانت في مكانها الصحيح ولكن الجماعة دقسو وتم تركيب التوربيان عند اعلي جسم للسد لذلك لم نستفيد منها في الزراعة لانكن اذا عملت الترعة فان التوربينات سوف لا يعمل .
    نحن كمعارضين للسدود في المناطق النوبية نريد ان نحافظ ارض اجدادنا وهو حضارة عمرها سبعة آلاف سنة من الاندثار والترحال

    فالتنمية حين تكون للإنسان تمشي لهذا الإنسان ولكن ماهو التنمية الذي سيتفيد بها الانسان النوبي بعد اغراق اعرق حضارة في التاريخ

  13. شكرا يا عزيزي عبد الرحيم ، انا اعرف محمد لطيف من كتاباته فقط وهو يحاول ان لايقول ما يقضب ولي نعمته ، تاركا الامانة و ناسيا “ان الساكت عن الحق شيطان اخرس” انا احبه لدرجة محاولة زحزحته عن هذا الطريق المؤدي الى نار القيامة و الخازوق التركي سواء ان كان كتر او عشر. وهو مصيرهم كلهم من الابن الضال الى الخال الذي يغنون له”الخال خالي و بختو في بالي!”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..