“قطع السمسم” مهنة مسامرات الليالي المُقمرة

القضارف ? حسن محمد علي
(1)
لا يبدو قاطع السمسم مكترثا بغير إنهاء مهمته العاجلة، هناك سحب تشعل مخاوفه، وعليه أن يقطع المسافة سريعا، في حالة هطول الأمطار من الممكن أن يتلف المحصول، وهو على الأرض في انتظار شمس الدرت الساخنة لتجففه ويصبح جاهزا لعملية (الدق) في أوعية ضخمة من المشمعات، (حلة أو حلتين) وهي مقدار الجهد اليومي لعمليات حصاد السمسم، لا مجال أمامه للتوقف، فوعود الحكومة بتوفير حازمات السمسم لم توف بها، وعليه أن ينجز أعماله التي تعب وسهر عليها الليالي طوال موسم الأمطار بين الزراعة والنظافة.
(2)
في الرقعة الزراعية التي تمتد لنحو مليون ونصف المليون فدان بولاية القضارف تنضج شجيرات السمسم هذه الأيام، مهمة القطع أحد أهم العمليات، كونها ترتبط بأجل نضوج المحصول ومخافة أن يتدفق من حويصلاته التي تضم حبيبات غالية الثمن بالطبع، بالتأكيد المهنة لها عمالها لكن في المساحات الصغيرة (البلدات) يقوم بالمهمة الأهالي لوحدهم ولشدة حرارة الشمس يلجأ العمال والمزارعين الصغار للقطع في الليالي القمرية، الحالة مليئة بالمشاهد الحياتية والنشاط وليس بالمهنة العمالية المحضة، هنا من يرتجل أبيات من الشعر آخر من بعيد يدندن برائعات الغناء السوداني، هذا المناخ الذي يضج مع نسمات الليل الباردة يمنح العامل قدرة على العطاء والبذل، لن توقف شمس الدرت الحارقة همة العمال، فهم أيضا في الليالي القمرية يتآنسون وينجزون أعمالهم للآخر، ويحملون في آخر العام حصادهم لشراء احتياجاتهم المعيشية وإنفاقها على الأفراح والأتراح في غالب الأحوال.
اليوم التالي
حبيبي حسن سلام من الله عليك ورحمة منه وبركاته … التحية لك ولاهل القضارف ولكل سوداني يعيش حياته مع بيئته يزرع ويحصد .. بعيدا عن سفاسف الامور وغلاء المهور في خرطوم الجن ,,, سبناها لناس … ما يعرفون الا الكريمات والمسوح ولبس العبايات … والغريبة يطلعوا في الشاشات يكلموا الناس الزيهم … بس ناس الزراعة والحصاد نائمين يسييغظون باكرا للفلاحة والعمل
الله يوفق جميع مزارعي القضارف
يــا الله .. يــا أســتاذ .. حـسـن .. رغم أنـي مـن مـواليد الخـرطـوم (نـاس الخـرطوم الزمـان) .. ولـكن قــدر لـنـا فـي الأثــر إلآ أن أرتبط بمناطـق جـنـوب القضارف لأسباب الرزق و الكسب الحلال و قد كان و الحمد لله على نعمائه.
:
رجـع صــدى تلكم الأيام و لكأني أسمع وأرى و أعيش تلكم الأيام الأن حـقـا حـقـا :
السوق .. الخيش بوابير الماسي الشهيرة 290 .. 85 موديل تلفزيون الدساكي 30 صاجـة .. لاندروفرات .. اللواري ..التـواريب .. سمسم أبو نعامـة .. بابنجة .. حريحر) فتريته ( ارفع قدمك ) الدبر بأنواعة وكذلك الدخـن , و كذلك السوق يـعــج بـمجتمع الجنقو ( عمال الكديب .. قطع السمسم ..حـت السمسم .. القضارف شتات .. زريبة المحاصيل )
الميز ( كجيك .. عدس بالمبا .. صلصة ناشفة .. عـطــرون .. زيت .. دقيق .. سكر .. شاي .. سـيجائر .. صــعــوط .. صـابــون غـسـيل .. كورس ملاريـا من الصيدلية .. مبيد عقارب .. ناموسية .. عراريق و سراويل ..مناجل لقطع السمسم و العيش .. حجار بطارية .. صاج العصيدة .. )
:
يــالــهــا مـن أيــم
معلومـة :
الـدق : دق العيش و ليـس للسمسم و أستخدام الدقاقة لحصاد العيوش و لا زال السمسم يحصد يدويا.
الحـت : حت السمسم ( يمسك العامل عدد 2 قليقة ( ربطتين ) من السمسم بعد تأكدة من جفافهما ثم يبدا طرق إحداهما بـالأخري فينساب السمسم الأبيض كـأنسياب الحليب من ضرع الناقة ..و إنـت أخــر إنـبـسـاط ..!!
الحلة : تـسـاوي 10 تكــال .
النكل : يـسـوي 4 ربطات ( حـزمـة .. حـزم .. بالبلدي قليقة ) .