أوراق الشعر السوداني تتساقط..اليوم”هجَاء المدن”يترجل

أوراق الشعر السوداني تتساقط..اليوم
الفقيد الواثق الفقيد الواثق “هجاء المدن”
وكالة أنباء الشعر- محمد السيد
بدأت أوراق الشعر السوداني الخضراء في التساقط، على وقع الدموع والأحزان، فقد فقدت الساحة الثقافية السودانية في غضون ثلاثة اشهر، أهم شعرائها وأدبائها، فبعد رحيل شاعر الشعب محجوب شريف، سقطت ورقة خضراء ثانية من شجرة الشعر السوداني في الشهر الحالي، تمثلت في رحيل الشاعر محمد عثمان عبدالرحيم، شاعر” انا سوداني”، وذلك بعد 107 عاما من الابداع والعطاء. اليوم يبكي السودان على رحيل”هجَاء المدن” الشاعر والأكاديمي، الدكتور محمد الواثق، عن عمر يقارب الثمانين، ووري جثمانه الثرى في قرية النية بالقرب من مدينة الجيلي. وقد مثل موته فاجعة لطلابه الذين كان إلى جانبهم حتى آخر يوم في حياته، لم يمنعه من ذلك أن الموت يتربص بخطواته الأخيرة على المدرجات. هذا وكان الدكتور محمد الواثق، يحتل مكانة مرموقة بين الشعراء السودانيين المؤثرين، وكان وفياً على الدوام لشكل القصيدة العربية الأصيلة، ويعده البعض سادناً للشعر العمودي، ويتمتع الواثق باعتراف النقاد الحاذقين، ويعدونه صاحب موهبة شعرية جنبته أن يكتنف شعره بيتاً مختلاً أو قافية نابية، وفوق ذلك هو عالمٌ بدروب اللغة العربية، وأكاديمي محترف، ودارس لعلم العروض وفقه اللغة.ولد محمد الواثق يوسف المصطفى في ديسمبر من العام 1936م بقرية (النية) التي تقع إلى الشمال من مدينة الجيلي. وتخرج في مدرسة وادي سيدنا الثانوية ليلتحق بعدها بكلية الآداب (جامعة الخرطوم، قسم اللغة العربية)، وتخرج فيها العام 1962 بمرتبة الشرف الأولى، وهو واحد من الطلاب الذين رعاهم الدكتور عبد الله الطيب، وراهن على التزامهم الشعري الأصيل، إلى جانب أنه كان مقرباً من الدكتور إحسان عباس الذي ساهم بمجهودات مقدرة في طباعة الديوان الأوّل لمحمد الواثق.




اللهم اغفر له وارحمه واجعل الجنة مثواه
رحم الله الدكتور الواثق رحمة واسعة والهم أهله وزويه في النية ، الجيلي والسروراب شرق وغرب حسن العزاء وانا لله وانا اليه راجعون.
رحم الله صاحب ديوان أمدرمان تحتضر..تسع قصائد عصماءفي بحر واحد..رغم مرور الزمن تعلق بعض الابيات في الذاكرة..منها مطلع الديوان
ما كل يوسف من تعرى النساء له****هذي ثيابك يا امدرمان فاستتري
و
لقد سئمت نساء صار ديدنهن المشي والسعي حتى ضجت الطرق
وقد سئمتك يا امدرمان فاستمعي*** إما استقيمي وإما اليوم نفترق
أما مطلع الديوان
لا حبذا انت يا امدرمان من بلد*** أمطرتني نكداً لا جادك المطر
من صحن مسجدها حتى مشارفها ***** حط الخمول بها واستفحل الضجر
إلى ان يقول:
ولا أحب بلاداً لا ظلال لها**** يظلها النيم والهجليج والعشر
له الرحمات منك يا رب
له الرحمة والمعفرة…وانا لله وانا اليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعه وكذلك هجا كسلا واهلها بقولته الشهيره
وقوم من فرط كسلهم سمو مدينتهم كســــــــــلا
وادرووب متسخ اذا فاض بجنبه القاش ما اغغتسلا
ولقصيده طويلة هذا ما تذكرته رحمه الله
ماذا يريبك من وصول القادم عجلان يخفى وجهه كما الآثم
قطع السهوب مفازة بمفازة ثم أناخ عشيا فى سبها بوجه قاتم
بالأمس جاءنى ينعى خاتما واليوم بنعى والد خاتم
هذا مطلع قصيدة رثاء اخيه الخاتم وقد كان يومها استاذ في جامعة سبها
قيل وقتها من حمل اليه خبر موت اخيه وبعدها بايام ابيه شخص واحد.
رحم الله دكتور عبدالله الطيب وخليفته دكتور الواثق
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا اليه راجهون ،
من قصائده الجميلة ايام الشباب ( امدرمان تحتضر)
دكتور الواثق )
لا حبذا انت يا أم درمان من بلد
أمطرتنى نكدا لا جادك المطر
من صحن مسجدها حتى مشارفها
حط الخمول بها واستحكم الضجر
ولا أحب بلادا لا ظلال لها
يظلها النيم والهجليج والعشر
ولا أحب رجالا من جهالتهم
أضحى وامسى فيهم آمنا زفر
اكلما قام فيهم شاعر فطن
جم المقال نبيل القلب مبتكر
ضاقوا بهمته واستدبروا جزعا
صم القلوب وفى آذانهم وقر
أكلما غرست كفى لهم غرسا
كانوا الجراد فلا يبقى ولا يذر
المظهرون بياض الصبح خشيتهم
والمفسدون اذا ما صرح القمر
قميص يوسف فى كفى أليح به
قميص يوسف لم يرجع لهم بصر
ولا احب نساء ان سفرن فقد
تحجر الحسن والاشراق والخفر
من كل ماكرة فى زى طاهرة
فى ثوبها تستكن الحية الذكر
يابعض أهلى سئمت العيش بينكم
وفى الرحيل لنا من دونكم وطر
سألتك الله رب العرش فى حرق
انى ابتأست وانى مسنى الضرر
هل تبلغنى حقول الرون ناجية
تطوى الفضاء ولا يلفى لها أثر
قرب الجبال جبال الألب دسكرة
قد خصها الريف لاهم ولا كدر
تلقاك مونيك فى أغيائها عرضا
غض الاهاب ووجه ناعم نضر
من صبح غرتها حيك الضياء لنا
ومسك دارين من أردانها عطر
مونيك انى وما حج الحجيج له
لم يلهنى عنكم صحو ولا سكر
وعهدك الغر فى أغوار محتمل
انى لذاكره ما أورق الشجر
كيف اللقاء وقد عز الرحيل وما
يثنى عنانى سوى ما خطه القدر
راحلتى همتى لاتبتغى وطنا
لكن يقيدها الاشفاق والحذر
مونيك كانت لنا أم درمان مقبرة
فيها قبرت شبابى كالألى غبروا
ان الأنيس بها سطر أطالعه
قد بت اقرأه حتى عفا النظر
ثم اصطحبت كميتا استلذ بها
وخلت فى سكرتى ام درمان تحتضر
اللهم ارحمه واغفر له واجعله من أصحاب اليمين ،، فقد كان بحق سادن اللغة العربية وحامي حماها بالسودان
طبعاً الزول دا إتولد في بؤرة البؤس والفقر والإعتزاز بأمجاد وهمية زائفة من شاكلة الزبير باشا جدنا وغيره من السخف الذي عطّل عجل التعليم والتطور حتى هذه اللحظة ( منطقة النية والجيلي وديري و….الخ) لذلك كان ساخطاً على معظم المدن السودانية……وفي شاعر مشهور حاول يرد على الراحل الواثق، ولكن حينما رأي منطقة النية رثى لحالها وحال ساكنيها ورفض أن يرد .
حبيبنا ود البلة أظنك لاتعرف الكثير عن الشاعر المرحوم وحتى هيجائة لم تقراءة وهو هجاء بطابع النكتة والخفة زائداً بأن الشاعر الواثق والده خريخ كلية غردون وجميع أخوانه يحملون شهادات علميه رفعيه في شتى المجالات وقرية النية ياهذا قرية وديعه وناسها ظراف وخفاف ومريشين للطيش كمان
الرحمه والمغفره للدكتور محمد الواثق وللدكتور محمد الخاتم …