التكلفة باهظة، لكن بنغازي تستحق

ارتفاع حصيلة القتلى في معارك تحرير مهد الثورة الليبية الى 149 قتيلا عقب نجاح قوات الجيش في السيطرة على قلب المدينة ومداهمة منازل الاسلاميين.
ميدل ايست أونلاين
السيطرة على المدينة يعطي دفعة للتقدم الى ما هو ابعد منها
بنغازي (ليبيا) – نفذت وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر، الخميس، عمليات دهم واسعة استهدفت منازل عدد من قادة الميليشيات الإسلامية في مدينة بنغازي (شرق).
وقتل الخميس 29 شخصا في مواجهات واعمال عنف متفرقة في بنغازي ما يرفع حصيلة الضحايا في هذه المدينة منذ اسبوع الى 149 قتيلا على الاقل.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش النظامي الليبي إن “وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمقاتلين من غرفة عمليات الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر نفذوا الخميس عمليات دهم واسعة النطاق على بيوت من قادة الميليشيات الإسلامية في مدينة بنغازي”.
وأضاف العقيد أحمد المسماري ان “الجيش وجد ترسانات من الأسلحة والذخائر في بيت وسام بن حميد قائد ما يعرف بالقوة الأولى للواء درع ليبيا في المنطقة الشرقية في منطقة الكويفة الواقعة في المدخل الشرقي لمدينة بنغازي”.
وتابع أن “ترسانة أخرى من الأسلحة والذخائر وجدت في بيت أحمد العقيلي القيادي في أنصار الشريعة في منطقة أرض أزواوة وسط منطقة بنغازي”.
وقال شهود عيان إن “الجيش والمسلحين الموالين للواء حفتر اشتبكوا مع قادة إسلاميين في الشريط الساحلي لمدينة بنغازي في عدة مناطق هي الكويفية وبودزيرة وأرض أزواوة مع كل من آل بن حميد وآل الشقعابي وآل العقيلي تباعا”.
وافاد مراسلون أنه “تم هدم منزل بن حميد، وحرق منزل العقيلي في أرض أزواوة بعد اشتباكات دامت أكثر من عشر ساعات بمشاركة المسلحين الموالين للواء حفتر في مناطق الوحيشي وشارع سوريا وسيدي يونس وأرض أزواوة وسط المدينة بعد إخراج العديد من الأسلحة والذخائر منه”.
وأكد المصدر العسكري والشهود “أن بيت محمد العريبي الشهير بـ(بوكا) قائد ما يعرف بالقوة الثانية للواء درع ليبيا في المنطقة الشرقية تم هدمه الأربعاء بعد عملية دهم نفذت حياله”.
وشن الطيران الحربي الموالي للواء خليفة حفتر غارات جوية على عدة مواقع بمنطقة بودزيرة والكويفية تم التصدي لها بالمضادات، فيما اندلعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة تواصلت لساعات.
ووفقا لمصدر طبي فإن عمليات الدهم هذه والاشتباكات التي يخوضها الجيش في المدخل الغربي لمدينة بنغازي، إضافة إلى اعمال عنف متفرقة أوقعت الخميس 29 قتيلا.
وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن “المركز استقبل الخميس 19 قتيلا بينهم اربعة مجهولي الهوية وضابط في اللواء 204 دبابات التابع للجيش إضافة إلى قيادي إسلامي في أنصار الشريعة”.
وأضاف أن “بقية القتلى فارقوا الحياة نتيجة إصابتهم في اشتباكات أرض أزواوة وبودزيرة وأعمال إعدام نفذت خارج إطار القانون وإصابات بالرصاص الطائش”.
وقال مصدر طبي إن “عشرة قتلى على الأقل جراء الاشتباكات تلقاها مستشفى الكويفية المتخصص في الأمراض الصدرية لقربه من مواقع الاشتباكات التي دارت في بودزيرة”.
ومساء الأربعاء، تقدمت وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمسلحين موالين لحفتر إلى منطقة حي السلام شمال شرق وسط بنغازي للمرة الأولى منذ بدء الهجوم الذي يشنه حفتر في المدينة منذ يوم الاربعاء على الميليشيات الاسلامية.
ويشارك مدنيون مسلحون إلى جانب قوات حفتر في الهجوم الجديد لاستعادة بنغازي التي سقطت في تموز/يوليو بايدي ميليشيات إسلامية بينها جماعة أنصار الشريعة المتشددة.
ويتمركز الجيش عند تخوم بنغازي الشرقية والجنوبية والغربية، لكنه يتخذ من مرتفعات بنينا، حيث مطار بنغازي والرجمة الواقعتين في الضاحية الجنوبية الشرقية للمدينة، مركزا للقيادة حيث غرفة العمليات الرئيسة لعملية الكرامة، بعد خسارته لعدة مواقع هامة في المدينة خلال المعارك مع الإسلاميين.
ومنذ الأربعاء، تخوض الكتيبة 21 في القوات الخاصة (الصاعقة) واللواء 204 دبابات التابعان للجيش النظامي اشتباكات طاحنة وحرب شوارع مع الميليشيات الإسلامية خصوصا في كتيبة شهداء 17 فبراير.
وهاتان الوحدتان العسكريتان هما ما تبقى من وحدات عسكرية في بنغازي بعد هجوم حفتر الأول، وتشاركان في الهجوم الثاني ضد الميليشيات الإسلامية في مناطق غرب بنغازي ومدخلها الغربي.
والأربعاء، قتل 14 شخصا على الأقل بينهم انتحاري نفذ هجوما في مدينة بنغازي وفق مصادر طبية وعسكرية وشهود عيان.
ولأول مرة منذ الأربعاء 15 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن متحدث باسم القوات الخاصة والصاعقة إن هذه القوات التي تدافع عن مطار بنغازي خسرت منذ الأربعاء المذكور تسعة من عناصرها نقلت جثثهم إلى مستشفى المرج (100 كلم شرق) الذي يمتنع عن الادلاء باي حصيلة.
وبذلك، يرتفع عدد القتلى في اسبوع إلى نحو 149 شخصا على الأقل بينهم 122 تلقاهم مركز بنغازي الطبي وحده، فيما تلقت مستشفيات أخرى بقية الجثث، بحسب المصادر الطبية.
يشار إلى أنه تمر على ليبيا الخميس الذكرى السنوية الثالثة لإعلان “تحرير” البلد من قبضة العقيد الراحل معمر القذافي الذي دام حكمه أكثر من 42 عاما.
ففي 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011 اي بعد ثلاثة أيام على مقتل القذافي الذي اعتقل ثم أعدم على أيدي ثوار قرب سرت (وسط) مسقط رأسه، اعلنت السلطات الانتقالية “التحرير التام” لليبيا من بنغازي ثاني مدن البلاد ومهد الانتفاضة بعد ثمانية أشهر من الصراع.
وبعد ثلاثة اعوام، تشهد البلاد مزيدا من الفلتان الأمني والفوضى ولم يتم حتى الآن إجراء أي برنامج احتفالات رسمي لإحياء هذه الذكرى.
وفي هذا السياق، أطلقت منظمة مراسلون بلا حدود المعنية بالدفاع عن حرية الاعلام الخميس حملة توعية للتنديد بالانتهاكات المرتكبة ضد الصحافيين ووسائل الإعلام الليبية.
وقالت المنظمة في بيان “بعد مرور ثلاث سنوات على سقوط نظام القذافي يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، ما زالت ليبيا تئن تحت وضع سياسي وعسكري أكثر فوضوية من أي وقت مضى”.
وأضافت “ها هي ليبيا تفتح صفحة سوداء أخرى في تاريخها. ذلك أن عدم الاستقرار المستشري حالياً في البلاد يؤثر بشكل كبير على الصحافيين، المحترفين منهم وغير المحترفين، حيث يتعرضون للاضطهاد والاعتداء، بل يصل الأمر حدَّ القتل في بعض الحالات، ما جعل أهل الإعلام من أبرز ضحايا حالة الفوضى السياسية والانفلات الأمني في البلاد”.
وتابعت ان “مجرد تغطية الأحداث التي تشهدها الساحة الليبية في الوقت الحالي والإبلاغ عن الانتهاكات التي ترتكبها مختلف الجماعات المسلحة، أو حتى وصف مدى التقدم العسكري أو شرح الموقف السياسي الذي يتخذه طرف تجاه آخر، أصبح سبباً كافياً لتعريض سلامة الصحافيين للخطر، علماً أن حمل كاميرا أو بطاقة صحافية بات عملاً شجاعاً في ليبيا اليوم”.
وقالت إنها “أحصت منذ انتهاء الثورة الليبية، سبعة اغتيالات في صفوف الصحافيين، مقابل 37 حالة اختطاف و127 اعتداء أو هجوماً”.