تجفيف المستشفيات قضية شعب

قامت السلطات الأمنية باعتقال عدد من العاملين في مستشفى الخرطوم التعليمي، وأطلقت سراحهم بعد تظاهرات عارمة أغلقت الشوارع الرئيسية المؤدية للمستشفى وشارع المك نمر. وأجبرت سلطات الأمن على إطلاق سراحهم بعد ساعات من الاعتقال.

لقد ظل جميع العاملين الشرفاء من أطباء وموظفين وعمال وفنيين بمختلف مهنهم يصارعون أثرياء الرأسمالية الطفيلية الساعية لتجفيف المستشفيات وتحويلها إلى القطاع الخاص. غير قانعين بالمستشفيات الخاصة التي أسسوها في قلب الخرطوم ويمتصون عبرها دماء الفقراء والكادحين من هذا الشعب، بالأسعار العالية للفحوصات المختلفة والأدوية والعلاج. فأصبح العلاج في المستشفى الواحد محتكراً تماماً بكل تفاصيله، بينما تفتقد مسشتفيات الدولة أبسط مدخلات ومطلوبات العلاج، بل يحول المرضى للفحص في المستشفيات الخاصة.

إنَّ قضية تجفيف المستشفيات ليست خاصة بالعاملين فيها، بل هي قضية تهم كل الشعب السوداني. فالعلاج حتى في ظل الإستعمار البريطاني كان مجانياً في كل تفاصيله. الآن دولة الرأسمالية الطفيلية جعلت كل ما يهم صحة المواطن تجارة لأثريائها. فأنت تدفع منذ أن تضع قدمك على باب المستشفى وتصرف على كل ما يحتاجه علاجك، وحتى إذا وافتك المنية، فعلى أهلك أن يدفعوا قبل أن يسلم جثمانك لهم.

لهذا فالقضية ليست تضامناً مع العاملين في المستشفيات، بل هو نضال وفرض عينٍ على كل شعب السودان، يتواصل يومياً ضد تجفيف المستشفيات ومن أجل العلاج المجاني وتحويل المستشفيات الخاصة إلى تابعة للدولة، وكفى ما نهبوه من أموال المحتاجين.

هذا لن يتم إلا عبر نضالٍ مثابرٍ تقدم فيه تضحيات ربما تكون جسيمة حتى تُنَّفذ هذه المطالب أو إسقاط النظام.

الميدان