وحدة السودان مراوحة ام مراوغة ام خيار جديد؟

وحدة السودان مراوحة ام مراوغة ام خيار جديد؟
د. عبد القادر الرفاعي
لعلنا علي قناعة الان ان الانفصال خطر ماثل يتهدد مصير شعب السودان وامتحان عسير لقادتنا السياسيين . ان الازمة التي يعيشها السودانيون بمختلف جوانبها ليست سهلة وكذلك التحديات ، اما ازمة الحكومة فهي الاعمق ولن تنتهي بانهاء الانتخابات التي اجرتها في ابريل والتهمتها وهي تظن ان النتيجة التي ازدرتها لقمة سائغة ستكون بعدها الاقوي . الحكومة لن تكون كذلك ، بل ستزداد ضعفا وشللا ازاء وطن يتمزق قطعا اربا اربا، وطن يتبعثر وستتحمل مسئولية انفراط عقد الوطن الي دويلات مثل ما حدث في سراييقو الاولي التي اندلعت بسببها الحرب العالمية الاولي ، وايضا تحمل التبعات مثلما تحملت المانيا التقسيم الي المانيتين في خط تماس بوابة براندنبرج في برلين ، اما في القرن الواحد والعشرين فان مسئولية الحكومة مطابقة لما حدث في يوغسلافيا التي جمعها حوزيف بروز تيتو حجرا حجرا .
الامثلة كثيرة والاسئلة اكثر فهل سيواصل حزب المؤتمر الوطني السير علي طريق التشدد بغض النظر عن النتائج ، علما بان نيرون مات ولم تزل روما بعيينها تقاتل ، ام انه سيقدم علي السير في طريق جديد ويعتمد نهجا جديدا هو سياسة الاعتدال ويسعي لتطوريها ليكفر عما ساق اليه بلادنا من مصير وعلي رسم سياسة اجتماعية واقتصادية واجتماعية جديدة وصولا الي ولادة جديدة تمسح عن شعبنا المخاطر والالام التي بدات حين جاءت يونيو 1989 ام ان لكل هذا ضريبته ؟
ومن جانب اخر ، فالمعارضة مواجهة بمازق وخطر اذا لم تتوحد وهي التي لا تنعزل هموما ومسئوليتها عن واقع مرير لا ينفصل ولا ينتهي بان يكون الوطن الذي عرفناه او لا يكون ، بل المسئولية تتعداهم لمجموعات المثقفين السودانيين الموجودة في كل مكان يلتصق بعالم الواقع المرير والانفاق المظلمة التي يجتازها شعبنا وهو شعب عظيم . العمال والطلاب والمثقفين والنساء والشباب ،? والجميع ? مؤسسات الراي ، في روابط الادباء والمثقفين والمفكرين والفنانيين وفي الجامعات . في عالم الصحافة ?، في اي مكان حيث معاناة القضايا الوطنية تستبد بالبال نهارا وتؤرق العين ليلا . في الريف والحواضر، في معسكرات النازحين والمشردين والجياع ، ولان الهموم علي امتداد الوطن عامة لا خاصة ، فالمشاركون والمتتبعون لاثارها ونتائجهاهم كل الناس ? هم شعبنا فهل الحياة عندنا والبؤس يحيط بها هل ستمضي الي النهاية المظلمة وسيمضي المتسبب فيها، كل الي غايته ويمضي دامي القدمين والكفي علي امال ان الليل زائل ، لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل ؟ الاسئلة لا نهاية لها ، اسئلة ليس بوسع المرء ان يرصدها كلها ، كما لا ستطيع ان يجابهها حتي ولو رصدها الرصد المحكم ؟ ام ان النخبة ? بدون فرز وهي التي تري كل ما يمر بالسودان ، او حاله الانواء والاخطار والعواصف ؟ لا ندري ولكننا ندري ان الوحدة معناها الحق كرسالة، لا تنفصل عن زعمائنا الا اذا حملوها هم ، لا سواهم وان لواءها سيكون خفاقا وجد عظيم. ان ان مصيرنا كلنا في هذه الاشياء ومعنا شعبنا ينطبق عيله قول الشاعر كلما التام جرح جد بالتذكار جرح (او) كلما داويت جرحا سال جرح.
يتبع?..
الميدان