الخرطوم ـ جوبا وبالعكس

نمريات

الخرطوم ـ جوبا وبالعكس

اخلاص نمر

* مازالت حكومة الجنوب تتأرجح بين الرفض والقبول والاتجاه لدولة صديقة لتصدير نفطها بعد اتهامها للشمال بـ «لهف» البترول من أنبوب فرعي ورغم الوساطات المتعددة الأجناس الا ان الجنوب بعد التأرجح اتخذ الخطوة الاخيرة وأشاح بوجهه بعيداً وتمسك برأيه ما دعا الشعب الجنوبي للخروج للشارع مؤيداً الخطوة.
* اتجاه دولة الشمال بمطالبة عائدها من بترول الجنوب غشاه شيء من المبالغة والمغالاة في سعر البرميل العابر للأراضي الشمالية ما أدى الى التشكيك في نوايا الحكومة الشمالية التي تحركت وعلى مستوى مؤسساتها واختلاف مسمياتها للتفرغ لمشكلة عبور البترول وإطلاق التصريحات النارية.
* تعود بنا هذه العثرة بين الدولتين الى ما قبل نيفاشا عندما كانت البندقية هي أصل الحوار، ورغم ان الحوار اليوم هو سيد طاولة المفاوضات إلا أنه يأتي بطعم الرصاص القديم ويدخل في ممرات تواجه فيها جوبا تركيز الخرطوم على أن ترضخ جوبا والنفط عيناً إذا لم يتم التوسط لحلول مقبولة من جانب الطرفين.
* الخرطوم بعد انفصال الجنوب وقيام دولته الجديدة لم تفرد للود مساحات بهية ولم تسع لعلاقات مميزة مع الأهل القدامى والجيران الجدد إذ طوت صفحة العلاقات التجارية كأول خطوة في دفتر الرصد الجديد بل اغلقتها تماماً ما خلف نتائج سالبة أودت بمصالح الكثير من التجار الشماليين الذين فقدوا مراكزهم التجارية كما حرمت الدولة الوليدة من السلع الاستهلاكية بما فيها حليب الأطفال.
* كانت أبيي ومازالت هي مطمع الجنوب ومطمح الشمال فالاختلاف حول تبعية المنطقة زج باسمها كثيراً في التشاكسات والمفاوضات والحروب ومازالت أبيي محتقنة بالدماء والدموع يمارس فيها الشد الجنوبي والجذب الشمالي ورغم ما تؤديه الخرطوم برفضها مقايضة أبيي وإعلانها شمالية خالصة، إلا أننا نجدها تعجز عن حلايب التي تقع داخل دائرة «سومصري» إذ لم تجتهد الخرطوم بعد في فك الاشتباك فيها والمشفوع بإعلانها سودانية تماماً.
* لن تجد الحلول مهما كان لونها وشكلها من أجل عودة المياه لمجاريها بين الدولتين سبيلاً إلى أرض الواقع فالجارة وحسبما حملت الصحف تدمغ الخرطوم باتهام قصف معسكر اللاجئين قرب الحدود، بينما تعلن الخرطوم براءتها من الحادثة ويبدو من التربص الواضح في اشكال الاتهام المتبادل وتعنت المواقف ان الدولتين لن تتدفق في مجاريهما مياه نقية صافية ولن تستمتعا بحسن الجوار وانسياب العلاقات الطيبة، فكنانة السهام حبلى والايام كذلك ولعل ما يجري الآن هو أبلغ دليل للقادم مستقبلا.
* تعاني جوبا كما الخرطوم من اتهامات موجهة لبطانة الدولة من احتراف الفساد الذي جرى الحديث حوله قديماً إبان العسل ومازال يتمتم به البعض في إشارة واضحة أحياناً وخفية حيناً آخر، بينما في الخرطوم كشفته «الوثائق» والتوقيعات التي يستحيل معها الهروب من «الواقعة» أو ينتظر المواطن كشف المزيد من مخابئه وأذرعه الاخطبوطية بوجود آلية مكافحة الفساد رغم اختلاف وجهات النظر حول وجودها.. ووجود أبو قناية الذي مرت المعاملات المالية والشيكات من قلب طاولته إبان وجوده وكيلاً للمالية.
* تقلبات موقف حكومة الجنوب بشأن استئناف ضخه لا أخالها ستطول، فالوسيط الصيني يبدو أكثر حرصاً من الوساطات الأخرى فالدولة مصالح تتسع وتكبر كل يوم ولكن ربما تدخل اسرائيل كمساند خفي وداعم للابتعاد عن خط الخرطوم التي استنكرت الوجود الاسرائيلي المعنوي والمادي في جنوب السودان رغم انها من دفع به الى الجنوب بالانفصال المر والذي حركت وشائج ضمه بعد مضي الكثير من الزمن.
* همسة:
البحر يحمل ذكراها ويمتد المكان..
وتنام في كف القدر مسافات الزمن..
بين الفرح وخطوة النهاية..
جاءه صوتها..
إيذاناً بعودة.. إلى العش الوفي..
nimiriat@hot mail.com
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..