النهضة تعترف بهزيمتها المرة عنوان فشلها الذريع في الحكم

التونسيون يرددون عبارة واحدة بعد تأكد الهزيمة: الحمد لله انقشع الكابوس، بعضهم يردده باكيا والبعض الآخر ضاحكا.

ميدل ايست أونلاين

هل ما يزال لديهم وهم؟

تونس ـ اعترفت حركة النهضة الإخوانية التي يقودها راشد الغنوشي بمرارة الهزيمة التي منيت بها أمام حزب حركة نداء تونس الذي يتزعمه السياسي المخضرم الباجي قائدالسبسي في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد في كنف الشفافية والنزاهة، وقالت إنها دفعت ثمن فشلها في الحكم.

وأقر الناطق الرسمي باسم النهضة زياد العذاري مساء الاثنين في برنامج على إذاعة موزاييك الخاصة بالهزيمة أمام نداء تونس وأعلن قبول النتيجة.

واعترف العذاري بأن النهضة دفعت ثمن تولّيها الحكم خلال الفترة الانتقالية وبأنها ارتكبت أخطاء كانت ستكون نتيجتها أكبر بكثير مما حصل.

وأضاف أن حركة النهضة لا يهمها الحكم مهما كان الثمن بل هي تسعى إلى بناء تونس والمشاركة في الحياة السياسية بشكل ايجابي.

وهذه أول مرة تعترف بها النهضة بفشلها خلال فترة حكمها عامي 2012 و2013 حيث كثيرا ما ردد راشد الغنوشي بأن “النهضة نجحت في الحكم”.

وعلى الرغم من إجماع التونسيين على فشلها، فقد حرص الغنوشي خلال الحملة الانتخابية الترويج للنهضة كحركة قادرة على حكم البلاد وإدارة شؤون الدولة، متجاهلا غضب الناخبين الدين نفضوا أيديهم من حركة تقول ما لا تفعل لم يجن منها الناس سوى المزيد من البؤس والفقر وتنامي المجموعات الإرهابية التي تناسلت خلال فترة حكمها.

ووفق النتائج الأولية فقد تجرع الغنوشي علقم الهزيمة في عقر داره حيث فاز نداء تونس على النهضة في مدينة بن عروس الواقعة بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، أين كان يسكن الغنوشي مطلع الثمانينات من القرن الماضي وجعل منها معقلا من معاقل النهضة.

وخلال عملية الاقتراع بدا التنافس في منتهى الشراسة في مدينة بن عروس بين النهضة التي جاهدت من أجل الحفاظ على ولاء أهالي المدينة وبين نداء تونس الذي ناضل من أجل إفتكاك المعقل التقليدي للحركة الإخوانية.

ولعل هدا ما يفسر أن مدينة بن عروس سجلت أرفع نسبة مشاركة في الانتخابات على المستوى الوطني حيث فاقت 70 في المائة.

ولم تفز النهضة في دائرة بنعروس إلا بـ3 مقاعد فيما فاز نداء تونس بـ4 مقاعد، وذلك بحسب ما أعلنه عضو الهيئة الفرعية للانتخابات ضو ناجي.

كما هزمت النهضة في عدد من معاقلها الأخرى من أهمها تونس العاصمة ذات الثقل الديمغرافي والسياسي والتي تعد “محرارا سياسيا وشعبيا بامتياز” لكونها تضم أكثر من مليوني ساكن إضافة إلى أنها “العاصمة السياسية” التي تحتضن القيادات المركزية لكل الأحزاب بمختلف خلفياتها الفكرية وتوجهاتها السياسية.

وكان راشد الغنوشي بدأ نشاطه الديني والسياسي أواسط السبعينات من القرن العشرين من مساجد تونس العاصمة قادما من بلدة الحامة التابعة لمحافظة قابس الواقعة في الجنوب التونسي، حيث راهن على حشد الشباب المتحدر من الأحياء الشعبية التي شيدت إثر عملية نزوح كبرى من الأرياف.

ومع التقدم في عملية الفرز بدت النهضة كما لو أنها تعرضت إلى “عقاب شعبي واسع” لم تكن تتوقعه على الإطلاق حتى أن قياداتها اختفت من منابر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية واكتفت بدفع ناطقها الرسمي زياد العذاري إلى التحدث بمرارة لا فقط عن هزيمة النهضة وإنما عن فشل مشروع الإسلام السياسي في تونس المشدودة للمشروع الوطني الذي بدأه رواد الحركة الإصلاحية التونسية مند منتصف القرن التاسع عشر وتوج بإعلان دولة الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي عام 1956 ومباشرتها لتنفيذ مشروع الحداثة الذي جعل من مدنية الدولة ومبدأ المواطنة وحرية المرأة ونشر التعليم عناوين أساسية.

ولا يخفي التونسيون وهم يتابعون بشغف تقدم عملية الفرز التعبير عن فرحتهم بهزيمة النهضة التي يحملونها مسؤولية تردي أوضاعهم الاجتماعية وتزايد خطر المجموعات الإرهابية.

غير أن الأهم من ذلك هو طبيعة الإحساس العام لدى المواطنين وخاصة لدى النساء اللواتي كان لهن دور حاسم في هزيمة النهضة وهو إحساس بـ”بعودة تونس إلى ذاتها، حتى أن التونسيين باتوا يتحدثون عن “استرجاع” البلاد من من قبضة الإسلاميين، إلى مسارها الوطني.

ويردد الناس هنا في تونس عبارة واحدة: الحمد لله انقشع الكابوس، بعضهم يردده باكيا، ويردده البعض الآخر ضاحكا.

تعليق واحد

  1. الذي حدث في السودان في فترة الديموقراطية الثالثة سيحدث في تونس سيقوم الاخوان بوضع العراقيل امام الحكومة و تجنيد صحفهم للسخرية من أعضاء الحكومة و المبالغة في الحوادث و التفلتات الفردية و دمغ الحكومة بكل الموبقات بحيث يفقد المواطن اي أمل في الديموقراطية و يقومون بانقلابهم

  2. في هذه الحالة لا يمكن دمغ النهضة بوصمة الإسلام السياسي .. خطر الإسلام السياسي يكمن في تنصيب جماعة سياسية نفسها وصية على الآخرين و إعفاء نفسها من الخضوع للمراقبة و المحاسبة لا لشئ سوى أنها أطلقت على نفسها إسم (حركة إسلامية) و منحت نفسها حق القداسة .. هذه المساوئ تجنبتها النهضة فأصبحت حزباً كغيرها من الأحزاب , خاضعة للمحاسبة و المراجعة و يمكن إبعادها من الحكم بقرار ديمقراطي بدون الإحتماء بمزاعم زائفة أنها تمثل نقاء الدين و أن إبعادها يعنى إبعاد الدين .

  3. الذي حدث في السودان في فترة الديموقراطية الثالثة سيحدث في تونس سيقوم الاخوان بوضع العراقيل امام الحكومة و تجنيد صحفهم للسخرية من أعضاء الحكومة و المبالغة في الحوادث و التفلتات الفردية و دمغ الحكومة بكل الموبقات بحيث يفقد المواطن اي أمل في الديموقراطية و يقومون بانقلابهم

  4. في هذه الحالة لا يمكن دمغ النهضة بوصمة الإسلام السياسي .. خطر الإسلام السياسي يكمن في تنصيب جماعة سياسية نفسها وصية على الآخرين و إعفاء نفسها من الخضوع للمراقبة و المحاسبة لا لشئ سوى أنها أطلقت على نفسها إسم (حركة إسلامية) و منحت نفسها حق القداسة .. هذه المساوئ تجنبتها النهضة فأصبحت حزباً كغيرها من الأحزاب , خاضعة للمحاسبة و المراجعة و يمكن إبعادها من الحكم بقرار ديمقراطي بدون الإحتماء بمزاعم زائفة أنها تمثل نقاء الدين و أن إبعادها يعنى إبعاد الدين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..