الناسف والمنسوف..!ا

العصب السابع
الناسف والمنسوف..!!
شمائل النور
التقطت كاميرات التصوير الخبيثة الحريفة في العاصمة أديس بعد توقيع الاتفاق الإطاري المغضوب عليه بين قطاع الشمال وحزب المؤتمر الوطني صورة قد يستحيل حدوثها لكنها وقعت، الصورة التي ضمت الذراع الأيمن للرئيس السوداني نافع علي نافع مع سيدة أمريكا هيلاري كلنتون التي لا تخفي مقتها لقادة حكومة السودان وعلى رأسهم نافع.. الصورة التي أظهرت نافع مبتسماً لدرجة غير معهودة بجانب هيلاري كلنتون التي لم تخف فرحتها المخلوطة بدهشة النصر، هي ذات الدول التي -تستهدف عقيدتنا- إذن.. هذه الصورة في تقدير كثيرين كانت سبباً وجيهاً في نسف الرئيس لاتفاق أديس أكثر من مضمون الاتفاق نفسه، تلك الطريقة الغاضبة التي أنهى بها الرئيس “جغمسة” نافع.. أعلنت بشكل فظ الصراع داخل الحزب الواحد نحو الكرسي الواحد، الصراع الذي يتخذ من نظرية الناسف والمنسوف سلاحاً للحسم. كانت تلك هي المرة الأولى التي لا تصادف أفعال نافع هوى في نفس الرئيس، هي المرة الأولى التي يشعر فيها الرئيس بريح صرصر عاتية من ذراعه الأيمن.. حاول نافع تجميع قواه الأولى رغم الضربة الموجعة في الثقة التي كانت متوفرة بينه وبين الرئيس، نزل نافع الميدان وشكّل “فولترون” من جديد.. كال الشتائم والسباب للحركة الشعبية “المخمورة” دافع ما شاء له من الدفاع عن حكومته وقدرتها على مواجهة أرذال الحركة الشعبية وكنسها من الأرض لا من السودان فحسب، هؤلاء الأرذال هم الذين وقع معهم نافع اتفاق إطارياً.. وحتى يستعيد تلك الصورة الأولى في الأذهان، شتم ولعن أحزاب المعارضة التي تمرنت على الإساءات المتتالية ولم يترك نافع قوى الإجماع الوطني ولا تحالف كاودا. كل ذلك في سبيل استرجاع الصورة الأولى التي شوهها اتفاق أديس الإطاري لكن قد لا يتصور أحدنا مهما اتسع خياله ومهما بلغ انحطاطه أن يصل التشوه في الخطاب السياسي لقادة الدولة التي تحمل اسم السودان مبلغاً كالذي وصل إليه الحال في ود بندة، ومهما وصلت درجة الغبن بين الحكومة والمعارضة والشعب، ومهما بلغ اجتهاد نافع في أن يُثبت الولاء الأول، ليس من مُبرر أن يصل مرحلة كهذه، أن يصف قائد صف أول في حكومة ينبغي أن تكون إسلامية أو هكذا سموها، أن يصف ميتاً مسلماً بالنجاسة.. مقبرة الأنجاس اسم جديد في عالم الضياع اللغوي تدخل قاموس السياسة السودانية للمزيد من الغبن والاحتقان وتكريس الدونية، هذا النجس خليل إبراهيم رحمه الله أحد قيادات الحركة الإسلامية السودانية التي جمعتهم كلهم تحت لواء واحد، نجس وطهور.. تعدت النجاسة بمعايير نافع حدود الموتى لتعم حتى الأحياء، نافع يرسل رسالة إلى أحزاب المعارضة بأن السودان لن يصبح مركزاً للنجاسة كما يحلمون.. ارتفاع نبرة وحدة الإساءة والخشونة والسباب في كل خطاب لنافع، بعد اتفاق أديس تبرهن أن لنافع معركة ضارية، إنها ليست مع أحزاب المعارضة ولا تحالف كاودا، لنافع معركة يعرفها هو، وربما بعضنا.
التنيار