عوْدٌ إلى الله

عوْدٌ إلى الله
من وحي المولد النبوي الشريف
للشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
[email protected]
هــــل لي تجود بنات الشعـر والفِكر
وقـــد أبيت وقلـــــبي كاد ينفـــطـــر
الناس تطرب للأشـــعــار تحســدني
والفقـــر يملأ أحشــــائي ويعـــتصر
وددت لو أن أشـعــــاري أمــــزقها
تذرو الريــــاحُ لهـــــا وأداً فــتندثر
أخـــاف يوما لقـــــاء الله يجمعــني
والشعــــر جاء بلا غاي به خـــطر
ماذا أقــــول لــــربي حـين يسألني
عما كــــتبت من الأشعــــار أشـتهر
إن كــــنت أمـــدح للمختار أسعدني
أو كنت أحمـــد كان الحظ والظفــــر
يا رب فاصرف لشيطاني تجنب لي
وزرا فإني أســــير الخوف أنتــــظر
أكلما قلـــت من شعــــر يؤرقــــني
وما رمـــى خافـقي الشـــر والبــطر
لكم سجدت ودمعي سال يحرقــني
عـــوْدا إلى الله يكسو وجهي الخفر
وكــــم وقـفـــت وعبراتي تعاودني
حاولت جهدي لقــول الحــق أنتصر
وربما خذلــــت مــــني مواقــــفـها
نفس لها شــــهوة من ضعــفها أثر
آمـــــنت أنك يا ربي لترحـــــمــــها
طبيعة الخــــلق ما تخطي وتغـــــتفر
كـــم مــن رجاء لــنا بالدمع أنسجه
وقد علمـــت بعـفـوٍ مـــنك يمــــتطر
لولاه عــــفوك ما عـــشنا على أمل
ولا نجا مـــن لهــــيبٍ حارق بشـــر
أستغـفر الله من قــــولي ومن عمل
يوم الحســــاب به النيران تستعـــر
يا رب عــــبدك فـــي لــوم بداخــله
وحسـرة ليس تُبقــــي مــنه أو تذر
لمن أنادي ســــوى الرحمن أسأله
عفـــو الكريم متى هاجت بي السِير
يا طالما قلـــت للأشــــــعار أنظمها
وقلــــت ما لـــم يقـل في ذاك مـدكر
هجوت حينا وحينا كنت ذا صــــلف
وإن مدحت جعـــلــت العـــي يفتخر
وقــــد تجمّـــع حولي ألـــف غانية
وكـــل فاتنــــة بالشـــعــــر تأتمـــر
أطــــلــت أنظر للحســـناء مشتهيا
ولا يحــــل لــنا قــــرب ولا نظـــــر
وكـــم أغـــــازل يوما في مجـــازفة
من راق لي من جمــــيل القد أحتبر
يجـــري يســـابقني جوْري وأسبقه
والناس حولي لرب الناس قد ذكروا
من لي بعمر جديد بعـــدما صرمت
أيام عمــــري لعــــلي بعـد أعـــتبر
أغــــوى الشباب لقلــــب لا يقاومه
يا بئس ما كسب الغاوون وادخروا
زلَّ اللســــان فــــــيا رباه مغفـــــرة
وقـــد نزلـــت بســــاح فــــيه أزدجر
كـــرِهْتُ نفسي نفاقــــا كان لازمها
حــــبا لدنيا به الأحـــــــلام تســــتتر
وما وعـــيتُ مع الأحلام ما فعــــلت
نفسي وما وعظـــت من سابق عِبَر
مــرَّ الربيــــع وها أجـــري براحلتي
صوب الغــــروب فلا غـــيم ولا مطر
كم من شعور غدا في الضعف يملكني
لما غــــدوت وقــــد يستهدف الحجر
الشمــــس تغــرب مـــني في مغازلة
والقلـــــــب أصـــبح في أدوائه حذر
يا رب إن عـــــزائي أن لي أمـــــلا
في ما رمــــاني به في شــــيبي الكِبَر
فاجعـــــــل لخاتمتي خـــــيرا ومغفرة
واجعــــــل لقبري نعــــيما منذ احتضر
*******
أتيت بابــــــك والآلام تهـــــزمــــــني
والبال منشغــــــل والقلــــب منكـــسر
والعـــين تهمــــي وأوجاعي تلازمني
والدمع يجري عــلى الخـــدين ينهمـــر
لمــــا رأيت لباب العــــدل أوصـــــده
قوم لهـــــم في بلاط الشـــرك مؤتمر
هــــم يأمرون بغـــير الحق مسلمـــنا
ونحن في عجز من لانوا ومن نُحروا
فهـــــل تعــــــود أبا حفص بهيبتكم
ترسي لنا العدل بعد الظلم يا عمــــر؟
دين به شــــــرفت من ذلهــــــا أمم
لمــــا تمــــسَّــــك إيمانا به البشـــــر
ساوى محمد خـــــــير الخلق كلهم
بين الجمـــــيع فجاد الخـــير والثمــر
ونال كل ظلـــــوم مـــــن مســـــاءلة
وفاز عدلا كذا في الناس من كفروا
في دينه الســــمح آيات مـــــرتلـــة
العـــــدل ديدنها واللطــف ينتشـــــر
من رحمــــة الله نحـــــيا من مآثرها
وداً لمـــن صغـــروا فينا ومن كبروا
يا سيد الرسْــــــل أرجو منك معذرة
فيما أُلخص من معـــــنى وأختصــر
وإنمـــــا تلك مـــــني من محاولـــة
وكـــم يقصّــــر في الإطراء مقــــتدر
حســـــبي بأني لــــــم أملك لناصية
من القــــــوافي ولا الأوزان لي درر
لكــــنما حــــبكم في القلب يغمرني
أغـــــرى لمـــــثلي بلا حـــوْلٍ فأبتدر
عسى بلغـــــت بذاك الشعـــر منزلة
فـــيها رضـــــاء من الغـــفار أفتقر
لولا مديحــــك لــــم أسعـــــد لثانية
وفي خيالي يطوف الحشر والزمر
يا سيد الخلق هــذي بعض قافيتي
فهــــل تدافع عـــــــني وقتما قبروا
وهـــــل تسائل ربي لي بمغــــفـــرة
أنجو بها من لهـــــيب خافه المـــدر
يا سيد الخلق كــــم لي من مناشدة
والنفس تأمل بالإســــلام نزدهــــــر
ننام ملء جفــــون عــــن شواردها
ولا يحـــــيق بنا ضــــير ولا ضـــرر